عبد الساتر للشرق الجديد: التحالف السعودي يعد انقلابا على الشرعية الدولية
رأى مدير مركز “دال” للإعلام الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد، حول اعلان السعودية عن تحالف اسلامي عسكري، وخلفية هذا اعلان في هذا التوقيت، ان ما اعلنه ولي ولي العهد السعودي عن تحالف عسكري اسلامي لمحاربة الارهاب لم يكن مفاجئا، وكما يقول المثل العربي الشائع والمعروف “هل ينبت من العوسج التين”.
واضاف عبد الساتر: “علينا ان نسال هؤلاء الذين انخرطوا امس في ما سمي التحالف العسكري من هو هذا الارهاب الذي يريدون محاربته اذا كان الارهاب كما يدعون ان الذي يحدث في سوريا وفي العراق وفي اليمن وغيرها من الدول هو الارهاب فالأولى لهم ان يحاربوا انفسهم قبل ان يحاربوا هذه الجماعات لان مصدر ومنبع هذه الجماعات من هذه الدول وتحديدا النظام السعودي الذي ربما كان السبب الرئيسي في كل ما يجري في المنطقة”.
وتابع عبد الساتر قائلا: “ثانيا اذا كان التوصيف للإرهاب يستثني العدو الاسرائيلي الذي دأبنا واصرينا على ان الارهاب هو صنيعة هذ العدو، منذ ان اغتصب فلسطين في بداية القرن الماضي ومنذ ان شرعن هذا الاحتلال وهذا التنكيل المستمر بالشعب الفلسطيني، بعد ان شرعت اسرائيل في الامم المتحدة وفي مجلس الامن الدولي وفي كل المنظمات العالمية، فاذا كان الارهاب يستثني اسرائيل فاعتقد ان اسرائيل هي جزء من هذا التحالف بطبيعة الحال وربما يكون ايضا ابو بكر البغدادي وجبهة النصرة والقاعدة وبوكوحرام اطراف في هذا التحالف العسكري الاسلامي”.
وقال عبد الساتر:” اسم التحالف يثير الكثير من المخاوف والشكوك والقلق، ماذا يعني بكلمة العسكري الاسلامي ولماذا استثني العربي على سبيل المثال، بعد ان مرغت السعودية انوف كل الذين تحالفوا معها ولو بالاسم او الصورة في ما سمي عاصفة الحزم وبعد ان قتلوا الالاف من الشعب اليمني والعراقي والسوري وبعد ان اظهرت عاصفة الحزم فشلهم وانتصار الشعب اليمني، يعودون علينا بما سمي بالتحالف العسكري الاسلامي، وهذه الدول التي اعلن عنها بالأمس انما هي على خط واحد ولون واحد وذات رائحة واحدة على المستوى الطائفي والمذهبي وبالتالي وكأننا نريد ان نقول اننا بتنا جميعا ادوات في اللعبة الاميركية الصهيونية الوهابية التي تريد التقاتل الان على المستوى الرسمي”.
واضاف : “ان هذه الدول في صيغتها الموجودة الان بغض النظر عن نجاحها او عدمه او قبولها او عدمه من الجهات المعنية لدى الامم المتحدة وبانتظار الموقف الروسي وغيره لان هذا يعد انقلابا على الشرعية الدولية”.
وحول مصلحة لبنان بالدخول في هكذا حلف قال عبد الساتر: “انه لا يحق لأي احد في لبنان ان يصادر صلاحيات رئيس الجمهورية اللبنانية ما دمنا في حالة فراغ رئاسي فلا يمكن للحكومة حتى مع الصلاحيات التي تمتلكها ان تنخرط في أي تحالفات من هذا النوع، وبغض النظر عن عدم قانونية ودستورية هذه التحالفات فهي ستأخذ البلاد الى ما يشبه الفتنة الداخلية، ففي لبنان طرف كبير انخرط بشكل واضح في الدفاع عن لبنان بمواجهة العصابات التكفيرية والارهابية هذا يعني ان المقاومة ستصبح طرفا في مواجهة قرار سياسي يمكن ان يأخذ لبنان الى ما يريده البعض تملقا او تزلفا للسعودية، كما انه لم تتم استشارة المعنيين في لبنان ، خصوصا بعدما صرح وزير الخارجية المعني اساسا بهذا الموضوع انه لا علم له ولوزارة الخارجية بمثل هذا التحالف”.
وختم عبد الساتر قائلا: “كيف لنا ان نقبل بمثل هذا التحالف والدول التي ابتليت بنار الارهاب ليس لها علاقة به وهي غير مدعوة ولم تعلن انها تريد ان تكون جزءا من هذا التحالف”.