يستثمرون في طول النفس: اليكس فيشمان
ابتداء من العام 2016 سيطرأ ارتفاع هام في «طول النفس» لدى الجيش الإسرائيلي ـ ذخيرة، وقود، غذاء، قطع غيار وغيره. والمعنى هو دراماتيكي إذ أن هذا الارتفاع سيسمح للجيش الإسرائيلي بالعمل دون تعلق بالتوريد من عناصر خارجية وادارة قتال مكثف في عدة ساحات على مدى فترة زمنية أطول من أي وقت مضى.
هذا هو احد الدروس الهامة من جولات القتال في قطاع غزة في السنوات الاخيرة، والتي استمرت بين 30 إلى 50 يوما وتركت الجيش الإسرائيلي مع مخازن ذخيرة فارغة في مجالات حرجة، ولا سيما السلاح الجو. وهذا الارتفاع هو أيضا جزء من الخطط القتالية التي يعدونها في الجيش الإسرائيلي في حالة مواجهة مكثفة مع حزب الله في الجبهة الشمالية.
وكانت عقدت أمس ندوة لطاقم القيادة العليا (من رتبة عقيد فما فوق) ضمت بشكل استثنائي المنتدى العملياتي ايضا ـ أي قادة الالوية وموازيهم في ذراعي الجو والبحر. وفي الندوة شدد رئيس الاركان آيزنكوت على ان نشاط الجيش الإسرائيلي في المواجهة الحالية مع الإرهاب الشعبي في المناطق لا يمس بجاهزية الوحدات القتالية في الجبهة المركزية ـ حيال لبنان. وعلى حد قوله، لن يعود الجيش الإسرائيلي مرة اخرى ليكرر الخطأ الذي ارتكبه في لبنان، حين وصلت الوحدات المقاتلة إلى القتال في هذه الجبهة وهي متآكلة من النشاط الامني الجاري حيال الفلسطينيين في المناطق.
وعرضت أمام قيادة الجيش امس خطة العمل متعددة السنوات «جدعون»، قبل أن تقر هذا الشهر في الكابنت السياسي ـ الامني. وفي اطار هذه الخطة أصدر رئيس الاركان تعليمات للجيش تفيد بان اساس ميزانيات المشتريات العسكرية في 2016 ستوجه للجاهزية للحرب. ويدور الحديث عن استكمال وزيادة الاحتياطات في مجالات قطع الغيار، الذخيرة والوقود. وذلك على حساب استثمارات في مشاريع جديدة لوسائل قتالية. كل سنة يشتري الجيش الإسرائيلي، من خلال وزارة الدفاع، عتاد عسكري ويستثمر في مشاريع جديدة بمبلغ 8 ـ 9 مليار شيكل. اما هذه السنة، كما يذكر، فستتركز اساس المشتريات في مجال الاحتياطات.
وابتداء من السنة القريبة القادمة سيستوعب الجيش الإسرائيلي سلسلة طويلة من وسائل القتال الحديثة، مثل الغواصة الخامسة التي ستصل إلى إسرائيل قريبا واوائل طائرات اف 35 التي ستهبط في إسرائيل في كانون الاول 2016. اضافة إلى ذلك، ففي «سلة التعويض» التي عرضها جهاز الامن على الادارة الأمريكية تظهر اسلحة حديثة، مثل طائرة في 22، طائرات شحن بالوقود متطورة، سرب طيران آخر لـ«المتملصة» ووسائل قتالية مثل صواريخ وقذائف ذكية، تعرف بانها «سلاح الخزانة». وعلى حد فكر رئيس الاركان، قبل الانطلاق إلى مشاريع جديدة سيستثمر الجيش الإسرائيلي السنة القريبة القادمة في استيعاب هذه الاسلحة الجديدة.
أحد المواضيع المركزية التي طرحت في الندوة أمس كانت التغيير الجوهري الذي سيجتازه الذراع البري في اثناء 2016. فكل الميزانيات التي تعنى بشراء السلاح والصيانة في الجيش البري ستنتقل من قسم التكنولوجيا واللوجستيكا إلى الذراع البري. وتعبر هذه الخطوة عن تعزيز الذراع البري على حساب هيئة الاركان العامة وجعله مسيطرا في بناء القوة.
كما سعى رئيس الاركان الاسبق دان حلوتس في حينه إلى ان يغير بشكل جوهري مكانة الذراع البري، ولكن الخطوة هذه انقطعت في 2006 بسبب حرب لبنان الثانية. وسيبقى قسم التكنولوجيا واللوجستيكا كقيادة لوجستية، سيكون مسؤولا عن المخزونات الاستراتيجية ـ مراكز ذخيرة كبرى، مراكز غذاء ووقود ـ في الاوقات العادية كما سيكون مسؤولا عن نقلها إلى الجبهات المختلفة في اوقات الطوارئ.
وحسب الخطط التي عرضت أمس، فان الميزانيات التي ستتحرر من تقليص القيادات في الجبهة الداخلية ستوجه إلى زيادة قدرات الوحدات القتالية.
والمعنى هو أنه منذ 2016 ستتمكن فرقة مناورة من زيادة عدد ايام القتال لديها بنسبة عالية من خلال زيادة حجم العتاد والذخيرة ودون تعلق بالتوريد الخارجي. ويمكن لهذا ان يكون حرجا عند القتال في المناطق التي يكون فيها النقل صعبا، مثل لبنان.
يديعوت