جواب لجون كيري: إسرائيل هرئيل
إسرائيل تسير باتجاه الدولة الواحدة. هكذا حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر سبان. دولة لن تكون ديمقراطية ولا يهودية. وقد رد عليه بنيامين نتنياهو وقال إن العرب هم من رفضوا حل الدولتين، ورفضوا كل اقتراح للسلام تم طرحه من إسرائيل والولايات المتحدة.
حسب الحقائق، نتنياهو على حق. فالفلسطينيون يُطيلون الوقت إلى أن يتحقق هدفهم الاستراتيجي وهو الدولة الواحدة. ونظرا لأنها ستكون ديمقراطية، فانها لن تكون يهودية، ومع الوقت لن تستطيع الصمود تحت ضغط نصف مواطنيها الذين سيطالبون مقابل قانون العودة الإسرائيلي تطبيق مبدأ حق العودة للفلسطينيين.
اليهود الذين يهتمون بحقوق الانسان، ويتحدثون في الوقت الحالي عن نهاية الديمقراطية، سيكونون أول من يترك البلاد. فنمط الحياة الذي سيفرضه العرب على الديمقراطية الموحدة سيكون مثل جهنم بالنسبة لهم.
وبسبب الهجرة المعاكسة ستصبح هنا أكثرية عربية، واليهود الذين سيبقون والذين لا يعيشون هنا مع وقف التنفيذ سيضطرون إلى الدفاع عن أنفسهم، ولا يمكن منع اندلاع الحرب الأهلية. هذا السيناريو قابل للتحقق.
بعد أن تملص محمود عباس من الخارطة التي وضعها أمامه اهود اولمرت، فلا فائدة حتى من العودة إلى خطوط 1967.
مؤيدو الانسحاب الكامل يمكنهم التلوي حتى آخر أيامهم، حول صلاحية هذا الخيار. وقد بدأوا في الولايات المتحدة واوروبا يفهمون ما يرفض اليسار الإسرائيلي فهمه وفي الدول العربية ايضا. الحقيقة هي أنه رغم «رفض» إسرائيل ورغم ما يحدث هنا في الاشهر الاخيرة، فانهم يقيمون معنا علاقات سرية وعلنية.
صحيح أن هناك سلبية إسرائيلية ـ أكثر من الرفض العربي ـ وهي التي ستقود إلى دولة واحدة. ومن اجل منع هذه الكارثة فان على إسرائيل أن تستيقظ. العمل الاول الذي سيكون له تأثير نفسي وسياسي كبير هو ضم المنطقة «ج» ومنح المواطنة الإسرائيلية الكاملة لنحو 150 ألف عربي يعيشون فيها.
من اجل عدم ابقاء الضم مجرد اعلان يجب أن يتم ملؤه بجوهر عملي. وإلا فان العالم سيوجه غضبه الينا وايضا لن نستطيع وقف التدهور باتجاه دولة واحدة. طرق العمل هي وقف تجميد البناء في الكتل الاستيطانية القائمة والغاء منع شراء الاراضي من قبل الإسرائيليين واسكان نصف مليون يهودي في المناطق «ج» (اضافة إلى 380 ألف يعيشون فيها اليوم) وتخفيض اسعار الشقق بشكل كبير في مركز البلاد، الامر الذي سيخفف من الضائقة الديمغرافية والصحية وفي المواصلات عند غوش دان ويُبعد التهديد الكامن في الدولة الواحدة. هذا ايضا سيجعل الشعب متفائلا من جديد.
رغم الوضع الامني (هكذا كان ايضا في الجولات السابقة التي كانت أصعب من الموجة الحالية) فان الطلب على السكن في يهودا والسامرة هو الاكثر في البلاد. والسر في هذا الطلب هو سر قوة عودة صهيون إلى كل أرجاء البلاد.
في البداية ستحدث صرخة عالمية، لكن إسرائيل لن تتضرر أكثر من الضرر الذي يتسبب فيه عدم فعل أي شيء الآن. الولايات المتحدة تعاني من فقدان الطريق، وهي تنشغل بمشاكلها.
واوروبا كذلك، التي هي في وضع ما بعد الصدمة. وحسب رأي جزء كبير من مواطني هذه الدول فان الضم وتوسيع المستوطنات قد يتسببان بزيادة التقدير لإسرائيل. ها هي دولة تتجرأ، وعلى العكس من دولهم التي لا تفعل أي شيء، ستقوم وتفعل ما يضمن طابعها ووجودها حسب أهدافها القومية.
هآرتس