الوطن السورية: تركيا المدافع الرئيس عن داعش والمستفيد الأول منها
ذكرت “الوطن” السورية ان حادثة إسقاط المقاتلة الروسية أمس أظهرت أن تركيا، التي سبق أن أكدنا أنها الشريك الأساسي لداعش في المنطقة، هي أيضاً المدافع الرئيسي عن هذا التنظيم الإرهابي الذي تضرر كثيراً بعد تدخل القوات الجوية الروسية إلى جانب الجيش السوري لمكافحة الإرهاب.
واشارت الصحيفة السورية الى إن تركيا، المستفيد الأول من داعش سياسياً واقتصادياً، تضررت أخيراً، وتحديداً خلال الأيام السبعة الماضية، بعد أن قام الطيران الروسي بالتعاون مع القوى الجوية السورية بتدمير ألف صهريج نفط قرب الرقة كانت معدة لتنتقل إلى تركيا، كما تم تدمير خزانات مليئة بالنفط ومصفاة لتكريره شمال دير الزور، كما تضررت تركيا من تقدم الجيش السوري وسيطرته على التلال كافة في ريف اللاذقية وقتله لعدد كبير من الإرهابيين المدعومين مباشرة من أنقرة، وكذلك تضررت من تقدم الجيش في حلب وريفها، وهي المدينة التي كان يحلم رجب طيب أردوغان بضمها للامبراطورية العثمانية التي يتوهم بها منذ استلامه الحكم في تركيا. وأمس، كان الرئيس الروسي فلادمير بوتين هادئاً وتحدث بلهجة واضحة مؤكداً أن لداعش مدافعين كثراً في المنطقة، وأن تركيا تضررت من ضرب المقاتلات الروسية لمخازن نفط تابعة لداعش وكانت تباع للأتراك، وأنه سيترتب على حادثة إسقاط المقاتلة الروسية عواقب وخيمة في العلاقات الروسية التركية.
واشارت الى انه من الواضح أن ما جرى كان عدواناً تركياً على روسيا، وعدواناً مقرراً وليس حادثة، فأنقرة تعلم جيداً أن كل الطائرات التي تحلق في الأجواء السورية هدفها الوحيد ضرب الإرهاب وليس تهديد الأمن القومي التركي أو أمن الناتو، وهناك قواعد اشتباك تم الاتفاق عليها مع قوات التحالف الأميركية لمنع أي تصادم في الأجواء السورية.
وذكرت ان العدوان التركي على روسيا لن يرد عليه عسكرياً بكل تأكيد، لكن بين أيدي روسيا أسلحة كثيرة وعلى رأسها السلاح الاقتصادي لتستخدمه في مواجهة تركيا وحليفها داعش، فالتبادل التجاري بين البلدين يقارب الأربعين مليار دولار سنوياً، وبإمكان روسيا أن تلغي المشاريع الاقتصادية العملاقة التي سبق أن تم توقيعها مع تركيا خلال زيارة الرئيس بوتين الأخيرة وعلى رأسها بناء أربعة مفاعلات نووية للأغراض السلمية بقدرة 1200 ميغاوات وبقرض روسي، وقد بدأت موسكو فعلاً أمس استخدام أولى أسلحتها الاقتصادية حين نصحت مواطنيها بعدم التوجه إلى تركيا، الأمر الذي سيخسر القطاع السياحي التركي مليارات الدولارات.
اضافت إذاً كل الاحتمالات مفتوحة، لكن لا يبدو أن روسيا ستنجر إلى مواجهة عسكرية مع حلف الناتو كما يأمل أردوغان، غير أن الأكيد أن موسكو ستكثف من ضرباتها على داعش وبشكل أقوى ملحقة كل ما يمكن من ضرر على تركيا وحماة داعش، فهناك تصعيد عسكري مرتقب فوق الأراضي السورية وسيكون على أنقرة أن تبرر دفاعها المستميت عن إرهاب داعش على الصعيد المحلي والأوروبي الذي بدأ يعاني جداً من إرهاب داعش وخاصة بعد أن ساهمت تركيا بتدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وغير السوريين إلى عمق أوروبا بعيداً عن كل المعايير الأمنية، وهذا ما بدا واضحاً في أحداث باريس الأخيرة والتوتر الحاصل في بلجيكا.