مقالات مختارة

جريمة صلاح ضد الإنسانية: دان مرغليت

 

إن قرار الكابنت اخراج الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل خارج القانون، مُحق. هل هو حكيم بما يكفي؟ وهل تستطيع الحكومة اتخاذ خطوة فعالة اخرى ضد رائد صلاح ورجاله؟.

صلاح مُشعل آبار النفط وهو يصب البنزين على النار المشتعلة أصلا في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين ومنهم عرب إسرائيل. النار التي أشعلها في الحرم حول موضوع الاقصى ـ مشكلة غير موجودة سوى على لسانه ـ هي جريمة ضد الانسانية وليس فقط ضد إسرائيل.

رغم أنه محظور تصوير الصراع الفلسطيني ضد إسرائيل على أنه جولة اخرى مع النازيين، فانه توجد نقطة تشير إلى التشابه: الدعاية الشيطانية لصلاح لا تُخجل يوسف غبلس. الكذب المقصود هو مخالفة في قانون الشعوب. والحركة الإسلامية متفوقة في هذا المجال. تستطيع بسهولة أن تسيطر على الشباب وزعيمها يحمل نظرات تهديدية لآباء هؤلاء الشباب الذين يخافون ولا يتجرأون على مقاومته أو معارضته. من ضمن المخاطر التي يشكلها الخطر الاكبر هو سقوط العرب في إسرائيل أمامه رغم الخوف منه.

لقد كانت مجموعات عربية كهذه عملت ضد وجود إسرائيل. في الماضي كانوا حركة الارض من الناصرة وأبناء البلد من أم الفحم، لكنهم لم يستطيعوا تجنيد الله والمال. لقد تغيرت الاحوال وازدادت الاحتكاكات والخطر.

مع ذلك فان الشباك لم يُشكك في حكمة قرار اخراج الحركة خارج القانون بدلا من اختبار مخالفاتها قانونيا. إن اعلان بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون وجلعاد أردان من شأنه إحداث نتيجة معاكسة. حيث سيضطر المعتدلون للوقوف من وراء رائد صلاح والتظاهر ضد اخراجه عن القانون، وهكذا لن يكون تاجر معتدل في أم الفحم والناصرة، لا يقوم باغلاق محله.

لا شك أن عددا كبيرا من اعضاء القائمة الموحدة في الكنيست يتحفظون من الجناح الشمالي للحركة الإسلامية الذي يُصعب عليهم العمل من اجل الجمهور العربي. لكنهم يضطرون إلى صك أسنانهم وكيل المديح للحركة الإسلامية، ويمكن أنهم يحسدون صلاح الذي ستزداد شعبيته في الوسط العربي. إن العمل السري هو خطر دائم، لكن في المرحلة الحالية على الأقل فان الحكومة قد دفعت الجمهور الواسع إلى ساحة التظاهر من اجل هذا الشخص الذي يكرهه اليهود ومعظم العرب.

في حالة الفوضى والظلام في العلاقات بين الاغلبية والاقلية في إسرائيل فقد أنزلت الحكومة أمس نقاط سائلة على اللهب الإسرائيلي ـ العربي. ومع الوقت فقط سيتضح إذا كانت هذه النقاط بنزين أو مياه.

إسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى