الحص في نداء إلى السعودية وإيران: لتغليب لغة العقل
وجه الرئيس الدكتور سليم الحص نداء إلى “العقلاء والحكماء والمخلصين في البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وكل من في وسعه أن يلعب دورا إيجابيا في هذا المضمار إلى بذل الجهود وتغليب لغة العقل وتقديم الحكمة والتبصر لرأب الصدع وردم الشقة التي أصابت العلاقات بين الطرفين“.
وجاء في النداء: “بعدما توسمنا خيرا وساد التفاؤل في الوسط السياسي عموما والإسلامي خصوصا عند ورود أنباء عن مباحثات كانت تدور بين إيران والمملكة العربية السعودية، فوجئنا كما تفاجأ العالم بما آلت إليه الأمور من تأزم وتوتر واضح بين البلدين الكبيرين أفضى إلى إعلان المملكة العربية السعودية عن قطع العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع إيران وتوتر العلاقات الديبلوماسية بين إيران وبعض الدول العربية“.
أضاف: “مما لا شك فيه أن مثل هذا الأمر سيترك آثارا سلبية تنذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها على الساحتين العربية والإسلامية مما يفسح في المجال لأعداء الأمة وفي مقدمهم العدو الإسرائيلي بإزكاء نار الفتنة المذهبية في المنطقة برمتها والعياذ بالله. إن الأمة العربية والإسلامية تمر بمرحلة شديدة التعقيد والترهل والتخبط مترافقة مع حروب مدمرة في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن وعدم استقرار في الوطن العربي عموما في الوقت الذي يعتبر فيه العدو الإسرائيلي المستفيد الوحيد من حال التشرذم والتخبط الذي تعيشه شعوبنا العربية وخصوصا في غياب الرؤى وضياع البوصلة الرئيسية فلسطين، وهذا الأمر قد أفسح في المجال أمام إرهاب يضرب المنطقة والعالم باسم الإسلام والإسلام منه براء“.
وتابع: “إن أعداء الأمة ما برحوا يدأبون على تأجيج الخلاف الإسلامي الإسلامي واللعب على وتر المذهبية المقيت من أجل تحقيق مصالحهم ومصالح الكيان الصهيوني مغتصب فلسطين وبهدف تفتيت المنطقة وإغراقها في حروب مذهبية وعرقية تمتد لعقود لتسيل دماء شبابنا وتكون أجيالنا المقبلة أسيرة هذا الاقتتال المدمر في وقت يبقى فيه العدو الإسرائيلي القوة الأمضى في منطقتنا. لقد عانينا ما عانيناه من اقتتال طائفي ومذهبي في لبنان، وجل ما نرجوه هو أن يجنب إخواننا ما قاسيناه من تفتت وتشرذم وسفك دماء زكية وخسائر في البشر والحجر“.
وختم: “ندعو العقلاء والحكماء والمخلصين في البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية والجمهوريهة الإسلامية الإيرانية وكل من في وسعه أن يلعب دورا إيجابيا في هذا المضمار إلى بذل الجهود الممكنة كافة وتغليب لغة العقل وتقديم الحكمة والتبصر لرأب الصدع وردم الشقة التي أصابت العلاقات بين الطرفين لتفويت الفرصة على المتربصين بمنطقتنا ولما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية. لتبقى فلسطين قضيتنا المركزية والقدس الشريف قطب الرحى ولن يكون هناك حل عادل ودائم ولا استقرار في المنطقة إلا بتحرير فلسطين، كل فلسطين، وعودة أهلها إلى أرضهم“.