ابو زيد للشرق الجديد: من غير المسموح ان تقفل نقابة الصحافة ابوابها امام المواقف الاعلامية المغايرة وليتعاون الاعلام اللبناني ليدافع عن نفسه امام “الجاهلية” التي تجتاح المنطقة

sarkis abou zed 20130115 152052 20140610 123807

قال الكاتب السياسي سركيس ابو زيد في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد، حول الخلفيات التي تقف وراء الضغوط التي تستهدف اغلاق قناة “الميادين” انه من الواضح ان هناك خلفيات سياسية، وهذا دليل على ان محطة “الميادين” اصبح لديها حضور عربي وفي أواسط مؤثرة داخل العالم العربي، لهذا اصبح مطلوبا الحد من تأثيرها ومن دورها لأنها تصل الى جمهور ربما يزعج السعودية والأنظمة العربية، وللحد من تأثيرها ان كان بالنسبة لموقفها الذي له علاقة بدعم الانتفاضة الفلسطينية التي يحاول البعض ان يخفف من تأثيرها، او لموقفها الذي يظهر الحقائق التي تحصل على الساحة السورية او اليمنية او الساحات الاخرى، وهناك قرار عند النظام العربي الرسمي أن يخفي الحقائق الموجودة على هذه الساحات، لذلك اصبح المطلوب الحد من دورها ونفوذها، خاصة ان المحطات الاخرى المؤيدة للمقاومة او الملتزمة بها محاصرة اصلا، وليس لها تأثير في الجمهور العربي الذي يطال هذه الانظمة لذلك حصلت هذه المحاولة، التي هي ايضا نوع من التدخل المباشر بالسيادة اللبنانية وباستقلالية قرارها لذلك هناك محاولة للضغط على الدولة اللبنانية حتى تكم الافواه وتقمع حرية الرأي خدمة لهذه الانظمة.

وحول الموقف المطلوب من هذه الضغوط التي تستهدف “الميادين”، قال سركيس: ” نأسف للموقف المنحاز الي تتخذه نقابة الصحافة اللبنانية التي من المفترض انها نقابة تعبر عن كل القطاع الاعلامي، ولكن هذا الموقف المنحاز لم نشهده ابدا في تاريخ النقابة ، ففي عهد النقيب محمد البعلبكي كانت النقابة مفتوحة لكل التيارات ولكل الآراء والاتجاهات في لبنان، فاذا بنقابة الصحافة الآن تساهم في عملية قمع الرأي الآخر وكأنها تمثل فئة أو فريق أو جهة معينة”.

واضاف ابو زيد: ” ان المطلوب من كل أعضاء نقابة الصحافة، والبعض منهم يشهد لهم بمواقفهم ان يكون لهم رأي من هذه المسألة لانه من غير المسموح ان تكون نقابة الصحافة هي سلطة رقابة وتمارس القمع على الرأي الاخر وتقفل أبوابها أمام المواقف المغايرة لرئيس النقابة وهذه سابقة خطيرة بالحياة النقابية وحياة نقابة الصحافة التي كان لها دور تاريخي بالدفاع عن الحريات”.

واضاف ابو زيد: “المطلوب ان يتعاون كل الاعلام اللبناني ليدافع ليس عن “الميادين” بل عن نفسه، فاليوم “الميادين” مستهدفة ومن الممكن استهداف محطات اخرى غدا في ظا هذه “الجاهلية” “الداعشية” التي تجتاح المنطقة العربية والمطلوب ان يحافظ لبنان على حرية الرأي وتعددية الآراء وحق الاختلاف لكي يبقى ساحة فيها صراع فكري وتعددية آراء، وعندما ندافع عن “الميادين” ندافع عن حرية الصحافة وحرية كل منا ليستطيع الاستمرار بالتعبير عن رأيه، والمطلوب من الدولة اللبنانية والحكومة ووزارة الاعلام والمجلس الوطني للإعلام ان يكون لهم رأي واضح ومدافع عن سيادة لبنان وقراره في هذه المسألة خاصة ان حرية الاعلام هي ميزة من ميزات لبنان الذي يجب ان يكون دائما ساحة مفتوحة للإعلام العربي على تنوعه”.

وختم ابو زيد قائلا: ” هناك مسؤولية خاصة تجاه قوى 14 آذار المتحالفة مع السعودية ومع النظام العربي بان يكون لها رأي واضح في هذه المسألة وإلا تكون تمارس نوع من التبعية المطلقة لهذا المحور الذي يفرض على لبنان وعليها ايضا آراء ونمط من التفكير مغاير لطبيعتها وللآراء التي تدعي انها تدافع عنها، فمن يدعي انه مع السيادة والحرية والاستقلال المطلوب منه عندما يكون هناك ممارسات تمس بهذا الموضوع ان يرفعها ليس فقط في وجه اعدائه بل عليه ان يرفعه بوجه أصدقائه وحلفائه والجهات التي ينتمي اليها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى