السكين هي الرسالة: أمير أورن
هل تريد التجند للجيش الأمريكي؟ ضباط التجنيد التابعين له بانتظارك في السفارة في تل ابيب والقنصلية الأمريكية في القدس.
من الغريب أن دولة ذات سيادة تسمح لدولة اخرى أن تقوم بحملة توقيع لجيش غريب، لكن هذه حقيقة ـ وإن كانت عكس ما ورد أعلان: قسم القوة البشرية في الجيش الإسرائيلي يستدعي لمقابلات من خلال اعلانات في صحف المهاجرين «الشبان الذين يريدون التجند، أو كل من لم يخدم في اجهزة الامن».
في فترة الهلع في اعقاب حرب يوم الغفران تواجد العقيد ماكا في القنصلية في نيويورك من اجل تجهيز قائمة افضليات (طيارون، جنود مدرعات، اطباء) كتجنيد طوارئ من بين الكثير من الاحتياط في القارة.
كان هذا الدرس من انقضاض ضباط ومقاتلين ـ ومن ضمنهم اهود باراك من كاليفورنيا وبنيامين نتنياهو من بوسطن ـ على طائرة إل عال الاولى إلى مطار اللد في 8 تشرين الاول.
الحرب القادمة لم تأت وتضاءلت الحاجة إليها، لكن إسرائيل ما زالت تفعل في أمريكا ما تفعله في داخلها. هذا مريح للادارة: من الافضل أن تنقذ إسرائيل نفسها بقواتها دون الاعتماد على تعزيزات من المارينز. لذلك فان سفر نتنياهو إلى البيت الابيض اليوم بعد هزيمته أمام أوباما في الحرب على إيران هي نقطة اخرى فقط في تسلسل الانفتاح الأمريكي بالمال والسلاح، على ضوء تنازلات إسرائيلية برغبة أو بشكل قسري. اثبات أن المخاطر في التنازلات أقل من الموارد الكامنة فيها.
هكذا بالتحديد في سلاح الجو الذي يريد مضاعفة عدد طائرات اف 35 التي تمت المصادقة عليها، من 50 إلى 100، وطائرات تستطيع الاقلاع والهبوط بصورة عمودية لاستخدامها في مطارات الطواريء عند تعرض مطار سلاح الجو للصواريخ.
دولارات أكثر يمنحها أوباما بكوبونات شراء لوكهايد مارتن والبوينغ التي تنتج الطائرة المروحية، وسيترجم هذا إلى طائرات متطورة أكثر في الوقت الذي تذهب فيه الطائرات الاقدم إلى التقاعد.
مستوى سلاح الجو موجود طول الوقت في المستوى الافضل لمنظمة إسرائيلية غير ربحية: التي هي جيدة ليست فقط للطيران بل للتشغيل ايضا، 20 ـ 30 عام بعد الحصول على الاجنحة.
كانت هذه في السابق جولة سريعة من الطلعات وجمع المعلومات الاستخبارية. يبدو أن قائد سلاح الجو امير ايشل ينجح في خطته لتفعيل الهيئة التنفيذية المسؤولة عن الاستخبارات والتخطيط والسيطرة.
وكضمان وقت الازمة يمكن الاعتماد على سلاح الجو، لكن قدرته محدودة في الظروف الحالية باستثناء تصوير الطائرات بدون طيار لخدمة الشرطة في الحرم وتهدئة وحماية سكان القدس. في عام 1948 كان لسلاح الجو «سكاكين» وهي نسخة عبرية لـ «ميسر الالماني». أمام سكاكين الفلسطينيين قوتها ضئيلة. الجهاز العسكري الاكثر دقة لا يستطيع قصف الافراد الذين ليس لهم تنظيم أو تخطيط. سلسلة القيادة العمودية ليست فعالة أمام شبكة أفقية.
الطعن والدهس والقنص تهدف إلى القتل سواء كانتقام خاص أو قبلي أو تعبير عن الرفض، لكن النتائج تُقاس بالتأثير السياسي، في الصراع على الرأي العام العالمي، وفوق كل شيء الادارة الأمريكية التي قد تضع على برنامج عملها اليومي المكثف علاج الصراع الذي يرفض أن يهدأ.
من اجل هذا الهدف فان السكين هي أداة ورسالة ايضا.
هآرتس