شؤون لبنانية

المشهد الإعلامي المشين

nosra ersal

غالب قنديل

ظهرت قطر كدولة رعاية للارهاب في جرود عرسال فقناة الجزيرة كانت الحاضر الأبرز في أوكار جبهة النصرة القاعدية وحركة مسلحيها الذين يقتادون العسكريين الأسرى وما بثته القناة من الجرود كان مكرسا للدعاية لجبهة النصرة عملا بالخطة القطرية الموضوعة لتسويق شبكة القاعدة والتي تنفذها القناة منذ انشائها.

أولا الفضيحة المشينة كانت في انسياق إعلاميين لبنانيين وقنوات ومؤسسات إعلامية لبنانية في ذلك العمل المخطط له والهادف لتحويل جريمة بشعة هي اختطاف العسكريين اللبنانيين الى استضافة مزعومة كما فعلت الجهات نفسها خلال جريمة اختطاف الزوار في أعزاز وبتكمويل قطري وبتنسيق مباشر مع المخابرات التركية والإرهابيون أنفسهم قتلوا أعدادا من العسكريين اللبنانيين واحتجزوا الرهائن في أسوأ ظروف ومارسو الضغط والابتزاز على امتداد رحلة التفاوض بالوساطة القطرية الناتجة عن رعاية سياسية ومالية للارهاب التكفيري الذي يستهدف سوريا ولبنان معا.

كان المشهد مشينا لكل لبنان في ما ظهر على الشاشات من تأكيد لوقائع احتلال عصابات إرهابية مساحات من الجرود اللبنانية الشرقية واستباحتها لبلدة عرسال التي ما تزال مغتصبة من عصابتي النصرة وداعش.

ثانيا المشاهد التي ظهرت يوم أمس على الشاشات اللبنانية تعيد طرح السؤال عن المسؤولية اللبنانية في تحويل تلك المنطقة العزيزة الى بؤرة للارهابيين ولا سيما في ظل تصريحات لوزراء ونواب وسياسيين نوهت برموز الإرهاب وبمتورطين في عملية اختطاف العسكريين من أمثال ابو طاقية وغيره وهذا يشير الى ان ملف المحاسبة المؤجلة كبير وضخم وهو يطال فاعلين كتيار المستقبل الذي قدم الدعم والتغطية للإرهاب وفرض على عرسال تواجد البؤر الارهابية فيها والذي كان له دور في لجم مواجهة الجيش اللبناني لتلك البؤر منذ اغتيال الرائد بشعلاني وتقطيعه مع رفيقه بالبلطات ومنذ بروز العصابات التي قال وزير الداخلية ذات مرة انها تحتل البلدة.

من المشين لكل لبنان ذلك الصمت على احتلال جماعات ارهابية لاجزاء من تراب الوطن وظهور سلوك رسمي يقضي بالتعايش مع هذه الفضيحة والتكيف معها بكل وقاحة وهذه مسألة لا يمكن الصمت عنها فمسؤولية تحرير عرسال من الإرهاب وانهاء وجود الارهابيين في الجرود الشرقية هي مسؤولية الدولة اللبنانية.

ثالثا اللعبة التي قامت بها بعض الأطراف لتلميع صورة الخاطفين بذريعة فتح خط للتفاوض غير الطريق الرسمي والسيادي الذي قاده اللواء عباس ابراهيم ساقطة وواهية لأنها لا تمت بصلة الى منطق الدولية والمسؤولية وكانت تشكل محاولة لاستغلال مأزق اوجده تيار المستقبل منذ انطلاق العدوان على سوريا بتحويل عرسال الى محطة لتصدير السلاح والاموال الى العصابات التي هي أداة العدوان على سوريا الشقيقة والتي ارتدت لتصبح مصدرا لإرسال السيارات المفخخة الى جميع المناطق اللبنانية ثم لتصبح أداة العدوان على أمن الدولة اللبنانية وسيادتها باختطاف عسكرييها وبالاعتداء على مواقع الجيش اللبناني ومن خلال تحويل بلدة كبيرة وعزيزة كعرسال الى رهينة يتحكم بها مشايخ الإرهاب ويقيمون فيها محاكمهم التي اتخذت قرارات قتل معلنة ضد عدد من أبناء البلدة .

رغم كل تلك الدماء التي سفكها الإهراب التكفيري داخل عرسال وعبر جرودها في أكثر من منطقة لبنانية ، ليخرج نائب أو وزير يتحدى عائلات شهداء الإجرام الذي تمارسه جبهة النصرة القاعدية وعصابة داعش واخواتهما من جماعات القتل فيمتدح هذا الشيخ أو ذاك من مرتزقة قطر والسعودية وعملاء المخابرات التركية الذين يعتنقون عقائد الارهاب والتكفير ويسميهم قادة المستقبل والتقدمي ثوارا ليبرروا العلاقة بهم وهي علاقة تنفع مع مشغليهم الخارجيين في الخليج.

رابعابعض الأطراف اللبنانية المتشدقة بالاستقلال والسيادة تكذب على الشعب اللبناني وتسوق أعداءه الإرهابيين بترويجها لصورتهم المزورة التي يراد بها طمس حقيقتهم الدموية المعادية للإنسانية كجزارين وقتلة فالأمر الذي اكدته مشاهد عملية التبادل هو ان القرار اللبناني المطلوب ليس إلا تكليف الجيش بفك أسر عرسال واستكمال تحرير الجرود الذي سبق للمقاومة ان تولت مسؤوليته منفردة وقد بات ضروريا ان توضع نقطة على السطر في مهزلة طعن المقاومة في ظهرها سياسيا والتمتع بالامان الذي تحققه دماء شهدائها في التصدي لعدوان اسرائيل وتهديداتها المتواصلة وفي ردع الارهاب التكفيري الذي لا يوفر احدا من شروره خصوصا ادعياء الاعتدال.

السقطات السياسية والمهنية اللبنانية التي ظهرت في التعامل مع جبهة النصرة ولا سيما في بث قناة MTV الموازي لما قامت به قناة الجزيرة هي تعبير جديد عن المرض العضال الذي يعيشيه الاعلام اللبناني بفعل التمادي في خرق القوانين والقواعد التي نصت عليها لصالح عشوائية مؤذية وخارجة عن القانون لا تعود فحسب الى محاولة تسجيل السبق وتحقيق الإثارة التي تجلب المشاهدين فثمة خلفها علاقات واتصالات ترتبط بالخارج وفيها أكثر من شبهة تستوجب التوقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى