النابلسي يحذر من مكيدة لتعويم الجهات التي تآمرت على لبنان وسوريا
قال آية الله الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة : لم يكْن مطلب انتخاب رئيس للجمهورية هيّناً في يوم من الأيام ، فكيف في هذه الظروف التي تشتعل فيها النيران في جهات المنطقة كلها .
ولم يكن بسيطاً أن نعثر على تسويغ سياسي لاعتماد صيغة مقبولة تحظى بالاحترام وبالديمومة ولا تقبل الريب أمام كل منعطف أو تغيير في المعادلات الداخلية أو التوازنات الإقليمية .
لا شك أن توفير الشروط اللازمة لتحقيق استحقاق رئاسي يتجاوز العقد النمطية المعروفة لهو أمر في غاية الأهمية ، وفي سياق هذه المهمة يجب أن نعيد كلبنانيين فهمنا لحقيقة بلدنا من الناحية السياسية والطائفية والديمغرافية ، ولطبيعة الموقع الجغرافي الذي نعيش فيه المحاط بكيان عدائي عنصري إرهابي هو الكيان الإسرائيلي .
فإذا ما أردنا استحقاقاً منجزاً بشروطه التي تختزن المصلحة الأكيدة لكل اللبنانيين ، فعلينا اجتياز الموانع التي تفرض أن يكون رئيس الجمهورية رئيساً لرغبات الخارج لا رئيساً لطموحات اللبنانيين ومصالحهم .
وإذا أردنا رئيساً لكل اللبنانيين يجب أن ينفسح السبيل أمام تفكير جديد بعيد عن المنازلات الشخصية والحسابات الخارجية. يجب أن نُرسي قواعد جديدة مبنية على هوية وطنية ومصالح وطنية.
وما نعنيه من قواعد جديدة هي نتاج تفاعل مركب بين التوازنات السياسية الوطنية الحقيقية القائمة على تمثيل صحيح للمواطنين من خلال قانون انتخابي يعكس تطلعات اللبنانيين بكل صدق وأمانة وبين العلاقات الخارجية المستندة إلى الصداقة والتعاون ومبدأ سيادة الدولة .
وختم الشيخ النابلسي قائلا : إذا كان ما يجري في هذه الأوقات من تحريك للملف الرئاسي على خلفية المأزق الذي وقع فيه بعض الداخل والخارج الذين راهنوا على تغييرات كبرى في المنطقة وعلى رأسها سقوط النظام في سوريا فهذا يعني أننا نريد إقفال ملف إشكالي لنفتح في قبالها ملفات أخرى أكثر خطورة. لذلك نقول إنّ أي تسوية يجب أن لا تكون مخدراً ، فضلاً في أن تكون مكيدة لإعادة إنتاج الطبقة السياسية نفسها التي دعمت تدمير سوريا وتشريع الفتنة في لبنان!.