بقلم ناصر قنديل

خطط للتدويل تحت الطاولة

nasser k

ناصر قنديل

– تتشكل فرق بحث في كواليس الأمم المتحدة، تتولى دراسة ملفات افتراضية لا يمكن تخيّل إضاعة الوقت عليها بلا مبرر، فورشة عمل لنشر قوات دولية بقبعات زرقاء في باب المندب باعتبارها ضامناً لحرية الملاحة، تتزامن مع دراسة افتراضية لمفاوضات عبر الأمم المتحدة تطال تقاسم الغاز في مياه البحر المتوسط بين لبنان و«إسرائيل» ونشر وحدات دولية معززة تضمن أمن وسلامة ممرات الطاقة وأنابيبها، وبالتوازي ورشة ثالثة لترتيب مشروع قرار أممي بتوسيع وتفعيل وحدات المراقبين في الجولان، وتحويلهم إلى قوة فصل تشبه مهمتها مهمة اليونيفيل في جنوب لبنان، ضمن ما تضمنته مفاعيل القرار 1701، وفي شمال سورية وشمال العراق، تبحث ورشة عمل منفصلة نشر وحدات دولية عند نقاط الوصل والفصل بين الأكراد والتركمان، مهمتها كما تقول التسمية للورشة المفتوحة، «التحقق من عدم التمييز ضدّ الأقليات».

– على ضفة موازية لكلّ ذلك تجري عمليات تحضير لورش عمل أخرى، تهتم بما تسمّيه ترتيبات وقف النار في سورية ومثلها لليمن، وهيئات للرقابة والإشراف على العمليات الانتخابية في كل من سورية واليمن أيضاً، وفقاً لما تتضمّنه مشاريع التسويات فيهما، وورش أخرى يقودها المعاون القانوني للأمين العام للأمم المتحدة السويسري نيكولا ميشال مهمتها تحضير المقترحات والأرشيف القانوني اللازم لصياغة مشاريع الدساتير الجدية المقترحة لكلّ من سورية واليمن، وربما العراق وفلسطين، كما تقول الكواليس، بينما يتولى النرويجي يان إيغلاند الورش المهتمة بمراقبة وقف النار والألماني فولكر بيرتيس ورش العمل الخاصة بالمهام ذات الطابع شبه العسكري.

– لا يمكن لهذا الجهد الأممي أن يتمّ دون خطة وتصوّر، على الأقلّ برضا أميركي، خصوصاً أنّ كثيراً من الهوامش التي تحظى بها الفرق الأممية تتوقف على التوازنات التي ترسمها ميادين المواجهات، فتتغيّر مهمة وقف النار ومراقبته عندما يكون التوازن العسكري بين المتحاربين عما يكون في وجود منتصر ومهزوم، كما تتغيّر مهام فرق الانتخابات والدساتير من السكرتاريا إلى الوصاية وفقاً لمستوى الحضور القوي أو الضعيف للدولة المعنية بسيادتها في تحديد هامش المهمة الأممية، وإلباس التسويات طربوشاً أممياً يبدو خريطة طريق أميركية لتعويض الكثير من الخسائر التي حصدها حلفاء واشنطن في ميادين المواجهات.

– العملية الإسرائيلية التي استهدفت الشهيد سمير القنطار، ليست بعيدة عن استدراج جبهات الجنوب اللبناني والجولان السوري، لاختبارات التدويل، وردّ المقاومة سيحدّد مدى قدرة «إسرائيل» ومن ورائها واشنطن في رسم هامش واسع للتدويل في الجبهات كلها، يعوّض بعضاً من الخسائر أم يفرض تضييقه للحدّ الأقصى، وإلغائه حيث هو إضافة مفتعلة، لذلك ليست عملية شطب رؤوس الجماعات التركية والسعودية من الميدان السوري، منفصلة عن مفهوم الردّ الفعلي على اغتيال القنطار، بما هي تعطيل لفرضيات مفتعلة للتدويل، بنشر مراقبين كان دي ميستورا ومعاونوه يرون أنّ غوطة دمشق هي ساحتها المفترضة.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى