التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 19/12/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
19 كانون1 – ديسمبر/ 2015
المقدمة
قدم الرئيس اوباما التهاني والتبريكات للشعب الاميركي، في مؤتمر صحفي عقده نهاية الاسبوع، 18 الشهر الجاري، مدشنا بدء عطلة اعياد الميلاد والسنة الجديدة رسميا، والذي انعكس ايضا على تقلص انتاجات ونشاطات مراكز الفكر والابحاث.
في مطلع الاسبوع تجمع مرشحو الحزب الجمهوري الثمانية لمنصب الرئاسة الاميركية في مناظرة متلفزة للتنافس والمبارزة امام المشاهدين تناولت جملة مواضيع، لعل اهمها مسألة السياسة الخارجية التي يتخيلها كل منهم، وما واكب اللقاء من اصطفافات سياسية وانفلات الخطاب العنصري من عقاله في اعقاب حادث الهجوم الارهابي في ورية كاليفورنيا.
يستعرض قسم التحليل “رؤية” فريق المرشحين للشق المتعلق بالسياسة الخارجية نحو منطقة الشرق الاوسط، وانشطار وجهات نظر قواعد الحزب الجمهوري بين الاصطفاف الى جانب المواقف المغامرة للمحافظين التقليديين مقابل مجموعة “اميركا اولا،” التي تنشد نهج العزلة والالتفات الى الداخل الاميركي. اضافة لكل ذلك سيتطرق التحليل لآفاق مؤتمر الحزب الجمهوري السنوي واستشعار مروحة من “الصفقات” السياسية الاكثر ترجيحا.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تداعيات هجمة الارهاب في كاليفورنيا
حذر معهد كاتو من الانعكاسات الداخلية الناجمة عن حادثة الهجوم الارهابي في كاليفورنيا مؤخرا، في ظل مناخ تصاعد التعبيرات العنصرية المناهضة للمسلمين مما “سيشجع معسكر الصقور النفخ” بزيادة حجم وقسوة الهجمات العسكرية ضد الدولة الاسلامية، على الرغم “ما ينطوي عليه من مغامرة استدراج لمزيد من الانخراط العسكري ليس في ساحة واحدة فحسب، بل في دولتين من دول المنطقة .. وعديد القوات المطلوبة لن يكون كافيا لازاحة داعش.” واضاف انه ينبغي على المعنيين الالتفات الجاد الى ما آلت اليه “التجربة الاميركية في كل من العراق وافغانستان، مقرونتين ببضعة آلاف المليارات من الدولارات ومقتل الآلاف من الاميركيين، دون ان تسفر عن اي نتائج ملموسة.” وذكّر انصار ذلك الفريق بان الترويج للتدخل العسكري “يواكبه مغامرة من نوع آخر بالتشديد على ضرورة “الانتصار” والانزلاق في وحل حرب شاملة واحتلال لاراضي الغير .. فضلا عما سيرافقه من ارتفاع معدلات الارهاب وليس تقليصها.”
http://www.cato.org/publications/commentary/dont-let-hawks-exploit-terrorism-fears
سوريا
واكب معهد المشروع الاميركي الانباء الصحافية المتتالية مؤخرا والتي افادت بانسحاب تدريجي للقوات الايرانية من سوريا، موضحا ان ما تم رصده من تحركات “ليس الا اعادة انتشار لقوات الحرس الثوري على الارجح .. وما تكبدته من خسائر بشرية سيؤدي الى اعادة تموضع تكتيكي وليس تراجعا استراتيجيا، في الغالب.” واوضح ان ذلك الاجراء “قد يكون جزءا من الخطة الاصلية المعتمدة بالاتفاق بين ايران وروسيا،” وما اتضح من ان الطرفين “سيصعدان جهودهما بكثافة لفترة تمتد من ثلاثة الى اربعة أشهر توفر (للحكومة) السيطرة على مزيد من الاراضي السورية لتعزيز موقعها التفاوضي.”
http://www.aei.org/publication/is-iran-recalibrating-in-syria/
رصد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى تواجد قوات الدولة الاسلامية في جنوبي سوريا، لا سيما “تعاظم قوتها بشكل ملحوظ عند مقارنة ما كان عليه الوضع في كانون اول/ ديسمبر 2013 او ديسمبر 2014، ويتبين ان المجموعة باتت اشد قوة وبأسا.” واضاف انه “يتيعن علينا انتظار مصير كتيبة شهداء اليرموك التي اشهرت البيعة للدولة الاسلامية العام الماضي وهل ستعلن عن نفسها جزء من داعش، كما يروج .. الأمر الذي سيترتب عليه تشديد الحصار على دمشق من ناحية الجنوب الغربي.” واردف ان داعش “قد يلجأ لاستخدام قاعدته الجنوبية كعمق استراتيجي في حال اشتد الخناق عليه في الشمال والشرق .. بيد ان المسلم به ان الدولة الاسلامية تبقي على تواجد لها في الجنوب وتتطلع لاستثماره.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-islamic-state-in-southern-syria
اعرب معهد كارنيغي عن شكوكه من نضوج الظروف الموضوعية لعقد “مؤتمرات السلام السورية .. نظرا لضيق الوقت لاعداد الترتيبات والتي اضافت مزيدا من التعقيد بحد ذاتها.” واوضح لفريق التحالف الدولي بقيادة اميركا ان “حكومة (الرئيس) الاسد تتمتع بفريق تفاوضي مخضرم، تستند فيه الى ذات الشخصيات في كل تفاوضاتها اجمالا، نواتها وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل مقداد، والديبلوماسي المخضرم احمد عرنوس .. ويتمتع الفريق بميزة ديبلوماسية عالية لناحية الانضباط وادامة التركيز بخلاف قوى المعارضة المنقسمة على نفسها.” واضاف ان وفود المعارضة “اينما حلت للاجتماع في الخارج، اضحى من المألوف رؤية الديبلوماسيين الاجانب يلاحقون انصارهم في ردهات الفنادق لحثهم على تصويب المسار في الاتجاه المرسوم.” http://carnegieendowment.org/syriaincrisis/?fa=62239
حذر معهد ابحاث السياسة الخارجية من مخاطر تفاقم الصدام بين حلف الناتو وتركيا من جهة مع روسيا “مع الاخذ بعين الاعتبار اتساع دائرة القوى المناهضة للدولة الاسلامية .. والتي بمجموعها ومن ضمنها الولايات المتحدة لا تضع في رأس سلم اولوياتها تدمير داعش.” وسخر المعهد من مساعي “انشاء جبهة موحدة ضد داعش كضرب من الخيال وما ينطوي عليها من وضع كافة اللاعبين على مسار خطير من سوء الادراك واخفاق التواصل.” واضاف فيما يخص اسقاط القاذفة الروسية ان الحادثة “اوضحت بما لا يدع مجالا للشك ان نشوب حرب بين حلف الناتو وروسيا لم يعد أمرا مستبعدا حدوثه بل هو اقرب من اي وقت مضى .. نظرا لانها المرة الاولى لتبادل الطرفين اطلاق النار منذ عهد الحرب الباردة.”
http://www.fpri.org/articles/2015/12/turkey-russia-and-nato-enter-danger-zone
مصر
اشاد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى باستمرار العلاقات الثنائية بين مصر و”اسرائيل .. عقب سلسلة هزات اجتاحت المنطقة .. مع الاشارة الى تراجع مدى التزام مصر في مناخ مرحلة ما بعد مبارك.” واضح ان “الاستقرار لم يعد الى الواجهة الا مع صعود (عبد الفتاح) السيسي الى الحكم وبدء عصر جديد من التعاون الاستراتيجي بينهما.” كما ان استئناف الجانبين “الاسرائيلي والفلسطيني التفاوض يحتاج الى مصر كشريك فعال.” وحث الولايات المتحدة “وحلفاءها الاقليميين تجديد التزامهم بدعم اوصر علاقات قوية بين مصر واسرائيل لما تشكله من ركيزة للسلام والاستقرار الاقليمي.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/riding-the-egyptian-israeli-roller-coaster
افغانستان
رسم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية صورة قاتمة للحرب الدائرة في افغانستان والتي لم يسفر عنها سوى “عوارض دولة فاشلة، وغياب المعلومات الاستخباراتية المفيدة .. مما حفز خروج عدد من البعثات الديبلوماسية ومنظمات الاغاثة الانسانية والمنظمات غير الحكومية” من البلاد. واضاف ان الخسارة البينة للولايات المتحدة وحلفائها ادت “لتقليصها الشديد للتقارير الرسمية وفضلت التركيز على ربح جبهة العلاقات العامة والمبالغة بمدى النجاحات على اجراء تقييم حقيقي.” اما الجانب الافغاني فيلتزم في تقاريره على التدريبات الاميركية لعناصره “باستخدام نماذج مستوفاه من التجارب الحسابية على الاجهزة الالكترونية التي تفرط في تفصيل التقديرات المستندة الى نماذج بيانية هشة.”
http://csis.org/publication/afghanistan-and-failed-state-wars-update