تقنيات وتجارب اميركية جديدة لاستفزاز روسيا والصين د.منذر سليمان
سعار حرب باردة-2
استعادت طبول الحرب الباردة نشاطها بقوة مؤخرا عبر عنها بامتياز وزير الدفاع الاميركي، آشتون كارتر، بتصريح يشدد فيه تصميم بلاده “الرد على روسيا، احد مصادر الاضطرابات اليوم، وصعود الصين التي تقود تحولات في المحيط الهاديء الآسيوي،” 7 تشرين2/نوفمبر الجاري .
في مساء اليوم عينه شاهد العامة بريق ضوء متوهج اقرب الى اللون الاخضر في سماء كاليفورنيا “نجم عن تجربة عسكرية لسلاح البحرية بالقرب من جزيرة كاتالينا،” مصدره صاروخ اطلق من قاعدة “ادواردز” الجوية في صحراء كاليفورنيا، حسب الرواية الرسمية لخفر السواحل الاميركية.
مصادر عسكرية اخرى اوضحت ان صاروخا باليستيا اطلق من على متن غواصة حربية مع غروب شمس كاليفورنيا، يعتقد ان البنتاغون تعمد اطلاق الصاروخ ليشاهده اكبر عدد من الجمهور والمراقبين على السواء لاختبار قدرته وفعاليته النووية الحرارية، يصل مداه 4000 ميل، باستطاعته تهديد بيكين.
شبكة (بي بي سي) الاخبارية، 8 تشرين2/نوفمبر، علقت بالقول “وميض متوهج غامض في السماء روّع كاليفورنيا،” رجحت ان يكون مصدره قذيفة نووية حرارية شوهدت على شواطيء مدينة لوس انجليس “ثاني كبريات المدن الاميركية” من حيث الكثافة السكانية.
جدير بالذكر ان موقع اطلاق تجربة الصاروخ، محيط مبنى “مكتبة رونالد ريغان،” معقل المحافظين الجدد، في كاليفورنيا ربما رمت البنتاغون عبره ارسال رسالة بينة الى كل من روسيا والصين، والتهديد بالمضي في اشعال حرب كونية غير آبهة بتداعياتها، لابعاد شبهة الاعتقاد السائد بأفول نفوذها كقوة عظمى وحيدة امام بروز عالم متعدد القطبية.
وكررت البنتاغون اطلاق تجربة ثانية لصاروخ من الطراز عينه بعد يومين، 9 تشرين2/نوفمبر، في وضح النهار، فسره بعض المراقبين بانه محاولة من القوات العسكرية الاميركية اختبار تقنية شبح متطورة واستخلاص الدروس المطلوبة.
كرس وزير الدفاع آشتون كارتر، المحسوب على معسكر دعاة الحرب والمحافظين الجدد، تهديده بالحرب النووية بموافقته على نشر نحو 200 رأس نووي في بلدان اوروبية تتبع حلف الناتو لكنها لا تمتلك التقنية النووية، لموقعها الحساس بالقرب من الحدود الروسية.
قبل اسبوعين من التجارب المذكورة ارسلت البحرية الاميركية احدى سفنها المدمرة “لاسين” الى بحر الصين الجنوبي، على بعد 12 ميلا من المياه الاقليمية للجزر الصينية المستحدثة للتحرش، مما اثار غضب بيكين متهمة واشنطن بانتهاك حرمة اراضيها، وهددت برد عسكري على البحرية الاميركية في المرة المقبلة.
تجدر الاشارة الى تقرير احد اهم المراكز البحثية في الشؤون العسكرية، المجلس البريطاني الاميركي للمعلومات الأمنية، مقره في لندن وواشنطن، نهاية عام 2001، حث فيه البرلمان البريطاني استعادة وممارسة صلاحياته الرقابية كاملة الخاصة بالاستراتيجية النووية، وفك طلاسم السرية المحيطة بها، للخشية من مخاطر “تبعية بريطانيا للولايات المتحدة في تطوير اسلحة نووية والاحتفاظ بحق تسديد اول ضربة وقائية،” موضحا حجم تبعية لندن واعتمادها على واشنطن “لتوريد وصيانة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من طراز ترايدنت-دي5، والتي دخلت الخدمة في الغواصات النووية التابعة لسلاح البحرية الملكية.”
المحافظون الجدد احياء يرزقون
عودة الى آشتون كارتر، تضمن خطابه بتاريخ 7 الشهر الجاري تهديدا واضحا لروسيا التي “تعرض النظام العالمي للخطر،” مجددا الاستشهاد بحقبة الرئيس الاسبق رونالد ريغان الذي وصفه بقدرته على اتخاذ “مواقف جريئة ومبتكرة” لتعزيز الأمن القومي الاميركي في مواجهة الاتحاد السوفيتي آنذاك، وتكريسه استثمار ميزانيات عالية في تطوير برنامج حرب النجوم، ووضعه حدا لتقدم النفوذ السوفيتي، وفي نفس الوقت ابقاء باب الحوار مع الكرملين مفتوحا. واستطرد كارتر بالقول ان ادارة الرئيس اوباما ملتزمة بالحفاظ على القوة العسكرية الاميركية.
استحضار حقبة ريغان من قبل وزير الدفاع امام “منتدى ريغان للدفاع الوطني” له دلالاته ومهد لكارتر مواصلة السير في نهج التهويل من “الخطر الروسي،” مستشهدا بالازمة الاوكرانية وتصاعد تصريحات القادة الروس حول الترسانة النووية. كما نبه جمهوره الى عزم مؤسسة الدفاع الاميركية البحث عن “حلول مبتكرة لردع العدوان الروسي وحماية حلفاء الولايات المتحدة.”
الصين ايضا كانت حاضرة بقوة في خطاب كارتر امام حشد من خبراء الأمن القومي ومسؤولين في وزارة الدفاع، معربا عن قلق بلاده من “تمدد النفوذ الصيني وتنامي قدرات قواتها العسكرية؛” بيد ان اقسى مفرداته كانت من نصيب روسيا.
طغت لهجة التهديد على خطاب كارتر متوعدا خصوم بلاده بالويل والثبور وعظائم الامور في عالم يعاني من “تنامي عدم الاستقرار على امتداد العالم.” واتهم “بعض اللاعبين بالعزم على تفتيت تلك المباديء واضعاف النظام الدولي .. وبالطبع ليس باستطاعة روسيا او الصين اسقاط ذلك النظام؛ لكن كليهما يمثل تحديات مختلفة عليه.”
الحل برأي ممثل الصناعات العسكرية يكمن في تأجيج خطاب المواجهة والتحدي بتطوير التقنية العسكرية الاميركية متعهدا قيامه “بالاستثمار في تقنيات تحاكي استفزازات روسيا بشكل خاص، مثل النظم الجديدة المسيرة عن بعد، وقاذفات طويلة الامد، وابتكار تقنيات مثل البندقية الكهرومغناطيسية، اسلحة الليزر ونظم جديدة للحرب الالكترونية والفضاء الخارجي، تتضمن بعض النظم المدهشة التي لا استطيع التحدث عنها بالتفصيل” في هذا اللقاء.
“تصادفت” تصريحات كارتر عن الاسلحة المتطورة مع اطلاق صاروخ باليستي من على متن غواصة نووية، من طراز ترايدنت، بالقرب من شواطيء مدينة لوس انجليس مساء ذلك اليوم. وفي اليوم التالي اطلق سلاح البحرية صاروخا ثانيا من ذات الطراز، ارفقه باصدار بيان يؤكد فيه اطلاق تجربة على صاروخ ترايدنت2-دي5، في وضح النهار سقط في قاعدة للتجارب العسكرية على الصواريخ في جزيرة “كوايالين” المرجانية، ضمن مجموعة جزر مارشال عند خط الاستواء في المحيط الهاديء.
الاعلان الرسمي لسلاح البحرية الاميركية امر غير مألوف، مما يعزز فرضية المغزى السياسي لكل من يهمه الأمر. يبلغ طول صاروخ ترايدنت 44 قدما (13 مترا) بمدى اقصاه 4000 ميلا (6400 كلم)، واجريت تجارب ميدانية عليه نحو 157 مرة منذ العام 1989، حسبما افادت شركة لوكهيدمارتن المصنعة.
بيد ان التجربة الاخيرة هي الاولى من نوعها التي يعلن عنها ببعض التفاصيل واريد تحديد “توقيت مثالي يتيح مشاهدتها لاكبر عدد ممكن من المواطنين، ميزه اجواء مسائية بالغة الصفاء تواكبها غروب الشمس في الافق،” حسبما صرح مسؤول الشؤون الاعلامية للبرامج والنظم الاستراتيجية في سلاح البحرية، جون دانيالز. وشاهد التجربة الصاروخية سكان مناطق شاسعة امتدت من مدينة سان فرانسيسكو شمالا الى ولاية اريزونا جنوبا.
“الاطراف المعنية بالأمر” اوضحها استاذ مادة الاستراتيجية النووية في جامعة جورج تاون، لورين تومسون، قائلا انها “ربما كانت رسالة تهديد واضحة لروسيا والصين مفادها ان الولايات المتحدة لا يزال لديها سلاح ردع قوي.”
واشار تومسون الى مزايا الصاروخ المتطور ترايدنت قائلا “بصراحة فان الصاروخ دي-5 ربما له الفضل الاكبر في عدم اندلاع حرب عالمية ثالثة. انشاء منظومة دفاعية فعالة ضد هجوم نووي كبير الحجم أمر صعب للغاية، ولهذا اعتمدت الولايات المتحدة على التهديد بالرد بغية ردع دول اخرى من شن تلك الهجمات.”
عزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النظرية عينها بتصريحه يوم 10 الشهر الجاري ان بلاده منكبة على تطوير نظم هجومية بالاسلحة النووية باستطاعتها اختراق درع الدفاع الصاروخي الذي ينوي حلف الناتو نشره بمحاذاة الاراضي الروسية.
تجارب دفاعية ضد صواريخ مارقة
كارتر احجم عن الادلاء بتفاصيل مغزاه حول الاسلحة الجاري تطويرها، عن سبق اصرار كما اوضح، ويرجح مركز الدراسات هدف اجراء التجربة الصاروخية ايضا الى اختبار قدرة نظام محمول على متن “ترايدنت-2” باستطاعته استشعار والتصدي لصواريخ موجهة من قبل “دول مارقة” او مجموعات ارهابية بالغة التطور في اساليبها التقنية.
الاجابة الجاهزة في الاوساط السياسية الاميركية هي رصد ميزانيات اضافية للانفاق على التسلح والتساوق مع مطالب القيادات العسكرية بالاعداد للتصدي لتهديدات مصدرها السفن التجارية التي تبحر على مقربة من الشواطيء الاميركية باستطاعتها اطلاق صاروخ من طراز سكود محمل برأس نووي، يستهدف المدن الكبرى الحساسة، نيويورك وواشنطن. ويعتقد خبراء التقنية النووية ان التدمير الاكبر سينجم عن تفجير نووي في الغلاف الجوي مما يمهد لانتشار غيمة من النبض الكهرومغناطيسي. ويضيفون على سبيل المثال، من شأن تفجير رأس نووي يطلق في غلاف ولايتي نبراسكا او كانساس ان يؤدي لشل معظم شبكة التوزيع الكهربائي في الولايات المتحدة، وصهر معظم الاجهزة الالكترونية في محيطه؛ مما سيؤدي الى اضطرابات مدنية واسعة قد تستغلها دولة مارقة بيسر.
معسكر صقور الحرب الاميركي جاهز في اطلاق تهديداته لامكانية استغلال ايران او كوريا الشمالية اجواء الهجوم لمصلحتهما، والبعض الاخر يعرب عن قلقه من جهوزية الدولة الاسلامية (داعش) التفكير بهذا الاتجاه، وهي التي تزهو وتبتهج للاستيلاء على صواريخ سكود السورية، على الرغم من تسيد الاعتقاد بانها عديمة الفعالية. حقيقة الأمر نسبة اقتناء الدولة الاسلامية راس نووي ضئيلة للغاية، بيد ان الولايات المتحدة تأخذه باقصى الجدية في اطار خطط الطواريء والفرضيات.
من ميزات نجاح التجربة المذكورة القدرة على تفادي شبكات الرادار المنصوبة والمخصصة لاستشعار الصواريخ الباليستية القادمة من “روسيا والصين او كوريا الشمالية.” وعليه، تطالب القوى الاميركية المعنية تطوير نظام استشعار اضافي مخصص لتعقب “صواريخ مارقة” تطلق بالقرب من السواحل الاميركية.
تجدر الاشارة الى ان توقيت تجربة ترايدنت-2 في وضح النهار اخذت في الحسبان تهيئة واعداد الاسلحة المختلفة المنتشرة في الاجواء وعلى طول السواحل الاميركية الكشف السريع عن صاروخ “مارق” موجه والتعرف على التدابير والاجراءات التي يتعين اتخاذها وتطبيقها.
التجربة الاولى اطلقت بعد غروب الشمس وسماء صافية شكلت مناخا مثاليا لالتقاط ما تخلفه الاشعة تحت الحمراء المنبعثة من احتراق الصاروخ، وكذلك لاجهزة استشعارها المتوفرة في الترسانة الاميركية للكشف وتعقب الصاروخ “المارق” والتكهن بخط سيره.
من بين النظم المستخدمة للكشف عن الصواريخ جهاز “فانتوم آي” لشركة بوينغ، الذي يعتمد على وقود الهيدروجين السائل لتزويد الطاقة لطائرات مسيرة لجمع المعلومات والمراقبة ومهام الاستطلاع. باستطاعة النظام المذكور التحليق المتواصل على علو ثابت لمدى اربعة ايام بحمولة تصل الى 450 رطل. الحمولة العادية قد تشمل اجهزة استشعار الاشعة تحت الحمراء لتتبع اطلاق الصواريخ.
باستطاعة النظام المذكور تقديم انذار في المرحلة الاولى، والتي قد تمتد لدقيقتين، لكنها كافية لقيام البنتاغون تنبيه قواتها للردع الاستراتيجي. وقد يكون باستطاعتها في مرحلة متقدمة فصل بعض مكونات شبكة توليد الطاقة الكهربائية للحد من الاضرار التي ستلحق بالمولدات.
للتذكير، فقد اشار مركز الدراسات في السابق الى انخراط الولايات المتحدة و”اسرائيل” بقوة لتطوير تقنية الليزر وتمكينها من تدمير الصواريخ الموجهة. يشار ايضا الى الغاء العمل باجزاء البرنامج المعلنة، بينما تستمر جهود التطوير واستطاعت اميركا بناء نظام الليزر باستطاعة سيارة عادية حمله او تحميله على متن طائرة مسيّرة.
المعلومات التقنية المتوفرة تشير الى تصميم تلك النظم خصيصا لتدمير النماذج المختلفة من صواريخ سكود، المستخدمة بكثرة في ترسانات ايران وكوريا الشمالية. واستطاعت الولايات المتحدة الاستيلاء سرا على مخزون من صواريخ سكود المعدة للتدمير في بلدان اوروبا الشرقية، ووظفتها في التجارب الجارية على الاراضي الاميركية.
واوضحت هيئة الدفاع الصاروخي، في البنتاغون، انتهاء جهودها لتحميل سلاح ليزري محمول جوا ويخضع للاختبار، في وقت مبكر من الصيف الماضي لحشد من خبراء الصواريخ والاسلحة الدفاعية. مدير الهيئة، جيمس سايرنغ، ابلغ الحضور انه يجري اعتماد “نظام مختلف جذريا عما اعتدنا عليه في السابق المتمثل بالقفز الى تبني نموذج معين واستثمار كل ما توفر لدينا من امكانيات.”
من مواصفات النظام المحمول جوا القدرة على الطيران والتحليق لعدة ايام متواصلة، واستخدام اجهزة الاستشعار للكشف عن انبعاثات للاشعة تحت الحمراء لصاروخ “مارق” واطلاق سلاح الليزر لتدميره وهو في مرحلة الاطلاق الاولى. واكد نائب الاميرال سايرنغ للحضور ان التجارب على نظام “فانتوم آي” اسفرت عن استجابته للمواصفات المطلوبة، الاستشعار لمديات طويلة وتطوير قدرات التتبع؛ مؤكدا تصدر الهيئة التي يرأسها جهود تطوير التطبيقات العسكرية لتقنية الليزر، ومنوها الى عزم المؤسسة التغلب على العقبات التقنية التي تعترض اسقاط الصاروخ الموجه في مرحلة الاطلاق الاولى وما يتطلبه من “طاقة حرارية اعلى، ومدى اوسع، وجودة الشعاع؛ بل تستدعي اداءً اعلى من مثيلاتها في نظم الليزر المحمولة جوا يقودها طيارون.”
من شأن جهود دمج تقنيات الطائرات المسيرة ومنظومة اشعة الليزر المحمولة جوا التي تم التوصل اليها ان تحدث قفزة نوعية لادخالها الخدمة الفعلية. ما تطمح اليه المؤسسة العسكرية التوصل الى انتاج شعاع ليزري قوته ميغاوات واحد خلال خمس سنوات يتم تحميله على متن طائرة مسيّرة باستطاعتها التحليق المتواصل لمدة 24 ساعة او اكثر، وتزويدها بالوقود جوا لاطالة امدها. واوجز نائب الاميرال سايرنغ التحديات الماثلة بالقول “لو كان الامر يسيرا لقمنا بتطبيقه. عند الاخذ بعين الاعتبار التطورات التي طرأت على تقنية الليزر للآن، فالقفزة لن تكون ضخمة.”
جدير بالذكر ان المواصفات التقنية لنظام “فانتوم آي” تطمح لابقاء الطائرة المسيرة عاليا في الجو لمدة 10 أيام متواصلة بحمولة 2000 رطل، مما يمكنها من تنفيذ هجمات باشعة الليزر والتي تجاوزت فترة الاختبار العملي بنجاح.
مدير برنامج “فانتوم” في شركة بوينغ، داريل ديفيس، اوضح في مؤتمر صحفي عقده يوم 18 ايار 2015 ان طموح العلماء يقضي بتطوير مركبة غير مأهولة باستطاعتها التحليق في الفضاء الخارجي تحمل على متنها مولدات ليزرية تنتج الكترونيا .. تتمتع بمولدات للطاقة تمكنها من القيام ببعض مهام الدفاع الصاروخي.”
سبق لشركة بوينغ انتاج سلاح ليزري محمول على طائرة يقودها طيار استطاع اسقاط صاروخ باليستي عام 2010، عماده مركب اليود المؤكسد نصب على متن طائرة بوينغ من طراز 747. وتستمر الابحاث والتجارب على تسخير اشعة الليزر للاغراض العسكرية.
التصريحات المتتالية للمسؤولين الاميركيين وشركات الاسلحة لا تخفي اغراضها من تطبيق تقنية الليزر في اماكم بعيدة عن الاراضي الاميركية، وتسخيرها لاعتراض صواريخ باليستية في مرحلة الاطلاق الاولى من دول يعتقد ان لديها النية باستهداف اميركا، منها ايران وكوريا الشمالية، وروسيا والصين كما يروج معسكر انصار الحروب.
فعالية اشعة الليزر، في التطبيقات العسكرية، تعد مثالية في التصدي لصواريخ باليستية عابرة للقارات تسير ببطء نسبي في مرحلة اطلاقها الاولى؛ بيد انها تشهد تراجعا ملحوظا في التصدي وتدمير رأس حربي يسير بسرعة عالية في الثواني الاخيرة قبل وصوله الهدف.
تصريح وزير الدفاع كارتر سالف الذكر يحمل في طياته عدد من الاشارات والتلميحات الى توصل بلاده ابتكار اسلحة ليزر فعالة “لا يستطيع البوح بها” في اطار المؤتمر العلني، بعيدا عن التفسير بانه ربما خدعة.