شؤون دولية

بوتين: قوة موقفنا في سوريا نابعة من مصداقيتنا

f botin

اعتبر الرئيس فلاديمير بوتين في حديث لقناة “روسيا-1” أن السر في قوة وثبات الموقف الروسي في سوريا يكمن في مصداقية موسكو وتبنيها العقلانية في خطواتها.

وأضاف: قوة موقفنا في سوريا “لا تستند إلى شفافيتنا ورتابة خطانا فحسب، وإنما تنبع من نزاهة هذا الموقف”.

وفي معرض التعليق على الأزمة السورية وسبل حلها، أشار إلى أن روسيا “تتعاون مع الرئيس الأسد، ومع الجانب الأمريكي بسهولة، ذلك أنها لا تراوغ ولا تبدل مواقفها، حيث استمعت إلى الجميع واختارت مسارها الذي يبدو لها أنه يرضي الجميع”.

وأضاف: “لقد صغنا موقفنا حينها استنادا إلى مقومات عامة ومقبولة، ومنه فنحن لسنا بحاجة إلى التنطط بين جانب وآخر كالبرغوث على حبل جر الحيوانات”.

وأكد الرئيس بوتين أن الموقف الروسي قائم على أساس الحوارات التي أجرتها موسكو، وهذا الأمر بحد ذاته ما يعزز طرحها.

وجدد الرئيس بوتين التأكيد في هذه المناسبة على تقيد روسيا التام بعدم نقض العهود التي تقطعها، و”عدم الإخلال بتنفيذ الالتزامات التي تتعهد بها بلادنا”.

ولفت النظر إلى أن تطبيق روسيا التزاماتها نابع بالدرجة الأولى من البراغماتية، وعدم إهمالها المبادئ الأخلاقية “بما يخدم تسهيل العمل وفقا لذلك”.

وفي تطرقه إلى دور الدول الأوروبية في العالم قال بوتين إن مشكلة أوروبا تكمن في أنها تخلت عن جزء هام من سيادتها لصالح الولايات المتحدة وبالتالي عن اتخاذ قرارات مستقلة في سياستها الخارجية.

وتابع قائلا إن روسيا لا تنتظر من شركائها الأوروبيين أن يتخلوا عن خيارهم اليوروأطلسي، لكنها تتمنى أن تشارك هذه الدول في عملية اتخاذ القرارات بدلا من انصياعها لإملاءات الولايات المتحدة.

وقال بوتين إنه حذر شركاء روسيا الغربيين دوما من تطبيق معاييرهم عن الديموقراطية على دول وشعوب أخرى ذات ثقافة وتقاليد وأديان خاصة بها، لكن تحذيرات روسيا لا يسمعها الزعماء الغربيون وذلك ليس فقط بسبب كبريائهم بل لأنهم لا يشعرون بأي مسؤولية عن تبعات نهجهم هذا.

وأشار إلى أن روسيا لا تخشى من التدخل في الشؤون العالمية لكنها تتصرف على الساحة الدولية بحذر كبير لتفادي أي تبعات سلبية بالنسية لها من قراراتها.

ذكر بوتين أن هناك إجماعا كاملا بين روسيا وأوروبا والولايات المتحدة والصين بشأن قضية انتشار سلاح الدمار الشامل، مشيرا إلى أنه “لا أحد يريد توسيع عدد الدول المالكة للسلاح النووي”.

أما روسيا فقال بوتين إنها لا تريد التلويح بـ”الهراوة النووية” لكنها لن تتخلى أبدا عن تطوير ترسانتها النووية كوسيلة ردع فعالة.

وجدد الرئيس الروسي موقفه الرافض لممارسة استخدام القوة من أجل إسقاط حكومات وإن بدت غير مثالية.

وأشار إلى أنه لا يجوز تدمير مؤسسات دولة في مثل هذه البلدان وزعزعة الحكومات الشرعية فيها، أما المعارضة التي تواجه هذه الحكومات فيمكن دعمها ماديا وسياسيا وإعلاميا بأساليب شرعية لا تنتهك القانون الدولي.

وأكد الرئيس الروسي أن احترام القانون الدولي هو الذي من شأنه أن يمنع حدوث “ثورات ملونة” في هذا البلد أو ذاك، والحديث يدور عن ترسيخ أسس القانون الدولي كيلا تكون هناك قراءات مختلفة لما هي سيادة الدولة وشرعية حكومتها.

بوتين: موقف الغرب من المسألة الأوكرانية مرتبط بمحاولته منع إحياء الاتحاد السوفييتي، لكننا لا نسعى إلى ذلك

وفي تحليله لموقف الغرب من الأزمة في أوكرانيا وفي غيرها من الجمهوريات السوفييتية السابقة قال بوتين إنه مرتبط بمحاولته منع “إحياء” الاتحاد السوفييتي، “ولا أحد يصدقنا بأننا لا نطرح أمامنا هدف إحياء الاتحاد السوفييتي”.

وأعرب عن قناعته بأن مجرد إمكانية جمع جهود روسيا وأوكرانيا في إطار العمليات الاقتصادية والتكاملية المعاصرة، والتي من شأنها أن تضمن لهما مكانة أفضل في الأسواق العالمية “هي على ما يبدو التي تقلق شركاءنا وتصيبهم بالأرق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى