دعم المستوطنات: اوري بلاو
شركات إسرائيلية منها «تنوفا» و»ديلك» و»شوكولاد» و»هشاحر هعوليه» تبرعت في السنوات الاخيرة بالاموال للمشروع الاستيطاني ـ هذا ما تبين من عدة تحقيقات لـ«هآرتس» التي تقوم بفحص مسار الاموال للمستوطنات. في التحقيق الذي نشر في الاسبوع الماضي كشفت «هآرتس» أن منظمات أمريكية دفعت للمستوطنات نحو مليار شيكل في خمس سنوات وحصلت على الاعفاء الضريبي.
في العالم من المقبول به أن تقوم شركات عامة بالتبرع بـ 1 بالمئة من أرباحها قبل الضريبة. التبرع من قبل الشركات العامة هو أمر مختلف فيه حيث أنه فعليا الحديث يدور عن اموال عامة. التمويل هو لاصحاب الاسهم في الشركة وليس لاصحاب السيطرة فيها، خلافا للتبرعات التي تصل من الشركات الخاصة.
تلزم سلطة النقد الشركات العامة في البلاد بالابلاغ عن سياسة وحجم التبرعات وعن التعهدات المستقبلية للتبرعات. بعض الشركات تنشر تقارير مرحلية في موضوع المسؤولية النقابية، لكن معظمها لا يكشف عن الجهات التي تحصل على التبرعات. في إسرائيل قالت «ذي ماركر» هذه السنة إن شركات قليلة فقط تتبرع بـ 1 بالمئة من أرباحها.
المعطيات تنشر هنا لاول مرة حول التبرعات التي ذهبت للمستوطنات وتم الكشف عنها من خلال دراسة عشرات الملفات للجمعيات الإسرائيلية التي تعمل وراء الخط الاخضر. وقدمت الجمعيات تقاريرها حسب القانون حول التبرعات التي حصلت عليها بمبالغ تزيد على 20 ألف شيكل. على مدى السنوات تراكم حجم هذه التبرعات ليبلغ ملايين الشواقل.
«جمعية تطوير ايتمار» تعمل على تطوير مستوطنة في السامرة. حسب تقريرها الاخير منذ 2013 استثمرت الجمعية في بناء كنيس في المستوطنة.
في 2013 جندت الجمعية أكثر من 3 ملايين شيكل لنشاطاتها. بعض هذه الاموال وصلت من الخارج من خلال استخدام جمعيات إسرائيلية اخرى كقناة. ولكن ايضا شركات إسرائيلية تبرعت للجمعية. صندوق «ديلك للعلوم» والتعليم والثقافة، الذي يركز كما تقول الشركة على المساهمة في التعليم، تبرع لايتمار بـ 30 ألف شيكل. الشركة العامة «لبيدوت» التي تعمل في التنقيب عن النفط والغاز تبرعت لايتمار بـ 35 ألف شيكل. مبلغ مشابه تبرعت به الشركة الخاصة «لبيدوت» للتنقيب عن النفط.
«لبيدوت» لم ترد على توجهنا اليها. وجاء من صندوق «ديلك» الرد: «صندوق ديلك يتبرع في كل سنة لعدد كبير من الجمعيات والافراد ويعمل على دعم اهداف جماهيرية مختلفة في مجال الرفاه والصحة والتعليم، بما في ذلك النشاط المحافظ على الارث اليهودي».
معهد «عطيرت القدس» أقيم قبل 30 سنة في الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس. وحسب موقع المعهد فهو يشكل «العمود الفقري لليهود الذي يبلغ عددهم ألف شخص ويسكنون في قلب البلدة القديمة في الحي الإسلامي (الحي اليهودي المتجدد)». أحد اهداف الجمعية التي تدير المعهد هو «تشجيع الاستيطان في ارض إسرائيل ولا سيما كريات أربع في الخليل وخلق تعاطف جماهيري مع هذا الامر»… من اجل تشجيع التبرعات للمعهد ورد في الموقع أنه «في هذه الفترة المعقدة حيث يسير الكثيرون مع مشاعر الازمة القيمية، الامر الذي يؤدي إلى ازمة استيطانية وروحية، هذا هو الوقت لزيادة وتعزيز السيطرة على القدس، مدينتنا المقدسة».
في 2012 توجه المعهد إلى مسجل الجمعيات بطلب عدم نشر اسماء المتبرعين. ومن بين الاسباب التي ذكرت «معرفة هوية المتبرعين من قبل جهات غير مرغوب فيها» مثل «بعض الجمعيات ووسائل الإعلام». يتبين من تحقيق «هآرتس» أن من بين المتبرعين للجمعية في 2011 كانت الشركة العامة للصناعات البتروكيماوية في إسرائيل (التي تسيطر على أسهم في شركة المفرقعات) والتي تبرعت للمعهد بـ 20 ألف شيكل. ولم ترد الشركة على اسئلة «هآرتس».
احدى الجمعيات المركزية التي تعمل في المناطق هي «صندوق رعاية الفكرة الصهيونية» التي توجد مكاتبها في نفس العنوان الذي توجد فيه «أمانه»، وهي حركة الاستيطان للمستوطنات، ومديرها هو زئيف حيفر (زمبيش). هذا الصندوق يدعم ايضا مستوطنة ايتمار ومعهد «عطيرت القدس» في البلدة القديمة والكنيس في الون موريه وغيرها.
من بين المتبرعين ايضا شركة «شوكولاد» و»هشاحر هعوليه» حيث أنه في 2013 تبرعت بـ 50 ألف شيكل. «هشاحر هعوليه تبرعت بـ 6 بالمئة في كل عام». قال مدير عام الشركة موشيه فايدبرغ. «هذه مصلحة عائلية وكل واحد منا يحصل على مبلغ ويتبرع بما يريد. أنا اؤمن بارض إسرائيل الكاملة والتي تسميها أنت المناطق المحتلة. يا ليتنا كنا نستطيع التبرع أكثر». فايدبرغ غضب من مجرد توجيه السؤال له حينما سئل عن موقفه لو كانت ستصله مكالمة مشابهة من اجل التبرعات من «بتسيلم» مثلا. فأجاب أنه يفضل الافلاس على التبرع لهذه المنظمات.
شركة «تنوفا» ايضا تبرعت للصندوق. في 2007 تبرعت بأكثر من 164 ألف شيكل. وقد جاء من «تنوفا» أن «التبرع لصندوق الفكرة الصهيونية تم حسب المعلومات التي لدى هآرتس من 2007، لذلك فان ادارة تنوفا الحالية ليست مسؤولة أو مُلمة بالاعتبارات التي كانت لدى الادارة السابقة للشركة. عندما قررت منح هذا التبرع في حال تم منحه بالفعل. تتبرع تنوفا كل سنة باشكال متعددة ولمجموعة كبيرة من الجمعيات في إسرائيل وحسب سياسة واضحة. وتنوفا لا تتبرع لجمعيات أو اجسام لديها توجهات سياسية».
في نفس السنة تبرعت شركة «البيت» لصندوق رعاية الفكرة الصهيونية بـ 75 ألف شيكل. وقبل ذلك بسنتين تبرعت الشركة بـ 87 ألف شيكل لجمعية العاد. لم يصلنا رد من «البيت».
منحة من منظمة مركز بولتسر مولت هذا التحقيق.
هآرتس