التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 27/11/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
27 تشرين2 – نوفمبر/ 2015
المقدمة
احتلت حادثة اسقاط تركيا للمقاتلة الروسية داخل الاجواء السورية محل الصدارة ضمن اهتمامات واصدارات مراكز الفكر والابحاث الاميركية، والوسائل الاعلامية على السواء.
ورغم اعداد الاطقم البحثية والسياسية للاحتفال “بعيد الشكر” منتصف الاسبوع، احد العطل الرسمية الكبرى، الا ان الحادثة استحوذت على طبيعة وحجم الدراسات والاوراق الصادرة عن تلك المراكز بمجموعها.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
اسقاط القاذفة الروسية في سوريا
اعرب معهد كاتو عن قلقه من تداعيات اسقاط تركيا للطائرة المقاتلة الروسية عاقدا مقارنة تفضيل الغرب “لرؤية دخوله حروب لمقاتلة ارهابيين وحروب اخرى تشن ضد دول قائمة .. مما قد يفسر الحماس البادي لانشاء منطقة حظر للطيران فوق سوريا.” ومضى في خشيته لما تجلى من “امكانية اسقاط مقاتلات روسية، ومصرع طياريها الروس، واللذين استبعدا كمسألة افتراضية .. لم تعد مسألة افتراضية بعد الآن.”
http://www.cato.org/blog/no-longer-hypothetical-russian-plane-shot-down
شدد مركز الدراسات الاسترالتيجية والدولية على روايته بأن “العاب الحرب الروسية الخطرة تنتهك الاعراف الدولية، وتعرض حياة المدنيين للخطر وتصعّد التوترات الدولية.” اضاف ان الرد الاميركي اقتصر على “تصعيد دوريات المراقبة الجوية لحلف الناتو فوق بحر البلطيق .. وفي تركيا” بارسالها مزيد من اطقم المقاتلات من طراز اف-15 اس. واردف انه على الرغم من تلك التعزيزات البينة فان “سلوك روسيا لم تظهر عليه اي علامات ردع.”
http://csis.org/publication/danger-games-russia-and-nato-collide
تناول معهد كارنيغي تصعيد الصراع والاشتباك في سورية من منظار رؤيته بأن “التدخل الروسي في سوريا مرتبط بمصالح استراتيجية .. للحفاظ على هيمنتها على سوق الغاز الاوروبية.” واوضح لمن غابت عن ذهنه حقائق الصراع ان سوريا تعتبر حيوية بالنسبة لروسيا لثلاثة اسباب: “مد خط انابيب من قطر مرورا بالسعودية والاردن وصولا الى تركيا، ومن هناك لاوروبا .. والذي مني بالفشل؛ ثانيا، مد خط أنابيب من إيران مروراً بالعراق وصولاً إلى سورية ومن هناك إلى بلدان أخرى؛ الثالث مرتبط باكتشاف حقول نفطية في المياه الإقليمية السورية في البحر المتوسط، وتطويرها.” محذرا من قول البعض بأن “الإطماع الإيرانية في مجال تصدير الغاز عامل مهم في الأزمة السورية، فهو الأشدّ عبثيةً .. بل الزعم بأن التدخل الروسي في سوريا يتأثّر بالمصالح في قطاع الغاز الطبيعي، مجافٍ للحقيقة.”
http://carnegieendowment.org/sada/?fa=62037&lang=ar
ناشد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى صناع القرار في واشنطن “الابقاء على مرابطة حاملة الطائرات الاميركية (يو اس اس ترومان) في شرقي مياه البحر المتوسط عوضا عن مضيها في الابحار باتجاه بحر العرب،” معللا ان تلك الخطوة ضرورية “لارسال رسالة مختلفة لروسيا ونظام الاسد .. ومقاومة جهود استهداف المعارضة السورية عوضا عن الدولة الاسلامية.” كما حذر من عدم الرد على قدرات روسيا العسكرية لا سيما “سفنها الحربية وقاذفاتها الاستراتيجية التي تشن غارات داخل الاراضي السورية من على بعد بضعة الآف ميل .. وشن القوات الروسية مناورات حربية بالقرب من السواحل اللبنانية” للغرض عينه. ومضى في تبسيط الرسالة لمن فاته الأمر من ان “التصعيد الروسي التدريجي لقوتها العسكرية يشكل رسالة استراتيجية واضحة مفادها بأن (الرئيس) فلاديمير بوتين يرمي الى التأثير على التطورات الاقليمية.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/u.s.-carrier-deployment-opens-a-strategic-opportunity-in-the-mediterranean
هجمات باريس
استعرض معهد الدراسات الحربية طبيعة الردود المحلية ولدولية على هجمات باريس الاخيرة، مناشدا صناع القرار “نزع القفازات ضد تنظيم الدولة الاسلامية وفي العراق وسوريا، وتعديل قوانين الاشتباك بما يسمح لقبول وقوع اضرار جانبية (ضحايا مدنيين – كما اوضح) .. وتسجيل اكبر قدر من الاضرار عبر القصف الجوي السريع.” واوضح ان “ذلك ينبغي ان يشكل حقيقة ردنا الفوري.”
http://www.understandingwar.org/backgrounder/what-do-and-don%E2%80%99t-response-paris-attacks
اوروبا مسرحا للارهاب السعودي
في سياق متصل، اوضح تقرير مفصل لصحيفة “الغارديان” البريطانية، 23 تشرين2 الجاري، ما اعتبره جذر الهجمات الارهابية الاخيرة بأنه يعود “لاتفاق عقد عام 1967 بين العاهل البلجيكي بولدوين ونظيره السعودي آنذاك الملك فيصل .. الذي سمح بموجبه اقامة دعاة سلفيين سعوديين في بلاده منذ عقد الستينيات” من القرن المنصرم. واوضح التقرير بناء على نص الاتفاق ان عاهل بلجيكا “قدم عرضا للملك السعودي الزائر بأن بلاده على اتم الاستعداد لانشاء مسجد في مركز العاصمة (بروكسل)، وتسليم ادارته لدعاة مدربين في السعودية ..” ونجم عنه ايضا “تشجيع بلجيكا استقدام عمالة رخيصة من المغرب وتركيا، تحصر محور نشاطاتها الدينية في المسجد” المذكور. كما وفر العاهل البلجيكي اغراءات اخرى لنظيره السعودي بمنح “المجمع الديني اعفاء تام من الايجار الشهري لمدة تصل لـ 99 عاما .. والذي افتتح ابوابه عام 1978 تحت مسمى مسجد بروكسل الكبير، اضيف اليه موقع لنشاطات المركز الثقافي الاسلامي في بلجيكا.”
http://www.independent.co.uk/news/world/europe/paris-attacks-how-the-influence-of-saudi-arabia-sowed-the-seeds-of-radicalism-in-belgium-a6745996.html
اعرب معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى عن اعتقاده بانه يتعين على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعادة تصويب محور اهداف الغارات الجوية في سوريا على داعش،” مستدركا انه “من المرجح ان تسعى موسكو الى تعزيز هجماتها على قوى المعارضة الاخرى ..” واضاف في ندوة عقدها بالتزامن مع اسقاط تركيا لمقاتلة روسية ان “الكرملين يدرك أهمية (الرئيس) بشار الاسد كآخر حليف عربي له والاستثمار في العلاقة الثنائية يسهم في تأمين قواعد عسكرية روسية على سواحل البحر المتوسط.” ووجه ضيوف الندوة نقدا لاذعا للدول الاوروبية “لتقاعس حكوماتها عن تعديل سياساتها علنا، وتفضيلهم دعم الجهود الروسية بما يخدم اهدافها في تعزيز وضع نظام الاسد.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/after-paris-french-voices-on-the-challenge-of-isis-syria-iraq-and-islamist
تحديات داعش
استعرض معهد هدسون جملة من الخيارات المتوفرة لالحاق الهزيمة بتنظيم داعش “على الرغم من اقلاع الحلفاء الاقليميين عن دعم جدي” لتلك الجهود “نظرا لاعتقادهم ان (ادارة) اوباما لن تبذل جهدا لصيانة مصالحهم الحيوية .. ويعتبرون ان الولايات المتحدة وافقت على ممارسة دور محدود ليس الا، وتسعى لتحقيق اهداف غامضة.” ومضى بعيدا في اتهام الادارة الاميركية نظرا “للحرب الزائفة التي يشنها الرئيس اوباما والتي توفر الارضية الضرورية لايران للمضي بتحقيق هيمنتها الاقليمية في المنطقة.”
http://www.hudson.org/research/11600-how-to-destroy-islamic-state-and-how-not-to
الحركة السلفية في تونس ومصر
ناقش معهد كارنيغي مستقبل “الحركات السلفيبة في تونس ومصر .. على ضوء فشل النخب السياسية العربية توفير النموذج البديل للتغيرات السياسية السلمية .. وخروج عدد من الشباب الغاضب الى الشوارع مطالبين باصلاحات سلمية والذين ربما سيواجهون نفاذ الخيارات المؤدية لتحقيق رغباتهم.” واوضح ان النموذج “الجهادي برز كبديل لتغيير مراكز القوة في الدول العربية .. مما يستدعي كل من النخب اللسياسية العربية والحركات السياسية الاسلامية بشكل خاص اعادة النظر بمواقفها السياسية مجتمعة .. وكسب ثقة القسم الاكبر من الشعب الذاهب قدما نحو تبني مفهوم الجهادية.”
http://carnegie-mec.org/2015/11/16/future-of-political-salafism-in-egypt-and-tunisia/ilx5