فعاليات معرض الكتاب الـ59
شهد اليوم التاسع من المعرض العربي والدولي للكتاب الـ59، سلسلة من الأنشطة والفعاليات، منها ندوة نظمتها دار سائر المشرق بعنوان “تانغو في بيروت- جرائم حب” لبارعة الأحمر، شارك فيها الصحافي صبحي منذر ياغي، الدكتورة نادين الأسعد فغالي وأدارتها رنا أبو ظهر، في حضور حشد من المهتمين والمثقفين .
وقالت فغالي في مداخلتها إن “بارعة الأحمر في ” تانغو في بيروت” تبكيك تارة وترسم البسمة على شفتيك تارة أخرى، هي تشبه إمرأة ترتدي ثوب “شانيل” وحذاء “كريستيان لوبوتان” لتتنقل بهما الأحرف بأناقة عبر أسلوب روائي في البساطة الأجمل والسرد السهل الممتنع والانتقال بين الأفكار بسلاسة وذكاء.
واشار الصحافي صبحي ياغي في مداخلته الى أنه “معجب جداً بهذه الرواية التي تشبه القصيدة، التي في لحظات تعود فتتقمص رواية مثيرة صاخبة كشخصية كاتبتها التي كتبت تاريخاً لوطن مقهور كان يرافقها حتى في حبها، وعشقها وعطرته بأريج هذا الحب، جميل جداً مع بارعة عندما تصير المدن تشبه الأم، صارت بيروت أمي، أنتمي الى تاريخها، أختبئ في حضن حبها، أحتمي وراء تناغم التنوّع فيها، لأهرب من شعارات طائفتي، ولون منطقتي، وألوان عائلتي“.
وعقدت دار الفارابي ندوة حول رواية “اعدام امرأة” للكاتب عماد بيطار شارك فيها حسن العاملي، الفنان سمير العود، زينب ضروب، العازفة ريم مياسة، وأدارتها رانيا مياسة، في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.
ثم ألقت العازفة مياسة كلمة باللهجة العامية مما قالته فيها: “بدي إزعل كتير، لو كنت أنا كتاب محطوط ع شي رف بمعرض الكتاب، والناس رايحة وجايه وما حدا عم يلكشني؟ بس قديش حلو، إذا حدا مد إيدو ومسك الكتاب اللي هو أنا، وصار يفلفش أوراقي ويقرا. يا الله شو حلو هالشعور لما حدا يهتم فينا. بس إذا رجعني عالرف وفل، رح إرجع إزعل من جديد، أما إذا إبتسملي ومد إيدو وحملني ومد إيدو على جيبتو وإشتراني، رح تغمرني السعادة. نحن الكتب مثل البشر منحب حدا يهتم فينا ويفهمنا. واللي بيشتريك أحلى من يلي ببيعك. لكن شراء الكتب يعني إنك عم تشتري نفسك مش عم بتبيعا“.
وفي اطار نشاطات النادي الثقافي لهذا العام، عرضت مسرحية “ألاقي زيك فين يا علي”، كتابة وتمثيل الفنانة رائدة طه، اخراج لينا أبيض.
ونظمت دار الفارابي ندوة حول كتاب “الفهم الثوري للدين والماركسية” للنائب زاهر الخطيب، شارك فيها عضو المجلس الوطني للاعلام غالب قنديل ومحمد غازي فريج، وحضرها حشد من المهتمين والمثقفين.
أشار قنديل في مستهل مداخلته الى أن “هذا الكتاب كائن حي تتجدد قيمته منذ ثمانية وثلاثين عاما، وتؤكد الأحداث والتطورات صحة الاتجاه الذي اختاره المؤلف الرفيق زاهر الخطيب في التصدي لاحدى أشد الاشكاليات الفكرية حراجة وحساسية وهي علاقة الماركسيين بالمتدينين في بلادنا، وهي علاقة راكمت ذاكرة من التضاد والتناقض التناحر الافتراضي الذي بدد الكثير من الجهود والامكانات الفكرية والثقافية“.
واعتبر قنديل أن “المقدمات الأربع تتصل بنسيج الكتاب فكريا وثقافيا، وهي تشهد بصورة واقعية على التحولات والتحديات المتراكمة في واقعنا العربي. وتركز كل مقدمة في زمانها وضمن اطارها التاريخي، على الموضوع الجوهري في السجال الفكري والثقافي. ولذلك عاين المؤلف في مقدمة هذه الطبعة ظاهرة الارهاب التكفيري. وتمثل المقدمة الرابعة مفتاحا فكريا في النضال الذي يحتاجه مجتمعنا لتحصين الشباب الساخط ضد دعوات التكفير وضد التضليل الذي يجعل الآلاف منهم أدوات قتل وعنف أعمى لصالح منظومة الهيمنة الاستعمارية الرجعية الصهيونية“.
أضاف: “لسنا أمام محاولة انشائية لتلفيق التلاقي بين الماركسية والدين، فقد اطلق هذا الجهد العلمي من حقيقة منهجية استدل عليها الكاتب من دراسة تاريخية وفكرية تثبت أن الأديان انطلقت في شروط انبثاقها تاريخيا بوصفها تعبيرا عن حركات ثورية تغييرية في المجتمع الذي انطلقت منه. وهي حملت بذلك مجموعة من المفاهيم والمبادىء والقيم المعبر عنها في العديد من النصوص التي تدين الظلم الاجتماعي وتبشر بالعدالة والمساواة ضمن الشروط التاريخية لزمانها، وتبنت مفهوما معينا لكيفية تحقيق العدالة في توزيع الثروة، ودعت جهارا إلى مقاومة الظلم الاجتماعي والسياسي، وهي حضت على اعتماد العقل والفكر“.