مسؤول سوري زار الاردن رضوان الذيب
من يزر العاصمة السورية يستنتج ويدرك ان مساراً جديداً بدأت تسلكه الازمة السورية على صعيد الميدانين السياسي والعسكري، وان سوريا بعد التدخل الروسي هي غير سوريا قبل التدخل العسكري الروسي.
اجواء الارتياح تسود مختلف المسؤولين السوريين وذلك يعود للتطورات العسكرية على الارض والتي تشهد مساراً تصاعدياً بعد الاعياد على مسارين، المسار الأول، توسيع دائرة المصالحات في ارياف دمشق ودرعا والقنيطرة وصولا الى جبل العرب، اما المسار الثاني فيتمثل بخيار الحسم العسكري في ارياف حلب والتأكيد بأن معركة ادلب وريف حماة وتحديداً سهل الغاب ستبدأ بعد الاعياد، وان عملية تطويق ادلب وريفها قد انجز بعد التقدم العسكري في جبال ارياف اللاذقية وريف حلب الجنوبي والخطط العسكرية جهزت من قوات النخبة في الجيش العربي السوري وحلفائه، وهذه الفرقة تزج للمرة الاولى في المعارك. وهي حديثة الولادة، وتم تدريبها على هذه العملية.
واللافت ان شيئاً ما يدور في دمشق يلاحظه اي زائر، والديبلوماسية الروسية تلعب دوراً اساسياً مع الديبلوماسية السورية، وتمكنت الديبلوماسية الروسية من رفع مستوى التنسيق والتواصل بين المسؤولين الاميركيين والسوريين، ولم تعد الامور مقتصرة على التواصل بين بشار الجعفري وممثلة الولايات المتحدة الاميركية في الامم المتحدة.
وفي المعلومات المؤكدة، ان مسؤولاً اميركياً رفيع المستوى زار دمشق والتقى المسؤولين السوريين منذ اسابيع وتم البحث في مختلف المواضيع والتنسيق حول الحلول المقترحة، كما ان التبادل الامني اصبح على المكشوف، وقدم الاميركيون معلومات هامة عن النصرة وانتشارها.
وفي المعلومات ايضا، ان زوار العاصمة السورية، والمقيمين علنا في فنادق العاصمة، تتوسع دائرتهم يوما بعد يوم وخصوصاً من الدول الاوروبية ويتركز التنسيق على الشق المخابراتي، وتطور منذ اسابيع الى الموضوع السياسي والحل في سوريا، والمعلومات الأمنية التي تقدمها سوريا في هذا الاطار صحيحة، كما ان مسؤولين امنيين اوروبيين طلبوا التحقيق مع العديد من الرموز الارهابية من دول الغرب الصربي ورفض طلبهم.
وتتحدث المعلومات ايضا عن زيارة منذ اسابيع قام بها مسؤول سوري كبير الى الاردن، وتم البحث مع المسؤولين الاردنيين في قضايا عديدة، ومسألة الحدود، والدعم الاردني لبعض الجماعات المسلحة، ويبدو ان جبهة درعا المتصلة بالحدود الاردنية تراجعت فيها عمليات القتال.
وتؤكد المعلومات، ان قيادات من النصرة والاف المقاتلين غادروا درعا الى مناطق في ريف ادلب، وهناك الاف المسلحين تمت تسوية اوضاعهم وكثيرون عادوا الى الجيش السوري، وهناك مناطق رفض المسلحون مغادرتها كالشيخ مسكين سيتم التعامل معها بالحسم العسكري، علماً ان مصالحات قريبة ستشهدها درعا.
وفي المعلومات ايضاً التي يتم التداول بها ان اتفاق القدم والحجر الاسود واليرموك سينفذ قريباً، وان قيادات فلسطينية من منظمة التحرير الفلسطينية تشارك في المفاوضات بشأن اليرموك، والمسلحون سيغادرون المخيم وبالتالي فان جنوب دمشق سيصبح خاليا من المسلحين، اما في الزبداني فقد نفذ الاتفاق وستشمل ايضا مضايا ووادي بردى وبعض المناطق والتلال القريبة من بردى.
اما بالنسبة الى ريف دمشق الشرقي فان الجيش السوري حقق خرقاً كبيراً عبر فصل المعضمية عن داريا واعطى انذاراً للمسلحين بالمغادرة واجراء مصالحات، اما منطقة جوبر حيث المعقل الاساسي لجيش الاسلام فباتت «مطوقة» كلياً وسيتم العمل معها بالطرق المناسبة.
وفي حمص فان الجيش السوري سيستعيد بلدة «مهين»خلال الايام المقبلة، وسيتقدم الى القريتين في ريف حمص وكلف وجهاء العشائر باجراء مصالحات.
وفي المعلومات ايضا، ان دمشق واريافها ستصبح خالية من المسلحين خلال الشهرين المقبلين، وهناك اجواء في دمشق «تشيع» عن حلول ومصالحات وعمليات حسم باتت قريبة، خصوصاً ان المسلحين فقدوا الكثير من قدراتهم حيث الطيران الروسي يعمل ليلاً نهاراً وبدون توقف على ضرب اي تحرك للمسلحين ومنعهم من اعادة لملمة اوضاعهم. كما تمكن حزب الله فصل اي تواصل بين مسلحي القلمون وجرود عرسال مع مسلحي ارياف دمشق، كما ان التواصل بين المسلحين في ارياف دمشق وحمص مع ارياف حلب وحماة واللاذقية وصولا الى الحدود التركية بات امراً صعباً، حتى ان زهران علوش الذي قتل في غارة سورية لم يتمكن منذ اسبوعين من الانتقال الى السعودية ومشاركة المعارضة مؤتمرها بسبب قطع كل الطرقات الى دوما.
وفي المعلومات وحسب زوار دمشق فان التطور الابرز يتمثل بظهور احتجاجات وتظاهرات من المواطنين في قلب مناطق المسلحين، ورفع مستوى التعاون بين هؤلاء المواطنين والجيش السوري وتحركات لوجهاء العشائر، وهذا الامر يعود للتقدم الميداني للجيش السوري في كل المناطق.
وفي موازاة التطورات في دمشق، وحسب الزوار فان العمليات العسكرية مستمرة في ارياف حلب واللاذقية وحماه وان معركة ادلب باتت قريبة. ويعتقد مسؤولون سوريون بأنها ستكون معركة قاسية، لكن الحسم فيها شبه أكيد، وعند استعادة ادلب تصبح المناطق الاخرى «ثانوية» في العلم العسكري.
ويستنتج من يزور دمشق ان العامل الاول للحسم هو الصمود السوري ودعم حزب الله والتدخل الروسي لكن ذلك لا يعفي ولا يمكن «القفز» فوق التطورات السياسية وما يحصل بين روسيا وواشنطن من اتفاقات مع سيطرة قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن على مناطق كانت تعتبرها تركيا من صلب حزامها الامني كسد تشرين ومنبج وجرابليس وجبال التركمان وصولا الى البحر الابيض المتوسط وهذا يعني سقوط المنطقة الامنية التي تطالب بها تركيا علما ان الطيران الروسي والسوري قدم كل الدعم لهؤلاء المسلحين للسيطرة على سد تشرين.
تطورات كبيرة تحصل في سوريا، ومتغيرات ميدانية وارتياح شعبي في دمشق مقابل ارباكات عند المسلحين وهذا يعود اولا واخيرا لصمود القيادة السورية والجيش السوري ولقرار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمد يد المساعدة للجيش العربي السوري واعتبار هذه المعركة معركته حيث التنسيق بين الجيش السوري ومقاتلي حزب الله وصل الى اعلى مستوياته. ويبقى ايضا العامل الروسي وقرار ابو علي «بوتين» بالانتصار في سوريا مهما كلف الامر.
(الديار)