من الصحافة اللبنانية
السفير: تبديل جوازات السفر للمضطرين.. و”البيومترية” تعتمد صيف 2016 ترحيل النفايات من “أسرار الدولة”.. ومصير 200 ألف طن مجهول!
كتبت “السفير”: تكيّف اللبنانيون مع الفراغ الرئاسي والشلل الدستوري الى حد أن حالة التقاعد السياسي التي أصابت كل السلطات، باتت حالة طبيعية جدا، لا بل ان محاولات كسرها لم تعد محبذة اذا كانت ستعرض استقرارهم السياسي والأمني لأي اهتزاز.
بهذا المعنى، يتعاظم انشداد اللبنانيين الى المواضيع خارج السياسة. طوابير تصل ليلها بنهارها في الأمن العام طمعا بجواز سفر يكون مقبولا عند حدود الهجرة أو العمل أو التعلم. طوابير في المطار للعائدين من فرصة الميلاد ورأس السنة ممن انفقوا مبالغ طائلة على السهر والفرح (11 ألفا عادوا في يوم واحد). وفي المقابل، غادر مطار بيروت في يوم واحد حوالي 16 ألفا (6 ك2)، معظمهم من السوريين الذين كانوا يسابقون الزمن، قبل أن تقفل السلطات التركية حدودها البرية والبحرية والجوية أمام أي سوري لا يحمل تأشيرة دخول وذلك اعتبارا من منتصف ليل الخميس (امس) ـ الجمعة.
ويطرح الاجراء التركي أسئلة حول مستقبل النزوح السوري ربطا بالتطورات السياسية والميدانية المفتوحة على شتى الاحتمالات، خصوصا وأن لبنان صار نسبيا دولة الجوار الوحيدة المرشحة لاستقبال اللجوء القسري برغم الاجراءات الحدودية المعمول بها منذ شهور عدة.
وما يسري على الحدود البرية والجوية وجوازات السفر اللبنانية، يسري على ملفات أخرى يتعاظم اهتمام اللبنانيين بها، ولكنهم يفتقدون للمرجعية التي تتحمل المسؤولية وتلك التي تتولى الرقابة والمساءلة، ولعل أفدحها كيفية تعامل أهل السلطة مع ملف النفايات بوصفه من “أسرار الدولة”.
فقد كان من المفترض ان يتم توقيع عقود ترحيل النفايات اليوم مع الشركتين اللتين تم التعاقد معهما، الا أن ترجمة العقود من الأجنبية الى اللغة العربية، من قبل مجلس الإنماء والاعمار، أرجأت التوقيع بعض الوقت، كما قال وزير الزراعة اكرم شهيب لـ”السفير” ليل أمس. الا أن ذلك لم يمنع الشركتين، بحسب شهيب، من دفع الكفالات البالغة خمسة ملايين دولار (كل واحدة 2,5 مليون دولار)، وتوقع شهيب بدء عملية الترحيل نهاية هذا الشهر، اذا استمرت وتيرة التحضيرات نفسها.
في هذا الوقت، لا تزال الشركات تدرس كيفية تطوير معامل الكرنتينا والعمروسية لتوضيب هذه النفايات ونقلها. وقد يتم إدخال فرّامات جديدة وتطوير عملية توضيب البالات. اما المواد الكبيرة (العوادم) فسيتم الاستمرار في نقلها الى مطمر بصاليم ضمن عقد الجمع، كما أوضح شهيب لـ “السفير”.
وإذ لم يشأ الأخير الكشف عن بنود العقد مع الشركتين ولا الوجهة (الدولة التي سترسل إليها النفايات)، علمت “السفير” من مصادر متابعة انه سيتم نقل النفايات المنتجة حديثا فقط (نحو 2500 طن يوميا) الى قبرص التركية والى دولة أوروبية، على الأرجح، وبالتالي، فان شروط العقد، لا تشمل تصدير النفايات التي تجاوز عمرها الـ45 يوما، مع العلم أن النفايات المتراكمة منذ حوالي ستة أشهر تقارب 200 ألف طن من دون حرق أو طمر. وهذه المسألة تطرح سؤالا مستقبليا حول كيفية التعامل معها، نظرا لحجمها الكبير، وخصوصا لجهة إيجاد حل بيئي مناسب لتخزين هذه النفايات بطرق آمنة بيئيا، إلى حين التوصل إلى حل لمعالجتها، فضلا عما تطرحه أسئلة العواصف والأمطار!
ازدحام في مراكز الامن العام
في سياق آخر، انشغل الرأي العام اللبناني، أمس، بقضية جوازات السفر اللبنانية التي لم تعد صالحة للسفر الى الخارج، الأمر الذي أدى الى حدوث ضغط بشري على مراكز الأمن العام، وخصوصا في بيروت، من أجل الحصول على جوازات سفر جديدة، ربطا بالموعد المحدد لبطلان التعامل مع هذه “الباسبورات” في العاشر من كانون الثاني الحالي.
وقال مرجع أمني معني لـ “السفير” ان القضية مطروحة منذ شهور بناء على طلب من منظمة الطيران المدني (ايكاو)، يقضي بعدم قبول جوازات السفر المجددة، أو تلك التي لا تشمل صاحبها فقط بل ايضا مرافقيه (أطفاله أو غيرهم)، وبالتالي، صار لزاما على الأمن العام أن يصدر جواز سفر مقروءا آليا لمرة واحدة فقط.
وأشار المرجع الى أن الأمن العام يواظب على التعميم منذ أكثر من شهر حول وجوب تبديل تلك الجوازات بجوازات سفر جديدة قبل العاشر من كانون الثاني 2016، وذلك لمن يرغبون بالسفر في هذه الفترة حتى لا يواجهوا أية مصاعب في الخارج، وناشد اللبنانيين الذين ليسوا مضطرين للسفر في هذه الفترة أو في الأشهر القليلة المقبلة ألا يبدلوا جوازات سفرهم الحالية، لأنهم سيكونون ملزمين باعتماد جوازات السفر البيومترية الجديدة اعتبارا من مطلع الصيف المقبل (تموز على الأرجح) وستكون أبواب الأمن العام مفتوحة أمامهم للحصول على الجوازات البيومترية التي تم تلزيمها وتجري حاليا عملية طباعتها.
البناء: الطيران السعودي يقصف السفارة الإيرانية بصنعاء… وبن سلمان لا يريد حرباً مضايا والأسئلة أبعد من الصور… كيف يعيش المسلّحون ولا يموتون جوعاً؟ الحريري وجنبلاط والسنيورة في “حملة مضايا” بطلب سعودي ضدّ حزب الله
كتبت “البناء”: مع إعلان وزير الخارجية الأميركي أنّ أياماً تفصلنا عن بدء تطبيق التفاهم النووي مع إيران لجهة الإفراج عن الأرصدة، وإلغاء مفاعيل العقوبات، بدأت المرحلة الإقليمية الجديدة التي كانت كلّ الحروب الصغيرة لتركيا و”إسرائيل” والسعودية لمنع بلوغها، والفشل في تحقيق هذه الحروب أهدافها، ترجمه كلام ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان بكلام لصحيفة “الإيكونوميست” قال فيه، إنّ غير العاقل وحده يفكر بالحرب مع إيران، بينما كان الطيران السعودي يقصف السفارة الإيرانية في صنعاء، ويغرق العاصمة اليمنية بالقنابل العنقودية، فيما تبدو الاستعدادات السعودية لاجتماعَيْ وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ووزراء الخارجية العرب، مسقوفة بقرار أميركي يرفض التصعيد، ويحصر الأمر ببيانات تضامن إعلامية، لا تتخطى حدود استدعاء سفير للتشاور، كما فعلت الكويت وتبعتها قطر.
الهستيريا السعودية بدأت تهدأ بقوة عدم التجاوب، والرسالة التركية ومثلها الباكستانية، كانتا بريداً مضموناً وسريعاً من واشنطن، بأن لا حلفاء يتجاوبون مع التصعيد، وسقف المتاح هو تضامن إعلامي ليس إلا.
قرّر السعوديون حرب الممكن، تحت السقف الأميركي، وهي الحرب على حزب الله، والعنوان هذه المرة، بدأ من حملة في البحرين عن “خلية اكتشفها الأمن ومهمّتها الأعمال الإرهابية، ويموّلها ويرعاها حزب الله وأمينه العام شخصياً السيد حسن نصرالله”، والتتمة قبل أن يجفّ حبر الحملة الأولى التي فشلت في إثارة عاصفة، كان حملة جوع مضايا، وتقديم حزب الله عنواناً للتسبّب بمأساة إنسانية، لينخرط الإعلام الخليجي واللبناني في الحملة، ويتلقفها الغرب وعلى رأسه واشنطن الذي ينسجم استهداف حزب الله مع روزنامته الجديدة، حيث أمن “إسرائيل” يُترجَم بغير مفردات الحرب على سورية وإيران، والضغط على روسيا للتخلّي عنهما، ويصير العنوان حرباً على حزب الله، دون تعطيل مسارات التسويات مع روسيا وإيران، وفي سورية وحتى في اليمن.
“حملة مضايا” المستندة إلى صور حقيقية وأخرى مزوّرة، طرحت في الوسط الإعلامي أسئلة من نوع، كيف يعيش مسلحو مضايا وهل يموتون جوعاً، أم أنّهم يتمتّعون بالغذاء والدواء ويتنعّمون بالمساعدات التي تصل عبر القنوات الأممية ويقومون بتخزينها، وتسليم حصص منها تباعاً لتجار يتبعون لهم يقومون ببيعها في سوق سوداء، كما هو الحال في مخيم اليرموك وداريا والمعضمية، وإلا من أين جاءت معادلة بيع كيلو الأرز بمئة ألف ليرة سورية، والسعر يأتي من سوق والسوق بائع ومشترٍ، فمَن هو البائع؟
يقول الخبراء في الجمعيات الأممية المهتمّة بقضايا المساعدات في المناطق المحاصرة في سورية، إنّ مناقشة الصور المدسوسة في الحملة، تكشف مصادرها المفبركة، لكنها لا تلغي وجود مأساة ومعاناة وجوع وموت من الجوع، وفي حالات الحصار المنتشرة في مناطق الاشتباك في سورية، لا توجد مشاهد مشابهة في المناطق المحاصرة التي ينتشر فيها الجيش السوري وحزب الله ويحاصرها المسلحون، ليس لأنّ المسلحين يتعاملون بإنسانية مع المناطق التي يحاصرونها، بل هم يقطعون أنابيب المياه وخطوط الكهرباء، ويمنعون دخول المحروقات عدا منعهم الغذاء والدواء ومعلوم أنهم يقتلون الأطفال أحياء وقاموا في عدرا العمالية بزجّ خمسمئة امرأة وطفل في أفران الصهر وقاموا بإحراقهم أحياء، لكن الفوارق بين أداء المسلحين وأداء الجيش السوري وحزب الله، هو أنّ المسلحين عندما تُحاصَر منطقة يسيطرون عليها، يستولون على موارد الطعام ومستودعات الغذاء كلّها، ويقومون بمصادرتها من التجار والسيطرة على الأفران، والصيدليات، ومراكز تشغيل الكهرباء وتأمين المياه، وكلما جاءت قوافل معونات يصادرونها، ويبيعون الفائض لتجار محسوبين عليهم لجني المال منها، بينما يبقى الفقراء بلا طعام وبلا غذاء وبلا تدفئة حتى الموت، فيتاجرون بالصور والحملات أملاً بفك الحصار عن المسلحين أنفسهم بتوظيف مأساة الناس أما حيث يسيطر الجيش السوري وحزب الله، فيعيش المقاتلون أسوة بالناس يتقاسمون معهم السراء والضراء، ولذلك لا صور تشبه صور مضايا واليرموك تخرج من نبل والزهراء المحاصرتين منذ ثلاث سنوات.
مصادر قريبة من وقائع الميدان السوري تقول إنه في حالات الحصار يجري أحد ثلاثة خيارات، عندما يضيق الحال وتقترب المؤن من النفاد يقرّر المسلحون الاستسلام لخصمهم بوساطة تضمن الحدّ الممكن من الشروط المقبولة، أو يقايضون حصاراً بحصار، أو يشنون هجوماً معاكساً، وقد شهدت مناطق عديدة فيها الجيش السوري هذه الحالات، أما المسلحون فطريقتهم هي العكس، لا يهاجمون وإذا هوجموا يهربون، ويستسلمون، لكنهم لا يستسلمون لفك الحصار عن الناس، بل إذا هوجموا فقط، وما داموا يتنعّمون بشروط الرفاه، ومحطات الوقود والصيدليات ومستودعات الغذاء والأفران مسخَّرة لهم وحدهم، يدَعُون الناس تموت ويستعملون موت الناس أملاً بأن يتمّ فك الحصار عنهم وليس عن الناس، وفي مضايا وفي اليرموك وداريا والمعضمية، مَن مات هم الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ من الفقراء، بينما لم تُسجَّل حالة موت جوعاً أو برداً أو مرضاً لمسلح واحد بل هم يزيدون سمنة تحت الحصار، وخبزهم وتدفئتهم ومؤونتهم وأدويتهم تكفيهم شهوراً.
لبنان بقرار سعودي يتصدّر “حملة مضايا”، فيتقدّم الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة ويتبعهما النائب وليد جنبلاط، من دون الإجابة عن سؤال: هل المقصود فك الحصار عن الناس أم عن المسلحين في مضايا وغير مضايا، ومَن سيتسلّم المعونات في مضايا ويضمن وصولها إلى الناس؟
تسعى المملكة العربية السعودية في إطار حربها وحلفائها في لبنان على المقاومة، إلى تشويه صورة حزب الله واستغلال المدنيين الذين يتعرّضون لاستغلال من المسلحين الإرهابيين في بلدة مضايا، حيث شنّت حملة افتراءات واسعة ضده واتهمته بتجويع المدنيين في محاولة للإساءة إلى دوره الوطني والأخلاقي والإنساني. وادعى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في تصريح، على حسابه عبر “تويتر”، “أن حصار مضايا هو إعدام مدينة بسيف التجويع”، وسأل: “أين ضمير العالم، بعد شهرين من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن 40 ألف مدني في مضايا؟”.
وتؤكد مصادر عسكرية لـ”البناء” أن “عدد سكان مضايا حالياً يتراوح بين 8 و14 ألفاً، وهي تعتبر مواقع متقدمة للمسلحين باتجاه دمشق انطلاقاً من الزبداني”. ولفتت المصادر إلى “أنه عندما حصل اتفاق الزبداني – الفوعا كفريا رفض المسلحون أن يشمل مضايا بكليتها، كما شمل الزبداني وتم إشراك مضايا بالاتفاق من خلال وقف إطلاق النار وإخراج محدود لجرحى المسلحين وخروج من يرغب من المدنيين مقابل إدخال المساعدات الصحية والغذائية”. وأشارت المصادر إلى “أن المسلحين لم ينفذوا الاتفاق بحرفيته ومنعوا تعاون الأهالي مع الصليب الأحمر والأمم المتحدة ووضعوا اليد على المساعدات الموجودة، واتخذوا من المواطنين دروعاً بشرية بمنعهم من الخروج من مضايا”. وأكدت المصادر “أن الجيش السوري مستمرّ بالمراقبة الأمنية لمنع إدخال متطلّبات المسلحين كي لا يسمح بنموهم داخل البلدة”.
الاخبار: الجنرال إلى معراب: “خرق رئاسي” بين عون وجعجع والحريري الخاسر الأكبر
كتبت “الاخبار”: عاد ملف الرئاسيات ليتحرك مجدداً رغم الجمود النظري، ولكن هذه المرة من باب الرابية ومعراب. فالساعات الأخيرة حملت مزيداً من الاتصالات بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، حول انتخابات رئاسة الجمهورية
بغض النظر عما إذا أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون للرئاسة، وعمّا إذا وصل الأخير فجأة الى معراب لوضع اللمسات الأخيرة على المفاوضات الثنائية بينهما، حول رئاسة الجمهورية، فإن عون وجعجع أثبتا، في الأيام الأخيرة، أنهما قادران على تعطيل أي محاولة لاستفرادهما، أو القفز فوقهما، وأنهما وحدهما من القيادات المسيحية السياسية والروحية اللذان قد يتمكنان من إحداث خرق جدي في هذا الملف. فيما الخاسر الأكبر في كل ما يجري هو رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
وبحسب معلومات “الأخبار”، تواصلت المفاوضات الجدية بين عون وجعجع، في شكل حثيث في الأيام والساعات الأخيرة، مباشرة وبالواسطة، فزار النائب ابراهيم كنعان معراب والتقى بجعجع مطولاً، فيما زار موفد جعجع الى الرابية، ملحم الرياشي، عون في حضور الوزير جبران باسيل وكنعان، الى جانب الاتصالات المكثفة والمستمرة بين هؤلاء. المفاوضات الثنائية التي تعمقت بعد لقاء باريس والتسوية التي حاول الحريري تسويقها بترشيح النائب سليمان فرنجية، باتت تتركّز على الملف الرئاسي، بعدما رسمت ورقة إعلان النوايا مساراً جديداً في العلاقة بينهما، وبات الحديث عن هذا الملف من دون مواربة، بل بصراحة وبحوار مكشوف.
“تسوية باريس” التي أفشلها عون وجعجع، وضعت أمامهما تحديات كثيرة في مقاربة ملف الرئاسيات الذي دخلت عليه عوامل عدة بعدما انكشفت أوراق أطراف داخلية وسياسيين تموضعوا الى جانب الحريري في تسويته، إضافة الى الموقف العلني لحزب الله من بكركي ليس لجهة رفض التسوية الحريرية فحسب، وإنما أيضاً بالتمسك بترشيح عون وحده.
رئيس قريباً أو شغور طويل كل هذه المعطيات كانت في صلب مفاوضات الطرفين وسط كم من الأسئلة والمشاورات حول كل ما يتعلق بالرئاسيات وبمستقبلها وحيثياتها وشروطها ومواقف القوى الأساسية منها. وبحسب معلومات “الأخبار”، فإن ما تحقق حتى الآن يعد خرقاً مهماً، يفترض إذا استمر على هذه الحال أن يتوّج بزيارة عون لمعراب. ويعوّل العاملون على خط الاتصالات على ألا تكون الزيارة شكلية، بل أن تكون بمثابة تتويج لما يدور بينهما على الصعيد الرئاسي، إذ لا يمكن وضع أي اجتماع بين عون وجعجع في هذه المرحلة تحت خانة لقاء سياسي عادي، أو موازاته بلقاء الرابية بينهما الذي جاء تحت عنوان ورقة إعلان النوايا وطي صراع عمره ربع قرن. لقاء معراب المتوقع له عنوان وحيد هو ملف رئاسة الجمهورية، لأن الطرفين يدركان أنه في ظل التشنج الإقليمي الحاد حالياً، قد تصبح رئاسة الجمهورية في لبنان في خبر كان، وقد ينهي الشغور الرئاسي عامه الثاني من دون أن تكون الدول المعنية راغبة في التدخل لصالح انتخاب رئيس جديد. من هنا أهمية الاتصالات بينهما واحتمال عقد اللقاء الثنائي، بعدما باتت رئاسة الجمهورية في خطر، ولأن المسيحيين مهددون بفقدان دورهم في تحريك عجلة الرئاسيات.
وإذا كان من الطبيعي أن تثير المعلومات عن احتمال لقاء عون وجعجع جلبة في الأوساط السياسية التي تواكب الرئاسيات، وسط تساؤلات عن إمكان أن يرشح جعجع عون رسمياً، وانعكاسات هذا الترشيح على قوى 8 و14 آذار، فإن الأكيد أن ما خلصت إليه المفاوضات الرئاسية في الأسابيع الأخيرة أسفرت عن نتيجة واحدة: خسر الحريري جعجع بعدما كان قد خسر عون، وهو أصلاً خاسر لحزب الله، ويزداد التشنج بينهما ولا سيما في ظل تدهور العلاقة السعودية ــ الإيرانية.
الديار: 8 اذار لن تقبل مرشحاً الا عون بعد سقف فرنجية بري مع الانتخابات البلدية وحوار حزب الله ــ المستقبل الاثنين
كتبت “الديار”: يقول مصدر في 8 آذار ان 14 اذار سلّمت بأن مرشح رئاسة الجمهورية الذي سيتم انتخابه هو بمستوى الوزير سليمان فرنجية، وبعدما سلمت 14 اذار بذلك، يقول المصدر لم تعد تقبل 8 آذار الا بسقف من الوزير سليمان فرنجية واعلى وليس ادنى بمعنى انها لن تقبل بمرشح وفاقي، والمرشح الوحيد الذي تقبل به بعد انتهاء تسوية الحريري – فرنجية، ووقوف حزب الله في وجهها، ووقوف العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في وجهها لن تقبل 8 اذار الا بالعماد ميشال عون وان توافق عليه 14 اذار ليأتي رئيسا للجمهورية. والعماد ميشال عون مخوّل من 8 اذار ومن حزب الله مفاوضة القوى السياسية على طريقة الحكم في المرحلة القادمة.
ويقول المصدر ان تسوية سليمان فرنجية – سعد الحريري انتهت وليس كما يقولون انها في الثلاجة، بل بالنسبة لنا انتهت ولن نقبل بالثنائية التي تم الاتفاق عليها ان يكون الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة لان سعد الحريري سيكون بيده كل السلطات كرئيس للحكومة في ظل الطائف.
اما مع العماد ميشال عون وفي ظل شعبيته المسيحية وعدد النواب الذي يستطيع استقطابهم ويشكلون شبه أكثرية، وبعد حصول انتخابات نيابية على قاعدة النسبية فان العماد عون كرئيس للجمهورية قادر على الحكم في ظل الطائف، ولكن وفق أسلوب جديد غير الأسلوب الذي اتفق عليه الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري. فالعماد ميشال عون ليس على علاقة مع السعودية كما قال الوزير سليمان فرنجية ان علاقة آل فرنجية وعبد العزيز آل سعود علاقة قديمة وصورة جده الرئيس سليمان فرنجية ما زالت في الصالون مع الملك فيصل، كذلك فان العماد ميشال عون ليس على علاقة تسمح للرئيس سعد الحريري بأن يكون رئيسا للحكومة، بل ان العماد ميشال عون سيأتي برئيس حكومة آخر، او يكون الرئيس سعد الحريري مكبّل اليدين في ظل حكم العماد ميشال عون. ولذلك يذهب المصدر في 8 اذار ليقول: ارادت 14 اذار ان تنصب فخاً لنا عبر ترشيح الوزير سليمان فرنجية، لكنها وقعت هي في الفخ، وسلمت بمرشح من 8 آذار. وبعد الوزير سليمان فرنجية لم يعد لدينا الا مرشح واحد هو العماد ميشال عون، وان الأيام هي امام الوزير سليمان فرنجية ليصبح رئيسا لاحقا، اذا كانت الظروف لصالحه، اما الان فلم نعد نقبل كحركة 8 آذار الا بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
وما يجري التكلم فيه عن إحياء التسوية التي تمت بين الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري وكلام الوزير سليمان فرنجية ان الكيمياء كانت كبيرة وأصبحت كبيرة بينه وبين الرئيس سعد الحريري هو كلام مرفوض خاصة في ظل الخلاف الحاصل بين الرئيس سعد الحريري وسماحة السيد حسن نصرالله حول الموقف من إعدام الشيخ النمر النمر.
وفي ظل الصراع بين حزب الله والسعودية وما يقوم به الرئيس سعد الحريري من دفاع عن السعودية ورد على السيد حسن نصرالله، فان الرئيس سعد الحريري لن يأتي رئيسا للحكومة، بل الأكثرية ستكون مع العماد ميشال عون، وسيتم ترشيح على الأرجح الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، خاصة بعد انتخاب بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ويكون باستطاعته جذب 65 نائباً هم مجموعة 8 اذار والنواب الذين سينقلبون ويمشون في مسار العماد ميشال عون بعد ان يصبح رئيسا للجمهورية.
ومن هنا، لم يعد الكلام جائزاً عن ان تسوية الرئيس سعد الحريري مع الوزير سليمان فرنجية هي في الثلاجة بل هي انتهت نهائياً وتبلغت الأطراف وحتى الرئيس نبيه بري قال منذ 10 أيام ان التسوية انتهت ولم يعد امامنا الا العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. كذلك الأمير طلال أرسلان بات يعرف تماما الجو السوري الذي يريد العماد ميشال عون رغم الصداقة الكبرى بين الرئيس بشار الأسد والوزير سليمان فرنجية. لكنهم يفضلون في هذه المرحلة العماد ميشال عون، نظرا لصلابته في وجه السعودية، وفي وجه الرئيس سعد الحريري الذي لا يستطيع ان يحكم كما يريد عندما يكون العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
النهار: حوارات عين التينة… مواعيد بلا ضمانات الحكومة والانتخابات البلدية في الوقت الضائع
كتبت “النهار”: تجاوز الموعد الـ36 لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 8 شباط المقبل، اي بعد شهر تماما، الاطار الرمزي لأطول تأجيل للجلسة الانتخابية دشنت به السنة الجديدة منذ نشوء ازمة الفراغ الرئاسي، الى الاطار العملي للمعطيات القاتمة التي تطبق على هذه الازمة بعد اصابة المبادرة الاخيرة التي طرح فيها اسم النائب سليمان فرنجية للرئاسة بنيران التعطيل والانسداد كسابقاتها من المبادرات. وبدا واضحاً ان رئيس مجلس النواب نبيه بري رحل الجلسة الـ36 الى فترة شهر بعدما عكست الجلسة الـ35 مستوى التراجع الكبير اللاحق بالملف الرئاسي بين امعان المعطلين في تعطيل النصاب وتراجع الحضور النيابي أمس الى 36 نائباً فقط.
وفي ظل ذلك تتجه الانظار الى جولتي الحوار الوطني والحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” الاثنين المقبل في عين التينة وما يمكن ان يصدر عنهما من نتائج واجواء جديدة. وعلمت “النهار” من اوساط فريق “المستقبل” الحوار مع “حزب الله” ان الرئيس بري يتولى متابعة أمر الجولة المقبلة من هذا الحوار الاثنين المقبل علما انه لم يتضح حتى الان موقف “حزب الله ” من التصريحات الاخيرة التي صدرت عن رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد والتي تضمنت قسميّن: الاول، مستوى التخاطب السياسي غير المسبوق. والثاني وهو الاهم موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية بما يؤكد مسؤوليته عن تعطيلها من خلال إثارته ما سماه “صلاحيات رئيس الجمهورية” وكأنه يسعى الى تغيير النظام في لبنان. ولفتت هذه الاوساط الى ان الاجتماع الحواري الاخير كان إيجابياً، فعلى رغم تمسك فريق الحزب بترشيح العماد ميشال عون، أعرب عن تقديره لترشيح النائب سليمان فرنجية مع إبدائه التعجب من السرعة التي إنطلقت فيها مبادرة ترشيحه ومآخذه على إخراجها.
وقالت أوساط بارزة في تيار “المستقبل” لـ”النهار” إن اللقاء الذي جمع الرئيس بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق أمس أبرزت رغبة مشتركة في الحفاظ على الاتصالات الحوارية وابقائها بعيداً من العواصف الكلامية الداخلية والاجواء الخارجية المتشنجة، بالاضافة الى ملء الوقت الضائع الرئاسي من خلال اعطاء دفع جديد للعمل الحكومي وتلبية المتطلبات الحياتية للناس. كما علم ان اتصالات جارية على خط بيروت – الرياض بين الرئيس سعد الحريري وقيادات “المستقبل” ستتكثف قبل نهاية الاسبوع من أجل الاتفاق على التوجهات التي سيحملها فريق “المستقبل” الى اجتماع الحوار مع “حزب الله” الاثنين المقبل.
وفي سياق آخر، استرعى الانتباه اطلاق الوزير المشنوق أمس التحضيرات الجدية لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها في ايار المقبل، اذ باشر مشاوراته مع القيادات السياسية بدءاً بالرئيس بري الذي أيده في جهوده وشجعه على المضي فيها. وسيتابع المشنوق لقاءاته التي تشمل العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط والنائب سامي الجميل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كما سيطرح موضوع الانتخابات البلدية في الحوار مع “حزب الله”.
اللواء: سلام يستعد لدعوة مجلس الوزراء للإجتماع .. واتصالات مع الرابية وحارة حريك للمشاركة ترشيح عون من معراب غير مطروح .. وحوار “المستقبل” حزب الله قيد التثبيت
كتبت “اللواء”: ثلاثة عناوين على جدول الاستحقاقات الزمنية خلال الـ72 ساعة المقبلة، من شأنها ان تؤشر إلى وضعية لبنان، في ظل اشتداد التوتر الإقليمي والعربي الإيراني، واشتداد الضغط على المدنيين في سوريا.
موقف لبنان في اجتماع وزراء الخارحية العرب الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، الأحد في القاهرة لتحديد موقف من العدوان الذي استهدف سفارة المملكة في طهران وما ترتب على هذا التصرف من قطع للعلاقات العربية – الإيرانية موقف العلاقات التجارية ورحلات السفر بين هذه البلدان وإيران، على خلفية رفض تدخل طهران في الشؤون العربية، سواء في اليمن أو البحرين أو سوريا والعراق وحتى في لبنان.
وفي المعلومات عن هذا الاستحقاق والذي كان موضع حذر وتنبه من المسؤولين، ان وزير الخارجية جبران باسيل هو من سيمثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وأن تنسيقاً حصل بينه وبين رئيس الحكومة تمام سلام، حتى لا يكون هناك ازدواجية في الموقف اللبناني، بحيث يكون ما سيقوله باسيل في المؤتمر لا يخرج عن موقف الدولة اللبنانية الذي يتضامن مع أشقائه العرب فيما يتخذونه من قرارات.
الحوار
الجمهورية: حرب سفارات بين الرياض وطهران… ومجلـس وزراء الخميس المقبل
كتبت “الجمهورية”: في انتظار تبلوُر مستقبل المواجهة بين الرياض وطهران والتي استمرّت فصولاً، وكان آخر تجَلّياتها منع إيران التي تشهد تظاهرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، دخولَ المنتجات السعودية إلى أراضيها واتّهام طيرانها بقصف سفارتها في صنعاء، أكّد وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ “اندلاع حرب بين السعودية وإيران سيكون بدايةً لكارثة كبيرة في المنطقة، ولن نسمح بحدوث أيّ شيء كهذا”. ولم يكن لبنان بعيداً من تجلّيات الأزمة السعودية ـ الإيرانية التي انعكسَت تعطيلاً جديداً لانتخاب رئيس الجمهورية فرُحّلت جلسة انتخابه إلى 7 شباط المقبل، فيما ظلّ الحوار الوطني بين رؤساء الكتَل النيابية صامداً وقائماً في موعده الاثنين المقبل. وكذلك الحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” في اليوم نفسه. وعلمت “الجمهورية” أنّ نادر الحريري نَقل الى وزير المالية علي حسن خليل رسالةً من الرئيس سعد الحريري يؤكّد فيها تمسّكه بالاستمرار في الحوار. وأعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق من عين التينة أنّ “الجوّ سيكون من الآن إلى الاثنين المقبل إيجابياً ويَسمح بإتمام الحوار، لأنّ رغبة الرئيس سعد الحريري أيضاً هي رغبة تهدئة وليست رغبة تصعيد في مسألة الحوار”. في هذا الوقت ظلّت الاتصالات واللقاءات ناشطة لتفعيل عمل الحكومة، وعلمت “الجمهورية” مساء أمس أنّ رئيس الحكومة تمام سلام سيدعو إلى هذه الجلسة اليوم لتنعقدَ الخميس المقبل بجدول أعمال خالٍ من بنود خلافية. وفي سياق متصل بموضوع مكافحة الإرهاب، استقبلَ رئيس مؤسسة الإنتربول الياس المر الأمينَ العام للإنتربول يورغن ستوك والمديرَ العام للوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا كيث بريستو، وجرى البحث في قضايا مكافحة الإرهاب، والتنسيق خلال العام 2016 لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.