من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: رسالة بالدم إلى الداخل والخارج.. وتلاعب بالنار الإقليمية النمر شهيداً: السعودية في عين العاصفة
كتبت “السفير”: “نعوّل على دور العقلاء في المملكة”… عبارة لطالما رددها أقارب نمر باقر النمر، وخصوصاً أخوه محمد، في كل مرّة كانوا يُسألون عن مصير الشيخ وهو ينتظر مصيره في سجنه.
بالأمس، بدا وكأن نظام آل سعود قد خلا من “العقلاء”: خبرٌ صباحيٌ مفاجئ وصاعق أوردته وزارة الداخلية السعودية، تضمن اسم الشيخ النمر، ضمن قائمة من 47 شخصاً نفذت بحقّهم أحكام بالإعدام ـ أو “إقامة الحدود” كما جاء في بيان وزارة الداخلية ـ وذلك بأمر ملكي قضى بإنفاذ أحكام مجمّعة صادرة عن محكمة الاستئناف المختصة والمحكمة العليا.
الأمر الملكي “طوى صفحة نمر النمر”، بحسب ما أوردت وسائل إعلام سعودية موالية، لكنّ حالة الغليان التي سادت في العوامية، مسقط رأس “الشيخ”، وغيرها من مدن وبلدات المنطقة الشرقية، توحي بأن الخطوة المفاجئة قد تفتح صفحة جديدة من فصل آخر في العلاقة المضطربة بين النظام السعودي ذي المرجعية السنّية الوهابية، والأقلية الشيعية في المملكة.
ولن يخفف من الاحتقان محاكاة السلطات السعودية لنموذج “6 و6 مكرّر” اللبناني في إدراج الشيخ “الشيعي” ضمن قافلة الإعدامات التي شملت العشرات من المتشددين “السنّة”، ولا تلميحات الإعلام السعودي بشأن الترابط بين “الإرهاب السني” و”الإرهاب الشيعي”، ومن بينها عنوان للتقرير التلفزيوني: “فارس آل شويل (المسؤول الشرعي لتنظيم “القاعدة” والمشمول بأحكام الإعدام) ونمر النمر… تحريض من طائفتين”!
والسؤال عن دور “العقلاء” في السعودية يتجاوز واقعة إعدام الشيخ النمر، وتداعياتها الداخلية، إذ ينسحب على كل ما يدور في أذهان صناع القرار في المملكة النفطية على مستوى السياسة الخارجية، سواء لجهة الإصرار على تعقيد مسيرة الحل الديبلوماسي للأزمة السورية، أو المضي قدماً في الحرب المدمّرة ضد الشعب اليمني، أو دفع التوتر مع الجار الايراني اللدود باتجاه مرحلة متقدمة، لاحت بوادرها بقوة أكبر ليل امس، من خلال إعلان قطع العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية، رداً على التصريحات النارية من قبل المسؤولين الإيرانيين المنددة بالإعدام واقتحام الحشود الغاضبة القنصلية السعودية في مدينة مشهد.
برغم التظاهرات الغاضبة التي خرجت في العوامية، غداة تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ النمر، إلا أن من السابق لأوانه القول إنّ هذا التطوّر الخطير سيشعل المنطقة الشرقية بين ليلة وضحاها، خصوصاً في ظل الدعوات الى ضبط النفس التي أطلقتها العائلة والعديد من الشخصيات العامة في السعودية وخارجها.
ومع ذلك، فإن ثمة من يعتقد أن إعدام النمر من شأنه أن يترك فراغاً كبيراً في الشارع الشيعي قد يؤدي إلى بروز قيادات شابة أكثر تطرفاً.
قبل أشهر، وتحديداً بعد أيام قليلة من صدور حكم الإعدام الأول على نمر النمر، كان مصدران سعوديان معارضان يؤكدان لـ “السفير” أن القائمين على حكم المملكة يرتكبون خطأً كبيراً إذا مضوا في قرار تنفيذ الحكم على “الشيخ”. المصدران استفاضا حينها في شرح وجهة نظرهما: “الشيخ، برغم مواقفه الحادة من النظام السعودي، هو صمّام أمان لمنع انفجار الشارع القطيفي”. استذكرا بعضاً من مواقف الشيخ النمر وأبرزها دعوة الشباب الشيعي إلى “عدم رد الرصاص بالرصاص”، وإصراره على ضرورة الحفاظ على سلمية التحرّك “حتى وإن سقط منّا شهداء”.
أحد المعارضَين قال إنّ “الحراك الذي قاده الشيخ النمر في القطيف كان اجتماعياً بامتياز، واستهدف حصول السعوديين الشيعة على حقوقهم الاجتماعية، بوصفهم جزءًا من المجتمع السعودي، وهو دعوة إلى المساواة كانت تلقى أصداءً طيّبة من قبل كل المتنوّرين من كل الأطياف الاجتماعية في السعودية”. هذه “الحقيقة”، بحسب المعارض الشاب، “تعني أن الشيخ النمر كان يريد بذلك أن يقطع الطريق أمام أي تيار متطرف داخل المجتمع القطيفي قد يدفع باتجاه الانفصال، وهو ما لا يريد القائمون على حكم المملكة أن يفهموه”.
غير أن تهمة “التحريض على الانفصال” ترددت كثيراً في الإعلام السعودي الموالي للعائلة المالكة، لا بل إن بعض صحافيي النظام الحاكم أكدوا أن هذا “التحريض” قد ورد فعلاً في إحدى خطب الشيخ النمر، وأن تسجيلاً يتضمن دعوة إلى الانفصال كان من بين الأدلة التي استندت إليها المحكمة السعودية في حكم الإعدام.
محمد باقر النمر، شقيق الشيخ، نفى نفياً قاطعاً هذا الاتهام، إذ قال في حديث سابق إلى “السفير”: “لو عدتَ إلى التسجيل، لاكتشفتَ أن الشيخ نمر قال حرفياً: إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبنا المشروعة، وإذا لم تعطَ لنا حقوقنا، فليدعونا وشأننا”.
استحضر المصدران السعوديان المعارضان وثيقة مهمّة صادرة عن نمر النمر لتأكيد “الحراك السلمي” الذي قاده في القطيف.
الاخبار: نصر الله: السعوديّة توغل في الفتنة وتريدها
كتبت “الاخبار”: كلام هو الأول من نوعه بهذا المستوى يصدر عن السيد حسن نصر الله في حق السعودية، التي ساواها بـ”داعش”، مطالباً العالم بالوقوف في وجهها بإعلانه أنها دولة إرهابية بعد تنفيذ الرياض حكم الإعدام بحق العلامة نمر باقر النمر، في خطوة أثارت احتجاجات في أكثر من منطقة، وادت الى قطع الرياض العلاقات الدبلوماسية مع ايران
ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على إعدام السعودية الشيخ نمر النمر قبل يومين، مؤكّداً في خطاب له أن “السعودية توغل في الفتنة السنية ــ الشيعية وتريدها”، وأن “الدماء المسفوكة (بسبب السعودية) ستكتب نهاية هذا النظام، وهذه العائلة، وملامح نهاية هذا النظام الفاسد التكفيري الإرهابي بدأت تلوح في الأفق”.
وشنّ السيد نصرالله هجوماً كلامياً لاذعاً على المملكة وآل سعود، مفنّداً ما سماه “الرسالة السعودية” من إعدام الشيخ النمر، سائلاً عن سبب الإعدام وتوقيته، مشدداً على أن “مسار الشيخ النمر هو مسار سلمي ولم يدع يوماً إلى حمل السلاح أو الانشقاق عن البلد أو التقسيم”. وأضاف أن “الأمريكان كانوا يريدون بكل صراحة من الشيعة في المنطقة الشرقية أن يقولوا: النفط عندنا في المنطقة الشرقية ونحن نريد أن ننشق ونريد دولة مستقلة، والأمريكان عرضوا قبل سنوات على بعض قادة الشيعة في المنطقة الشرقية ذلك، ولكن علماء الشيعة وقادة الشيعة في المنطقة الشرقية رفضوا الانشقاق والانقسام والتقسيم”، سائلاً: “كيف يقابل هذا الوفاء الوطني وهذا الوفاء الإنساني وهذا الوفاء القومي؟ يقابل بالسيف لكل من ينتقد أو يعترض”. وقال إن حاكم السعودية كان “يستطيع أن يؤجل الموضوع وكان يستطيع أن لا يعدم وكان يستطيع أن يعفي ويربح الناس ويمد جسوراً، بالمناخ الذي كان في كل المنطقة أنه ما زال يوجد أناس يتأملون بتعقل سعودي، ويتأملون بأنه توجد هناك إمكانية أن يقبل هذا النظام بحوار سياسي مع إيران ومع دول المنطقة ومع القوى السياسية الأخرى، وحوار في اليمن وحوار في سوريا وحوار في العراق، وحوار في المنطقة، وحوار في البحرين وحوار في ليبيا”.
وقال إن “الرسالة سعودية بالدم وبالسيف وبقطع الرؤوس” تقول ما يلي: إن “هذا النظام لا يعنيه لا عالم إسلامي ولا طوائف إسلامية ولا رأي عام إسلامي ولا رأي عام دولي ولا رأي عام عالمي، هو يستهين بكل شيء اسمه رأي عام وعقول واحترام على مستوى العالم، ولا يعتني لا بأصدقاء بعثوا إليه برسائل وطلبوا منه وهناك أناس توسلوا له، ولا يعتني بمشاعر مئات ملايين المسلمين في العالم”، وأن “من ينتقدنا كآل سعود سنسفك دمه”، مشدّداً على أن “السعودية لا تعمل فتنة جديدة، بل هي توغل في الفتنة القائمة، التي هي أسستها وهي موّلتها وهي أشعلتها، هي من خلال هذا القتل وهذا الإعدام توغل في الفتنة وتزكيها وتدفع بها إلى مديات خطيرة وبعيدة”، وأن “السعودية تقول لكل العقلاء ولكل الصابرين ولكل المتحملين ولكل الهادئين الذين كانوا يراهنون كما قلت على تعقل أو اعتدال أو أبواب مفتوحة أو حوار سعودي مع جهات أخرى هي تقول لهم لا حوار، لا تعقل، لا اعتدال، لا مفاوضات، المزيد من القتل وسفك الدماء والحروب المدمرة. هذه هي الرسالة”.
وأكد أن “آل سعود يريدون فتنة سنية ــ شيعية، وهم الذين أشعلوها منذ سنوات طويلة وهم الذين يعملون على إشعالها في أفغانستان وباكستان ونيجيريا وإندونيسيا ولبنان وسوريا والعراق أينما تريدون، هناك شيعة وسنّة وهناك مشكل بين الشيعة والسنّة فتشوا على السعودية وفكرها ومالها وتحريضها. عندما تقف مرجعيات سنية وعلماء سنّة ليدينوا هذا الإعدام هم يساهمون بدور تاريخي وإسلامي عظيم في منع تحقيق هذا الهدف”.
وحذّر نصر الله الشيعة والسنّة و”إخوتنا العلماء الشيعة” لينتبهوا وأن “لا يحولوا هذا الموضوع إلى موضوع شيعي ــ سني ويفتحوا ملفات من هذا النوع. آل سعود هم الذين قتلوا الشهيد الشيخ نمر النمر، نقطة على أول السطر. هذا الموضوع لا يجوز وضعه في خانة أهل السنّة والجماعة، الذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة سنية شيعية هو خدمة لقَتَلة الشيخ النمر وخيانة لدماء الشيخ النمر”. وأكّد الأمين العام لحزب الله أن “الكتب التي تدرسها داعش هي نفس كتب نظام آل سعود، ولذلك نفس التربية ونفس المنشأ ولذلك تشابه بالسلوك، شاهدوا نفس السلوك”، وأنه “آن الأوان لأن تقال هذه الحقيقة للعالم، أن أرض اسمها شبه الجزيرة العربية سميت زوراً وتزويراً وظلماً وبهتاناً وباطلاً وعدواناً بالمملكة العربية السعودية”، سائلاً العالم أن “يصنف هذا النظام في خانة الأنظمة الاستبدادية، الإجرامية، والإرهابية، في حين أنه يُشغل نفسه بتصنيف جماعات إرهابية، وآل سعود هم أبوها، هم أمها، وهم أساسها”. ولفت إلى أنه “آن الأوان لأن يقال للعالم على مدى مئة سنة كم قدّم هذا النظام من خدمات لبريطانيا في منطقتنا، وبعدها لأميركا ومعها لإسرائيل، كم ألحق من أضرار بشعوب منطقتنا وحكومات ودول منطقتنا، وقضيتنا المركزية في فلسطين”.
وردّ نصر الله على حملات الصحف السعودية التي تناولت ابنه الشهيد هادي نصر الله الذي استشهد قبل عقدين من الزمن في المواجهات مع العدو الإسرائيلي في الجنوب، إلى أن “أولاد الذين يسمون أنفسم ولاة أمر المسلمين، لا يفارقون الكباريهات، هم من يموتون في الكباريهات، أولادنا ماتوا ويموتون في جبهات القتال دفاعاً عن لبنان، وعن فلسطين، وعن الأمة، وعن الإسلام. هؤلاء هم أبناؤنا وأولادنا”.
اعتصامان في بيروت
وفي سياق ردود الفعل على إعدام السعودية الشيخ نمر النمر، أقيم اعتصام أمام مقر الإسكوا في بيروت من قبل “لجنة التضامن مع الشيخ نمر النمر”، شارك فيه ممثل عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. كذلك تجمّع عشرات المواطنين أمام السفارة السعودية في شارع “بلس” وأقاموا صلاة عن روح النمر، وأطلقوا شعارات مناهضة لآل سعود، وألقى الشيخ صهيب حبلي كلمة اعتبر فيها أن “اغتيال النمر سيكون سبباً لوعي الأمة”.
ردّ الرئيس سعد الحريري على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، معتبراً أن “حزب الله يتصرّف بأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم، من نيجيريا إلى البحرين إلى الهند والباكستان، وصولاً إلى المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج”، وأنه “على خطى إيران ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة، ويعطي نفسه حقوقاً غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها”.
البناء: انفجار العلاقة السعودية الإيرانية… بإعدام النمر… وحرب اليمن تندلع مجدّداً الرياض تضع المنطقة وحلفاءها أمام حائط مسدود… وانتظار الردّ يُضاف للقنطار نصرالله: سقطت التسويات مع آل سعود… وسنردّ على “الإسرائيليين” فلينتظروا
كتبت “البناء”: مع الإعلان السعودي عن قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران، متابعة لتداعيات قيام السلطات السعودية بإعدام زعيم المعارضة الشيخ نمر النمر، دخل العام 2016 على إيقاع تصعيد يفتح باب الانتظارات لتداعيات، محورها تصادم سعودي إيراني لا يبدو في الأفق طريق لتفاديه، هذا علماً أنّ الهدف من الإعدام ليس بعيداً عن هدف “كسر الجرة”، كما يراه الكثير من المتابعين، فقد أرادت الرياض، كما يرى هؤلاء أن تخرج من الحلقة المغلقة التي تعيش داخلها، بين فشل ثابت وبائن في الحروب من جهة، وعجز عن تحمّل تبعات التسويات وتسديد فواتيرها من جهة مقابلة.
اختارت الرياض أن تقلب الطاولة وتضع المنطقة وحلفاءها أمام أمر واقع يصعب ترميم ما بعده، فلا اعتذار سيفيد بعد إعدام الشيخ النمر، ولا يبدو سلوك حكام الرياض في هذا الوارد أصلاً، والمكانة التي تحتلها طهران لدى الجماعة الدينية التي يتزعّمها الشيخ النمر وإعلانه الجهر بتبنّيه ولاية الفقيه، العقيدة التي يقوم عليها نظام الحكم في إيران، يجعلان أيّ فرضية لتغاضٍ أو صمتٍ من الجانب الإيراني قبولاً بصفعة قاسية، ستحكم معادلات السياسة، شاءت طهران أم أبت، وما صدر عقب الحادث يقول إن طهران تبلغت الرسالة وفهمت أنها المستهدَفُ الأول وتعاملت معها على هذا الأساس.
أخذ العلاقة السعودية الإيرانية إلى درجة الغليان، وتحت عنوان إعدام أحد كبار رجال الدين الشيعة في السعودية، يعني ضرب آخر فرص الرهان على مناخ تعاون بين الرياض وطهران لا تستقيم التسويات، خصوصاً في اليمن وسورية من دونه، ما يعني حكماً أنّ قرار الرياض بوقف العمل بالهدنة في جبهات القتال اليمنية هو تفسير الأبعاد والمترتبات لمن لم يفهم، ووفقاً لمراقبين للعلاقات السعودية الإيرانية، يبدو جنيف اليمني في دائرة المجهول، كما يبدو جنيف السوري أيضاً، خصوصاً أنّ العقدة التي توقّف عندها جنيف اليمني تتصل بالسعودية مباشرة، وهي عقدة وقف النار، وغارات التحالف الذي تقوده السعودية، والعقدة التي ينتظر حلها جنيف السوري تتصل بالرياض أيضاً لجهة تقبّل تكوين وفد معارض بلا تمثيل للتنظيمات الإرهابية، وقبول تصنيف للإرهاب يتضمّن مَن تموّلهم وتدعمهم السعودية.
لا تبدو الرياض في طريق تسهيل التسويات، ولا تبدو قمة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس التركي رجب أردوغان إلا خطوة للتصعيد على هذا الطريق، لقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، خصوصاً حلفاء الرياض، بدءاً من واشنطن، التي إنْ أرادت التسويات فستجد الطريق مسدوداً، وإنْ كانت في صورة الخطوة السعودية فهي تأخذ المنطقة إلى التوتر المرتفع الذي لا يتناسب مع مقتضيات ما تدّعيه من مساعٍ للحرب على الإرهاب وتسهيل للتسويات. فالتصعيد الطائفي المرافق للحادث يمنح “داعش” وسائر تشكيلات “القاعدة” مناخاً نموذجياً مناسباً للنمو، في بيئة حاضنة تتسع بقوة التوترات المذهبية، وتبدو “إسرائيل” المستفيد الأول، وربما الشريك الضمني في التوقيت التركي السعودي للتصعيد، الذي يتزامن مع اغتيالها لأحد قادة المقاومة الشهيد سمير القنطار.
يرسم الثلاثي ــــ التركي ــــ السعودي ــــ “الإسرائيلي” حدود السياسة بالنار، فمن جهة إسقاط تركيا للطائرة الروسية والتوغل في الأراضي العراقية والسورية، ومن جهة إقدام “إسرائيل” على اغتيال القنطار، وتكتمل حلقات السلسلة بإعدام الشيخ النمر، ما يعني أنّ على العالم أن ينتظر مفاعيل وحجم الردود التي بدأت منذ أيام بالعقوبات الروسية على تركيا بعدما أهملت أنقرة الوقت الفاصل بين قرار العقوبات وبدء تنفيذها عمداً، وينتظر العالم ردّ المقاومة على اغتيال القنطار، وعليه أن ينتظر الآن ردّ إيران على إعدام النمر.
الردود سترسم التوازنات الجديدة، وعلى ضوئها سيكون مشهد المنطقة مختلفاً، فهل تقف عند حدود الردود التي تحفظ ماء الوجه أم تتحوّل إلى تغييرات هيكلية بموازين القوى، هذا ما سيقرّر مصير المرحلة المقبلة؟
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قال كلاماً يحدّد الكثير من آفاق المرحلة المقبلة ويجيب عن أسئلة كثيرة، فقد اعتبر الإعدام، كما اغتيال القنطار، أخذاً للمنطقة نحو المواجهات المفتوحة، معلناً سقوط التسويات مع حكام الرياض، واعداً بأنّ الردّ على اغتيال القنطار آتٍ لا محالة، وأنّ الجهر بحقيقة حكم آل سعود كتوأم للكيان الصهيوني يحتلّ شبه الجزيرة العربية بصورة غير شرعية، صار هو الخطاب اليوم.
النهار: عاصفة تجمّد المبادرات… واتصالات للتهدئة شهيب لـ”النهار”: كتمنا معلومات لإتمام العقود
كتبت “النهار”: مهما قيل ان استحقاقات لبنان داخلية، فان العاصفة الكلامية التي انطلقت أمس، (معطوفة على العاصفة المناخية التي بدأت بالانحسار) جاءت لتؤكد تأثير الخارج القوي وأثره في مسار التطورات اللبنانية. فالأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله شن هجوماً نارياً على السعودية، اثر إعدامها رجل دين شيعياً سعودياً، عاكساً الانفعال الايراني تجاه الحدث، ليقابله الرئيس سعد الحريري مدافعاً عن المملكة ومهاجماً الحزب وايران التي تقف خلفه. وهذه السخونة في المواقف ستنعكس ولا شك سلباً على لبنان الذي انهى عطلة الاعياد، لكن عطلته السياسية مرشحة للاستمرار، مترافقة مع تمديد عطلة الاعياد في بعض المدارس بسبب الأحوال المناخية.
الخميس المقبل موعد جديد لجلسة انتخاب رئيس للدولة لن تختلف عن سابقاتها، بل تبدو أكثر إحباطاً بعد تراجع “المبادرة الرئاسية” ودخولها في ثلاجة الانتظار بفعل الاعتراض الداخلي والتوتر الاقليمي. وعلمت “النهار” ان اجتماعا في الصرح البطريركي ببكركي جمع أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس أمين الجميل الذي رافقه وزير العمل سجعان قزي في حضور السفير البابوي المونسنيور غابريالي كاتشا. وتطرق المجتمعون الى احتدام الموقف بين طهران والرياض والذي يمثل لبنان احدى ساحاته الاساسية. وقد طرحت فكرة عقد اجتماع مسيحي سريعا للتشاور في الملف الرئاسي واقتراح أي اسم للرئاسة اذا كان ثمة انقسام حيال إسم النائب سليمان فرنجيه.
أما الموعد الآخر المنتظر، فهو الحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” الاثنين المقبل، وسيكون أمام خيارين: الاتفاق على انعقاده لتخفيف الاحتقان، أو تأجيله تجنباً للصدام بين المشاركين فيه، وقت تكثفت الاتصالات لمنع أي حادث مذهبي في الشارع. وأبلغت اوساط وزارية معنية بالحوار “النهار” ان إزدياد التعقيدات الاقليمية يؤكد الحاجة أكثر الى استمرار هذا الحوار بإعتبار أن وظيفته داخلية ولن يقدم أو يؤخر تعطيله في مجرى الاحداث في المنطقة.
من جهة أخرى، علمت “النهار” من مصادر وزارية أن فكرة تحريك العمل الحكومي بعد تعثر المبادرة الرئاسية لا تزال مطروحة، لكن الامر متروك للرئيس تمام سلام، الذي عاد امس الى بيروت، لتقرير المخرج لهذه الفكرة.
في هذا الوقت، تستمر المخاوف من حوادث أمنية في لبنان تترجم حال الاحتقان الاقليمي، وربما تحرك المياه الراكدة في الملفات الداخلية، او توترات على الحدود مع اسرائيل. وعلمت “النهار” أن عدداً من سفراء الدول الكبرى الموجودين خارج لبنان تلقوا إشعارا بالالتحاق بمراكز عملهم لمواكبة أي تطورات مستجدة.
أما ملف النفايات الذي نشرته “النهار” الخميس الماضي، فقد أثار الكثير من التساؤلات والردود، واولها من رئيس الوزراء الذي اتصل من الخارج حيث كان يمضي اجازة رأس السنة، بالوزير اكرم شهيب طالبا توضيحات له وللرأي العام.
وفي شأن المعلومات التي أوردتها “النهار” عن البلد الذي ستصدر اليه النفايات، ومسؤولية الدولة اللبنانية تجاهها، وعدم وجود أي معلومات عن الشركة الهولندية عبر موقعها على الانترنت، أكد الوزير شهيب بعضها في رده المسهب ، وأوضح نقاطاً أخرى وخصوصاً لجهة التكلفة. وأكد ان الدول المستوردة لنفايات لبنان معروفة لديه لكنها لم تعلن، وكذلك اسماء الشركات “لم تذكر كي لا يتكرر ما جرى إزاء الخطة الأساسية للإدارة المتكاملة للنفايات وخصوصاً في موضوع المطامر”، وان المناقصة لم تحصل لانها تتطلب وقتاً طويلاً والأزمة مستفحلة.
لكن اللافت في بيان شهيب قوله إن للشركات ان توضح المعلومات التي تخصها “في الرد الذي ارسلته الى النهار”، علماً ان أي توضيح من الشركتين لم يكن قد وصل، بما يعني ان اتفاقا مع الشركات حصل على الرد.
وقد اتصل بـ”النهار” السيد ناصر حكيم قائلاً إن الحكومة التي كان وزيراً فيها سقطت بعدما خسرت الاكثرية النيابية وليس بسبب تحقيقات مالية. وأكد انه حضر مع الشركة الهولندية لا كوسيط أو شريك، بل كمسهل لعملية التفاوض لأن الهولنديين لا يتكلمون العربية، ومعظم المفاوضين اللبنانيين لا يتكلمون الا العربية (على حد قوله). وأضاف انه يقدم مساعدة للبنان لحل مشكلة النفايات. وعن الشركة الهولندية قال ان هولندا كلها قرى صغيرة، والشركات تقوم فيها (على حد قوله أيضاً). وقال ان الشركة الهولندية المعنية خبيرة في هذا المجال، وهي سترسل رداً الى “النهار”.
و”النهار” التي تابعت الملف تنشر تفاصيل وروابط الكترونية تؤكد ما كانت نشرته سابقاً.
الديار: نصرالله يشن أعنف هجوم على السعوديّة بعد إعدام الشيخ النمر : السعوديّة قدّمت وجهها الإجرامي والدماء ستكتب نهاية آل سعود الحريري : حزب الله يتصرّف كأنه المسؤول عن كلّ أبناء الشيعة في العالم
كتبت “الديار”: شن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هجوماً عنيفاً جداً على السعودية بعدما اعدمت الشيخ نمر باقر النمر، “فزمن المجاملة والمداراة انتهى والكلام سيُقال بوضوح”، اكد السيد، واعتبر ان اغتيال الشيخ نمر “حادثة مهولة لا يمكن العبور فوقها بسهولة، هي جريمة ستطلخ وجه آل سعود وستلاحقهم في الدنيا والآخرة”، واكد “ان دماء الشيخ نمر ستكتب نهاية ال سعود، والردّ على هذه الجريمة هو الردّ الزينبي، فالنظام لا يعنيه العالم الاسلامي، ولا الرأي العام، فهو نظام يتوغل في الفتنة ويذبح كل من ينتقده ولا يقبل العيش عنده الا كالغنم، وان آل سعود شركاء في كل دم يسفك في بلادنا العربية والاسلامية”.
وشدد السيد نصرالله على ان جريمة الاعدام كشفت الوجه الحقيقي لحكام آل سعود، الوجه الارهابي التكفيري والاجرامي، الوجه الذي يدير معركة اليمن بروح الانتقام والحقد الدفين”.
وقال السيد نصرالله: “ان آل سعود احتلوا الجزيرة العربية وسمّوها زوراً السعودية، كمّوا فيها الافواه، قمعوا الحريات، نهبوا الثروات، وفوق ذلك قدموا الخدمات على مدى مئة عام للبريطاني والاميركي والاسرائيلي، والحقوا الاضرار بالامة وفلسطين”.
وسأل السيد: “اما آن الاوان ان تقال كلمة حق في وجه الطاغوت الذي يدمّر الاسلام والامة الاسلامية، اما آن الاوان ان يطرد النظام السعودي الغارق في استباحة الحقوق من مؤسسات حقوق الانسان ؟”.
المستقبل: الجبير يؤكد أن بلاده “حريصة جداً على التصدي لتحركات طهران العدوانية” السعودية تقطع علاقتها بإيران
كتبت “المستقبل”: اعلنت المملكة العربية السعودية أمس قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران إثر تعرّض سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد للإحراق ما يمثل “انتهاكاً صارخاً لكافة الاتفاقات والمواثيق والمعاهدات الدولية”، بحسب ما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي اعتبر ذلك “استمراراً لسياسة نظام إيران العدوانية في المنطقة التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها”، مؤكداً أن الرياض “حريصة جداً على التصدي لتحركات إيران العدوانية”.
اللواء: قلق لبناني من تداعيات التصعيد بين السعودية وإيران الحريري يردّ بعنف على نصر الله .. وجلسة الحوار الثنائي في موعدها اليوم
كتبت “اللواء”: لم يكن مطلع السنة الجديدة 2016 على قدر آمال اللبنانيين، وإن كان قد “بيّضها” “فلاديمير” مناخياً، حيث بسط وشاحه الأبيض على معظم الجبال والمرتفعات اللبنانية، منذ ليلة رحيل السنة الماضية 2015، مخلّفة وراءها إرثاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ثقيلاً ما يزال يرزح على صدور اللبنانيين، أقلّه بيئياً، حيث ملف النفايات ينتظر توقيع عقود ترحيلها إلى أماكن لم تحدّد بعد، وإن كانت أكثر من علامة استفهام وتساؤلات ترتسم حول طبيعة الصفقة والشركات التي ستتولى تصديرها إلى الخارج.
الجمهورية: التوتّر السعودي الإيراني بلغ ذروته.. والإهتمام يعود الى تزخيم الحوار وتفعيل الحكومة
كتبت “الجمهورية”: فوجئت كلّ الأوساط المحلية والإقليمية والدولية في عطلة العيد بتنفيذ السلطات السعودية حكمَ الإعدام برَجل الدين الشيعي السعودي المعارض الشيخ نمر باقر النمر، ما أحدثَ مضاعفات محلّية في الداخل والخارج، وأعاد خلطَ الأوراق والأولويات في لبنان والمنطقة، ووَلّدَ اقتناعاً بأنّ السَنة الجديدة ستكون سَنة التحوّلات الكبرى، على حدّ ما قال كثيرون في الآونة الأخيرة. ولاحَظ المراقبون أنّ لبنان كان أوّل المتأثّرين بهذا الحدث الذي أطاحَ ما كان مطروحاً من مبادرات رئاسية وغير رئاسية، إلى درجة أنّ البعض رأى في إعدام الشيخ النمر إعداماً لكلّ ما حُكي عن خطوات لمعالجة الأزمات الإقليمية ومنها الأزمة اللبنانية، بل إنّ أحد المراجع وصَف ما جرى بأنّه شكّلَ طعنة لكلّ الجهود المبذولة وأنهى كلّ الآمال التي كانت معقودة على تفريج الأزمة، بدءاً بانتخاب رئيس جمهورية. وتوقّعَت مصادر معنية بالاستحقاقات الداخلية لـ”الجمهورية” أن ينصبّ الاهتمام الداخلي في هذه المرحلة على مواجهة تداعيات الأزمة الإقليمية وتطوّراتها الجديدة، وتركيز الجهود على الاستمرار في الحوار بشقّيه النيابي بين قادة الكتل النيابية والثنائي بين “حزب الله” وتيار “المستقبل”، لتجنيب البلاد أيّ مضاعفات سلبية وإبقاء الوضع الداخلي جاهزاً لتلقّفِ أيّ إيجابيات يمكن أن تطرأ واستثمارها في الحلّ الداخلي. وأكّدت المصادر أنّ الجهود ستنصَبّ بالدرجة الأولى على تفعيل العمل الحكومي: جلسات لمجلس الوزراء وأداء في الوزارات، في موازاة تفعيل العمل التشريعي في المجلس النيابي، خصوصاً وأنّ التعطيل الذي أُريدَ منه الوصول إلى انتخابات رئاسة الجمهورية لم يؤدِّ غاياته، وأنّ استمراره في انتظار هذا الانتخاب سيلحِق مزيداً من الضرَر بالبلاد والعباد، لأنّ إعدام الشيخ النمر وتصاعُدَ التوتّر بين الرياض وطهران على خلفية هذا الإعدام، سيزيد الوضعَ الإقليميّ تعقيداً ويُمعِن في بقاء الأزمة اللبنانية عصيّةً على الحلّ إلى أمدٍ غير معلوم.