الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

ibrahim

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : فرح وطني منقوص: 16 مخطوفاً إلى الحرية.. و9 ينتظرون نصرالله يضمن والحريري يغطي ابراهيم ودمشق والدوحة تسهّلان مفاوضات تحرير العسكريين: هكذا تكاملت أدوار الداخل والخارج

كتبت “السفير “: وأخيرا.. عاد العسكريون المخطوفون الستة عشر لدى “جبهة النصرة” من سجن الجرود الى عالم الحرية على متن صفقة “واقعية”، نُسجت بنودها خيطا خيطا وحرفا حرفا، على مدى أشهر طويلة من المفاوضات الصعبة التي تخللتها “حروب نفسية” قاسية.

صحيح ان الصفقة انطوت على كلفة معينة للدولة اللبنانية، باعتبار ان أي عملية تبادل تستوجب في نهاية المطاف تقديم تنازلات، لكن يُسجل للمفاوض اللبناني انه نجح في تحرير العسكريين بأقل الأثمان الممكنة، بعدما وضع سقفا او خطا أحمر للمقايضة، قوامه: لا إفراج عن أي إرهابي محكوم قضائيا او ملطخة يداه بالدم.. وهذا ما كان بالفعل.

لقد ربح أهالي العسكريين الرهان على المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وربح ابراهيم رهانه على الصبر.

ومع إتمام عملية التبادل، يكون ابراهيم قد حقق الانجاز الثالث من هذا النوع بعد تحرير مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا، ليصبح “مرجعية محترفة” في التفاوض، مستندا الى تراكم الخبرات والتجارب، علما ان بعض الاطراف اللبنانية حاولت التشويش على مهمة ابراهيم، في بداية الطريق ومنتصفها، انطلاقا من حسابات وحرتقات ضيقة، تتصل بعقدة الأدوار والأحجام.

وفي توقيت إنجاز الصفقة، يبدو واضحا ان التدخل العسكري الروسي في سوريا أنتج نوعا من “البيئة الحاضنة” لعملية التبادل، بعدما فرض هذا المعطى على المجموعات المسلحة والقوى الاقليمية المعنية، التعاطي بواقعية مع ملف المخطوفين، تحت وطأة التطورات العسكرية وما يرافقها من ضغوط ميدانية.

لكن فرح اللقاء بالأحبة كان ناقصا ومشوبا بالغصة، لان عقد العائدين لم يكتمل، مع استمرار خطف 9 عسكريين موجودين بحوزة تنظيم “داعش”، وفي ظل غياب الشهداء الذين دفعوا ثمن أساليب الضغط والابتزاز المتبعة من قبل جبهة إرهابية، وجدت للأسف من ينصرها ويروج لـ “اعتدالها”.

ولعل المشهد الصادم الذي رافق وقائع استعادة المخطوفين هو استعراض القوة العلني والنافر الذي قامت به “جبهة النصرة” – فرع القاعدة في بلاد الشام، بعديدها وعتادها وأعلامها وإعلامها، فوق ارض لبنانية محتلة، على مرأى ومسمع من اللبنانيين ودولتهم، ما شكّل “خطفا” للكرامة الوطنية واستباحة لها في وضح النهار.

وبرغم الانقسامات الداخلية الحادة حول الكثير من الملفات السياسية، فقد تبين، بعد إطلاق سراح المخطوفين، ان قطبي الصراع الداخلي، الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، التقيا كلٌ من موقعه، على المساهمة في تسهيل إبرام صفقة التبادل.

وإذا كان من الطبيعي ان يتدخل الحريري لدى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لتسهيل مهمة ابراهيم وحمايتها من “الانبعاثات المذهبية”، فان المفاجأة تمثلت في الدور الحيوي الذي أداه نصرالله لإنجاح المفاوضات، بعد فترة طويلة من تجميدها، وما استوجبه ذلك من فتح قناة تواصل بينه وبين أمير قطر، برغم خلافهما الاستراتيجي والعميق حول الازمة السورية.

وفي المعلومات، ان الخط المفتوح بين “حزب الله” والدوحة كان حاسما خلال الايام الاخيرة في تخفيض سقف الطروحات التعجيزية المباغتة لـ “النصرة”، وهو الامر الذي أكده ابراهيم لـ “السفير” بقوله ان تدخل نصرالله في ربع الساعة الاخير لدى امير قطر قاد الى “عقلنة” مطالب الخاطفين بعد مبالغاتهم في اللحظات الاخيرة.

والمفارقة في زمن احتدام الاشتباك بين المحاور الاقليمية، ان نصرالله لا يزال يملك من التأثير والرصيد عند القطريين ما يكفي ليتجاوبوا مع المساعي التي بذلها للمساعدة في حل قضية المخطوفين، ويثقوا في الضمانات التي قدمها لحسم بعض البنود مع الاشارة الى انه سبق ان حصل، قبل فترة، اتصال قطري رفيع المستوى بقيادة الحزب في عز الازمة السورية.

ولعل حرص الدوحة على إبقاء الخيوط والخطوط ممدودة مع الحزب، برغم تعارض الخيارات الاستراتيجية، يعكس السياسة القطرية المركبة والتي تنطوي على مخزون من البراغماتية، يجعل الدوحة قادرة على تدوير زوايا مواقفها الحادة او استخدام مخارج الطوارئ الدبلوماسية، عندما تستدعي الضرورة او المصلحة ذلك.

أما الحزب، فهو ايضا من الحريصين على عدم التفريط بعلاقاته العربية، حتى مع الذين يخالفونه الرأي، إلا إذا كان الطرف الآخر هو المبادر الى قطع العلاقة، فكيف إذا كان الامر يتعلق بملف انساني بامتياز، من نوع قضية المخطوفين العسكريين التي دفعت “السيد” الى تجيير وزنه وثقله لحساب هذه القضية، متعاملا معها بالمعيار ذاته الذي يحكم مقاربة الحزب لأسراه.

والى جانب تفعيل قناة الاتصال مع قطر، كان نصرالله يتحرك في الوقت ذاته على خط دمشق، حيث نجح في إقناع الرئيس بشار الاسد في التجاوب مع متطلبات إنجاح مهمة ابراهيم، علما انها ليست المرة الاولى التي يبدي فيها الرئيس السوري مثل هذا الموقف، نزولا عند رغبة “السيد”، إذ سبق له ان ساهم في اكتمال صفقتي تحرير مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا عبر الافراج عن عدد من المعتقلين في السجون السورية.

كما ان قرار حزب الله والجيش السوري بالتنسيق مع الروس بوقف إطلاق النار، في جرود عرسال والقلمون، عشية وأثناء تنفيذ صفقة التبادل كان عنصرا حيويا من عناصر إنجاحها.

أما الحريري الذي تُرجح عودته الى لبنان قبل رأس السنة، فقد تمكن الى حد كبير من إجهاض “كمائن التحريض” التي نُصبت على بعض دروب ابراهيم، مساهما في تأمين التغطية الاقليمية والسياسية لتحركه من خلال إبلاغه الامير تميم ان ابراهيم موضع ثقة تامة “بل هو ابن بيت الحريري ونتمنى دعمه ومساعدته”، كما روى مدير عام الامن العام نفسه، الامر الذي سمح بتحصين دوره التفاوضي في مواجهة حملات “التعبئة المذهبية”، وصولا الى تفعيل التعاون بينه وبين المخابرات القطرية.

البناء : لبنان يستردّ ثلثي عسكرييه المخطوفين… فهل خَسِرَ بعضاً من السّيادة؟ التسوية الرئاسية تخيّم على تفسيرات المواقف الإيرانية والسعودية 8 و14 في ارتباك… والحلفاء بانتظار سماع نصرالله والحريري

كتبت “البناء “: أخيراً تمّت بسلامة صفقة تحرير ثلثي العسكريين المخطوفين، وهم الذين كانت تحتجزهم “جبهة النصرة”، بانتظار صفقة مماثلة ينتظرها اللبنانيون تنتهي بعودة المختطفين لدى تنظيم “داعش”، الصفقة التي قامت على مبادلة العسكريين الستة عشر بموقوفين لـ”جبهة النصرة” في لبنان وسورية، سجلت كإنجاز تفاوضي وتنظيمي للواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني، لكنها طرحت تساؤلات جوهرية حول مدى صيانة الدولة اللبنانية لمعايير السيادة، التي لا يحفظها تفسير أسباب قبول الحكومة بشروط “النصرة” باعتبارات قانونية وإنسانية، لأنّ السؤال السيادي يطرح نفسه من زاوية أخرى، هي أنّ القرار في هذه العناوين لم يكن سيادياً، بل إملاء لقوة خارجية، فكيف عندما تكون هذه القوة تنظيماً إرهابياً، فهل قرّرت الحكومة ممرّاً آمناً بين عرسال ومخيم النازحين وتجهيز مستشفى عرسال وتأمين المؤن بانتظام، من تلقاء شعورها بالمسؤولية الإنسانية تجاه ما يعانيه النازحون السوريون؟ أم ضمن صفقة التبادل كشرط من شروط جبهة “النصرة”؟ وهل سائر الشروط راعت الاعتبارات السيادية، كالإفراج عن موقوفين ضبط بعضهم بالجرم المشهود يقود سيارة مفخخة كحال جمانة حميد، أو يقوم بمهام توزيع الأموال على الخلايا النائمة لجبهة “النصرة”؟ فهل كان نتيجة القناعة المتكونة لدى القاضي المعني بقرار الإفراج أم تلبية للشروط؟ وهل يبقى القضاء مؤسسة سيادية عندما تلزمه حسابات السياسة بقرارات تستصدر منه غبّ الطلب؟ وهل يمكن إيقاف هذا التدخل عند حدود ما يمكن تسميته بـ”المصلحة العليا للدولة”؟

أراد اللبنانيون ألا يدعوا لهذه الأسئلة مجالاً لتنغّص عليهم فرحتهم الاحتفالية بعودة العسكريين الذين طال انتظار عودتهم، بانتظار رفاقهم الباقين، لكنهم تعرّضوا لخدش أسماعهم بكمية التبجيل التي وجّهت إلى أمير قطر، الذي يعرف اللبنانيون أنه أراد من تسريع الصفقة وتمويلها، حجز مقعد في معادلة لبنان السياسية المتسارعة، بينما غاب الحدّ الأدنى من العرفان بالجميل لمشاركة سورية مع اللبنانيين بضريبة الفدية التي تضمّنت قيامها بتسليم لبنان موقوفين لديها من جبهة “النصرة” هم أقارب أبي مالك التلي أمير “النصرة” في القلمون، خشية إغضاب الراعي السعودي الذي لا يتسامح مع أيّ إيجابية تجاه سورية.

لم تحجب الفرحة الاحتفالية والتساؤلات السيادية عن اللبنانيين تداعيات التسوية الرئاسية التي تضمّنت تفاهم الرئيس سعد الحريري مع النائب سليمان فرنجية، والتي قامت على ترشيح فرنجية كحلّ قابل لتحقيق إجماع وطني يُنهي الفراغ الرئاسي، انطلاقاً من موقعه في فريق الثامن من آذار، وعلاقته المميّزة بالمقاومة وقيادتها من جهة وبسورية ورئيسها من جهة مقابلة، وانطلاقاً من كونه أحد الزعماء المسيحيّين الأربعة الكبار الذين جرى التفاهم على اعتبار انتخاب أحدهم رئيساً تحقيقاً لشرط الرئيس المسيحي القوي، وفي المقابل تقوم التسوية على تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، انطلاقاً من موقعه في فريق الرابع عشر من آذار، وعلاقاته الدولية والإقليمية من دول الغرب إلى الخليج وفي مقدّمتها السعودية اللاعب المقابل لإيران وسورية على الضفة الإقليمية، ولكونه الزعيم الأوسع تمثيلاً في الطائفة التي ينتمي إليها رئيس الحكومة.

تابعت الصحيفة، وأخيراً تكلّلت صفقة تبادل العسكريين المختطَفين لدى جبهة النصرة بموقوفين في سجن رومية بالنجاح، بعد أن أبرمت بنودها الأساسية منذ 15 يوماً، واشترطت جبهة النصرة مقابل التبادل تأمين المواد الطبية ومشفى عرسال وجعل منطقة وادي حميد منطقة آمنة وتأمين إغاثة شهرية للاجئين وممر للجرحى وتسوية أوضاع إقامتهم داخل لبنان. وبناء على ذلك، خرج العسكريون من الأسر إلى الحرية بعد سنة و 4 أشهر على خطفهم من قبل جبهة النصرة في جرود عرسال وسلّمت جثة الجندي الشهيد محمد حمية، في عملية تبادل تمّت على مسافة قريبة جداً من حاجز تابع للجيش، وسط انتشار كثيف لعناصر من النصرة، تسلّمت خلالها من قوى الأمن العام عدداً من الموقوفين. وأعطت جبهة النصرة الموقوفين حرية الخيار بالبقاء في لبنان أو التوجّه نحو جرود عرسال، وبدورها أوضحت سجى الدليمي أنها طليقة البغدادي منذ 6 سنوات تقريباً، وأنها ستتوجّه إلى تركيا. وعرف من السجناء الذي خرجوا من رومية السوري احمد حسن اللبش الملقب ابو عادل والفلسطيني السوري محمد احمد ياسين والسوري محمد حسين رحال واللبناني حسين الحجيري، بالإضافة إلى العراقية سجى الدليمي، واللبنانية جمانة حميد والسوريتين علا العقيلي وليلى النجار.

وقال اللواء إبراهيم في مقابلته مع قناة المنار، إنّ تحرك الأمين العام لحزب الله واتصالاته سرّعت وسهّلت عملية التبادل، لأنه كان هناك موقوفون لدى الجانب السوري نحن بحاجة إليهم لاستكمال الشروط كافة، إضافة إلى وقف إطلاق النار”.

ولفت إبراهيم إلى “انه خلال الأيام القليلة الماضية كان الأمين العام لحزب الله موجود بتفاصيل هذا الملف، لان الشروط التعجيزية التي وضعت استدعت تدخل السيد وإرساله رسائل لحلحلة العقد. وهذا ما تمّ”.

وكشف أنه طلب من السيد نصر الله المساعدة في هذا الملف خاصة أن الملف كان له شهران أو ثلاثة اشهر معطّلاً، وقال “السيد أرسل لي بعد أسبوع من اللقاء ليقول إن هذا الملف سيتحرّك، وهذا الأمر يعلمه رئيس الحكومة ووزير الداخلية”.

وأكدت وزارة الخارجية القطريّة أنّ “الوساطة القطرية جاءت تلبية لطلب من الحكومة اللبنانية”، مضيفةً أنّ “الأجهزة المعنية بدولة قطر قامت بجهود حثيثة ومكثفة من أجل إطلاق الجنود اللبنانيين بالتعاون مع الأمن العام اللبناني”.

الأخبار : هكذا فاوض نصرالله وعباس إبراهيم

كتبت “الأخبار “: خرج الجنود الرهائن لدى “جبهة النصرة” إلى الحرية. عادوا إلى عائلاتهم ومؤسساتهم، بجهود بذلها السيد حسن نصرالله واللواء عباس ابراهيم. لبّت دمشق طلباتهما، وكذلك الدوحة التي ظهرت أمس مرجعية سياسية “شرعية” لـ “تنظيم القاعدة في بلاد الشام”

استعدنا أبناءنا من أيدي قاطعي الرؤوس. هذا هو أصل ما جرى أمس. الباقي هوامش، رغم أنها تتسع أحياناً لتكشف أننا لا نعيش في وطن بمقاييس واضحة لتحديد الاعداء والمخاطر. في إسرائيل، عدوّنا الوجودي، لا يُذكر الجنود المأسورون إلا بعبارة “الأبناء الذين تجب إعادتهم إلى الديار”. أما في لبنان، فكان يوم أمس مناسبة ليصبّ كثيرون غضبهم على الضحايا، محمّلين إياهم مسؤولية إضاعة هيبة الدولة.

تناسى بعض اللبنانيين أمس أن الجنود ورجال الامن في لبنان هم ضحايا، قبل أن يُخطفوا أو يُستشهدوا أو يُجرحوا. ضحايا لنظام يقبل بأن تُحتلَّ أرضه، ويرفض تحسين معيشة موظفي الدولة والعسكريين، ويأبى تسليح جيشه إلا بما تتكرّم به عليه أميركا وأعوانها. وعندما يُخطَفون، لا يثق أحد منهم بأن خلفه دولة، بكل ما للكلمة من معنى، ستدافع عنه، وتطالب به، وتبذل كل ما في وسعها لإعادته سالماً إلى عائلته وعمله. ضحايا لنظام يقبل بأن تُستغل مشاعر الرهائن، المهددين بالذبح منذ 16 شهراً، على شاشة وسيلة إعلامية لبنانية، ارتضت أن تكون أداة لتلميع صورة قاطعي الرؤوس، كرمى لمصلحة دولة قطر، التي قررت أمس أن تضرب عصفورين بحجر واحد: أن تمنح حزب الله “هدية” في إطار سياستها الجديدة لتخفيف منسوب التوتر المهيمن على علاقتها بعدد من اللاعبين الإقليميين؛ وأن تعمل لتحسين صورة “تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة”، على أبواب مؤتمر فيينا السوري، ونزع صورة الإرهابي الذبّاح عنه، بواسطة “قناة الجزيرة” وتلفزيون “المر” اللبناني، اللذين كانا أمس ناطقين رسميين باسم التنظيم التكفيريّ.

“الهوامش” اتسعت أمس لتعيد إلى الأذهان صورة الجرود اللبنانية المحتلة، حيث ينتشر إرهابيّو تنظيم “القاعدة” و”داعش”، من دون أن تكلّف السلطة السياسية نفسها عناء عقد اجتماع واحد، لبحث كيفية تحريرها، لا درءاً للمخاطر (الوجودية، بدليل ما جرى في شرقي سوريا وغربي العراق) التي يمثلها قاطعو الرؤوس وحسب، بل أيضاً لوقف إراقة ما بقي من وجه ماء الدولة. أراد الأميركيون، وحلفاؤهم في لبنان، الإبقاء على “مسمار الإرهابيين في الجرود” في خاصرة المقاومة، قبل أن تبادر الأخيرة إلى طردهم من جزء من الأراضي المحتلة، وفق برنامج لتحرير كافة الحدود. وبعدما استفحل الخطر، تركت السلطة الأمر على عاتق المقاومة، تماماً كما تركت ملف العسكريين المخطوفين على عاتق المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. انطلق إبراهيم في مسعاه لإطلاق الرهائن، واستعادة ما بقي من “صورة دولة” مهدورة في جرود عرسال التي منعت السلطة الجيش من تحريرها. اصطدم أحياناً كثيرة بتدخل قوى سياسية لبنانية في الملف، ومحاولاتها فتح خطوط تواصل مع الخاطفين لم تؤدّ سوى إلى تقوية موقف الجماعتين الإرهابيتين. لكنه استمر في عمله، إلى أن توصّل قبل أشهر إلى اتفاق مع الخاطفين على إتمام صفقة للتبادل. في اللحظات الأخيرة، أصرّ إرهابيّو “النصرة” على عدم شمول الاتفاق جثة الشهيد محمد حمية. ثم اختفى الوسيط القطري، لأسباب لا تزال حتى اليوم مجهولة. بقيت أبواب التفاوض موصدة، إلى أن زار إبراهيم الأمينَ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم 8 تشرين الاول الماضي. حينذاك، طُرح ملف العسكريين الرهائن على طاولة النقاش. بعض وسائل الإعلام كانت قد نسبت إلى “النصرة” شرطاً يُعدّ تعجيزياً لإطلاق العسكريين، قرار تنفيذه محصور بيد الدولة السورية. فقال السيد للواء: “إذا طلبت “النصرة” هذا الاقتراح رسمياً، أخبرني لأرى ما يمكن فعله”. أراد نصرالله تقديم أي مساعدة، ولو كانت غير ممكنة نظرياً، لإقفال ملف الرهائن، فأخبره إبراهيم بأن أي تواصل مع أمير قطر يمكنه أن يمنح المفاوضات دفعاً إيجابياً. وعد السيد خيراً، وبعد أربعة أيام، أبلغ إبراهيم بأنه بعث برسالة إلى أمير قطر تميم بن حمد، وأن الأجواء إيجابية. عاد التواصل بين المدير العام للأمن العام اللبناني ومدير الاستخبارات القطري غانم الكبيسي، بشأن ملف الرهائن.

وسريعاً، عاد الوسيط القطري إلى لبنان. ومع كل تدخّل لنصرالله لدى أمير قطر، كانت شروط الإرهابيين تنخفض. وعندما طالبوا بالإفراج عن موقوفات في السجون السورية، تدخّل نصرالله لدى الرئيس السوري بشار الأسد الذي وافق على تلبية الطلب اللبناني، تماماً كما في مفاوضات تحرير مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا. استمر إبراهيم في التفاوض، بين السلطة اللبنانية وقطر، يواكبه نصرالله كلما اقتضت الحاجة. يوم الاحد الماضي، كانت المفاوضات قد وصلت إلى مرحلتها النهائية، فأضافت “النصرة” مطلباً جديداً: تسوية الملف القضائي للشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية). رفض إبراهيم ذلك، وأصدر أوامره لعناصر الأمن العام بمغادرة عرسال، مع قافلة المساعدات التي كانت متجهة إلى الجرود. هنا أيضاً تدخّل نصرالله. اتصل بأمير قطر، الذي أوعز إلى “جبهة النصرة” بالتخلي عن المطلب الجديد، وبإتمام صفقة التبادل، فنفّذ إرهابيّو “القاعدة” الطلب الأميري، وتمّت صفقة التبادل أمس.

في حسابات الربح والخسارة، يمكن تسجيل الآتي:

تمكّن اللواء عباس إبراهيم، برعاية السيد حسن نصرالله، من تحرير الرهائن، في مقابل ثمن يمكن القول إنه بخس (بعدما تعمّدت الدولة إظهار عجزها عن الضغط على الإرهابيين كما يجب، بات إلزامياً تحرير إرهابيين كثمن لإطلاق الرهائن). وبدا واضحاً أن نصرالله وإبراهيم هما الوحيدان القادران على إدارة ملف شائك من هذا النوع، في ظل غياب تام لمن تُطلق عليهم، زوراً، صفة “رجل دولة”.

تمكّنت “جبهة النصرة” من إطلاق 29 شخصاً (13 موقوفاً و4 أطفال من لبنان، و12 شخصاً بينهم أطفال من سوريا). لكن مطالبها الأخرى لا تعدو كونها “فرقعة إعلامية”. فالطريق مفتوحة بين عرسال والجرود، حيث توجد مخيمات للنازحين لم تنقطع عنها يوماً إمدادات الغذاء والوقود التي يستفيد منها الإرهابيون.

تحرّرت المقاومة من عبء ورقة الرهائن في أيدي إرهابيي النصرة، في أي مواجهة مستقبلية في الجرود.

“باع” أمير قطر “ورقة” الرهائن لحزب الله، لتوثيق الصلة المفتوحة بين الطرفين منذ مدة، وكسب أعداء “تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة” عنواناً سياسياً لا لبس فيه لهذا التنظيم، بمقدورهم طرق بابه كلما أرادوا التواصل مع “القاعدة” أو التفاوض معها أو الضغط عليها. بمعنى آخر، صار تميم بن حمد، رسمياً، الممثل السياسي “الشرعي” لـ”جبهة النصرة”.

قدّمت الدولة السورية، مرة جديدة، مساعدة مجانية للبنان، من دون أن تلقى أيّ شكر من السلطة التي تدعم غالبيتها الحكومية خاطفي العسكريين وقاطعي رؤوسهم.

الديار : مبروك

كتبت “الديار “: انتصرت الدولة اللبنانية بتحريرها العسكريين المخطوفين من جبهة النصرة ضمن تسوية رفعت رأس لبنان عاليا واعادت كرامته وعنفوان مواطنيه .عاش لبنان باسره عرسا حقيقيا بعودة ابنائه الابطال الى اهاليهم والى احضان الوطن رغم انه يبقى ناقصا لاسر تسعة عسكريين لدى تنظيم “داعش”، لكن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تعهد لأهالي العسكريين بانه سيسعى لتحريرهم ولاستعادة حريتهم فيعودون سالمين الى عائلاتهم وبلدهم، مشددا انه جاهز للتفاوض مع “داعش” اذا وجد “الوسيط”.

وبعد مماطلة دامت سنة واربعة اشهر التقى الاهالي ابناءهم للمرة الاولى بعد اختطافهم وقد ذرفوا دموع الفرح عند لقائهم وتخلل ذلك لحظات مؤثرة لامست قلب كل مواطن لبناني.

عمت الفرحة البلد وخاصة خيمة اهالي العسكريين المحررين في ساحة رياض الصلح فهللوا لتحرير ابنائهم ورقصوا الدبكة اللبنانية ابتهاجا بهذا النصر وهذا الانجاز الرائع الذي حققته الدولة اللبنانية بناء على شروط وضعت لصالح لبنان ومؤسساته في عملية التبادل لتحرير العسكريين. وهنا اظهرت الدولة اللبنانية ان جنودها غالون عليها وكرامتهم من كرامتها وعزهم من عزها. وردد اللبنانيون شعار “الامر لك” و”النصر لك والحرية لك” وهذه الشعارات كلها هتافات للمؤسسة العسكرية التي ضحت وما زالت في سبيل الدفاع عن ارض الوطن والتي قدمت شهداء فداء عن اللبنانيين.

وفي هذا العرس الجميل تبارك “الديار” للشعب اللبناني والمؤسسات العسكرية بالحدث العظيم الذي شهده لبنان وهو الافراج عن العسكريين المخطوفين كما تهنئ المسؤولين الذين اشرفوا على المفاوضات التي ادت الى تحرير العسكريين المخطوفين وعلى رأسهم اللواء عباس ابراهيم الذي بذل كل الجهود للتوصل الى حماية حياة هؤلاء العسكريين والى تحريرهم خصوصا ان المفاوضات كانت خطيرة للغاية مع جبهة النصرة.

النهار : عرس وطني جامع في تضامن لبنان مع عسكرييه

كتبت “النهار “: حجبت مشاهد الاعراس المتنقلة التي عاشها لبنان امس، محتفلا بعودة العسكريين الـ16 الذين كانوا محتجزين لدى “جبهة النصرة” في جرود عرسال منذ 2 آب 2014، صورة العرض العسكري لمسلحي ذلك التنظيم على ارض لبنانية، ومضمون الاتفاق غير الواضح الذي وافقت بموجبه الحكومة اللبنانية على ممرات آمنة ومساعدات للمخيمات التي تخرج عن سيطرة القوى الامنية الشرعية.

لكن عملية التبادل بمجملها عكست نجاحاً للدولة واجهزتها في الدفاع عن ابنائها، وخصوصاً عسكرييها الذين دخلوا السرايا الحكومية كأبطال ببزاتهم العسكرية في مشهد وطني جامع وحد اللبنانيين في الفرح والتهليل والغبطة، على رغم غصة في القلب لاهالي اولئك العسكريين الذين لا يزالون في عهدة تنظيم “داعش” والذين لا تزال المفاوضات لاطلاقهم عالقة ومقطوعة منذ نحو سنة. وصرح الوزير وائل ابو فاعور بأن وسيطاً أفاد قبل مدة أنهم لا يزالون أحياء وثمانية منهم في الجرود فيما اختار التاسع دخول سوريا، لكن المعلومات انقطعت منذ بدء الحرب على “داعش”.

واعتبر الرئيس تمّام سلام ان “التحدي الكبير يتمثل بتحرير العسكريين الذين ما زالوا في الأسر”، وقال: “ثقوا بدولتكم وحكومتكم فليس لنا ولكم سوى هذا اللبنان”. كما أعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الذي تابع منذ اليوم الاول مفاوضات التبادل بوساطة قطرية “ان صفقة التبادل تمت بشروط تحفظ السيادة، وأقل من ذلك لم يكن ممكناً”. وأكد الاستعداد للتفاوض مع “داعش” لتحرير العسكريين لديه “اذا وجدنا من نتفاوض معه”. واذ شكر ابرهيم للرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله مساعيهما في دفع العملية قدماً، لوحظ ان المحررين شكروا تحديداً النائب وليد جنبلاط.

المستقبل : سلام يشكر قطر وينوّه بجهود إبراهيم والمؤسسات.. وغصّة وطنية بانتظار أسرى “داعش” العسكريون إلى الحرية: الدولة قادرة

كتبت “المستقبل “: عرسٌ لبنانيٌ مكلّلٌ بزغاريد الصبر والصمود والعزة والإباء، عاشه الوطن بالأمس من أقصاه إلى أقصاه وشعر معه أبناؤه بفخر الانتماء إلى الدولة والاحتماء بها.. الدولة التي أثبتت بجيشها وشعبها ومؤسساتها أنها قادرة متى عزمت وتوكلت أن تشكّل البيئة القوية الحاضنة لجميع مواطنيها، مدنيين وعسكريين، لا ملاذ إلا إليها ولا اعتماد إلا عليها. هكذا بدت الدولة اللبنانية أمس بصلابتها وحكمتها وقدرتها على تحرير عسكرييها الأسرى لدى “النصرة”، فأطلقت العنان لفرحة لبنانية عارمة غمرت القلوب وأثلجت الصدور إلا من غصة وطنية لازمت الأهالي ونغّصت على عموم المواطنين بانتظار اكتمال الفرحة والفرج بالإفراج عن الأسرى التسعة المخطوفين لدى “داعش” وعودتهم سالمين إلى رحاب الحرية وتراب الوطن.

اللواء : اللحظات الصعبة في تحرير العسكريِّين .. من عرسال إلى السراي الكبير الحريري يلتقي هولاند غداً .. وعسيري لـ”اللــواء”: الحوار سبيلاً لتقريب وجهات النظر في الإنتخابات الر

كتبت “اللواء “: أنعشت الولادة الثانية لـ16 عسكرياً لبنانياً احتفل لبنان باستعادتهم أحياء من قبضة “النصرة”، الجهود لاستعادة العسكريين التسعة الباقين عند تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، كما أحيت الآمال لقدرة الدولة اللبنانية على استعادة دورها الجامع والمحوري، باعتبارها الحاضنة لكل اللبنانيين بصرف النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية.

وإذا كانت عملية بهذه الضخامة إستدعت أشهراً من المفاوضات السرّية والمعقّدة، وتدخلات محلية وعربية وإقليمية تمكّنت من تكفكيك حلقات الملف، وتشكيل مسارات للمفاوضات، على خلفية أن استعادة جنود وعناصر أمنية وقعوا في الأسر لدى منظمات مسلّحة إثر معركة عسكرية حصلت في 2 آب عام 2014، تحتاج لوقت طويل لإظهار فصول التفاوض وحقيقة التنازلات التي كان من غير الممكن على الدولة اللبنانية إلا أن تسير بها لاستعادة جنودها، باعتبارها مسؤولة عنهم كعناصر في الخدمة ومواطنين.

الجمهورية : لا نِصاب اليوم وجلسة قبل الميلاد.. وعسيري: لرئيس يُجمع عليه المسيحيّون

كتبت “الجمهورية “: عاش أمس اللبنانيون عموماً، وأهالي العسكريين المخطوفين خصوصاً، نصفَ فرحة، نتيجة نجاح صفقة التبادل بين الأمن العام و”جبهة النصرة”، والتي عاد بموجبها العسكريون الـ 16 إلى الحرّية مقابل الإفراج عن 25 موقوفاً إسلامياً، وتمّت بوساطة قطرية بعد مفاوضات شاقّة قادها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي رافقَ العسكريين من جرود عرسال إلى السراي الحكومي، مؤكّداً المثابرة على العمل لتحرير زملائهم المخطوفين التسعة لدى تنظيم “داعش”. ومشيراً إلى “أنّ صفقة التبادل تمّت بشروط تحفَظ السيادة، وأقلُّ مِن ذلك لا يمكن”. ولئن انتهَت معاناة هؤلاء العسكريين الذين خطِفوا منذ 2 آب 2014، لم تنتهِ بعد معاناة الشغور الرئاسي الذي سيمدَّد له مجدّداً اليوم في الجلسة الرقم 32 لانتخاب الرئيس العتيد، والتي لن تنعقد لأنّ نصابها لن يكتمل، وسيَدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الجلسة الرقم 33، ويتوقّع أن يكون موعدها قبَيل عيد الميلاد، في وقتٍ برزَت معطيات جديدة تؤشّر إلى تراجع حظوظ التسوية الرئاسية التي طرحَها الرئيس سعد الحريري في لقائه الباريسي الأخير مع رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية، حيث أبلغَه خلاله أنّه يؤيّد ترشيحه لرئاسة الجمهورية على أن يتولّى هو رئاسة الحكومة المقبلة. وقد عزّز من فرَص تراجُع هذه التسوية تبَلوُر موقف للمملكة العربية السعودية عبّرَ عنه سفيرُها علي عواض عسيري من جهة، وتصاعُد التصلّب المسيحي الرافض لها من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى