عدوى مهاجمة دونالد ترامب الياس فرحات
تحمل الانتخابات التمهيدية الاميركية الكثير من زلات اللسان التي تعبر عن حقائق اميركية عند المرشحين, وتمتاز النقاشات بانها صادقة وتعبر عن مزاج الجمهور الاميركي ومن دون تدخل الاستابلشمنت الاميركي.في الغالب بعد التصفية شبه النهائية داخل كل حزب ينتهي هذا النوع من النقاش وتتخذ الحملة خط نقاش سياسي يؤمن مصالح الطبقة السياسية الحاكمة من كلا الحزبين .وحده روس بيرو خرق الاستابلشمنت عام 1992 عندما ترشح ثالثا ضد كلينتون وجورج بوش الاول لكنه تسبب بسقوط الرئيس بوش وفوز كلينتون .
اليوم نسمع الكثير عن طرائف المرشحين وخصوصا من جانب اليمين الجمهوري .رون بول مرشح حزب الشاي, وهو تجمع متطرف داخل الجمهوريين, يعلن معارضته للمساعدات الخارجية ,فيما يطلب دونالد ترمب المثير للجدل ان تدفع السعودية المال للولايات المتحدة لانها تحميها من السقوط!
هزأ ترامب كثيرا من منافسيه وحطم صورة ماكين امام الاميركيين الذي كان يعتبر نفسه بطل حرب لانه اسر في فيتنام .قال ترامب :”ماكين ليس بطلا وانا لا احب الاسرى.” كما هزأ من ليسلي غراهام وتيد كروز وبن كارسون وجيب بوش ونجح في تحطيم صورهم .
قال ترامب:” الان نحارب داعش وبعدها نتكلم عن الاسد”.الارجح ان هذا الكلام لا يروق للمؤسسة الاميركية وربما يفضحها ويكشف عن النوايا الاميركية الحقيقية من داعش .ما ان طالب ترامب بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة حتى هب الديموقراطيون الذين كانت لهم صولات وجولات في ضرب الاسلام والمسلمين بدءا بدعم هاري ترومان انشاء اسرائيل عام 1948 وليندون جونسون ودوره في حرب 1967 واحتلال القدس الى كارتر وكامب ديفيد التي قصدها السادات لتحقيق هدف فوصل به الى مقصد اخر وصولا الى كلينتون وتمييع عملية السلام الى اوباما بطل الربيع العربي وتفتيت المسلمين .
لا يعني هذا الكلام الدفاع عن الجمهوريين وعن ترامب تحديدا لكن تبني بعض العرب مهاجمة ترامب كما يفعل الديموقراطيون وبعض الحمهوريين وكأنهم مصابون “بعدوى مهاجمة ترامب” هو انزلاق في خطط الديموقراطيين الخبيثة ضد العرب.
على الاقل نجد الجمهوريين واضحين في اهدافهم ومقاصدهم حتى العدوانية منها لكن الديموقراطيين وبعض الجمهوريين يوجهون ضربات موجعة للعرب والمسلمين تحت شعار حقوق الانسان والديموقراطية .
كم كان مضحكا بعض العرب عندما جاء اوباما ولقبوه بابوحسين ظنا منهم ان اصوله الاسلامية تؤثر في سياساته ثم تبين انهم واهمون..