بروجردي: الغرب يعيش حالة تناقض بالنسبة إلى سوريا
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن “الغرب يعيش حالة تناقض بالنسبة إلى سوريا، من جهة هو يريد مسايرة حلفائه في المنطقة، كتركيا والسعودية وقطر، ومن جهة أخرى هو يخشى من تمدد الإرهاب المنفلت العقال “.
وفي مقابلة مع جريدة الأخبار، قال بروجردي إن “الأجواء الدولية اختلفت. الجميع يصرون، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، على مشاركة إيران في مفاوضات فيينا، والحقيقة أن المعترض الوحيد على هذه المشاركة هو السعودية التي تصرخ لكن لا أحد يلتفت إلى صراخها“.
وعبّر عن اعتقاده بأن ما شهدته باريس من هجمات إرهابية سيدفع الغرب إلى أن يكون أكثر جدية في مكافحة الإرهاب، مشيراً أيضاً إلى أن الأزمة السورية ستنتهي، وأن الإرهابيبن سيعودون إلى بلدانهم التي جاؤوا منها.
وفيما يتعلق بالضربات الروسية في سورية، لفت السياسي الايراني أن “هناك أكثر من خمسة آلاف إرهابي من أصل روسي في سوريا. والسؤال هنا: أيهما أفضل، محاربة هؤلاء داخل سوريا أم داخل روسيا؟“
وجدد بروجردي التأكيد على أن “مسألة فلسطين هي المسألة الأكثر أهمية في السياسة الخارجية للجهمورية الإسلامية”، مشيراً أن “في قضية فلسطين لا يوجد لدينا أي تحفظ في المواقف، وهذا ما تعكسه المواقف الواضحة والحاسمة” للإمام السيد علي للخامنئي لجهة دعم أي مجموعة أو جهة أو فصيل يقاتل العدو الصهيوني.
وفي معرض رده عن سؤال حول مصير السفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي، قال بروجردي: “ما دامت السعودية لم تثبت وفاة السفير غضنفر ركن آبادي، فإن فرضيتنا هي أنه مختطف في السعودية“.
وتابع: “حتى اليوم، لا يوجد علاقة جيدة مع السعودية، نحن نأسف للسلوك السعودي الذي يقوم على قتل الشعوب وتدمير اليمن والبنى التحتية فيه. نرى أن العدوانية التي تمارسها السعودية أكبر من تلك التي يمارسها العدو الصهيوني. مشكلتنا مع السعودية ليست فقط حادثة منى، نحن ندين أعمالها في اليمن، وسلوكها الإجرامي في ارتكاب المجازر ضد الشعب اليمني“.
وفيما يتعلق بإيران “ما بعد الاتفاق النووي”، قال بروجردي إن اللجنة تحول عملها من بحث المفاوضات وتفاصيلها إلى تثبيت الاتفاق ومراقبة تطبيقه في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن بلاده لن تنسى من تركها وقت الحاجة، موضحاً أن “معاقبة الشركات التي تركتنا وقت الأزمة أمر وارد في” الحسابات الإيرانية الآن.
وفي مقابلة مع جريدة الأخبار، قال بروجردي إن “الجميع الآن ــ ألمانيا وفرنسا وبقية الدول الأوروبية وغير الأوروبية ــ يسعون إلى إبرام وعقد اتفاقات تجارية مع إيران”، مرجعاً ذلك إلى أن “الاستثمارات لا تأتي إلى بلد غير آمن، وإيران اليوم هي البلد الأكثر أماناً واستقراراً في الشرق الأوسط، والدول الساعية إلى الاستثمار فيها تعلم ذلك، وبناءً عليه تقدم على هذه الاستثمارات.”
وقدّر بروجردي الأموال الإيرانية المحنجزة بسبب العقوبات بقيمة “100 مليار دولار وما فوق”، مشيراً أن “الأهم من قيمة الأموال المحتجزة هو فتح الآفاق التجارية والاقتصادية الذي سيحققه رفع العقوبات“.
” أود لفت النظر إلى جملة مهمة ثابتة في أدبياتنا، هي «ما مي توانيم» (نحن قادرون)؛ نحن طوال الوقت قلنا: «نحن قادرون»، وحققنا ما نريد، فيما وصل عدونا إلى مكان يقول فيه نحن غير قادرين (على كسر إيران)”، أضاف علاء الدين بروجردي.