من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “التيار الحر” يتمسك بمعادلة “عون أولاً.. فرنجية ثانياً” “قمة الرابية”: ثبات في المواقف ولا التزامات
كتبت “السفير “: ميشال عون وسليمان فرنجية.. وجهاً لوجه، أم جنباً الى جنب؟
يحتمل اللقاء الذي انعقد، أمس، بين الرجلين في الرابية التفسيرين، في انتظار الجواب اليقين الذي يبدو مؤجلا، حتى إشعار آخر، على قاعدة أن الأمور في خواتيمها.
بهذا المعنى، فإن قمة الرابية، أمس، كانت بداية مسار، لا نهايته، وبالتالي فإن “الرئيس” مؤجل، ومبادرة سعد الحريري انتظمت ضمن حجمها الطبيعي بعد فورة التسريب، وما تلاها من قوة عصف.
لقد دارت الرئاسة دورة كاملة في الخارج.. وعادت الى المربع المسيحي، الممتد ما بين بنشعي والرابية، باعتباره ممراً إلزامياً لرئيس الجمهورية المقبل، وهي المعادلة التي عكسها الرئيس نبيه بري بتأكيده خلال لقاء الاربعاء النيابي ان أفضل سيناريو رئاسي يكمن في التفاهم بين رئيسي “التيار الوطني الحر” و”المردة”.
أما فرنجية فلم يكن بحاجة أصلاً الى إقناعه بالأسبقية الرئاسية لعون، وهو الذي استمر في طرحها، حتى ما بعد لقاء باريس، وصولا الى اجتماع أمس في الرابية، حيث شدد مجددا على انه سيستمر بدعم خيار الجنرال وإعطائه الأولوية، إذا كان لديه حظ، “أما إذا تبين أن الأبواب موصدة كليا أمامك، فأنا أكون في هذه الحال مرشحاً طبيعياً.. المهم أن يربح الخط في نهاية المطاف”.
لكن السؤال الذي لا يزال رئيس “المردة” يبحث عن رد مقنع عليه هو: الى متى يصح الانتظار الذي مضى عليه حتى الآن قرابة سنة ونصف السنة.. وماذا لو خسر عون رهانه في ظل الفيتو المحكم عليه، وضاعت فرصة فرنجية في آن واحد؟
يدرك رئيس “المردة” أن الحسابات يجب أن تكون دقيقة، وأن خيطاً رفيعاً يفصل بين الإنجاز والانتحار.
وإذا كان فرنجية يعتقد أن الحكمة تقتضي الإسراع، لا التسرع، في التقاط الفرصة بالتوافق مع عون، قبل فوات الأوان، إلا ان الأكيد انه ليس واردا لديه، عملا بالحكمة ذاتها، أن يقبل بانتخابه من دون موافقة الجنرال و”حزب الله” معا، حتى لو تأمن النصاب الدستوري.
في كل الحالات، ترك رئيس تيار “المردة” مجالا أمام التأويل والاجتهاد، لـ “هواة النوع”، بعدما قرر أن يلجأ الى الصمت الذي يفتح الباب أمام كل الاحتمالات، رافضا الإدلاء بأي تصريح بعد انتهاء اجتماعه مع الجنرال.
ويؤكد العارفون ان لقاء عون ـ فرنجية لن يكون معزولا في الزمان والمكان، وأن للبحث صلة، خصوصا أن مدة اللقاء القصير التي لم تتجاوز الساعة توحي بأن ما حصل أمس هو التأسيس للنقاش الرئاسي، وليس حسماً له، فالخيارات المطروحة حساسة ومصيرية، وتتطلب إبقاء خطوط التشاور مفتوحة.
ووفق المعلومات، غاص الاجتماع “المفيد” في التسوية المقترحة، سعياً الى إنتاج مقاربة مشتركة لها، وقد حضرت خلال النقاش كل “الهواجس” الرئاسية المتبادلة، فيما ركز الجنرال على مفهومه للسلة المتكاملة، على قاعدة أنه يجب عدم اختزال التسوية بكرسي الرئاسة، وإن كانت حيوية، بل ينبغي ان تكون جزءا من كل، يتضمن قانون الانتخاب والحكومة العتيدة والشراكة الوطنية الفعلية.
وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ”السفير” إن عون وفرنجية أكدا حرصهما على حماية علاقتهما السياسية وتثبيت المكتسبات التي تحققت مؤخرا، بعدما أقر الفريق الآخر، عبر مبادرة الحريري، بأمرين جوهريين: الاول، ان رئيس الجمهورية المقبل آت من صفوف تحالف “عون ـ 8 آذار”، والثاني انه يجب ان يكون صاحب صفة تمثيلية على المستوى المسيحي.
وأشارت المصادر الى ان الجانبين اعتبرا أنه يجب البناء على ما تحقق حتى الآن وتحصينه عبر الادارة الجيدة للمعركة، من خلال تحقيق نوع من التكامل بين ترشيحي عون وفرنجية، بدل التنافس، وذلك على قاعدة ان الاولوية تبقى للجنرال ما دامت هناك فرصة لانتخابه، فإذا انتفت وتأكد سقوطها يرشح عون، لا الحريري، رئيس “المردة”.
في المقابل، أبلغت أوساط سياسية مطلعة “السفير” ان لقاء الرابية كان صريحا، لكن من دون التزامات مسبقة، ومع ثبات كل طرف على موقفه، فيما عُلم أن فرنجية أسهب في الحديث، عارضا تفاصيل المبادرة التي تطرحه مرشحا رئاسيا منذ لقائه الحريري في باريس.
الأخبار : لقاء عون ــ فرنجية: عتاب من طرف واحد
كتبت “الأخبار “: بعد جهد بذله أصدقاؤهما المشتركون، التقى العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، بحضور الوزير جبران باسيل في الرابية. اللقاء رمّم بعض ما تضرّر في حلف 8 آذار ــ التيار الوطني الحر، وشهد عتاباً من فرنجية بسبب أداء إعلامي نسبه إلى العونيين. في هذا الوقت، يستمر الحريريون بتفاؤلهم الذي لم يُظهروا بعد أي وقائع صلبة تبرره
لقاء الرابية أمس، بين المرشحَين الرئاسيين ميشال عون وسليمان فرنجية، رمّم شيئاً من صورة تحالف 8 آذار ــ التيار الوطني الحر المتصدعة بفعل مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية. اللقاء، بحسب مصادر الطرفين، كان إيجابياً. كسر الجليد بينهما، وخاصة أنه لقاؤهما السياسي الأول منذ اجتماع الحريري وفرنجية في باريس الشهر الماضي.
شرح كل منهما موقفه. فرنجية أكّد أنه لم يسعَ إلى “القوطبة” على عون، مكرراً أن “الجنرال لا يزال مرشحنا”. لفت إلى أنّ حظوظه الرئاسية أتت إليه من دون أن يسعى إليها، شارحاً لعون تفاصيل المبادرة الحريرية. واتفق الحليفان “المتنافسان” على استمرار التواصل والتنسيق وتأكيد استمرار العلاقة الإيجابية بينهما، مع الاعتراف بأنها تعرضت لنوع من الاهتزاز في القواعد الشعبية. أكد عون أنه مستمر في ترشّحه ولن يتراجع، وأكد فرنجية أن عون يبقى مرشحه ما دام لهذا الترشيح حظوظ تمكّن الجنرال من الوصول إلى بعبدا. لكن رئيس تيار المردة أكد أن الحريري جدي في ترشيحه، وأنه (أي فرنجية) لن يسحب ترشيحه إذا كان ثمة حظوط لوصوله، لأن هذا يعني وصول الفريق الذي يمثله إلى الرئاسة.
في المقابل، أكّد عون لفرنجية حرصه عليه. وشهد الاجتماع عتباً من فرنجية على الجنرال، على خلفية موقف وسائل إعلامية من مبادرة الحريري. ولم يقتصر الأمر على تلفزيون “او تي في”، بل تعداه إلى مؤسسات لا صلة لعون بها. لكن مصادر الطرفين أكّدت أن العتب لم يبدّد إيجابية اللقاء.
على المقلب الآخر، لا يزال المحيطون بالرئيس سعد الحريري يشيعون أجواءً إيجابية حيال التسوية المفترضة. يؤكد الحريريون أن حزب الله سيسير فيها، “لأنه ببساطة لا يمكنه رفض المرشح الرئاسي الأكثر قرباً إليه”. في النقاشات مع الحريريين المؤيدين للتسوية، لا يكشفون “سرّ” قناعتهم بأن التسوية ستمر، رغم وجود “نِصاب مسيحيّ” معارض لها، يمثّل غالبية القوى الوازنة شعبياً، ورغم عدم موافقة حزب الله عليها. هل ثمة عرضٌ مغرٍ سيقدمونه للحزب وللجنرال ميشال عون ليقبلا بالتسوية المقترحة؟ يردّ الحريريون بأن هذا الأمر ليس من اختصاصهم، بل يقع على عاتق فرنجية.
لكن الأخير لا يملك أوراقاً يسلّفها لحلفائه: لا في قانون الانتخاب، ولا في العمل الحكومي. ويُحكى في الصالونات السياسية أن رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، سأل الحريري عندما التقاه في باريس، عمّا يمكن أن يحصل عليه حزب الكتائب في مقابل تأمينه غطاءً مسيحياً للعهد الجديد، فرد الحريري بأن هذا السؤال يجب أن يُطرح على الرئيس المقبل.
تبدو نقاشات الحريريين أقرب إلى “العصف الذهني” منها إلى الكلام في السياسة. جوهر موقفهم مبني على أن تسوية إقليمية ما تلوح في الأفق، وأن انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية هو أولى الثمار المبكرة لهذه التسوية. لا يقدّمون أدلة على ما يقولونه، سوى ما يُحكى عن وقف إطلاق للنار في اليمن. أما خريطة طريق وصول فرنجية إلى بعبدا، فيبدون عاجزين عن رسمها، ويعودون إلى العبارة اللازمة: حزب الله سيوافق. كلام مشابه كرّره مستشار الحريري أول من أمس على مائدة السفير الأميركي ريتشارد جونز، الذي لبّى دعوتَه إلى غداء “دوريّ” جمعٌ من السياسيين المتعددي الانتماءات السياسية. يكتفي جونز ونائبه في رئاسة بعثة الولايات المتحدة في عوكر بالاستماع، من دون أن يدليا بأي موقف يمكن الاستناد إليه لتحديد موقف بلادهما مما يدور في لبنان.
التفاؤل الحريري رفع من منسوب “الخوف” لدى حلفائه في فريق 14 آذار، باستثناء الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. أحد سياسيي 14 آذار، من خارج الكتائب والقوات، ومن معارضي المبادرة الحريرية، لم يعد يملك أمام التفاؤل الحريري سوى “التبشير” بأن الأخير آتٍ إلى لبنان قريباً، وسيعلن ترشيح فرنجية، وأن التسوية مستمرة، وأن حزب الله سيعلن بعد ترشيح الحريري دعمه لفرنجية لكن بعد الاتفاق على قانون الانتخاب على أساس النسبية، “لأن البحث عالق حالياً عند هذه النقطة”. يردد السياسي الآذاري هذا الكلام رغم أن أحداً من القوى السياسية لم يفتح “بازار” المقايضة بعد، وفيما رئيس القوات سمير جعجع والجميّل مصرّان على معارضة التسوية المقترحة.
اللقاءات السياسية لم تقتصر أمس على عون وفرنجية. فقد زار موفد الاول، النائب إبراهيم كنعان، البطريرك الماروني بشارة الراعي. وقال كنعان إن زيارته هي “لتأكيد التواصل مع الراعي والوقوف عند آخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخل مرحلة الاتصالات المسيحية – المسيحية، وهو ما يشجعه الراعي”. وأشار إلى أن “هذه الاتصالات المسيحية ستكون عنواناً أساسياً في الأيام المقبلة”. فبعد زيارة الرئيس أمين الجميّل للرابية، واستمرار الاتصالات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، جاءت أيضاً زيارة فرنجية لعون، لتعطي منحىً جديداً للملف الرئاسي، وهو ما تعوّل عليه بكركي، وخاصة أن الراعي شدد على أهمية الإفادة من الأجواء الحالية للدفع في اتجاه إجراء الانتخابات بعد الشغور الرئاسي الطويل، وأهمية التوافق المسيحي حول هذا الاستحقاق.
وكان الرئيس نبيه بري قد أكّد أمس “أن أفضل سيناريو في الشأن الرئاسي هو تفاهم العماد عون والنائب فرنجية”. ونقل عنه النواب الذين استقبلهم في إطار “لقاء الأربعاء” قوله إن “استمرار الوضع على ما هو وعدم تعزيز التوافق يفيد الإرهاب الذي يتربص بنا جميعاً”.
الديار : لقاء عون ـ فرنجية كان سلبياً ولم يؤد الى اتفاق مناشدة دولية من واشنطن ومصر حول ضرورة الانتخابات الرئاسية
كتبت ” الديار “: نتائج اللقاء بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية كانت معروفة قبل ان يحصل. ان العماد لم ينسحب من معركة الرئاسة لا بل شنت وسائل اعلام العماد عون هجوماً حول ترشيح فرنجية وتضامن حزب الله مع عون وحلفائه، من اجل عدم كسر العماد عون، رغم ان حزب الله يؤيد ضمنياً مجيء الوزير فرنجية اذا لم يحالف الحظ العماد عون. والتسوية حالياً سقطت بين عون وفرنجية، لكن للمرة الاولى منذ الفراغ الرئاسي سيتكرس مرشحان لرئاسة الجمهورية، وهما عون وفرنجية.
التقى عون وفرنجية لمدة ساعة، وحضر الاجتماع الوزير جبران باسيل. اما تفاصيل اللقاء، فلم تتم معرفتها، لكن مصدرا خاصا قال للديار ان نتائج الاجتماع كانت سلبية، فعون لم يتراجع عن ترشيحه، وفرنجية ايضاً لم يتراجع عن ترشيجه، مع ملاحظة ان الاكثرية النيابية التي تؤيد فرنجية لا تؤيد عون. وان فرنجية لا يستطيع تجيير كتلة المستقبل المؤلفة من 40 نائباً، وكذلك اللقاء الديموقراطي المؤلفة كتلته من 11 نائباً، وان كتل بري والحريري وجنبلاط لا تؤيد العماد عون.
وعلى صعيد آخر، هناك ضغط دولي لاجراء الانتخابات الرئاسية. وكان لافتاً موقف القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز الذي صرح من بكركي بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية. كذلك فعل السفير المصري الذي اصر على اجراء الانتخابات الرئاسية من دون معرفة موقف واشنطن ومصر لناحية الاتجاه الذي ستسلكه التسوية.
وقال مصدر خاص للديار ان اجتماع القادة الاربعة الموارنة في بكركي بات مستحيلاً، ولن يجتمعوا لان الخلافات اصبحت كبيرة، وسيد بكركي يريد الحل، فيما القادة الموارنة الاربعة لهم مواقفهم الثابتة ولا يرون في الاجتماع ان تغيراً قد يحصل في مواقفهم.
وفي ظل اجواء الاتصالات المتعلقة بالتسوية الرئاسية وتأييدها من قبل بري، الحريري وجنبلاط، وتقضي بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ورفض العماد عون وجعجع والكتائب لهذه التسوية عقد اللقاء المنتظر بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، ووسط اخذ ورد واشاعات احاطت به.
ورغم التكتم الذي ساد اجواء اللقاء، فان المعلومات اشارت الى ان فرنجية وضع العماد عون بتفاصيل اللقاء مع الحريري في باريس وما تضمنه، وعدم تقديم اي التزامات من قبله، خلافاً لما اشيع وانه مرشح لرئاسة الجمهورية، فيما اكتفى العماد عون بالاستماع وسأل عن نقاط المبادرة، وتحديداً حول قانون الانتخابات والمسائل الاقتصادية والامنية، والضمانات لتنفيذها، مع التأكيد ان ترشيحه للرئاسة مستمر وفي الوتيرة نفسها.
وتم الاتفاق على استمرار الاجتماعات. وعلم ان العماد عون لم يتخذ اي موقف بانتظار استمرار الاتصالات. لكن نواب التيار الوطني الحرّ واصلوا انتقاداتهم للتسوية ورفضها واشاعة الاجواء السلبية والتأكيد على ترشيح العماد عون، والغمز من قناة فرنجية. وكذلك فان لقاء عون – فرنجية لم يحمل جديداً ولم يؤد الى اي خرق ايجابي، والامور ما زالت “لا معلقة ولا مطلقة”. وبالتالي، فان التسوية مجمدة وتم ترحيلها الى ما بعد الاعياد.
واشارت المعلومات الى ان النائب سليمان فرنجية لم يتمكن من اقناع عون بترشيحه، كما ان عون لم يتمكن في المقابل من اقناع فرنجية بمغادرة التسوية وتمسك كل طرف بترشيحه، مع تأكيد الطرفين على استمرار التواصل والحوار.
البناء: موسكو تسحب المبادرة من واشنطن وتستجلب كيري… وتُسقط شرعية «الرياض»
اليوم لبنان يتضامن مع «المنار»: يوم للمقاومة والإعلام والدفاع عن الحريات.. الرابية: ترشيح فرنجية يحجز له مقعد البديل… لكن معركة عون لم تنته
كتبت البناء: بينما تجرجر السعودية خيبتها وتسير نحو وقف النار في اليمن على قدم واحدة عرجاء تستند إلى عصا الأمم المتحدة، بعدما صارت حدودها ملعباً للجيش اليمني واللجان الشعبية وفشل تحالفها في التقدّم نحو صنعاء، وحفظ السيطرة على عدن واضطر إلى تسليم مناطق شاسعة لتنظيم «القاعدة»، وقعت عليها فضيحة مقتل أربعة عشر من كبار الضباط المتقاعدين البريطانيين والأستراليين والكنديين والكولومبيين العاملين كمرتزقة في شركة «بلاك ووتر» الذائعة الصيت بعملها لحساب المخابرات الأميركية، بعدما كشفتهم اللجان الشعبية وهم يحاولون زرع مُعَدَّات تنصّت ومراقبة قرب باب المندب بحماية قوات التحالف، لتثبت اليد العليا لحساب الحوثيين وحلفائهم في اليمن، رغم شهور الحرب والخراب والدمار، لذلك لم تنفع كلّ الهالة الإعلامية التي حشدت لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض لمنحه الشرعية، فالضوضاء لا تصنع جملة مفيدة، والغبار لا ينفع لصناعة حجارة البناء، فكان يكفي أن تعلن روسيا وإيران رفض حصر تشكيل الوفد المعارض في الحوار السوري – السوري ليسقط الغطاء عن مؤتمر الرياض إلا بصفته فرعاً ومكوّناً أعجز من أن يختصر المعارضة، وقد استُبعد المكوّن الكردي كلياً، وضمّ تنظيمات لم يحسم أمر استبعادها عن لوائح الإرهاب، والبتّ بهذا التصنيف لا يملكه السعوديون، وهم متهمون من حلفائهم بالتعامل مع جماعات إرهابية، كـ»جيش الإسلام» و»أحرار الشام» و»النصرة» من خلال تسمية «جيش الفتح»، هذا علماً أنّ المؤتمر نفسه يتشقق وينقسم على نفسه وينسحب منه مشاركون.
الخيبة السعودية سورياً ويمنياً، تلاقيها خيبة تركية مزدوجة أيضاً في العراق وسورية، حيث بات التموضع التركي العسكري في العراق مكشوفاً بلا غطاء بعد موقف الحكومة العراقية، الحاسم والواضح، وصار الملف محرجاً للأميركيين وحلفاء تركيا بوضعه على طاولة مجلس الأمن من قبل روسيا، ما اضطر أنقرة إلى التوسط من أجل قبول بغداد بحوار ثنائي لحلحلة الخلاف، بينما على الضفة السورية كانت الصفعة أقوى للرئيس التركي رجب أردوغان الذي وقف يتبجّح بالتمسك بإقامة ما يسمّيه بـ»المنطقة الآمنة» في شمال سورية ليأتيه الردّ بلسان البيت الأبيض حازماً، لا منطقة آمنة شمال سورية.
تابعت الصحيفة، لبنان الذي يحضر في قلب هذه التحوّلات، بقوة مقاومته وشراكتها كقيمة مضافة في الانتصارات المحققة في سورية والعراق واليمن، يجتمع اليوم حول هذه المقاومة وتحت رايتها متضامناً مع شاشتها المقاومة المستهدفة بقرار شركة «عربسات» حجب بث قناة «المنار»، فيجتمع السياسيون والإعلاميون لإحياء يوم من أيام المقاومة والإعلام والحريات في فندق «كورال بيتش» الواحدة ظهراً تلبية لدعوة «المنار» استنكاراً لقرار العدوان عليها.
وفي لبنان كانت دارة العماد ميشال عون في الرابية وجهة زيارة منتظرة للنائب سليمان فرنجية، للبحث في التسوية الرئاسية التي أطلقها تبنّي الرئيس سعد الحريري لترشيح فرنجية، ليخرج الاجتماع بصمت دون تصريحات، وفقاً لاتفاق الزعيمين على ذلك، مؤكدين تماسك جبهة تحالفهما، وحلفائهما المحليين والإقليميين، بينما التصدّع والتشقق وتبادل الاتهامات سمات العلاقات الجديدة بين الحريري وحلفائه، ووفقاً لمصادر متابعة للقاء الرابية أنّ ما خلص إليه لقاء عون وفرنجية، أنّ ترشيح فرنجية إثبات لفاعلية الصبر في خوض معركة ترشيح عون، ولذلك يجب الحفاظ على هذا المكتسب، وتثبيت فرنجية مرشحاً بديلاً وحيداً، لكن معركة فرنجية لم تبدأ لأنّ معركة ترشيح عون لم تنته بعد، ولأنّ الصبر لا يزال مطلوباً وفعّالاً.
لم تحسم الأمور لمصلحة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، فالعقد لا تزال موجودة وبناء على ذلك سيؤجل البت بهذا الملف إلى ما بعد الأعياد، وإن كانت أجواء لقاء الرابية بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية التي خيّم عليها التكتم، كسرت الجليد وعكست ارتياحاً واسعاً في صفوف فريق 8 آذار بمختلف مكوناته.
وإذا كان فرنجية غادر من دون إدلاء بأي تصريح، وكذلك التزمت أوساطه الصمت ورفضت التعليق في حديث لـ«البناء» على الزيارة، فإن قناة الـ«أو تي في» أشارت إلى أنه «تم تأكيد صلابة الحلف بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، وأكد فرنجية خلال اللقاء أنه باق على ثوابته السابقة حيث جدد دعمه للعماد عون». وأضافت «جرى الاتفاق على متابعة مجريات انتخابات رئاسة الجمهورية والتنسيق الدائم في هذا المجال».
وعلمت «البناء» من مصادر المجتمعين «أنه جرى الاتفاق على استمرار التواصل وعلى عدم طرح المسائل في الإعلام»، ولفتت المصادر إلى «أن الطرفين أكدا الثوابت التي تجمعهما».
واضافت، أمنياً، شهدت جرود وادي الخيل في جرود عرسال شرق لبنان، إنجازاً ميدانياً للمقاومة، حيث تمكّن رجال المقاومة بعد معارك عنيفة مع إرهابيين من جبهة النصرة من قتل ثلاثة قادة في «النصرة»، في كمين محكم في وادي الخيل أدّى إلى مقتل القائد العسكري الميداني في «النصرة» المدعو «أبو فراس الجبة» مع ثلاثة من معاونيه إثر استهداف سيارته بشكلٍ مباشر صباح أمس.
وبعد وقوع الاستهداف، حاول إرهابيون من «النصرة»، سحب جثث قتلاهم، لكن المقاومة كانت لا تزال تكمُن في المنطقة، حيث فتح المقاومون نيرانهم باتجاه المجموعة ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى، فكانت «ضربة معلم» مزدوجة من المقاومة.
النهار : خلوة الرابية: بيت 8 آذار بمرشحَين جرعة أميركية للتسوية: حان وقت الانتخاب
كتبت “النهار “: لا تبدو الحصيلة الجدية البعيدة من مجاملات “الاحلاف السياسية” لخلوة الرابية امس بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون والحليف – الند رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجيه عامل دفع حقيقياً نحو تسوية لمأزق التسوية التي رشّحت فرنجيه لرئاسة الجمهورية. ذلك ان لقاء الرابية الذي بالكاد شكل تذويباً لجليد العلاقة المتوترة بين الجانبين وإن يكن ساده كلام على استمرار التحالف ضمن خط سياسي واحد، شكل في المقابل واقعاً من شأنه ان يفاقم تعقيدات المأزق الناشئ عن ترشيح فرنجيه من جانب أحادي يتمثل في تكريس ازدواجية المرشحين داخل تحالف 8 آذار مع ما يعنيه ذلك من إضعاف لفرص كليهما.
إذ تفيد المعلومات المتوافرة لدى “النهار” عن اللقاء، على رغم ستار الكتمان الذي أحيط به وخصوصاً من جانب فرنجيه وأوساطه، ان أجواء الانفتاح على الحوار والتهدئة بين القطبين الحليفين لم تنعكس تبديلاً في أي من موقفيهما من التسوية الرئاسية وآفاقها، فلا العماد عون أعطى أي انطباع أو أبدى أي استعداد للتراجع عن ترشّحه عقب استماعه الى عرض فرنجيه لظروف التسوية التي عقدها مع الرئيس سعد الحريري، ولا رئيس “تيار المردة” أوحى الى عون بأنه في وارد التسليم باحتراق مبكر لفرصته بل انه أدرج زيارته للرابية في اطار الانفتاح الذي يسعى من خلاله الى تبديد الهواجس ومعالجتها وخصوصاً لدى الحلفاء ولكن من دون التسليم لمنطق رفضها لمجرد طرحه مرشحاً يحظى بفرصة متقدمة لم تتوافر لسواه. وبذلك توضح المعطيات ان الخلوة قد تكون كرست طرح مرشحين اساسيين لدى قوى 8 آذار ما دام الموقف الحاسم والمفصلي لـ”حزب الله” طي الغموض والصمت حيال الخيار بينهما. واذا كان مجمل المعلومات التي تنسب الى الحزب أنه لا يزال متمسكاً بترشيح عون، فان الرئيس الحريري وفريقه لا يزالان ينتظران بلورة موقف الحزب الواضح قبل الاقدام على أي خطوة جديدة، علماً ان لملمة تداعيات التسوية تشمل، الى موضوع موقف “حزب الله”، معالجة مواقف القوى المسيحية أيضاً وهو الأمر الذي وضع تحت العناية المركزة منذ أيام.
وفيما لزم فرنجيه الصمت بعد لقائه عون الذي استمر زهاء ساعة، كما لزمت أوساطه الكتمان، حرصت الاوساط القريبة من الرابية على القول لـ”النهار” أن أجواء اللقاء كانت ايجابية وتخللها تأكيد الحلف بين القطبين وان الدعم قائم ودائم للعماد عون ما دام مرشحاً. وأشارت الى ان عون أبدى حرصه على فرنجيه ضمن التحالف كما تصارحا بمسار الامور والحؤول دون افتعال شرخ بينهما.
وصرح رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الذي شارك في اللقاء لـ”النهار” بأن “سليمان فرنجيه صديق وحليف ولن يستطيع أحد بكل محاولاته أن يخرّب العلاقة بيننا عبر كلام مغلوط، لا بل بالعكس الكلام بيننا فيه دائماً صدق والتزام، وما حصل هو ربح لفريقنا ويعزّز الخط الاستراتيجي، ولن ندع أي خسارة تطاله بل ربح صافٍ نزيد عليه تباعاً”.
المستقبل : بري يحبّذ “سيناريو تفاهم” الرابية وبنشعي.. وبكركي تحثّ الأقطاب الموارنة على “قرار شجاع” فرنجية : جلسة صريحة ولا التزام من الطرفين
كتبت “الديار “: يستمرّ “الصمت” المطبق على التسوية الرئاسية سيّد الموقف في الرابية وقد انسحب وانعكس أمس على زيارة رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية الذي اختار الصيام عن الكلام بعد لقاء رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون. وبينما أغدقت التسريبات العونية بأنباء ومعلومات إعلامية تتمحور حول تأكيد رئيس “المردة” خلال اللقاء استمراره في دعم ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، آثر فرنجية الاقتضاب والتصريح بما قلّ ودلّ حول جلسة الرابية قائلاً لـ”المستقبل”: “الجلسة كانت صريحة وهادئة ولم يتخلّلها أي التزام من أي من الطرفين”.
اللواء : اللقاء الأخير: عون لا يدعم فرنجية رسالة أميركية للراعي: لإنهاء الشغور الرئاسي الآن
كتبت “اللواء “: من “لقاء الرابية الصامت” بين النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية، إلى الموقف الأميركي القاطع الذي أعلنه بعد لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي القائم باعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، بدعم المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، إلى “الانتظار الضمني” الذي كشف عنه الرئيس نبيه برّي من عين التينة للتفاهم بين عون وفرنجية، بوصفه “افضل سيناريو رئاسي”، على طريقة “خير الكلام ما قل ودل”, كان الموضوع واحد هو إزالة العراقيل من امام ترشيح رئيس تيّار “المردة” للرئاسة الأولى.
الجمهورية : الزخم الرئاسي إلى تراجُع وبكركي لن تغطِّي إنتخابات بلا موافقة الأقطاب
كتبت “الجمهورية “: الأنظار اتّجهت أمس إلى اللقاء الذي جمعَ رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، بحضور وزير الخارجية جبران باسيل، وذلك من منطلق أنّ هذا اللقاء يمكن أن يشكّل محطة ليس فقط لإنعاش التسوية الرئاسية، إنّما لإخراج الملف الرئاسي برُمَّته من عنق الزجاجة، ولكنْ كما كان مرتقَباً، لم يحدث أيّ تبدّل في مواقف الرَجلين، فلا عون سحبَ ترشيحه ليتبنّى ترشيح فرنجية، ولا فرنجية بدوره كرّر علناً لازمتَه الشهيرة بدعم ترشيح عون، ولا أعلنَ أيضاً عن نيّتِه تعليقَ ترشيحه، إذ فضّلَ عدم التصريح، بل جُلّ ما قام به أنّه عرض لحيثيات التسوية بخلفياتها وأبعادها، فردّ عون بأنّه متمسّك بترشيحه، في رسالة واضحة أنّه غير معنيّ بهذه التسوية لا من قريب ولا مِن بعيد، ما يعني أنّ اللقاء انتهى إلى عدم اتفاق، وأنّ التسوية تعثرَت على أبواب الرابية. وبمعزل عن انعكاسات هذا التطوّر على جبهة 8 آذار الذي يبقى ثانوياً مقارنةً مع الانتكاسة الكبرى التي أصابت التسوية، فمِن الثابت أنّ جلسة 16 الجاري لن تشهد انتخابَ رئيس جديد، ولا أيّ جلسة مفترَضة، ربّما، في العام الجاري.
وإذا كان اللقاء بين عون وفرنجية انتهى إلى لا شيء، فإنّ الأنظار ستتركّز في المرحلة المقبلة على ما يمكن أن يصدر عن الرئيس سعد الحريري أو أن يبادر إليه، خصوصاً بعد دخول التسوية مرحلة الموت السريري، وبالتالي السؤال هل من استعداد لإنعاشها، وكيف، وعن طريق مَن، وما الخطوة التالية لفرنجية؟
إستأثرَت التسوية السياسية بكلّ الاهتمام السياسي منذ لحظة الكشف عنها إلى اليوم، وفي حال لم تبرز أيّ معطيات جديدة تُعيد تعويمَها ربطاً بأيّ حراك متصل بها داخلياً أو خارجياً، فإنّ هذا الاهتمام سيتراجع تدريجاً لمصلحة الملفات الأخرى، بدءاً من اجتماعات الحكومة وقانون الانتخاب، مروراً بالنفايات، وصولاً إلى الحوار الذي لا بدّ أن يتأثر بما آلت إليه المبادرة الرئاسية سياسياً وحتى على مستوى العلاقات الشخصية.