تركيا محاصَرَة والسعودية عرجاء… وكيري يكذب
ناصر قنديل
– لا يُحسَد حلف الحرب على سورية على الحال التي وصل إليها، فتركيا القوة الضاربة في هذا الحلف التي كانت السند والظهير والملاذ الآمن والممرّ والغطاء الناري، لكلّ من يريد إطلاق النار في سورية، خصوصاً من متفرّعات «القاعدة» ومنوّعاتها، هي اليوم تركيا التي لا تعرف من أين تأتيها الصفعة، حتى باتت مكسر عصا، تركيا السلطنة، وحلم الهوس العثماني، صارت تركيا التي لم يكتف المهندس العبقري لسياساتها الخارجية بخيانة عهوده بالصفر عداوات مع الجيرة، وتحويله إلى صفر جيران، بل هو جرّ بلده اليوم إلى حالة حرب مفتوحة عبر الحدود، فتركيا تتطاول على إيران، وإيران تهدّد بردّ رادع، والعراق ينذر تركيا بسحب قواتها من أراضيه قبل أن تقصفها طائراته ويلاحقها مقاتلوه، ومع سورية حالة حرب على الحدود وعلى مَن تسلّلوا من مخابرات تركيا داخل الحدود، وعلى الحدود مع اليونان توترٌ، ووقف طلعات الطيران تحسّباً للخطر، ومع روسيا حدود تنتظر عود كبريت لتشتعل، والمضائق التي كانت مصدر نعمة صارت كلما مرّت سفينة روسية سبباً لنقمة .
– السعودية تضطر إلى قبول المفاوضات حول اليمن وتوعز لممثلها اليمني منصور هادي بتغيير وزير خارجيته وتفعيل التفاوض وترتضي وقفاً للنار عشية الذهاب منتصف الشهر إلى جنيف، والقصد السعودي بوقف النار معلوم، وهو مقايضة غاراتها على المدن والقرى اليمنية، بوقف الجيش اليمني واللجان الشعبية توغُّلهما داخل الحدود السعودية. وعلى ضفة مقابلة تدعو السعودية رموز المعارضة السورية الذين عاشوا بأموالها في فنادق باريس واسطنبول لتمسك بورقة قوة قبل لقاءات مسار فيينا، فتفاجئها صفعة فرنسية أميركية عنوانها، أنّ رحيل الرئيس السوري ليس شرطاً للتسوية السياسية، لأنّ الحرب على الإرهاب تستدعي تعاون السوريين في ظلّ بقاء الرئيس الأسد، فتكتشف أنها لا تملك حتى ورقة محارم لمسح دموع الخيبة.
– واشنطن التي أرادت أن تكحّلها تُعميها، فوزير الخارجية الأميركي جون كيري يريد امتصاص آثار كلامه على الحلفاء عن تعاون السوريين في ظلّ الرئيس الأسد، فرمى في التداول كلاماً عن موقف روسي مستعدّ للقبول برحيل الرئيس السوري بعد المرحلة الانتقالية، ليسمع درساً في اللياقات والأصول الديبلوماسية من نظيره الروسي سيرغي لافروف، يقول له فيه أنت تكذب، لم نقل لا أنا ولا رئيسي فلاديمير بوتين كلاماً يُوحي بما قلت، ولا يمكن أن نقول، وموقفنا من الرئيس بشار الأسد ثابت، وحدهم السوريون يملكون حق قول كلمتهم برئاسته وأنت ورئيسك لستما سوريّين ولا تملكان بالتالي هذا الحق.
(البناء)