التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 2/1/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
2 كانون الثاني – يناير/ 2016
المقدمة
استمرت الاحداث الضاغطة على المشهد السياسي بالحضور والاهتمام على الرغم من انشغال واشنطن الرسمية في العطلة السنوية احتفالا بالعام الجديد.
يستعرض قسم التحليل مسألتين من صلب المشهد السياسي الاميركي، وان بغياب ترابطهما المباشر: الاولى، استعادة القوات العراقية لمدينة الرمادي من سيطرة قوات الدولة الاسلامية، بعد معارك قاسية؛ والثانية، الكشف عن استمرار الاجهزة الأمنية الاميركية في التجسس على محادثات هاتفية لقادة دول اجنبية، من بينها “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،” وتوجهات الساسة الاميركيين وتنسيقهم معه في عدد من القضايا؛ التجسس الداخلي يعد مخالفا للقانون الاميركي لما له من تداعيات محلية واقليمية، خاصة في البعد الانتخابي وتأثيره على حملة المرشحة هيلاري كلينتون ابان توليها منصب وزير الخارجية كونها كانت من اركان الادارة.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
الاستراتيجية الاميركية المقبلة
شرع معهد ابحاث السياسة الخارجية ارساء مباديء الاستراتيجية المقبلة للادارة الاميركية الجديدة وحثها على الاقتداء بما افرزته “نهاية الحرب الباردة التي حرمت صناع القرار (في واشنطن) من تركيز الجهود على مسألة مركزية كبرى؛ بينما تواجه راهنا سلسلة من القضايا والتهديدات المتجددة.” واوضح ان الارث السياسي السائد لا يأخذ بعين الاعتبار “اهمية تربية واحتضان مواهب قيادية تتميز بحس استراتيجي على المستوى الدولي .. يؤهلها تخصيص جهود عالية لتداول تحليلات استراتيجية بدلا من العرف السائد باسلوب ادارة الازمات.” كما ان “بنية النظم البيروقراطية الراهنة التي تتحكم بالسياسة الخارجية والأمن القومي الاميركي، تحيل تطبيق استراتيجية متماسكة الى أمر بعيد المنال .. لا سيما في مضيها للتركيز على اعتماد حلول تقنية واطلاق مواقف مثالية، عوضا عن الالتفات الى مزاوجة الاهداف بالامكانيات المتوفرة.”
http://www.fpri.org/articles/2016/01/strategic-planning-next-president-part-one-downside-defeatism
تباين موقف الحزبين من “اسرائيل“
اعاد معهد كارنيغي قراءة استطلاعات الرأي بين قواعد الحزبين حول الموقف من “اسرائيل،” قائلا انه اذا استثنى المرء جمهور “الانجيليين” من الحزب الجمهوري “الذين يمثلون نحو 10% من مجموع السكان و23% من ناخبي الحزب،” المعروفين بتبني قراءة حرفية صارمة لنصوص ونبوءات الكتاب المقدس، فاننا “نقترب من تلمس حقيقة كاشفة تشير الى تبخر الفروقات بين قواعد الحزب الجمهوري وباقي التوجهات السياسية فيما يتعلق بقضية اسرائيل وتتقلص الى حد بعيد فيما يخص الموقف من الاسلام والمسلمين.” وزعم ان قراءة الاستطلاعات تدل على ان “التشبث بالموقف الاسرائيلي ليس بالضرورة مسألة شائعة في صفوف الحزب الجمهوري بل تخص التيار المتدين تحديد.”
http://www.brookings.edu/blogs/markaz/posts/2015/12/17-middle-east-partisan-divide-telhami
دور الاعلام في الصراع الطائفي
استعرض معهد كارنيغي وسائط التواصل الاجتماعي في “الصراع الدائر بين السنة والشيعة .. واستشراء الخطاب العدائي. اما تبادل الرسائل المناهضة للطائفية وحدها قد تبدو بلا جدوى نسبية امام تنامي الاصابات جراء المعارك الميدانية والهجمات الارهابية.” واوضح استنادا الى تراكم المعلومات المتوفرة ان “الروايات الطائفية متعددة الاشكال والتلاوين يجري استغلالها منذ زمن من قبل العائلات الحاكمة، ورجال الدين، والمحتلين الاجانب لنيل التأييد لمخططاتهم وفي نفس الوقت تشويه سمعة وتشتيت المعارضين المحتملين .. الدعاية والخطاب الطائفي تجد آذانا صاغية بين صفوف العرب على امتداد الاقليم في وقد تؤدي لمضاعفات جيوستراتيجية.” ومضى بالقول ان الاسر الحاكمة “السنية في منطقة الخليج بدعم بين من رجالات الدين تقرع طبول الحرب، واستطاعوا حشد التأييد الشعبي للحرب على اليمن وتصويرها على انها معركة طائفية بين اقرانهم السنة والمسلحين الحوثيين الذين تدعمهم ايران.”
http://carnegieendowment.org/2015/12/20/sectarian-twitter-wars-sunni-shia-conflict-and-cooperation-in-digital-age/in6n
سوريا
اعرب معهد ابحاث السياسة الخارجية عن اعتقاده ان “انخراط حزب الله في الازمة السورية قد اضعف هيبته واضحى عرضة للحملات الداخلية، واسهم في تنامي حالة الاستقطاب للمشهد السياسي اللبناني .. مما ترك آثاره على موقف الحزب الداخلي وصورته العامة.” وامام هذا المشهد، اوضح المعهد ان حزب الله “استثمر في شن حملة سياسية للتأكيد على صورته الذاتية بأنه حركة مقاومة وطنية .. ضد عدويين وطنيين، العدو الاسرائيلي و”تهديدات التكفيريين”.” واستطرد بالقول ان تداعيات ازمة السورية على الحزب تركت آثارها ايضا على “استراتيجيته ضد اسرائيل .. بيد انه من المفيد الاشارة ان انعكاساتها تبقى محدودة، خاصة لمحدودية التغييرات العميقة فيما يخص استراتيجيته المرئية “للحرب المقبلة مع اسرائيل“.”
http://www.fpri.org/articles/2015/12/syrian-civil-war-and-its-consequences-hezbollah
تركيا
اعتبر صندوق مارشال الالماني انعقاد القمة الاوروبية التركية، في شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، اتاح فرصة “لتنشيط العلاقات الاوروبية التركية بعد سنوات من التعثر .. ويمكن مقاربة دور تركيا الراهن في ازمة اللاجئين الى دورها كمنطقة عازلة في افق حلف الناتو ابان الحرب الباردة.” واوضح ان تباين المواقف الاوروبية اخذت منحى مختلفا لا سيما في ظل “مطالبة الجانب البريطاني بادخال اصلاحات على آلية عمل الاتحاد الاوروبي، بينما في المقابل تواجه مطالب حاجة الاتحاد للاندماج تحديا تضعه في موقف صعب فيما يخص مستقبله.” علاوة على ذلك، يشهد الاتحاد تباينا ايضا في آلية تعامل دوله المتعددة مع روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية “وتصاعد وتيرة الجدل حول الرؤيا المستقبلية لشكل الاتحاد.” في هذا السياق، يقول الصندوق، ان “تركيا اعيد انتاجها كحارس لحدود (اوروبا) الغربية مقابل تلقيها دعما ماليا وبعض الامتيازات ..”
http://www.gmfus.org/publications/new-episode-eu-turkish-relations-why-so-much-bitterness