«العقل» المدبر مريض وفظيع وخطير:بوعز بسموت
بعد يومين من التحقيق المكثف، أخذت تتضح هوية اعضاء الخلية الإرهابية التي هاجمت باريس في مساء يوم الجمعة الماضي. الخلية التي يبدو أنها تشمل 8 مخربين تمت ادارتها وتجهيزها من قبل عبد الحميد عبود، وهو بلجيكي عمره 27، جاءت عائلته من المغرب. عبود هو اليوم أحد أكبر المطلوبين في العالم. وحسب الاشتباه هو «العقل» المدبر للعمليات في باريس. وهم يسمونه في داعش أبو عمر البلجيكي، وتحولت شخصيته إلى أسطورة في اوساط الشباب في الحي الذي نشأ فيه. بعد العملية ضد قوات الأمن في بلجيكا خرج صحافي من التلفزيون البلجيكي من اجل متابعة الشباب الاوروبيين ولا سيما البلجيكيين الذين ينضمون لداعش. الفيلم الذي كان نتيجة هذه الرحلة صعب جدا: يظهر عبود هناك وهو يلبس القبعة الافغانية ويتفاخر بأفعاله.
الفيلم أظهر بداية طريقه الجهادية حيث كان مطلوبا منه وضع الجثث التي قتلها داعش على سيارة تندر، ومنها جثث نساء واولاد. يمكن مشاهدة طفل الامر الاخير الذي يعنيه هو رفع الصحون عن الطاولة. عبود ضحك طول الطريق لدفن الجثث التي تم تحميلها على السيارة وكأنها خضروات. «أي مصير هذا يلاقونه حيث لم يموتوا في سبيل الله»، قال أمام الكاميرا.
تقدم عبود في داخل تنظيم داعش واعتبر متعطشا للدماء. الشاب البلجيكي استخدم كاميرا حديثة عندما صور ضحاياه في سوريا. وهو يظهر في أفلام كثيرة يهدد «جميع الكفار»، ويحب أن يتم تصويره مع الكلاشينكوف.
كل من يعرفه يقول إنه متعود على القتل، وهو يحب الصور الدعائية من اجل تجنيد شبان آخرين، لا سيما من بلجيكا وفرنسا، وايضا من اجل الترهيب. في أحد الافلام التي يظهر فيها يقول إنه من الافضل السكن والعيش في ارض الإسلام والشريعة وليس في أوروبا ارض الكفار.
الحي الذي جاء منه الإرهابي
وزارة العدل الفرنسية تقول إن عبود يوجد كما يبدو في سوريا. لكن في قناة «تي.اف 1» الفرنسية جاء أنه هرب إلى تركيا ومن هناك تسلل إلى اليونان حيث أدار من هناك العملية. حسب التقارير، عبود أحضر معه إلى سوريا شقيقه الاصغر.
سكن عبود في الماضي في نولينبك، وهي منطقة في العاصمة البلجيكية بروكسل، تحولت مع الوقت إلى موقع مهم للتنظيمات الجهادية. مخربان اثنان على الأقل سكنا في نولينبك حسب الاشتباه، وكان عبود متورطا في المحاولات الفاشلة لتنفيذ عمليات اخرى في بلجيكا، منها عملية في القطار من امستردام إلى باريس وفي الكنيسة.
تفاخر عبود أمام اصدقائه بقدرته على التملص من الشرطة البلجيكية. وفي احدى المرات تم توقيفه للتحقيق لكنه تم اطلاق سراحه لأن الشرطي لم يتعرف على هويته. مصدر فرنسي مطلع على التحقيق قال لصحيفة «نيويورك تايمز» إن عبود تحدث أمام اقاربه أنه ينوي مهاجمة قاعة عامة قبل عمليات باريس بوقت قصير، وأنه كان على صلة بأحد الانتحاريين الذي يسمى اسماعيل عمر مصطفى (30 سنة) وهو فرنسي من أصل جزائري.
السلطات الاوروبية تطارد بشكل مكثف ايضا صلاح عبدون سلام، وهو ايضا من نولينبك، وشقيقه ابراهيم عبدون سلام هو أحد الانتحاريين في استاد كرة القدم. سلام هو فرنسي (26 سنة)، يشتبه بمشاركته في العمليات، لذلك يسمى «المخرب الثامن» رغم أن مهمته المحددة لم تُعرف بعد. وقد صدر بحقه أمر اعتقال قبل العملية، لكن بشكل متأخر: يوم العملية تم اعتقاله لمساءلته في الحدود الفرنسية ـ البلجيكية، لكن لأنه لم يكن مشتبها به فقد تم اطلاق سراحه.
القوات البلجيكية استمرت في يوم الاثنين في الاقتحامات في نولينبك حيث كان على رأس رجال القوات أقنعة. ايضا في فرنسا تواصل السلطات جهودها للتعمق أكثر في التحقيق.
مخربون آخرون شاركوا في العمليات هم بلال حدفي وهو فرنسي يعيش في بلجيكا منذ عشرين سنة، وقد فجر نفسه في العملية الانتحارية قرب استاد دفرانس؛ احمد المحمد (25 سنة) لم تتضح بعد جنسية وقد انتحر هو ايضا؛ تفاصيل منتحر آخر يبدو أنه فجر نفسه في نادي بات كلان، لم يتم نشرها بعد. هناك تقارير غير مؤكدة تتحدث عن جوازات سفر تركية مزورة وعن امرأة، لكن هذا غير مؤكد بعد.
إسرائيل اليوم