جابر للشرق الجديد: الصدام العسكري الروسي – التركي مستبعد لتحاشي حرب عالمية
رأى العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدارسات، في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، حول تداعيات اسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية السورية، ان التحرش بالدب الروسي ليس سهلا، والرئيس بوتين سيرد ولديه عدة خيارات هي، الخيار السياسي والدبلوماسي والعسكري ويمكن ان يعتمد الخيارات الثلاثة سويا.
وتابع جابر قائلا: “ان بوادر الرد قد بدأت، فقد جمد الرئيس بعض الاتفاقيات مع تركيا ونصح المواطنين الروس بعدم الذهاب الى تركيا، وهو نوع من الضغط الاقتصادي وعلى الصعيد الدبلوماسي يمكن ان يؤدي ذلك الى خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، ولكن حتى هذه الساعة لم يتبين ذلك”.
واضاف جابر: “ان الرد العسكري سيكون انذار، وقد ارسل الرئيس بوتين انذارا الى تركيا، ان أي طائرة يمكن ان تكون معادية فوق مسرح العمليات السوري اي بشمال سوريا يمكن اسقاطها”، ولفت جابر الى الاخبار التي تحدثت عن ان روسيا تنوي نشر صواريخ “أس 400” مضادة للطائرات في سوريا، معتبرا “انها صواريخ أهم من “اس 300″ التي اعطتها روسيا لإيران، ما يعني ان هناك احتمالا كبيرا ان نسمع قريبا عن سقوط طائرة تركية بصاروخ روسي فوق الاراضي السورية”.
وردا على سؤالنا حول اسباب اقدام تركيا على اسقاط الطائرة التي يقال انها اسقطت فوق الاراضي السورية، قال جابر: “كلام الاتراك كان غير واضحا وغير مقنعا فقد قالوا ان الطائرة اسقطت فوق الاجواء التركية، وهذا غير صحيح، فالطائرة حسب الرسم البياني التركي الذي نشروه، اذا نظرنا على الخريطة هناك منطقة داخلة الحدود داخل الاراضي السورية اي ان الخريطة غير متوازية، والطائرة عبرت فوق هذه المنطقة وعلى مسافة قريبة من الحدود دخلت فوق الاجواء التركية لدقائق معدودة وبعدها دخلت الاجواء السورية، ولحق بها الطيران التركي واسقطها فوق الاراضي السورية وهذا شيء اكيد ، واصبح واضحا”.
ورأى جابر: “ان اسباب اسقاط الطائرة هو استياء تركيا من قصف جبل التركمان،الذين تعتبرهم تركيا أتراك، وتزعم ان الطائرات الروسية تقصف مدنيين في جبل التركمان ، ولفت جابر ، ان في جبل التركمان مقاتلين ضد النظام السوري تستهدفهم روسيا اولا كونها تعتبرهم من التنظيمات الارهابية ثانيا لان هذه المنطقة بالنسبة الى روسيا منطقة حيوية جدا، فمنقطة اللاذقية تعتبرها روسيا أولوية أساسية كما تعتبرها العاصمة دمشق، وروسيا متواجدة في اللاذقية فالوجود العسكري الروسي مكثف فيها”.
ختم جابر قائلا: “ان اميركا هي وراء هذا الايعاز لتركيا، فهي تعطي الضوء الاصفر لتركيا التي بدورها تترجمه على انه ضوء أحمر وتتورط، وهذا تورط كبير وليس تصرف حكيم اطلاقا، لان لتركيا مصالح كبيرة مع روسيا وليس من مصلحتها ابدا ان تخرب هذه المصالح، والرد الروسي لن يصل الى حدود الاشتباك او الهجوم على تركيا، لان تركيا متسلحة بالحلف الاطلسي ويمكن ان يؤدي ذلك الى حرب عالمية ولا مصلحة لاحد بذلك”.