أمير «ولاية طرابلس» في «داعش» فــي قبضة المعلومات رضوان مرتضى
بتوقيف بلال البقار، يكون كل «التنفيذيين» في تفجيري برج البراجنة الشهر الماضي قد باتوا في قبضة الأجهزة الأمنية. إلا أن البقار، بحسب المعلومات، أخطر من أن يكون مجرد «أداة» تنفيذية، إذ تبيّن أنه أمير «ولاية طرابلس» في «الدولة الإسلامية»
تمكّن «فرع المعلومات» من الإيقاع ببلال البقار، ابن مدينة طرابلس، والعقل المدبر لتفجيرَي برج البراجنة الشهر الماضي. لم يكن البقّار الملقّب بـ«أبو مصعب الطرابلسي» مطلوباً عادياً، إذ بيّنت التحقيقات أنّه أمير «الدولة الإسلامية» في طرابلس. الرجل الذي كان موقوفاً ثم أُخلي سبيله لدى المحكمة العسكرية، تبيّن أنّه صلة الوصل المباشرة مع عاصمة «دولة الخلافة» الرقة، عبر ضابط الارتباط «أبو الوليد»، وهو كان مكلّفاً بإدارة الملف اللبناني، بحسب ما أفادت اعترافات عدد من الموقوفين، من بينهم الشيخ ابراهيم بركات الذي وُلّي «الإمارة الشرعية» للتنظيم في الشمال.
إذ كشف بركات أنّه كان قد التقى البقار في الرقة مع «أبو محمد العدناني» المتحدّث باسم تنظيم «الدولة».
والبقّار الذي كان موقوفاً لدى المحكمة العسكرية بجرم نقل أسلحة إلى الشيخ أحمد الأسير، إضافة إلى ظهوره في مقطع الفيديو الشهير الذي فاخر فيه فضل شاكر بسقوط «فطيستين» للجيش، كان ناشطاً استثنائياً على خط الإرهاب.
وهو تمكّن من إخفاء صلته بأكثر التنظيمات تشدداً ليُخلى سبيله في ملف أحداث عبرا. وخرج من السجن ليلعب دوراً بارزاً في إعداد الأرضية لـ«الدولة الإسلامية» عبر عمليات أمنية وتفجيرات.
وكشفت حركة الاتصالات لهاتف الموقوف أنّه كان كثير التنقّل بين طرابلس وبيروت، وأنّه، في إحدى المرّات، بات ليلته في منطقة قريبة من الضاحية الجنوبية. ورجّحت المعلومات الأمنية أن هذه التحركات، التي كانت تجرى تحت غطاء نشاط اجتماعي لمصلحة إحدى المنظمات، كانت تهدف الى الاستطلاع الميداني لأهداف محتملة.
وإضافة إلى دوره كـ«أمير طرابلس»، تقول مصادر أمنية إنّ البقار لعب دوراً أساسياً في عمليات «الاستطلاع والتنسيق وتأمين المسلتزمات اللوجستية لخلية الأشرفية» التي نفّذت تفجيري برج البراجنة وجهّزت عدداً من الأحزمة الناسفة لعمليات كان مخططاً أن تضرب أهدافاً في الضاحية الجنوبية. كما رُصدت اتصالات بينه وبين أحد القياديين في تنظيم «الدولة الإسلامية»، محمد الإيعالي المشهور بـ«أبو البراء الطرابلسي» والموجود حالياً في بلدة القريتين السورية، علماً بأن الدور اللوجستي الأساسي كان يؤديه كل من السوري صطّام الشتيوي (رُصِد في جرود عرسال)، وابن بلدة عرسال الموقوف ابراهيم رايد، إضافة إلى دور ثانوي للموقوف ابراهيم الجمل. والأخير أوقفه فرع المعلومات فجر اليوم نفسه الذي وقع فيه تفجيرا برج البراجنة وضُبط في حوزته حزام ناسف. وساد الاعتقاد بداية أنه كان ينوي تفجير نفسه في جبل محسن، قبل أن يتبين أنه عنصر أمني أساسي في الخلية، وكان يحمل حزاماً ناسفاً للحؤول دون وقوعه في «الأسر». وبعده بأيام، أوقف أحمد مرعب الذي عثر في منزله على أحزمة ناسفة ومتفجرات وعبوات وكرات حديدية ومواد تستعمل في تجهيز الأحزمة الناسفة كان قد تسلمها من بلال البقار.
وبتوقيف البقّار، أمير «الدولة الإسلامية» في طرابلس، حقّق فرع المعلومات إنجازاً جديداً، يضاف إلى تمكّنه من فكفكة الخلية الإرهابية التي خطّطت ونفّذت الهجومين الانتحاريين في برج البراجنة خلال فترة قياسية.
تجدر الإشارة إلى أن البقّار سبق أن حوكم أمام المحكمة العسكرية بجرم نقل أسلحة إلى الأسير. وفي إحدى جلسات محاكمته أمام «العسكرية»، ردّ على سؤال رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم قائلاً إنّ «الفقر والبطالة أوصلانا إلى هنا». واستعاد يوم استقباله لفضل شاكر والأسير في طرابلس، مشيراً الى أن هذه كانت بداية العلاقة بينه وبينهما. وذكر أنّه توجّه بعدها برفقة زوجته المنقّبة إلى صيدا، وسلّم شاكر أسلحة وذخائر وقذائف. وعن دوره في معارك عبرا، ذكر أنّه توجّه إلى صيدا للوقوف إلى جانب الأسير، والتقى شاكر في «مسجد الزعتري» ثمّ دخل إلى عين الحلوة، وتحديداً عند هيثم الشعبي، إلا أنه تراجع عن إفادته لاحقاً.
(الأخبار)