سورية: ردّ التحالف المعادي حميدي العبدالله
بات واضحاً أنّ التحالف الذي استهدف سورية طيلة السنوات الأربع، والذي يضمّ تركيا وقطر والسعودية، وتقوده الولايات المتحدة ويتعاون صراحة مع التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك التنظيمات المصنّفة من قبل مجلس الأمن، وحتى من قبل حكومات هذه الدول في عداد التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة»، لن يسكت على الهزائم التي لحقت بالتنظيمات الإرهابية، وتحديداً تنظيم «داعش»، على جبهة ريف حمص الشرقي، وتنظيم «جبهة النصرة» والتشكيلات الشيشانية في جبهتي حلب وريف اللاذقية، لأنّ من شأن ذلك أن يسقط المخطط الذي استهدف سورية منذ نحو خمس سنوات، وكان متوقعاً أن يردّ هذا التحالف على المكاسب التي حققها الجيش السوري وحلفائه على أكثر من جبهة، وفعلاً جاء الردّ، وبدا واضحاً أنّ محور هذا الردّ هو تركيا، وليس أيّ جبهة أخرى بوصفها رأس الحربة في العدوان الإرهابي على سورية، منذ خمس سنوات، وكون الحدود السورية التركية تتيح فرصة أكبر لمثل هذا الردّ لأنها أطول حدود مشتركة بين سورية وأيّ دولة مجاورة.
وتجلى الردّ باتجاهين، الاتجاه الأول تعمّد إسقاط طائرة حربية روسية كانت تقدّم المساندة لوحدات الجيش السوري قرب الحدود التركية على جبهة ريف اللاذقية، والاتجاه الثاني، توفير دعم لوجستي للجماعات الإرهابية في أرياف حلب لشنّ هجوم معاكس على وحدات الجيش السوري وحلفائه على جبهات عديدة، وتحديداً جبهات الفاملي هاوس، وباشكوي، وريف حلب الجنوبي بمحيط بلدة العيس وتلها.
ردّ التحالف المعادي لسورية، نجح في إسقاط طائرة حربية روسية من طراز سوخوي 24 ولكنه فشل في جميع هجمات ريف حلب في تحقيق أيّ تقدّم. وبالتالي فإنّ النجاح الوحيد المحقق كان موجهاً ضدّ روسيا هذا أولاً، وأكد مستوى التدخل التركي لدعم الإرهاب ثانياً، ومن شأن ذلك أن تكون له عواقب، والأرجح أنّ هذه العواقب لن تكون في مصلحة التحالف المعادي. فبعد فشل الهجمات في ريف حلب، وما أثاره إسقاط الطائرة الروسية، فإنّ هذا التحالف يقف أمام واحد من خيارين، الأول التسليم بالواقع الميداني الجديد، والانكفاء نحو الحلّ السياسي على قاعدة براغماتية، والثاني أن يواصل التصعيد الأمر الذي يهدّد بخروج الحرب في سورية عن مسارها الحالي نحو حرب إقليمية دولية صريحة ومباشرة، وهو ما يمثل تطوّراً خطيراً في العلاقات الدولية عكسه ردّ فعل البورصة وأسعار النفط في العالم وهبوط سعر الليرة التركية.
(البناء)