اغتيال القنطار … قراءة في التنفيذ والدلالات د.منذر سليمان
واشنطن تهيء وتنضج الظروف
اشتعلت جبهة الجولان السوري المحتل وشهدت اشتباكات عنيفة منذ نهاية فصل الصيف للعام الجاري، ارتفعت حدة وتيرتها بشكل لافت بين القوى المسلحة المدعومة من “اسرائيل” وقوات الجيش العربي السوري، ابرزها قيام “الجيش الاسرائيلي” بقصف مدينة القنيطرة ومحيطها “ثلاث مرات” يوم السابع والعشرين من شهر ايلول/سبتمبر الماضي؛ ارفقه الطيران “الاسرائيلي” بشن غارات جوية على مواقع اخرى للجيش السوري في ريف القنيطرة “بعد اقل من ساعتين على صد الجيش السوري هجوما للمجموعات التكفيرية على المنطقة.”
تواترت الانباء منذئذ عن اشتبكات مستمرة في هضبة الجولان وسقوط متكرر لصواريخ على الجزء المحتل من الهضبة، رافقه تدخل “اسرائيل” المباشر في العمليات العسكرية؛ جسدها المشهد السياسي بمطالبة وزيرة في حكومة نتنياهو، ايليت شاكيد، بضم مرتفعات الجولان والضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بها كجزء من “اسرائيل .. اذ ان سوريا كما عرفناها لم تعد قائمة ..” (مقابلة متلفزة مع القناة الاولى، 13 ايلول).
في الثامن من ذات الشهر، ايلول، اصدرت وزارة الخارجية الاميركية بيانا اعلنت فيه “ادراج سمير القنطار شخصية ارهابية على المستوى الدولي،” على الرغم من عدم قيامه باي اعمال “معادية” او مباشرة ضد اهداف ومصالح اميركية. وبررت الوزارة قرارها بان سميرا “اضحى منذ الافراج عنه احد الشخصيات البارزة والشعبية المؤثرة .. نيابة عن حزب الله، ولدوره العملياتي، بمساعدة من ايران وسوريا، في تعزيز بنية الحزب التحتية (القتالية) في مرتفعات الجولان.”
المتورطون في الاغتيال
سؤال يبرز الى الذهن: هل هناك علاقة تربط بين ادراج واشنطن للقنطار “مبكرا” وعملية اغتياله ورفيقه حسين الشعلان بعد بضعة أشهر باربعة صواريخ “اسرائيلية” دقيقة التسديد، دمرت مبنى سكنيا بأكمله؟ لعل السؤال الأهم يتعلق بطريقة الاغتيال اذ اعتادت “اسرائيل” اغتيال رموز المقاومة العرب بتفجير المركبات، كما جرى لعماد مغنية. اما تقنية الصواريخ المجنحة فهي تدخل ميدان الاغتيالات ربما للمرة الاولى، مع بعض الاستثناءات عند استشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ابو علي مصطفى، 27 آب/اغسطس 2001 في مدينة رام الله.
سارع عدد من الاطراف، بعضهم عن حسن نية واغلبيتهم من باب التشكيك، للاشارة الى “تورط” ربما لروسيا واتهامها “بتسهيل” دخول المقاتلات “الاسرائيلية” الاجواء السورية المحمية بمظلة واسعة من بطاريات اس-400 المتطورة للدفاعات الجوية، وما الذي دفعها لصرف النظر عن اختراق الاجواء السورية والتقاعس عن حمايتها.
الثابت للحظة الراهنة ان تلك الفرضية وغيرها تخضع لدراسة وتدقيق موسع من الاطراف المتضررة، وعلى رأسها التحالف الذي يضم روسيا وسوريا وايران وحزب الله. والثابت ايضا ان دخول روسيا العسكري لسوريا لم يأتِ بدافع استبدال الدور السوري في تصديه “لاسرائيل” والقتال نيابة عنه، بل لحماية الوطن والدولة ومؤسساتها من تفكيك منظم للجماعات المسلحة والتي تدعم بعضها “اسرائيل.” الى حين ان تنجلي بعض الفواصل الحساسة في هذا الشأن، لا ينبغي تحميل روسيا مهاما اكبر مما تضطلع بها ومطالبتها القيام بدور منوط بالشعوب العربية بالدرجة الاولى.
ما رشح من انباء وتفاصيل عملية الاغتيال يمكن ايجازه ببضع كلمات: انطلقت طائرتين مقاتلتين “اسرائيلية” من قاعد حتسارؤيم الجوية بالقرب من مدينة بئر السبع في فلسطين المحتلة وحلقت في اجواء بحيرة طبريا، على مقربة من الاراضي السورية، ورصدتها الدفاعات الجوية السورية دون استهدافها نظرا لعدم اختراقها الاجواء او الاراضي السورية.
من فوق مياه بحيرة طبريا، اطلقت المقاتلات من طراز اف-15 اربعة صواريخ من طراز “سبايس-2000” الموجهة نحو مبنى سكني في احدى ضواحي دمشق يبعد 90 كلم عن نقطة الاطلاق، مكون من ستة طوابق ثبت ان بداخله كان سمير القنطار ورفيقه الفرحان، نجم عنه تدمير المبنى واصابة نحو 20 مواطنا بجراح طفيفة، اعتبرها البعض معجزة في ظل حجم التفجير والدمار الناجم.
الاستهداف الدقيق يشير الى توفر معلومات استخباراتية حساسة ادت الى تحديد الزمان والمكان، وفور وصول القنطار، مما تطلب امكانيات تقنية بالغة التطور في مهام الرصد والاتصالات والترقب في حوزة الجانب الاميركي ممثلا بوكالة الأمن القومي، والتي ربما كانت تتابع عن كثب الاتصالات الهاتفية التي جرت مع القنطار او مع احد مساعديه، واتخذ القرار عندما صار في داخل دائرة الاستهداف.
سارعت “اسرائيل” الى الترويج حول اتصالات مسبقة اجرتها مع روسيا تعلمها بموجبها عن نيتها القيام بشن غارة على هدف ما داخل دمشق، دون تقديم الدلائل القاطعة بهذا الشأن، رامية توجيه “اهانة” ميدانية لبطاريات الصواريخ الروسية الاحدث في العالم، اس-400، والتي استغلها معارضو سورية، افرادا وهيئات ودول رسمية، للتلميح بأن صفقة ما قد عقدت بين الرئيس الروسي بوتين وبنيامين نتنياهو – ايضا بالتشديد على الايحاءات دون عناء توفير الادلة والبراهين.
ينبغي الاشارة الى ضرورة اماطة اللثام “التقني” عن صواريخ “سبايس 2000،” والتي لا تتعدى كونها جهاز توجيه لقذائف “غير ذكية.” بامكان مشغليها قيادتها الى الهدف عبر برمجة مسبقة لمعلومات طبوغرافية زودتها بها الاقمار الاصطناعية الخاصة، عصبها في الدقة يستخدم جهاز توجيه بالاشعة الكهرو- بصرية (الليزر)؛ ومن ميزاته تضييق مساحة الخطأ الدائري والسماح للتدخل بتصويب مسار القذيفة في حال تحرك الهدف.
من بين خصائص النظم الكهرو – بصرية قدرتها على استشعار (وانتاج) الاشعة الكهرومغناطيسية في مديات الاشعة المرئية والاشعة تحت الحمراء؛ وهي نوعان: الاول يستند الى تقنية الرؤية الحرارية، والثاني الى تقنية الليزر، يدخل كل منهما جزءاً من نظام متكامل في تطبيقات متعددة من بينها ادارة النيران او اكتشاف الاهداف. التقدم التقني في ميادين التمويه قوض فاعلية نظم الكشف عن الاهداف، مما حفز استخدام مكثف لتقنيات الكهرو – بصرية، الضوئية والحرارية، لاكتشاف وتمييز الاهداف، وتطوير اساليب وطرق المعالجة الرقمية للصور الواردة، وتعزيز الرؤية الليلية.
من بين نظم التوجيه المستخدمة نظام يعمل باشعة الليزر التي ترسم دائرة الهدف بشعاع غير مرئي ولا ينتج لمعانا مستمرا، بل يصدر حزمة من النبضات الضوئية يعكسها الجسم المستهدف في الفضاء، والتي يستشعرها نظام “سبايس،” يستند اليها في التوجيه الى قلب الاشعة المنعكسة. التصدي الفعال للاشعة الصادرة يتطلب توفر اجهزة استشعار لاشعة الليزر، من ناحية، او تحديد منطقة تحليق طائرة رصد وتتبع، وبدونهما تقرب امكانية التعرف والتصدي من نسبة المستحيل.
من مثالب نظام “سبايس” انه يعتمد على صفاء الاحوال الجوية لضمان دقة التوجيه، وللتغلب على هذا الجانب تم تزويده بعدة نظم توجيه بديلة لضمان تسديد القنبلة وايصالها للهدف، بيد ان تلك المجموعةلا تتمتع بدقة تصويب جهاز الليزر المتطور.
الدقة المثالية، نسبيا، تتوفر من على متن طائرة درونز تحلق بالقربل من “اجواء دمشق،” او لدى فريق من القوات الخاصة العاملة برفقة ومساندة عملاء ومتعاونين بالقرب من نقطة تواجد او سكن القنطار. ولن يكن ممكنا للصواريخ ان تصيب بهذه الدقة ليلا دون توفر ما يمكن وصفه بالدمغة الليزرية او حزمة النبضات الضوئية المركزة على الهدف.
عند الاخذ بفرضية وحدة من القوات الخاصة، فان الأمر منوط به فترة اعداد وتحضير تمتد الى بضعة أشهر لضمان دخول افراد الفريق لدمشق وتلقيه دعم لوجستي يستوجب رؤية مباشرة للشقة التي يعتقد ان القنطار يقطن فيها. نظرا للتعقيدات الميدانية الهائلة، فمن المرجح ان الوسيلة المفضلة “لاسرائيل” كانت ستستند، ربما، الى طائرة بدون طيار تحلق في اجواء قريبة ولم ترشح حتى اعداد التحليل اي من المؤشرات على تحليق الدرونز وسيبقى احتمالا واردا حتى يثبت ما ينفيه مطلقا.
الصناعة “الاسرائيلية” لطائرات الدرونز تعتبر نسخة طبق الاصل عن صناعتها الاميركية تستخدم بكثافة لجمع المعلومات وتحديد الاهداف منذ منتصف عقد السبعينيات من القرن المنصرم. وتستغل ما توصلت اليه احدث التقنيات الاميركية في هذا المضمار لتسويقها دوليا مما يدر عليها ارباحا طائلة اضافية، وضعتها في مصاف الدول المصدرة الاولى لتلك التقنية. تشير الاحصائيات المتوفرة الى حصول “شركات الاسلحة الاسرائيلية” على حصة كبيرة من مبيعات طائرات الدرونز بلغت ازيد من 4.5 مليار دولار بين اعوام 2005-2012.
بيد ان تقنية الدرونز “الاسرائيلية” تنقصها ميزة التخفي، مما يجعلها عرضة للاكتشاف من قبل بطاريات صواريخ اس-400، والتي تتفوق على كل ما عداها في الترسانات الغربية بقدرتها على استشعار وتتبع طائرات ومحركات من مختلف الانواع والاحجام والتقنيات، الى جانب صواريخ كروز والصواريخ الموجهة وطائرات الدرونز والصواريخ الباليستية عن بعد يصل الى 600 كلم؛ فضلا عن ميزتها بتعقب نحو 300 هدف مختلف الاحجام والاستخدام.
السياسة الاميركية عارية
في اوج انشغال العواصم الاقليمية بتداعيات اغتيال سمير القنطار ورفاقه وانشداد الانظار لتحليل بواطن خطاب السيد حسن نصر الله للتوقف على مدلولات تؤدي لكيفية وطبيعة رد حزب الله على “اسرائيل،” فجر الصحافي الاميركي المخضرم سيور هيرش مقالة عدد فيها مواطن قصور السياسة الاميركية حيال سوريا، مضمنا بعض القضايا الحساسة لعل ابرزها كشفه عن “تعاون” هيئة الاركان المشتركة للقوات الاميركية بتوفير معلومات استخباراتية حول المجموعات المسلحة في سوريا لايصالها لدمشق عبر اطراف اخرى، منها موسكو وبرلين. كما افاض هيرش بتوضيح ازمة الثقة بين قيادة اللاركان الاميركية من ناحية والقيادة السياسية في البيت الابيض حول التعامل مع الرئيس الاسد من عدمه.
هيرش نشر تحقيقه المطول في ابرز النشرات الشهرية للنخب الفكرية، “لندن ريفيو اوف بوكس،” والتي تلقفتها معظم الوسائل الاعلامية والاخبارية ومعاهد الابحاث. من الضروري بمكان ابراز اهم المحطات التي تناولها هيرش لأهميتها القصوى في ظل التعديلات الميدانية على موازين القوى في سوريا، من ناحية، والقاء الاضواء على حقيقة التحولات الاخيرة في المواقف الرسمية الاميركية فيما يخص “عدم التطرق لمستقبل الرئيس الاسد” واعطاء الاولوية للمسار التفاوضي.
اكد هيرش على وجود ازمة ثقة عميقة بين الرئيس اوباما وادارته السياسية مع كبار القيادات العسكرية في وزارة الدفاع وهيئة الاركان المشتركة، في عهد الجنرال مارتن ديمبسي، التي اعربت مرارا عن بالغ خشيتها من تجذر الفصائل التكفيرية في سوريا، مطالبة بالانفتاح على الرئيس الاسد وايلاء الاولوية لمحاربة التطرف والتنظيمات الارهابية، انطلاقا من القناعة المتشكلة حول عدم وجود قوى معارضة معتدلة بالاصل.
واوضح هيرش ان “التمرد” على سياسة البيت الابيض يعود الى عام 2013 جسده تقرير “سري” اعدته وكالة الاستخبارات العسكرية – Defense Intelligence Agency وهيئة الاركان المشتركة بقيادة الجنرال ديمبسي حذر فيه من يقينه بالفوضى التي ستنجم عن حال انهيار النظام السوري وتسلم المجموعات الارهابية مقاليد السلطة، كما حدث في ليبيا.
وجاء في التقرير ان رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية، الجنرال مايكل فلين، ارسل (للبيت الابيض) عدة رسائل سرية الطابع، بين 2012-2014، حذر فيها من مخاطر وتداعيات الاطاحة بالنظام في دمشق، لكن الادارة “لم تكن في وارد سماع الحقيقة .. فضلا عن ان جهود تسليح المعارضة لم تكن ناجحة فحسب، بل تركت آثارا سلبية.”
عند هذه النقطة المفصلية، يشير هيرش، اضطرت هيئة الاركان اتخاذ اجراءات دون المرور عبر القنوات السياسية المعتادة، خريف 2013، بتوفيرها معلومات استخباراتية حساسة لجيوش دول اخرى “أملا بأن تصل مضامينها للجيش السوري ليستخدمها ضد العدو المشترك، جبهة النصرة وتنظيم داعش،” موضحا ان تلك الدول هي الثلاثي “المانيا وروسيا واسرائيل.” واوضح ان المعلومات تضمنت “تحليلات شاملة عن مستقبل سوريا، اعدها خبراء واخصائيين في الكليات الحربية .. استندت على معلومات من سلاح الاشارة والمخبرين، وقدمت رؤية قاتمة حول اصرار اوباما المستمر على تسليح المعارضة المعتدلة؛ وللدول (الثلاث) حرية استخدامها بالطريقة التي تريدها، بما في ذلك اشراك الاسد بها.”
واضاف هيرش ان هيئة الاركان المشتركة الاميركية تلقت ردا من دمشق “عبر صديق” توضح شرطها للتعامل مع مذكرة سابقة حددت فيها المطلوب تنفيذه من دمشق، وجاء الرد بأن القيادة السورية “تريد رأس بندر بن سلطان ..” الذي استقال من منصبه كمسؤول للأمن القومي “السعودي” العام الماضي؛ وفي الوقت الذي كانت وكالة الاستخبارات المركزية منغمسة في نقل اسلحة الترسانة الليبية الى المعارضة السورية عبر تركيا.
الشروط الاميركية من سوريا تضمنت “ضبط نشاطات حزب الله؛ منعه من شن هجوم على اسرائيل؛ استئناف المفاوضات مع اسرائيل لتسوية ملف الجولان؛ الموافقة على استقبال مستشارين روس وعسكريين آخرين؛ الالتزام باجراء انتخابات حرة ومفتوحة للجميع بعد نهاية الحرب.” ردت “اسرائيل” على عرض التفاوض بشأن الجولان “بالرفض لأن الاسد قد انتهى” من وجهة نظرهم.
واشار هيرش بوضوح الى “استمرار قنوات الاتصال السرية” بين دمشق وهيئة الاركان المشتركة الاميركية “حتى نهاية فترة ديمبسي .. الطريق العسكري غير المباشر للاسد تبخر بتقاعد ديمبسي في سبتمبر” الماضي.
في ظل هذه الخلفية والتفاصيل المثيرة الواردة في تقرير هيرش، التي لم يشكك أحد من المسؤولين في مصداقيتها، وربما لبعض التفاصيل المتضمنة، يستطيع المرء تلمس الاهداف الحقيقة لاقدام “اسرائيل” على اغتيال سمير القنطار، مدعومة سياسيا بقرار وزارة الخارجية الاميركية رفع القيود وتوفير الغطاء لمسلسل الاغتيالات.
عند استعادة “تبرير” بيان الخارجية الاميركية سالف الذكر اوضح بما لا يدع مجالا للشك ان سميرا له دور محوري في تشكيل جبهة مقاومة للاحتلال في هضبة الجولان السورية، وان “اسرائيل” استشعرت تداعيات المقاومة على خططها وتوجهاتها، لا سيما وهي التي استهدفت نجل الشهيد عماد مغنية، جهاد،ـ بالقرب من القنيطرة لدور مماثل في تشكيل خلايا مقاومة الاحتلال، وما يفرضه عليها من استدعاء قوات اضافية للمرابطة في هضبة الجولان في الوقت الذي تواجه فيه انتشارا مضاعفا لقواتها في الجنوب اللبناني.
من الضروري بمكان التذكير بتباين اهداف ونوايا الدول والقوى المنخرطة في الحرب الدائرة في سوريا، خاصة في جانب القوى الداعمة للدولة السورية. روسيا المنخرطة بقوة في “حلف المقاومة،” الى جانب ايران وسوريا وحزب الله، ضد القوى التكفيرية والاطراف الداعمة لها ليس بالضرورة ان تتطابق اهدافها مع حلفائها في مستوى مطالبتها بضرورة التهدئة على الحدود الجنوبية لسوريا. كما ليس سرا ان روسيا لم تتصرف منذ تشكيل الرباعية حول الملف الفلسطيني بما يوحي انها تعتبر الملف اولوية على اجندتها وربما لادراكها بان طريق مساعي التسوية مسدود امام الانفراد الاميركي والتصلب الاسرائيلي.