دينس روس يكشف عن وجهه الحقيقي: حميدي العبدالله
دينيس روس مسؤول كبير في الولايات المتحدة من أصول يهودية ومن أشدّ أنصار الكيان الصهيوني وحماساً للدفاع عنه ، تقلّد مناصب رفيعة في الإدارات الأميركية المتعاقبة، ولا سيما إدارات كلينتون وأوباما، وكان مسؤول فريق التفاوض بعد انطلاق مؤتمر مدريد في أعقاب حرب عاصفة الصحراء الأميركية ضدّ العراق.
كانت المآخذ دائماً على إدارة دينيس روس لملف المفاوضات، ولا سيما على المسارين السوري والفلسطيني، الانحياز المطلق للكيان الصهيوني وليس القيام بدور الوسيط الحيادي، وتصرّف دائماً وكأنه مسؤول إسرائيلي وليس مسؤولاً أميركياً، لكن الإدارات الأميركية التي خدم فيها روس كانت تقدّمه دائماً على أنه مسؤول أميركي وولاؤه للولايات المتحدة وحسب.
في أحدث مقال كتبه ونشره معهد واشنطن كشف عن حقيقة ارتباطه وولائه، فهو من مناصري الكيان الصهيوني وليس الولايات المتحدة، وجّه انتقادات حادّة لكلّ الإدارات الأميركية من إدارة هاري ترومان وصولاً إلى إدارة باراك أوباما بذريعة أنّ هذه الإدارات حاولت إضعاف علاقة واشنطن مع الكيان الصهيوني لكي لا يسبّب ذلك نفوراً عربياً من السياسة الأميركية، وحاول جاهداً تقديم الأدلة على أنّ هذه سياسة خاطئة، وأنّ دعم الكيان الصهيوني لا يجلب على الولايات المتحدة غضب واستنكار العرب، وطبعاً لم يجد روس مثالاً يسوقه لتبرير استنتاجه هذا سوى عرب المملكة العربية السعودية، حيث أشار إلى أنّ الملك فيصل، عندما كان يشغل منصب ولي العهد وعندما قامت واشنطن بتزويد تل أبيب بعدد من الطائرات المتطوّرة لم يزعجها ذلك وتجاهل فيصل هذا الحدث، ويسوق مثالاً آخر أنّ بعض الحكومات العربية تقيم اليوم علاقات مع الكيان الصهيوني، حتى وإنْ كانت هذه العلاقات سرية، خوفاً من غضب الرأي العام العربي، وهنا يعترف روس بأنّ هذه السياسات من بعض الحكومات العربية مخالفة لإرادة الشعوب العربية في كلّ الأقطار العربية، ولا سيما في الأقطار التي تقيم علاقات سرية مع العدو الصهيوني.
ليس هنا في هذه العجالة مجال التعليق على العلاقات العربية- الصهيونية السرية والعلنية، لكن التأكيد على أنّ من كان فعلاً يدير المفاوضات بين الوفود بعد انطلاق مؤتمر مدريد، وهو دينيس روس، كان يمثل الكيان الصهيوني وليس الولايات المتحدة، ويشير ذلك إلى حقيقتين: الحقيقة الأولى، أنّ الكثير من المسؤولين الأميركيين، ولا سيما المعنيّين بملف الصراع العربي الصهيوني حرصت الإدارات الأميركية المتعاقبة على أن يكونوا أنصار الكيان الصهيوني، وحتى من أصول يهودية لضمان ولائهم لتل أبيب وخدمة مخططاتها. الحقيقة الثانية، أنّ الإدارات الأميركية تسعى إلى تمويه ارتباطات هؤلاء عند خدمتهم في الإدارة الأميركية ولا يكشفون عن حقيقة هذه الارتباطات إلا بعد إحالتهم على التقاعد، حيث ينضمّون إلى المؤسسات التابعة لجماعات النفوذ الصهيونية في الولايات المتحدة.
(البناء)