بقلم غالب قنديل

نصر الله وطريق الخلاص القومي

sayed 27 12 2015

غالب قنديل

ضمن سماحة السيد حسن نصرالله خطابه في تكريم القائد الشهيد سمير القنطار ردا حاسما على التهديدات الصهيونية وجزم بأن الرد على اغتيال هذا البطل العربي قادم دون ريب وأشار إلى ان التكليف قد صدر وجميع الساحات مفتوحة وفقا لقواعد الردع التي صاغها نصرالله قبل حوالي السنة ردا على جريمة اخرى ارتكبها الصهاينة ضد محور المقاومة.

لعل هذه الفقرة هي التي استأثرت بالاهتمام الإعلامي لكونها تضمنت الموقف العملي من جريمة الاغتيال فزادت من حيرة العدو وارتباكه وادخلته في غياهب القلق والترقب وهذا بذاته تعبير عن ثبات التوازن الذي اراد الصهاينة اختبار ثباته وقوته فبرهنت المقاومة على أصالة التوازنات التي أقامتها وفرضتها على العدو بقوتها وبفعلها الميداني الحازم الذي يعززه إمساكها بأوراق قوة كثيرة .

عرض السيد في خطابه لخصال ومزايا القائد الشهيد سمير القنطار ليرسم بها دليلا للمناضلين وقد كان بليغا في تحويل رثاء سياسي إلى أمثولة في الوطنية والأخلاق وهو بذلك قدم تصورا عن حقيقة ما يجب ان يتميز به المناضلون العرب من وعي وإيثار واستعداد للتضحية ومن التزام بقضية نبيلة تلازم تاريخنا المعاصر ويتوقف عليها مصيرنا القومي.

لا يفتعل السيد نصرالله تضخيما لحجم المشكلة ولا مبالغة في تقدير الأمل بالنصر بل إن ما عرضه هو كناية عن وقائع لا تحتمل المجادلة وتسندها الاحداث بكل ما فيها فمن يستطيع اليوم دحض الفكرة القائلة بأن الإرهاب والصهيونية مترابطان بعد كل ما جرى على جبهة الجولان ومن يستطيع المجادلة في ان خلفية التآمر الاستعماري الغربي بقيادة الولايات المتحدة ومعها حكومات رجعية عميلة في المنطقة ضد سورية ما هو إلا سعي لضرب موقع سورية المركزي في محور المقاومة الذي دمر هيبة الردع الصهيونية وهو سعي مكشوف لتركيع سورية امام قرار العدو بضم الجولان ونهب ما تختزنه من ثروة مائية ومن كميات نفط وغاز وللتحكم من خلال موقع الجولان الجغرافي المميز بقلب سورية لفرض الاستسلام الذي قاومته الدولة الوطنية السورية منذ عقود فظلت الدولة العربية الوحيدة التي رفضت الإذعان لتل أبيب .

اما مركزية القضية الفلسطينية فهي حقيقة صراع وليست حنينا ماضويا ،هي مسألة الحاضر والمستقبل في الوطن العربي وكل الرهانات التسووية مع الكيان الصهيوني تساقطت تباعا كما اوضح سماحة السيد فلم يبق غير خيار المقاومة الذي أثبت فاعليته بالتجربة في لبنان وفلسطين وهو خيار اراد الصهاينة قتله في المهد قبل ان يجبرهم على الجلاء من الجولان عندما خططوا لاغتيال القائد سمير القنطار .

الأمل بالنصر تؤكده التجربة التي كشفت عراء الكيان الصهيوني من أساطير القوة التي لا تقهر امام الإرادة والعلم والتضحية كما في تجربة حزب الله ومما يعزز هذا الأمل تداعي هيمنة الإمبراطورية الاستعمارية الأميركية الداعمة لهذا الكيان الاستيطاني العنصري الغاصب ولما كانت سنة التاريخ تقول ان كل احتلال إلى زوال فالمقاومة منحازة إلى براعم الأمل التي تجسدها فتيات وفتيان فلسطين الذين خرجوا إلى الكفاح بعمليات الدهس والطعن يستشهدون دفاعا عن حلم التحرير الذي عبروا عنه بكل قوة في تحديهم للغزاة .

بكلمة واحدة رسم السيد نصرالله في خطابه طريق الخلاص القومي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى