شؤون لبنانية

لقاء وطني حاشد دعما لانتفاضة فلسطين

 

بدعوة من مجلس بيروت في المؤتمر الشعبي اللبناني، وتحت شعار “فلسطين تجمعنا والإنتفاضة توحدنا”، عقد في فندق كومودور- رأس بيروت، لقاء تضامني مع إنتفاضة الشباب الفلسطيني، حضره حشد من الشخصيات تقدمهم سفير فلسطين في لبنان الأستاذ أشرف دبور، الشيخ خلدون عريمط ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، عبدالله موسى ممثلاً رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، مطران السريان الأرثوذكس في جبل لبنان جورج صليبا، رفعت بدوي ممثلاً الرئيس سليم الحص، أمين الشؤون التاريخية في رابطة قنوبين للرسالة والتراث الأباتي أنطوان ضو، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين- المرابطون العميد مصطفى حمدان، الدكتور إبراهيم محسن ممثلاً الوزير فيصل كرامي، خالد الداعوق أمين العام منبر الوحدة الوطنية على رأس وفد، المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور على رأس وفد، عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة، عضو المكتب السياسي في حزب الله الدكتور علي ضاهر، ممثل التيار الوطني الحر المحامي رمزي دسوم، الأمين العام للمؤتمر القومي الإسلامي المحامي خالد السفياني، رئيس إتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس، وممثلون لأحزاب لبنانية وفصائل الفلسطينية وشخصيات سياسية وثقافية وإجتماعية وإعلامية .

بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني والترحيب من قبل مدير اللقاء الدكتور عماد جبري، تحدث رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا فقال إن إنتفاضة الشباب الفلسطيني في ظل إنقسام فلسطيني داخلي، وخلاف بين حركة حماس ومصر، وإقتتال عربي-عربي، وتطرف مسلح يضرب في كل الدول، وجامعة عربية تتفرج ولا تتضامن عملياً مع الانتفاضة، ومبادرات دولية قاصرة ومتآمرة، وأميركا دائماً مع العدوان، وحرب تقسيم صهيونية للمنطقة بأدوات طائفية اجرامية تنفذ مشروع الاوسط الكبير، مع إنهيار للإتفاقيات وتوسّع للمستوطنات وتهديد بتهويد المسجد الاقصى والقدس.

وأضاف: إن إنتفاضة السكاكين تواجه جيشاً نوويا، والجيل الجديد لا يهتم بالاتفاقات ولا بالمبادرات الدولية، بل يهتم فقط بالمواجهة المليئة بالتضحيات من اجل الحرية، وهذه الانتفاضة تشكل روح الامة التي تبعث الأمل في مواجهة اليأس والانهزام. فشباب الانتفاضة يقولون للعدو الاسرائيلي لن ندعكم تتمتعون بأرضنا وبيوتنا وحقوقنا، ونحن هنا لننتزع منكم ما سلبتموه ومهما كنتم أقوياء فنحن أقوى وأرادتنا حرة غير قابلة للاحتلال.

وطالب شاتيلا العرب بوقف الاقتتال العبثي والدفاع عن الوحدات الوطنية ومواجهة التطرف المسلّح الذي يستنزف الامة خارج الكفاح من اجل فلسطين، مشيراً إلى أن مصر تتقدم الى الامام وهي صمام الامان للامن القومي، وأن المقاومة اللبنانية الفلسطينية تشكل حالة توازن ردع مع العدو، وداعياً إلى كل التضامن مع فلسطين التي تقدم دروساً يومية في الدفاع عن الشرف العربي والكرامة القومية، مطالباً جامعة الدول العربية بوقف كل أشكال التطبيع مع العدو، واحياء مكتب مقاطعة اسرائيل، ودعم منظمة التحرير وتوفير مستلزمات النهوض الفلسطيني، واحياء دور منظمة التحرير لتكون الاطار الوحيد لشعب فلسطين واعادة هيكليتها وتطويرها وتشكيل لجنة دعم لانتفاضة الشباب، وأنن تتولى كل وزارة في كل بلد عربي دعم كل الادارات الرديفة في القدس الشريف، وتشكيل وزارة خاصة بفلسطين، وأن تقدم كل الاتحادات المهنية والنقابية العربية دعماً مادياً متواصلاً لاهل القدس وأن تتحرك في الاوساط النقابية العالمية لعزل العدو واحياء قرار الامم المتحدة بمساواة الصهيونية بالعنصرية.

ثم تحدث السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور الذي شكر الأخ كمال شاتيلا والمؤتمر الشعبي على إقامة هذا اللقاء، محيياً كل من يعمل لمنع الفتنة بين اللبنانيين والفلسطيين، ومستنكراً التفجير الإرهابي في برح البراجنة.

وقال: إن الشعب الفلسطيني يعيش في ظروف قاسية جداً من إنتهاك للحقوق ومحاولة تهويد القدس وتغيير معالمها، والعمل على تهجير الفلسطينيين وإستبدالهم بمستوطنيين يهود وفرض أمر واقع عنصري، وتشكيل عصابات إرهابية مسلحة لتخويف الفلسطينيين وإجبارهم على التخلي عن أرضهم كما حدث قبل العام 1948 من خلال الممارسات الإجرامية التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والشيوخ والرجال.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بأرضه ومستمر بثورته حتى تحقيق النصر متسلحين بحقنا، وسيتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه الكاملة، ولن يسمح هذا الشعب بالمساس بكل تراثه الديني والتاريخي، وهذا الإحتلال سيرحل مهما طالت الأيام، موجهاً التحية لشهداء وجرحى الإنتفاضة.

ثم كانت كلمة للشيخ خلدون عريمط ممثلاً سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي نقل تحيات سماحة المفتي للحضور وعبرهم لشباب الإنتفاضة الذين يمثلون جيل الغضب في هذه الأمة التي ما يزال جرحها ينزف منذ بداية القرن العشرين، وقال: إن دعم فلسطين هو معيار الوطنية والعروبة والإلتزام الديني، وأن القدس بمساجدها وكنائسها وكل فلسطين هي أمانة سيسأل عنها الجميع يوم القيامة بما قدم كل واحد لفلسطين، مشدداً على أن من يريد محاربة الإستعمار عليه أن يقاتله في فلسطين، داعياً لإستصدار فتوى بتحريم تقاتل المسلمين، موجهاً التحية من بيروت عاصمة الوطنية والعروبة والمقاومة إلى كل شعب فلسطين وفصائله.

مطران السريان الأرثودكس في جبل لبنان جورج صليبا قال إن فلسطين هي قضية العرب المركزية التي توحد العرب، موجهاً التحية لكل من يناصر ويناضل لهذه القضية، مشدداً على أن كنيسة القيامة والمسجد الأقصى سيبقيان راسخين وستبقى هذه الأرض المباركة أرضاً للشعب الفلسطيني وللعرب، والصهاينة سيرحلون عنها مهما طال الزمن، مؤكداً أن الإنتفاضة اليوم في فلسطين هي بارقة الأمل، معتبراً أن ما أطلق عليه الربيع العربي هو خريف عربي، فالربيع العربي الحقيقي يكون بتحرير فلسطين.

وختم أن محاولات إيقاع الفتنة بين السنة والشيعة لن تنجح لأن الوحدة الإسلامية راسخة كالوحدة الإسلامية المسيحية في هذا الشرق، ومعتبراً أن داعش هو صناعة أميركية صهيونية لضرب الأمة وإشعال الفتن وهم لا يمثلون شيئاً من الإسلام دين السماحة والإعتدال.

عبدالله موسى ممثلاً رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان حيا المتحدثين واللقاء الذي وصفه بأنه يعبر عن حقيقة الأحرار في هذه الأمة، ناقلاً تحيات الشيخ قبلان، مؤكداً أن الإنتفاضة في فلسطين باقية كما ستبقى المقاومة التي أطلقها الإمام المغيب موسى الصدر، متسائلاً ماذا قدمت الأمم المتحدة غير قرار تقسيم فلسطين، وماذا قدمت منظمة التعاون الإسلامي لفلسطين وكل جمعيات حقوق الإنسان، مشدداً على أن كل الطاقات يجب أن تعمل لتحرير فلسطين، ومشيراً إلى إستحالة نشوب فتنة مذهبية بين المسلمين.        

الأباتي أنطوان ضو قال إن عصر العولمة إستطاع تغيير الكثير إلا أنه لن يستطيع تغيير القناعة الراسخة أن فلسطين هي قضية كل أحرار العرب والعالم، وهي للمسلمين والمسيحيين معاً.

ولفت إلى أن الإئتلاف العسكري الغربي الأميركي الصهيوني بمشاركة بعض العرب هو لتهجير العرب وقتلهم، ويهدف لنشر وجه جديد للإسلامفوبيا للإخافة والتخويف من الإسلام للقضاء على التآخي الإسلامي- الإسلامي والإسلامي-الميسحي، مؤكداً على أن الديانات السماوية جاءت للتأكيد على المحبة والتعايش.

الأمين العام للمؤتمر القومي الإسلامي المحامي خالد السفياني وجه الشكر للأخ كمال شاتيلا والمؤتمر الشعبي اللبناني على تنظيم هذا اللقاء، وموجهاً التحية لأرواح شهداء التفجير الإرهابي في الضاحية الجنوبية، وللشعب الفلسطيني المرابط على أرضه الذي علم الشعب العربي كيف يحيا وكيف يكون، مؤكداً على أن هذه الإنتفاضة الثالثة لن تتوقف، وأن المقاومة بكل أشكالها هي الطريق لتحرير فلسطين، سائلاً الحكام العرب ماذا تنتظرون لوقف التطبيع والتعامل مع الكيان الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني في مقاومته للإحتلال الغاشم.

ثم ألقى نائب رئيس إتحاد الكتاب اللبناننين السابق الأمير طارق آل ناصر الدين قصيدة مما جاء فيها: الدين أن تحمل صلبان المظلومين/الدين بأن تسري يومياً للأقصى من قبر صلاح الدين/ أنا من ماء اليرموك شربت وذاكرتني من طينك يا حطين/ هذا خلفي هذا سلفي… يا كل زنادقة السلفيين/ تتفجرون هنا في سيناء وفي باريس/والقدس على مرمى حجر أو سكين!

عضو المجلس السياسي في حزب الله الدكتور علي ضاهر قال أن فلسطين تجمع طلاب الحرية والعدالة والمقاومين للظلم الذين يدافعون عن الحق بمواجهة الإضطهاد، مؤكداً أن كل من يمارسون أبشع أنواع القتل والإجرام لم يتوجهوا يوماً نحو فلسطين، وما يجري في المنطقة هدفه طمس قضية فلسطين وخدمة الكيان الصهيوني الغاصب والمشاريع الأميركية، وأن كل حركات المقاومة العربية كانت بوصلتها فلسطين، وما يجري في سوريا اليوم هو أكبر دليل على ذلك لأن سوريا دعمت كل هذه المقاومة، مشدداً على إن الإنتفاضة اليوم توحدنا مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة، لذلك المطلوب إعادة الوحدة الفلسطينية، وتقديم كل الدعم للإنتفاضة بدلاً من تدمير دول المنطقة وقتل شعوبها..

أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين- المرابطون العميد مصطفى حمدان أعلن تأييده لكل ما قاله رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني في كلمته، مؤكداً أن الخطر الأساسي على الأمة كما علمنا عبدالناصر يتمثل بجماعات الأخوان المتأسلمين بكافة تسميتها داعش، النصرة، أجناد المقدس وغيرهم، مشدداً على كل هذه الحركات هي أدوات بيد الولايات المتحدة الأميركي والعدو الصهيوني، وداعياً إلى مواجهة هذه الحركات والرجعية العربية.

عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة وجه التحية للأخ كمال شاتيلا وللمؤتمر الشعبي اللبناني، مؤكداً أن اللبنانيين الذين يتضامنون مع فلسطين هم بطبيعة الحال يتضامنون مع أنفسهم، لان الشعب اللبناني هو أكثر شعب عربي قدم التضحيات في الصراع العربي- الإسرائيلي بعد الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن لبنان ليس بموقع التضامن مع فلسطين بد في موقع الشراكة معها، وهذا فخر لنا، مشدداً أن محاولات التطرف المسلح الذي يشكل أحد أذرع الصهيونية إيقاع الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين على إثر العمل الإجرامي في الضاحية لن ينجح في ذلك ولن تقع الفتنة في لبنان بين أي طرف كان لا فلسطيني- لبناني، ولا إسلامي- مسيحي ولا سني- شيعي.

رئيس إتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس أعلن تأييده لكل ما ورد في كلمات المتحدثين، مطالباً الفصائل الفلسطينية بالتوحد لأن فلسطين وحدت حولها كل العرب وأعطت دروساً في المقاومة والمواجهة والصمود، حتى أنها أغنت الأدب العربي، فكم من كاتب وأديب تحدث في كتاباته عن فلسطين. وإن الإنتفاضة التي نشهدها اليوم هي ثورة مستمرة منذ العام 1948 حتى تحرير كل شبر من فلسطين.

الدكتور ابراهيم محسن ألقى كلمة الوزير عمر كرامي فوجه الشكر للمؤتمر الشعبي اللبناني لهذه الدعوة الكريمة والوطنية النبيلة، وقال: ان شعب فلسطين ينتفض مرة تلو أخرى، صارخاً في وجه كل عدوان إسرائيلي أن لا غصب للأرض العربية وأن لا إهدار للكرامة العربية وأن لا حلّ إلا بانتصار القضية الفلسطينية، قضية العرب وحق العرب وأساس وجود عرب هذا الزمن.. وها هي اليوم انتفاضة الشعب العربي الحر الأبي في فلسطين تزهو بأبنائها، يرفعون سكاكينهم في وجه الغاصب الصهيوني المدجج بأحدث السلاح وأعظم العتاد، ليصرخوا في وجهه أن لا لموت للقضية وأن لا لفناء للحق العربي الفلسطيني.

ختام الكلمات كانت مع المحامي إلياس مطران الذي وجه التحية للأخ كمال شاتيلا ولكل المتحدثين، مؤكداً أن كل ما يجري في الأمة العربية هو لنسيان فلسطين وقضيتها، ونحن نقول أقتلونا ما شئتم وقسمونا ما شئتم طائفياً ومذهبياً ونحن لن نتنازل عن كل شبر في فلسطين من البحر إلى النهر، وللشعب الفلسطيني نقول إن العرب من المحيط إلى الخليج لن ينسوا فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى