من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “المستقبل” يخشى الخسارة المزدوجة.. و”القوات” تتجنّب المجازفة الحريري ـ جعجع: تأجيل المواجهة بانتظار مصير “المبادرة”
كتبت “السفير “: ..أما وان المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري قد تعثرت، ولا أفق واضحاً لها زمنياً وسياسياً، فإن رئيس “تيار المستقبل” يبدو كأنه قرر أن يراجع حساباته التي بُنيت في المرحلة الاولى على زخم لقاء باريس، قبل أن يتبين أن المسافة بين بيروت والعاصمة الفرنسية كانت كفيلة باستهلاك هذا الزخم وهدره.
أدرك الحريري أن لا فائدة من خسارة حليفه المسيحي المركزي، وهو سمير جعجع في لحظة انعدام وزن، مرشحة أن تطول. ربما كانت التضحية ببعض الحلفاء ستصبح مبررة أو مفهومة لو أن مردودها مضمون، لكن رئيس “المستقبل” شعر، على الأرجح، بأنه من العبث السياسي أن يخسر سمير جعجع من دون أن يربح سليمان فرنجية.
كما أن جعجع الذي يخفي في أعماقه من العتب والغضب على الحريري، ما يفوق بكثير القدر المتسرب الى سطح معراب، وجد أن المصلحة تقتضي العضّ على الجرح في هذه المرحلة الانتقالية والضبابية، خصوصا أن “إعلان النيات” الذي وقعه مع العماد ميشال عون لم يرتق بعد الى مستوى التحالف، الذي يمكن أن يعوّض خسارة حليف من وزن “المستقبل”.
والأرجح أن العامل السعودي لم يسقط من حسابات جعجع عندما كان يحدد موعداً لاستقبال نادر الحريري وهاني حمود في معراب، إذ إن الذهاب بعيدا في المواجهة مع “المستقبل” وخياره الرئاسي الطارئ، سيرتّب تداعيات على علاقة “القوات” بالرياض التي تغطي هذا الخيار، وهذه كأس مرّة يحاول جعجع تفاديها قدر الإمكان، في ظل انتفاء البدائل الإقليمية الحاضنة.
وهناك في أوساط “القوات” من يؤكد أن مسار التسوية المفترضة ما زال في أوله، “وكل من يظن أن هذه التسوية ستُنجز في وقت قريب هو واهم، بل إن المبادرة التي أطلقها الحريري عبر ترشيحه فرنجية تفتقر، ليس فقط الى شروط النجاح، بل حتى الى مقوّمات الاستمرار، ما يعني أن الاستغراق في أي خلاف بين الحريري وجعجع حول سراب رئاسي، لن يعدو كونه مراهقة سياسية لا مبرر لها”، كما يتردد في الكواليس القواتية.
وأغلب الظن أن نموذج التحالف الراسخ بين “حزب الله” والعماد ميشال عون كان حاضراً كذلك لدى الحريري وجعجع عندما قررا إعادة ترميم العلاقة المتصدعة وتأهيلها.
وإذا كانت حرب تموز قد شكلت محكاً صعباً لـ “ورقة التفاهم” التي خرجت متماسكة من خضم رياح الحرب، فإنه يمكن القول إن مبادرة الحريري الى طرح اسم فرنجية للرئاسة انطوت على الاختبار الأصعب للعلاقة بين الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس “تكتل التغيير والإصلاح” العماد عون، خصوصا أن الطرف الآخر في هذا الاختبار هو حليف مشترك هذه المرة، أي سليمان فرنجية، في حين أن الطرف الذي شكّل التحدي في امتحان 2006 كان العدو المشترك، أي اسرائيل.
ومع ذلك تمكن “السيد” و “الجنرال” من النجاح حتى الآن في الامتحان الرئاسي، المستمر فصولاً، برغم حساسية الموقف الذي واجهاه بعد ترشيح رئيس “تيار المردة” من قبل الحريري، وهو الأمر الذي نال إعجاب جعجع نفسه، بعدما أحس بفارق واضح في الثبات على التحالف مع المكوّن المسيحي، بين “حزب الله” و “تيار المستقبل”.
وليس خافياً كذلك أن التعارض بين “القوات” و “المستقبل” حول خيار فرنجية ترك أثره العميق على القواعد الشعبية لدى الجانبين، التي تبادلت الهجمات والاتهامات، بأبعادها الطائفية والسياسية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في استعادة لمنطق ما قبل 14 آذار 2005، حتى حتى كاد ما جمعه دم الرئيس رفيق الحريري يفرّقه ترشيح فرنجية.
ولاحقاً تمدد الاشتباك المستجد من خطوط التماس “الالكترونية” الى الساحة الإعلامية، حيث تراشق بعض الصحافيين المحسوبين على الطرفين “المقالات” المزوّدة برؤوس من النقد اللاذع.
شعر الحريري وجعجع بأن الشارع، كما المشروع، يكاد يفلت منهما في لحظة افتراق، كانت أشبه بـ “ذبحة سياسية” مفاجئة ضربت قلب العلاقة، وتركت تداعياتها على كل الجسم.
وبهذا المعنى، فإن المبادرة الحريرية أتت لتكشف عن نقص كامن في المناعة المكتسبة للتحالف بين “القوات” و “المستقبل”، أكثر مما تسببت به، ومن يراجع العديد من المحطات التي عبرت فيها العلاقة الثنائية خلال الاشهر الاخيرة يلاحظ أن عوارض المرض كانت قد بدأت بالظهور منذ ذلك الحين، قبل أن تتفاقم في الأيام الأخيرة، تحت وطأة انعطافة الحريري.
الأخبار : جعجع لمستشاري الحريري: انتخاب فرنجية استسلام
كتبت “الأخبار “: فيما السجال دائر حول أزمة النفايات ومشروع ترحيلها، استمرت القوى السياسية بمناقشة مبادرة الرئيس سعد الحريري بشأن انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. وبانتظار إطلالة الأخير المتلفزة اليوم، عبّر رئيس حزب القوات لحلفائه في تيار المستقبل عن موقفه من اقتراحهم للتسوية الرئاسية
ثلاث خطوات لافتة خيّمت على مشهد الاتصالات السياسية المرتبطة بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية، لكنها لم تقدّم ما يكسر حالة الجمود التي سيطرت على هذا المشهد منذ أسبوعين:
زيارة مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري للرابية، بعيداً عن الإعلام، تحت عنوان تقديم التعازي للجنرال ميشال عون بوفاة شقيقه؛ لقاء بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان في مجلس النواب؛ واستقبال رئيس حزب القوات سمير جعجع لمستشارَي الحريري هاني حمود ونادر الحريري.
سياسيون كثر وضعوا زيارة خوري للرابية في خانة إعادة فتح “خطوط رئاسية” بين الحريري وعون، بعد اقتراح رئيس المستقبل انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. لكن مصادر الطرفين نفت ذلك، مؤكدة أنها زيارة “كسر جليد”، وأنها لم تشهد أي نقاش سياسي جدي بشأن المبادرة الرئاسية. وقالت المصادر إن ما يؤكد خلوها من المضمون السياسي الذي يمكن التعويل عليه هو وجود صديق عون وخوري سليم صباغ في اللقاء. لكن المنسوب السياسي المنخفض للزيارة لم يمنع النائب السابق من محاولة استطلاع آفاق علاقة عون مع جعجع، والمدى الذي وصل إليه تنسيقهما وردّ فعلهما على المبادرة الحريرية، علماً بأن خوري كان قد أعلن في اجتماع قوى 14 آذار الأخير في منزل الحريري بوادي أبو جميل أن “التسوية ماشية ومن لا يريد أن يسير بها فسيبقى خارجاً”
في اللقاء بين السنيورة وعدوان، كان اللافت حديث الأول عن التحالف بين المستقبل والقوات، وتذكيره بأن الطرفين سبق أن اتفقا على اقتراح مشترك لقانون الانتخابات النيابية. وفسّرت مصادر سياسية هذا التصريح بأنه محاولة من السنيورة لسحب بند قانون الانتخابات النيابية من التداول بين عون وجعجع.
أما لقاء الأخير بمستشارَي الحريري، نادر الحريري وهاني حمود، فأتى نتيجة للاتصال الهاتفي بين رئيس المستقبل ورئيس القوات. وبحسب مصادر التيار الأزرق، لم يؤدِّ اللقاء إلى تبديل رأي أيٍّ من الطرفين بالمبادرة الرئاسية. أكّد جعجع مجدداً رفضه لمبادرة الحريري، فيما قال الحريري وحمود إن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل الفراغ والتعطيل، ولا بد من مبادرة تكسر هذا الجمود. وعبّرا عن التخوف من أن يؤدي الفراغ إلى انفلات يصل إلى المستوى الأمني. وردّ جعجع بأن اقتراح انتخاب فرنجية هو بمثابة إعلان استسلام للخصوم، كذلك إن الأوضاع في لبنان ليست بالخطورة التي يجري تصويرها، وبإمكاننا الانتظار أكثر للتوصل إلى تسوية مع الفريق الآخر. وقال جعجع، بحسب مصادر المستقبل، إن الخروج من حالة الفراغ والتعطيل ليست مسؤولية فريق 14 آذار وحده، وعلى الفريق الآخر أن يقدّم تنازلات أيضاً. وكرّر مستشارا الحريري موقف “المستقبل” المطالب باتفاق مسيحي على مرشح رئاسي يمكن التوصل إلى اتفاق عليه مع فريق 8 آذار، لكن جعجع عبّر عن رفضه تقديم تنازلات لم يُقدِم عليها الطرف الآخر. وأكّد “الحريريان” أن مبادرة رئيس تيار المستقبل لترشيح فرنجية جدية، وهي فرصة لا يمكن التراجع عنها بسهولة. في المحصلة، انتهى اللقاء بلا تراجع جعجع أو الحريري عن موقفيهما من مبادرة ترشيح فرنجية.
في المقابل، نفت مصادر القوات لـ”الأخبار” هذه المعلومات جملة وتفصيلاً، وأكدت التزامها الاتفاق مع المستقبل على التكتم على كل ما دار في اللقاء.
سجال النفايات
من جهة أخرى، استمر السجال حول مشروع ترحيل النفايات. قبل أسبوع، أكّد وزير الزراعة أكرم شهيب لـ”الأخبار” أن “مسألة ترحيل النفايات باتت على وشك الانتهاء”، وأنه مع مطلع هذا الأسبوع “سنكون عند أولى خطوات الترحيل”، لافتاً إلى أنه “يجرى حالياً التحضير للبنى التحتية”، ومشيراً إلى إجراء بعض الجوانب التي تحتاج إليها عملية الترحيل “كي ينعقد مجلس الوزراء لاتخاذ القرار”. غير أن النقاش المتجدّد حول هذا الملف يثير الشكوك حول المواعيد التي وضعها شهيب، مع إعلان تكتل التغيير والإصلاح رفضه الأسعار المطروحة للترحيل التي تناهز الـ “250 إلى 300 دولار للطن”. وكذلك رفضه تحميل البلديات كلفة الترحيل.
شهيّب أكد أمس أن “السعر الذي يحكى عنه يحتاج إلى تدقيق كبير”، مشيراً إلى أن “الكلفة الاقتصادية لرفع النفايات مهما بلغت تبقى أقل من الكلفة الصحية والبيئية”. وكان وزير الزراعة يتحدث بعد اجتماع في السرايا للجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النفايات، برئاسة الرئيس تمام سلام وحضور شهيب ووزيري المال علي حسن خليل والداخلية والبلديات نهاد المشنوق ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر. وقال شهيب إن اجتماعاً جديداً سيعقد اليوم “لمزيد من التوضيحات، لأن هناك ملفاً متشعباً، قانونياً وفنياً ومالياً وبنى تحتية، في ما يتعلق بترحيل النفايات. وسيتم البحث مع إدارة المرفأ حول آلية الترحيل، ومع الوزير خليل في الشق المالي”.
ونقلت مصادر عن الاجتماع أن أجواءه “إيجابية”، وأن المشنوق أعرب عن ثقته بأن وزراء التيار الوطني الحر “سينهون اعتراضهم على مسألة الأسعار عندما تطرح عليهم على طاولة الحكومة الأسعار الحقيقية”. فيما أكّد شهيّب أن “التمويل لا يمكن أن يكون من أموال البلديات”.
مصادر في تكتل التغيير والإصلاح أكّدت أن الأسعار المطروحة غير مقبولة. وأوضحت: “سيقولون لنا إن كلفة الترحيل لا تتعدّى 160 دولاراً للطن. لكن ماذا عن كلفة الجمع والكنس واللمّ التي قد تراوح بين 70 و80 دولاراً؟ وماذا عن كلفة الفرز والتحميل التي قد تصل إلى 70 دولاراً للطن؟ كلفة الترحيل التي يطرحونها تبدأ على الباخرة. ولكن ماذا عن كلفة ما قبل ذلك؟”. أما الكلام عن أن التمويل لن يكون من أموال البلديات “فليخبرونا من أين؟”، مشيرة إلى “غموض يحيط بكل جوانب هذا الأمر، بما في ذلك الشركات المتقدمة التي لا نعرف عنها سوى أنها أجنبية، فيما أغلب الظن أنها واجهات أجنبية لمن أثروا من هذا الملف سابقاً”.
ولفتت المصادر إلى اقتصار الدعوة إلى اجتماع أمس واليوم على رئيس الحكومة وثلاثة وزراء ورئيس مجلس الإنماء والإعمار، فيما لجنة إدارة النفايات التي شكّلها مجلس الوزراء تضم سبعة وزراء من مختلف الاتجاهات السياسية. وسألت: “كيف تؤلف اللجان وكيف يُختار أعضاؤها؟ وهل هي صلاحية استنسابية لرئيس الحكومة؟ ولماذا استبعاد بقية الوزراء؟”.
العقوبات الأميركية لإسكات “المنار”
وفي سياق آخر، أقر الكونغرس الأميركي أمس، بالإجماع، قانوناً يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله. وأقر مجلس النواب القانون بالإجماع، استكمالاً للقرار نفسه الذي اتخذه مجلس الشيوخ في السابع عشر من الشهر الماضي.
واستهدف النواب أيضاً قناة “المنار” التي يسعون إلى قطع تعاملها مع مشغلي الأقمار الصناعية. وستحدد واشنطن في غضون 90 يوماً المشغلين الذين يحتفظون بتعامل مع “المنار”. وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس باراك أوباما سيوقّع القانون.
ويفرض القانون على الرئيس الأميركي تحديد قواعد لمعاقبة المؤسسات المالية التي تتعامل مع حزب الله.
البناء : غداً في نيويورك تصنيف الإرهاب… وفي جنيف وقف الغارات… شروط النجاح قصف للتوغل التركي قرب الموصل… واشنطن تندّد وتدعو أنقرة للانسحاب الرئاسة اللبنانية رُحّلت للعام المقبل… وتردّدات لانضمام سلام إلى الحلف السعودي
كتبت “البناء “: يتطلّع الرعاة إلى نجاح مبادراتهم، فيجدون في النزاعات أمامهم فريقاً يعتمد العربدة والتذاكي، وفريقاً يعتمد الجدية والمسؤولية، لكنه يلجأ إلى الحزم عند الضرورة، وهذا هو حال مساعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ملفي سورية واليمن، اللذين استهلكا زيارته إلى موسكو، ليعود حاملاً الشروط التي بدونها يصعب التقدّم، وبالتالي الخروج بالحدّ الأدنى من ماء الوجه، ففي اليمن كلام واضح للحوثيين بأنّ وقف النار الهشّ والمفاوضات التي تدخل يومها الثالث معرّضان للانهيار ما لم تتوقف الغارات السعودية، بينما على المسار السوري لا بدّ من التسليم بالعودة إلى تصنيف التنظيمات الإرهابية كأولوية للدخول على خط سواها من البنود، وهنا العقبة في مصير التنظيمين الرئيسيّين في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”، اللذين تقدّمت روسيا وإيران بطلب ضمّهما إلى لائحة التنظيمات الإرهابية وفقاً لملفات موثقة، فقرصنت السعودية على دور لقاء فيينا المدعو للانعقاد في نيويورك غداً، وضمّتهما إلى مؤتمر الرياض للمعارضة، ما يجعل مستقبل اللقاء متوقفاً على حسم هذا الملف، وإلا ستتحوّل جلسة مجلس الأمن الخاصة بسورية التي يريدها كيري مجرد جلسة شكلية لتبادل الآراء بدلاً من إقرار لائحة التنظيمات الإرهابية.
بالتوازي مع القصف السياسي للعربدة السعودية، قصف عسكري وسياسي للقوات التركية المتوغلة في العراق، قرب الموصل، بعدما تساقطت قذائف صاروخية تبنّتها كتائب حزب الله في العراق، واستهدفت معسكر القوات التركية قرب الموصل موقعة عدداً من الجرحى، لتتلقى أنقرة مع الصفعة العسكرية، صفعة سياسية أميركية على لسان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي ندّد بالهجوم داعياً تركيا إلى التوقف عن المماطلة والإسراع بسحب قواتها من العراق.
في لبنان، حُسم أمر التريّث بشأن المبادرة الرئاسية التي تبنّاها ولم يعلنها الرئيس سعد الحريري، ورحّل الاستحقاق الرئاسي إلى العام المقبل، بينما طفت على السطح التداعيات الأخطر على فريق الرابع عشر من آذار بتصدّع جناحَيْه تيار المستقبل والقوات اللبنانية وتعثر محاولات الترميم على خط الحريري ورئيس القوات سمير جعجع، بعدما بدا أنّ فريق الثامن من آذار قد نجح في استعادة العافية ولملمة صفوفه إثر الصدمة التي أحدثتها المبادرة الحريرية، ليكون الحدث الأبرز تداعيات قرار رئيس الحكومة تمام سلام ضمّ لبنان إلى الحلف السعودي ضدّ الإرهاب وتمسكه بهذا الموقف رغم لا دستوريته، وتعريضه الروح الميثاقية للخطر، خصوصاً مع تبنّي السعودية تصنيفاً لحزب الله على لائحتها للإرهاب، لتكتمل الفضيحة بتنصّل باكستان واستغرابها زجّ اسمها من دون موافقتها بين أعضاء الحلف، وإعلان مصر حصر مشاركتها بتبادل المعلومات بعدما أعلنت أندونيسيا وعُمان رفضهما عضوية الحلف.
دخلت التسوية الرئاسية العناية الفائقة، فلم يسجّل أي تطور على صعيد الاتصالات والمشاورات الجارية بين المعنيين في الشأن الرئاسي، والجلسة الثالثة والثلاثون التي كان يُعوّل عليها لإنهاء الفراغ الرئاسي انتهت بإرجاء جديد إلى 7 كانون الثاني من العام المقبل، لينتهي العام 2015 باستمرار الفراغ الرئاسي.
وإزاء ذلك، نشطت الاتصالات داخل فريق 14 آذار أمس، في حركة وقائية لما قد ينتج عن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في إطلالته التلفزيونية اليوم والتي سيسرد فيها وقائع ترشيحه لرئاسة الجمهورية من قبل الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وما حكي عن دور فرنسي وأميركي وترحيب سعودي.
وينقل سياسي بارز لـ”البناء” عن مسؤولين أميركيين، أن “السفير الأميركي ديفيد هِلْ ليس صاحب فكرة ترشيح فرنجية على الإطلاق”، مشيراً إلى “أن الولايات المتحدة لا تضع فيتو على أي مرشح، لكنها لم تخطط أو تطرح اسم فرنجية وإن كانت لا تمانع في ترشيحه، فما يهمها هو إنهاء الفراغ لا أكثر ولا أقل”.
ولرأب الصدع بين بيت الوسط ومعراب، زار مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري يرافقه المستشار الإعلامي للرئيس الحريري هاني حمود رئيس حزب القوات سمير جعجع في معراب. وتأتي هذه الزيارة المستقبلية التي غاب عنها الوزير السابق غطاس خوري لـ”ترقيع” العلاقة مع جعجع، بحسب ما أكد مصدر بارز في تيار المستقبل لـ”البناء”، مشيراً إلى “أن طرح الحريري جُمّد وربما تعثّر، ولذلك يحاول كل فريق سواء داخل 14 آذار أو 8 آذار لملمة وضعه الداخلي، وإن كانت تأثيرات هذا الترشيح لم تتسبّب بتصدع فريق 8 آذار كما حصل داخل 14 آذار”.
وتشير أوساط “القوات اللبنانية” لـ”البناء” إلى “أن الأجواء ليست إيجابية، وأن هناك استحالة في العودة بالعلاقة مع الحريري إلى ما كانت عليه”.
الديار : ترشيح فرنجية جدي ولكن مطلوب حل العقد والصعوبات على الحريري اقناع حليفه جعجع وعلى فرنجية اقناع حليفه عون
كتبت “الديار “: ترشيح الوزير سليمان فرنجية هو تسوية جدية ولها حظوظ كبيرة ذلك ان الوزير سليمان فرنجية بعد تأييد الرئيس سعد الحريري له يتمتع بالاكثرية الكبيرة في مجلس النواب اذا جرت الانتخابات الرئاسية، ذلك انه يتمتع بتأييد الرئيس نبيه بري وكتلة الوزير وليد جنبلاط وكتلة تيار المستقبل واحزاب متحالفة معه ونواب مستقلين، لكن المشكلة هي عندما عقد الرئيس سعد الحريري التسوية مع الوزير سليمان فرنجية وأيده لرئاسة الجمهورية، هل اخذا في عين الاعتبار ان الرئيس سعد الحريري سيقنع حليفه المسيحي الدكتور سمير جعجع وان الوزير سليمان فرنجية سيقنع حليفه المسيحي العماد ميشال عون لتمر التسوية؟
يبدو ان العكس حصل، فبدلا من ان يستطيع الحريري اقناع الدكتور سمير جعجع انقطعت الاتصالات بين الأخير والرئيس الحريري في بداية الامر الى ان عاد الاتصال بينهما، لكن دون توافق على ترشيح الوزير سليمان فرنجية، والدكتور سمير جعجع ذهب بعيدا، عندما ابلغ الرئيس سعد الحريري انه اذا رشح الوزير سليمان فرنجية فهو سيرشح العماد ميشال عون، وسيكون هنالك تحالف بين احزاب مسيحية ثلاثة، هي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية، وبالتالي لا يستطيع احد ان يتجاوز هذه القوة المسيحية القوية والواسعة. ومع ان الرئيس سعد الحريري يقول انه تم الاجتماع في بكركي وسمّت بكركي 4 مرشحين اقوياء من له حظوظ منهم يصل الى الرئاسة والوزير سليمان فرنجية واحد من الاربعة فانه من المفروض ان يقبل حلفاؤه المسيحيون به كمرشح تسوية طالما ان الرئيس سعد الحريري ايده في تكتل المستقبل وطالما ان الوزير وليد جنبلاط ايده ويؤيده ايضا الرئيس نبيه بري.
لكن ايضا جرى العكس، فانقلبت القيادات المسيحية الثلاث، التي اجتمعت في بكركي وسمت من الشخصيات القوية وهي امين الجميل والدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون وتحالفت مع بعضها لقطع الطريق على الوزير سليمان فرنجية بعدما كانت موافقة على ان مرشح الرئاسة يجب ان يأتي من المرشحين الاربعة الاقوياء التي سمتهم بكركي ويحظى باكثرية كبيرة في مجلس النواب، وهو ما طبق على الوزير سليمان فرنجية في ترشيح الرئيس سعد الحريري له لرئاسة الجمهورية.
لكن العماد عون رفض كليا ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وبقي على صمته منتظرا ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية واعلان الوزير سليمان فرنجية في مؤتمر صحافي ما ينوي فعله.
وعلى كل حال، اليوم الخميس سيطل الوزير سليمان فرنجية في برنامج كلام الناس ويعلن مواقفه ورأيه وما حصل معه حتى الان في شأن التسوية التي طرحها الرئيس سعد الحريري وانتقل تيار المستقبل من تيار لديه عداء لمرشحي 8 اذار الى تكتل المستقبل الذي يؤيد مرشحاً من 8 اذار هو الوزير سليمان فرنجية.
النهار : ترحيل الفراغ إلى 2016… وفرنجيه يترشّح الحريري وجعجع: الاختلاف الرئاسي ضمن التحالف
كتبت “النهار “: مع أن أي جديد لم يكن متوقعاً في الجلسة الـ33 لانتخاب رئيس للجمهورية، بدا وقع إرجاء الجلسة الـ 34 الى السابع من كانون الثاني 2016 شديد الوطأة. ذلك ان ترحيل أزمة الفراغ الرئاسي من سنة 2015 التي تشارف نهايتها الى السنة المقبلة يحصل للسنة الثانية توالياً، بينما تقترب الازمة من شهرها التاسع عشر وسط ازدياد ملامح الغموض في مجمل المعطيات والوقائع المتصلة بالصفحة الاخيرة من الكتاب المفتوح لهذه الازمة مع مشروع التسوية الذي طرح فيه اسم رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجيه مرشحاً للرئاسة والذي أحدث خضة واسعة لم يحطّ غبارها بعد، وربما تكون مقبلة على تطورات جديدة في الساعات والايام المقبلة وما تبقى من السنة الجارية.
وإذ ترحل الازمة الى السنة المقبلة، تسارعت مجموعة تحركات واتصالات اتسمت بأهمية بارزة، الامر الذي يرشح الاسابيع الفاصلة عن موعد الجلسة الـ34 لحماوة استثنائية من دون أي قدرة لدى أي فريق على الجزم بما اذا كانت بداية السنة الجديدة ستشهد حسماً للأزمة. وفيما تترقب الاوساط السياسية ما سيعلنه النائب فرنجيه من توجهات ومواقف ووقائع في مقابلته التلفزيونية مساء اليوم مع الزميل مارسيل غانم في “كلام الناس”، اكتسب لقاء معراب بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والمستشار الاعلامي للحريري الزميل هاني حمود أهمية ودلالة من حيث اعادة ضبط العلاقات بين الحليفين في اطار تحالف 14 آذار، وإن يكن اللقاء لم يبدد الاختلاف بينهما على الخيارات الرئاسية المطروحة. وأفاد البيان الصادر عن اللقاء ان موفدي الحريري نقلا الى جعجع حرص الحريري على التحالف العميق والراسخ بين “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية”. وشدد المجتمعون على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها. وعلمت “النهار” من مصادر واسعة الاطلاع أن حصيلة محادثات “المستقبل” – “القوات اللبنانية” امس كانت “الاصرار على إبقاء الحلف والحفاظ على 14 آذار مهما حصل في ملف الرئاسة”.
وأبلغت أوساط وزارية “النهار” أن عدداً من سفراء الدول الكبرى، في مقدمهم القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز، يعتزمون تمضية عطلة الاعياد في بلادهم الى ما بعد رأس السنة، مما يشير الى أن محركات الاتصالات لديهم قد أطفئت وأن الاستحقاق الرئاسي بالنسبة اليهم قد رحّل الى مطلع السنة الجديدة.
المستقبل : لجنة “الترحيل” تنهي مشاوراتها اليوم.. ومجلس الوزراء السبت أو الإثنين “المستقبل” و”القوات”: التحالف راسخ و14 آذار مستمرة
كتبت “المستقبل “: رئاسياً، نجح المعطلون في تمديد الشغور وترحيل الاستحقاق إلى العام 2016 تحت وطأة استمرارهم في لعبة تطيير النصاب حتى الرمق الأخير من جلسات العام الجاري، في وقت تترقب الأوساط السياسية والإعلامية إطلالة رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية مساء اليوم لرصد وتحليل ما سيعلنه من مواقف متصلة بمسألة ترشيحه لسدة الرئاسة وفق التسوية الوطنية المطروحة. وفي الأثناء، برزت أمس زيارة موفدي الرئيس سعد الحريري، مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الإعلامي هاني حمود، إلى معراب حيث انتهى النقاش مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على مدى أكثر من ساعتين في الملفات الراهنة بما فيها الاستحقاق الرئاسي إلى خلاصات استراتيجية بدّدت أضغاث أوهام الفرقة والخلاف التي منّى الخصوم النفس بها وحاولوا غرس بذورها بين الجانبين على خلفية المستجدات السياسية والرئاسية، فكان تأكيد في ختام الاجتماع على “التحالف العميق والراسخ” بين “المستقبل” و”القوات” مع التشديد على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها.
اللواء : ترحيل الرئاسة إلى ك2 .. وترحيل النفايات ينتظر التمويل غسيل قلوب بين جعجع و”المستقبل” .. و8 آذار تواجه فرنجية بشروط صعبة.. ومليارات وراء هنيبعل القذافي
كتبت “اللواء “: مع دخول البلاد في المقلب الثاني من الشهر الأخير من السنة، وقبل أسبوع من دخول عطلة الأعياد الميلادية، طارت جلسة انتخاب الرئيس إلى 7 كانون الثاني من العام المقبل 2016، واقتصر الحضور على 44 نائباً، وعلى اطلالات منبرية من مجلس النواب لاستذكار الاستحقاق الرئاسي من دون الاقدام على خطوة عملية، فيما تتكاثف العراقيل من سياسية ومالية وبلدية في محاصرة الحل الثاني الذي ارتأته اللجنة المكلفة بمعالجة ملف النفايات، والقاضي بترحيلها عبر شركتين، والتي تعود إلى الاجتماع اليوم في محاولة لتذليل العقدة المالية، حيث ان وزارة المال بشخص الوزير علي حسن خليل لا تبدي حماساً لتمويل عملية الترحيل وتطالب بأن تشارك البلديات التي حولت إليها وزارة الاتصالات ما يلزم من أموال لتمويل هذه العملية التي تكلف الخزينة مليون دولار يومياً وعلى مدى 18 شهراً، وهي المدة اللازمة للانتهاء من خطوة الترحيل وتجهيز بنية تحتية للكنس والطمر والحرق.
الجمهورية : ترحيل الرئاسة إلى السنة المقبلة والخلاف “القواتي””المستقبلي” مستمر
كتبت “الجمهورية “: التوضيح الذي أصدره رئيس الحكومة تمّام سلام حول ما أثيرَ عن انضمام لبنان إلى التحالف الإسلامي ضدّ الإرهاب بتمييزه بين موقفه الشخصي المبدئي، وبين تأكيده أنّ القرار النهائي يعود إلى الحكومة، كان كفيلاً باستيعاب ردود الفعل الأوّلية وتطويقها، وما كان بدأه سلام على هذا المستوى استكمله رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول إنّ “هذا الموضوع هو فكرة، وتناقَش داخل مجلس الوزراء لاتّخاذ الموقف المناسب، ولا حاجة إلى إثارة أيّ جدل خارج هذا الإطار”، الأمر الذي ساهمَ بتبريد المناخات التي كانت تشنّجَت، وأعاد وضعَ الموضوع في إطاره الصحيح، إلّا أنّه تبقى الأنظار على موقف كتلة “الوفاء للمقاومة” اليوم لجهة الحلف الإسلامي، كما لناحية إقرار الكونغرس الأميركي بالإجماع قانوناً يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع الحزب، وذلك في تطوّر يؤكّد استمرار التضييق عليه، وتَوالي العقوبات الأميركية والسعودية، الأمر الذي يتنافى مع أجواء التسوية الرئاسية التي يُحكى عنها.