لا تُخوّفونا: تسفي برئيل
مستشار باراك أوباما بن رودس بعث هذا الاسبوع رسالة تهديد لإسرائيل. لا تظنوا أن الضغط على إسرائيل سيقل بعد انتهاء ولاية أوباما. وفي مقابلة مع باراك ربيد بمناسبة «مؤتمر إسرائيل للسلام» وعد بأن يستمر المجتمع الدولي بالقلق بسبب غياب حل الصراع واتساعه، ولن يهدأ، وسيستمر البحث عن طريق لإقامة الدولتين ـ هكذا ايضا الرئيس الأمريكي («هآرتس»، 9/11).
قبل ذلك بأيام قليلة تم اقتباس اقوال رفيعي المستوى في الادارة الأمريكية ومن ضمنهم مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط روف مالي، كمن يقترحون الاستعداد لخيار الدولة ثنائية القومية أو حسب قولهم: «يجب أن نسأل نتنياهو كيف يريد منع حل كهذا». إذا الادارة تريد حل الدولتين وتهدد بالضغط لتحقيقه، أو أنها تهييء نفسها لدولة ثنائية القومية، لذلك لا حاجة للضغط لاقامة الدولتين.
قد تكون الادارة تعرف ماذا تريد أو كيف تخيف إسرائيل؟ فالتحذير من أن الوضع القائم خطير هو كلام فارغ. حيث أن هذا الوضع يستمر منذ عشرات السنين ولم تحدث كارثة. هنا وهناك عملية عسكرية، عدة عشرات من القتلى الإسرائيليين أو الفلسطينيين، طوق على 1.8 غزي، عدة آلاف من الاسرى الفلسطينيين، ولكن في نهاية المطاف هنا ليست سوريا أو اليمن. هذا ليس صراعا استراتيجيا يتسبب عدم حله بمجيء روسيا والولايات المتحدة والسعودية وقطر، ونشوب حرب اقليمية.
قال لي دبلوماسي غربي في هذا الاسبوع إن مسؤوليه اقترحوا عليه عدم الاكثار من الحديث والتقارير حول ما يحدث في الحرم أو المناطق. «لا يوجد لأحد الوقت والاهتمام لقراءة هذه التقارير»، قالوا له. وهو ليس الوحيد. فهو يسمع اشياء مشابهة من نظرائه في إسرائيل.
من المهم معرفة أي مجتمع دولي يتحدث باسمه رودس، وماذا يعني ذلك القلق الذي سيملأ قلب المجتمع الدولي والولايات المتحدة إذا لم يتم حل الدولتين. قد لا يكتفون بالاشارة إلى منتجات المستوطنات، ويوسعون هذه العقوبة السيئة ايضا إلى المنتجات من شرقي القدس. يوجد لنفتالي بينيت جواب جيد على هذا التهديد. العالم محتاج للاختراعات الإسرائيلية، كما قال. وحسب رأيه إسرائيل هي التي تستطيع أن تفرض العقوبات على العالم وليس العكس. ماذا يستطيع المجتمع الدولي عمله أكثر من ذلك؟ أن لا يبيع لإسرائيل طائرات اف 35؟ تقليص المساعدة؟ عدم دعوة نتنياهو إلى قصر الأليزيه؟ اصدقائي الاعزاء لا تقوموا بتهديدنا، نحن لسنا وحدنا في العالم. الدعوة إلى الكرملين لا تقل أهمية واحترام. والهند ايضا مكان ممتاز من اجل زيارة رسمية.
ايضا الدولة ثنائية القومية لا تخيفنا. نحن نعيش في دولة ثنائية القومية منذ 67 سنة مع عرب إسرائيل. نحن خبراء في قمع الاقليات وطردهم من المجال العام وسلب حقوقهم وشرعيتهم. لن تقوم أي حكومة إسرائيلية بضم 5.5 مليون فلسطيني آخرين، هذا لا يشمل شرقي القدس الذي يُراد اخلاءه أصلا من الفلسطينيين.
هل سأل أحد الفلسطينيين إذا ما تنازلوا عن حلم الدولة القومية الخاصة بهم؟ هل أعطوا موافقتهم على الدولة ثنائية القومية؟ من أين نشأ هذا الموقف الغريب، الذي يقول إنه لا يوجد حل سياسي، وأن الدولة ثنائية القومية هي الخيار الوحيد. هل نحن تركيا التي يفترض أن تمنح حقوق متساوية للاكراد؟ العراق الذي تلتزم حكومته بأن الاقلية السنية متساوية مع الاغلبية الشيعية؟ نحن لدينا الاحتلال الذي ينقذنا من دولة ثنائية القومية. لذلك فليخرس الجميع. ويوجد بالطبع حل آخر مثل الذي أدى إلى الاتفاق مع إيران، كأن يتم فرض عقوبات على إسرائيل. في إسرائيل اقتراح كهذا هو مناقض للقانون. هذا مجرد تفكير.
هآرتس