توشكا يحرق الأقنعة
غالب قنديل
حملت الشاحنات العسكرية وسيارات الإسعاف عشرات الجثث المتفحمة من مباني غرف العمليات والقيادة المدمرة في معسكر “شعب الجن” بمنطقة باب المندب اليمنية الاستراتيجية وما لبثت المعلومات تتوضح اكثر فأكثر عن نتيجة قصف القوات اليمينة لهذا الموقع الحساس بصاروخ توشكا الباليستي وإضافة إلى تدمير بطاريتي باتريوت والعديد من السيارات والشاحنات العسكرية لقوات العدوان ناهيك عن انفجار مستودع صواريخ ادى تطاير محتوياته لاصطدام بارجتين سعوديتين في البحر فقد بلغ عدد القتلى مئة وسبعة وستين من الجنود والضباط يتقدمهم قائدا القوات السعودية والإماراتية في العدوان على اليمن وكالعادة ضرب ستار فولاذي على المعلومات والأسماء والوقائع ولكن مصادر الجيش اليمني قدمت بعضا منها يضيء الكثير على حقيقة حلف العدوان الأميركي السعودي وتركيبته التنظيمية والعسكرية .
عشرات القتلى من مرتزقة بلاك ووتر بينهم إسرائيلي وهي ليست المرة الأولى التي يفضح فيها الجيش اليمني بالمعلومات حقيقة استعانة المملكة السعودية بشركة المرتزقة التي تديرها المخابرات الأميركية بواسطة ضباط متقاعدين يقودون جيشا من القتلة المحترفين متعددي الجنسيات وقد سبق لبلاك ووتر ان ظهرت في العراق بعد الاحتلال حيث كلفت بالعديد من المهام القذرة وهي في اليمن تقوم بدور مماثل ضد الشعب اليمني وقواته الشعبية والنظامية وثمة معلومات عن احتمال إرسال وحدات منها إلى سورية قريبا.
الفضيحة التي لا تقل خطورة وأهمية هي تواجد مسلحي داعش في المعسكر المستهدف ومقتل العشرات منهم وبينهم قيادي كبير في التنظيم قتل في الضربة ذاتها مع كبار الضباط السعوديين والإمارتيين والمغاربة الذين كانوا في غرفة العمليات وهذه قرينة تعني حقيقة ما تمثله داعش في منظومة العدوان الأميركية السعودية فقد اكدت قناة المسيرة اليمنية مقتل الارهابي أبو عبيدة الكازمي متزعم ما يسمى ولاية عدن وتعز في تنظيم داعش مع اثنين وستين من عناصره في ضربة باب المندب.
توشكا كشف القرينة الصارخة : داعش تشارك في غرف القيادة السعودية للعدوان خبر ينقل حقيقة معروفة إلى العلن ويفضح كذبة محاربة الإرهاب التي سعت المملكة للتستر بها خلال ساعات من ضربة باب المندب تحت عنوان تشكيل تحالف إسلامي بهذا العنوان علها بهذه الدعاية الكاذبة تستر تفاعلات الحقيقة التي فضحها صاروخ توشكا اليمني في باب المندب فلو قيل لأي كان ان داعش تشارك في اجتماعات التخطيط والقيادة مع بلاك ووتر وجيوش حلف العدوان لوصف الكلام بالمبالغة السياسية لكن الجثث لاتكذب وهي أصدق من أبواق الدعاية السعودية.
منذ انطلاق العدوان على اليمن كانت قوات داعش والقاعدة هي القوة البرية المستفيدة من الحملة الجوية السعودية التي وفرت لها الغطاء الناري للتمدد والتوسع في المنطقتين الوسطى والجنوبية من البلاد وقد كشفت تقارير عديدة معلومات عن الدعم السعودي لداعش وهو دعم مالي وعسكري لم ينقطع في وقت تعاطت الرياض بحذر مع فصائل القاعدة التي لها صلات معروفة بتشكيلات رديفة داخل الحجاز ونجد وحيث تختلط تشكيلات القاعديين اليمنيين بجماعات القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي تكفر النظام السعودي وتستهدفه تقليديا ولذلك فقد تركز الدعم السعودي على داعش وحزب الإصلاح اليمني فرع التنظيم العالمي للأخوان المسلمين بالإضافة لتشكيلات عشائرية ومجموعات من المرتزقة التي ترتبط ماليا بالنفوذ السعودي في اليمن وبعض الجماعات الانتهازية المحيطة بمنصور هادي.
أحرق صاروخ توشكا الأقنعة في اليمن وكشف حقيقة حلف العدوان الذي يضم داعش وشركة المرتزقة بلاك ووتر إضافة إلى الدول المتورطة في الحرب بقيادة اميركية وخصوصا السعودية والمغرب والإمارات وقطر وغيرها من حكومات تتحرك بالإشارات الأميركية في كل شاردة وواردة .
العدوان الأميركي السعودي في طريقه إلى هزيمة صارخة بفضل صمود شعب فقير وعزيز يدافع عن كرامته الوطنية واستقلال بلاده وسيكون مصيرهذا العدوان ما لحق بجميع الغزوات الاستعمارية في هذه النقطة من العالم التي لم يستقر فيها احتلال او استعمار على مدى التاريخ المعاصر ومن باب المندب سيكتب انطلاق مسار التحول المفضي إلى انتصار يمني آت بلا ريب والغد لناظره قريب.