مقالات مختارة

تقدم حيوي للجيش السوري على 3 جبهات طارق العبد – علاء حلبي

 

قبيل ساعات من انتهاء العام 2015، حقق الجيش السوري تقدماً حيوياً على ثلاث جبهات متباعدة، حيث سيطر على مقر «اللواء 82» في ريف درعا واقتحم بلدة الشيخ مسكين في جنوب سوريا، قاطعاً طريق إمداد المسلحين بين درعا وريف دمشق، وعلى جبلي مهين الكبير والصغير وبلدة مهين ومستودعاتها وقريتي الحدث وحوارين في ريف حمص. أما على الجبهة الشمالية، فقد أحكم سيطرته على قرية برج القصب والنقطة 1044 في ريف اللاذقية الشمالي.

في المقابل، وبعد ساعات من إتمام عملية خروج مسلحين ومدنيين من الزبداني والفوعة وكفريا، قال سكان في الفوعة وكفريا إن مسلحين قصفوا القريتين بالقذائف، ما تسبب في مقتل شخص واحد على الأقل.

وعلى الجبهة الجنوبية، حقق الجيش السوري خرقاً مهماً، تمثل بسيطرته على مقر «اللواء 82» وتل الهش وعلى مساحات واسعة من مدينة الشيخ مسكين وسط محافظة درعا. ويطل تل الهش على مساحات واسعة من غرب درعا.

في المقابل، وبعد إقرار أولي بخسارة اللواء والتل، سارعت مصادر المعارضة لتأكيد استعادة «الجيش الحر» و«جبهة النصرة» السيطرة عليهما، وبثوا صوراً قالوا إنها من داخل اللواء، متحدثين عن مجموعة من الانغماسيين والسيارات المفخخة التي أرسلتها «النصرة»، مع إعلانها النفير العام لمواجهة ما وصفته «بهجوم النصيرية والخوارج». وكان لافتاً حديث معارض عن انسحاب معظم المجموعات، حيث لم يبقَ سوى بضع كتائب تتبع إلى «حركة المثنى الإسلامية» و «النصرة»، مستدلاً على ذلك بكون عدد كبير من الصور التي بثها إعلاميون في الجنوب تعود إلى عمليات قديمة.

وبالحديث عن أهمية الشيخ مسكين، يشير الخبير العسكري اللواء ثابت محمد إلى موقعها بصفتها أكبر مدن ريف درعا الشمالي وعلاقتها بباقي المدن والبلدات. وقال، في اتصال مع «السفير»، «تعتبر الشيخ مسكين عقدة طرق بين الريف الغربي، خاصة نوى والريف الشرقي والطريق إلى السويداء، كما يمر عبرها الطريق الدولي القديم بين دمشق ودرعا. كما تعد ذات أهمية لناحية التنوع الديموغرافي، مع عدة منشآت حيوية كصوامع الحبوب والأفران، بالإضافة إلى عدد من المواقع العسكرية».

ويشير محمد إلى أهمية الإستراتيجية التي اتبعها الجيش في تطويق المدينة، عبر السيطرة عليها بالنار قبل التقدم، «حيث تمكن الجيش من التقدم من الجهة الشرقية ومن جهة مدينة درعا التي بات يسيطر على أكثر من 80 في المئة منها، وهو أمر يسمح له بالتوسع، ووضع المسلحين بين فكي كماشة وبالتالي توسيع أمن وأمان ريف محافظة درعا».

ويرى الخبير العسكري أن فشل هجمات الصيف على مركز المحافظة، ضمن «عاصفة الجنوب»، وتأمين السيطرة النارية على الشريط الحدودي من وادي اليرموك إلى نقطة الجمرك على الحدود الأردنية، ساهما في انقلاب المشهد الميداني، بحيث زاد ضغط القوات السورية على الفصائل التي تسعى باستمرار لإفشال أي عملية مصالحة مرتقبة في الجنوب، عبر فتح مواجهات ومعارك لا تلبث أن تفشل، وتفشل معها مخططاتهم التي تدار من غرف الاستخبارات.

وفي وسط سوريا، تمكنت القوات السورية، والفصائل التي تؤازرها، بعد عملية واسعة استمرت نحو أربعة أيام، من استعادة السيطرة على قرية مهين الإستراتيجية، التي تشكل بوابة انطلاق العمليات العسكرية نحو القريتين، وخط الدفاع الأول عن قرية صدد ذات الغالبية المسيحية، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة «داعش» على مهين للمرة الثانية على التوالي خلال العام الحالي، الأمر الذي يعيد نسق عمليات الجيش السوري في ريف حمص إلى سابق عهده ويعيد تركيز العمليات العسكرية على القريتين ومدينة تدمر.

وأوضح مصدر ميداني، خلال حديثه إلى «السفير»، أن قوات الجيش السوري تمكنت من السيطرة على قرى مهين وحوارين والحدث، بعد تمهيد مدفعي وجوي، شاركت فيه مقاتلات روسية، ما فتح الطريق أمام تقدم القوات الراجلة داخل القرى بعد مقتل عدد كبير من مسلحي «داعش» وفرار الآخرين من مهين التي تعرضت لدمار واسع جراء المعارك الضارية التي عاشتها طيلة الشهرين السابقين.

وكانت قوات الجيش السوري قد استرجعت هذه القرى خلال عملية عسكرية في ريف حمص الجنوبي الشرقي في 12 كانون الأول الحالي، بعدما سيطر عليها «داعش» نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، قبل أن يعود التنظيم ويدخل مهين في 21 الشهر الحالي.

العملية الجديدة التي خاضتها قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها وصفها مصدر عسكري بأنها «دقيقة»، موضحاً أن تقدم المشاة تم من دون أية خسائر تذكر، حيث تم اقتحام مهين من ثلاثة محاور (الشمال والجنوب والجنوب الغربي)، وذلك بعد يومين فقط من السيطرة على جبلي مهين الحاكمين للقرية، ما ساهم بالسيطرة على القرية نارياً وتمشيطها قبل اقتحامها.

وتعتبر بلدة مهين استراتيجية، كونها تقع في منطقة متوسطة قريبة من مطار «تي فور» العسكري ومن بلدة صدد المسيحية التي تبعد عنها نحو 10 كيلومترات، إضافة إلى قربها من طريق دمشق الدولي الذي تمثل السيطرة عليه الوصول إلى بوابة القلمون الغربية، كما تشكل ركيزة في عمليات الجيش السوري نحو القريتين ومحيط تدمر. وذكر المصدر أن قوات الجيش السوري، بعد السيطرة على مهين وحوارين والحدث، ستتجه نحو القريتين التي تبعد نحو 20 كيلومتراً فقط.

وفي سياق متصل، قالت مصادر أهلية في ريف حلب الشرقي إن مسلحي «داعش» بدأوا بالانسحاب تدريجيا من معاقل التنظيم في مدينتي الباب وتادف نحو مدينة الرقة، وذلك بعدما بسطت قوات الجيش السوري سيطرتها على معظم الريف الشرقي للمدينة. وأوضح مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن قوات الجيش السوري، بعد سيطرتها على تلة شربع الإستراتيجية قرب مطار كويرس العسكري، بدأت باستهداف مواقع «داعش» في الباب وتادف، الأمر الذي دفع مقاتلي التنظيم إلى الانسحاب تدريجيا بعدما ضاق الخناق عليهم.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان القوات السورية سيطرت على مساحات جديدة في ريف اللاذقية الشمالي. وأوضح أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي، نفذت عمليات اتسمت بالدقة وسرعة التنفيذ أحكمت خلالها سيطرتها على قرية برج القصب والنقطة 1044 في ريف اللاذقية الشمالي».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى