الرحباني للشرق الجديد: كلما اقترب الحل السياسي في سوريا شهدنا تسعيرا في الميدان
قالت الباحثة الاكاديمية الدكتورة ليلى نقولا الرحباني في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد حول النتائج العملية التي ترتبت على محادثات فيينا بشأن سوريا ، انه من المبكر القول ان هناك نتائج الآن في هذه المرحلة، فما زال كل طرف متمسكا بقدرته على قلب موازين القوى على الارض، فكل طرف سوف يعمد الآن بالتزامن مع مؤتمرات فيينا الى محاولة قلب موازين القوى لصالحه، لكي يستفيد منها على طاولة المفاوضات.
ورأت الرحباني، ان الحرب ليست هدفا بحد ذاته وانما هي وسيلة لتحقيق اهداف سياسية، مشيرة الى انه كلما اقترب الحل السياسي كلما شهدنا تسعيرا للصراع الميداني على الارض، ويبدو ان هناك بوادر ايجابية بعد التدخل الروسي في الميدان السوري لإمكانية البدء بمسيرة الحل السياسي في سوريا، ولكن أوانها ليس قريبا او انه لن يحل بطريقة مستعجلة، لقد دخلنا في المسار ولكننا لم نصل بعد حتى الى منتصفه او الى خواتيمه.
وحول البيان الختامي للمحادثات الذي أكد على سوريا موحدة ودولة علمانية، قالت الرحباني: “من الجيد ان الجميع اتفق على هذه العناوين العريضة، وقد يكون هناك بعض الأطراف الاقليمية مثل تركيا التي لم تكن تريد بأي حال من الأحوال وحدة سوريا لأنها كانت تريد ان تقضم بعض الأراضي السورية لتضمها الى تركيا عبر فرض امر واقع فيها، كذلك بالنسبة الى علمانية الدولة هناك رأي يقول ان المملكة العربية السعودية قد تخشى من سورية علمانية ولكن في الحالتين، العناوين العريضة التي نصت على وحدة الاراضي السورية واستقرار سوريا وعلى الرغبة في حفظ المؤسسات السورية وكيان الدولة بشكل خاص وعلمانيتها، وخاصة عندما نقول علمانية نحن نعرف ان المكونات الاقلية في سوريا كانت مهددة بالإقتلاع والتهجير كما حصل في العراق فالحفاظ على علمانية الدولة امر جيد للسوريين ولكل المنطقة وللبنانيين أيضا ولكل المكونات الدينية والثقافية والحضارية في المنطقة حتى لو كانت هناك مكونات تعتبر من الأغلبية في منطقة الشرق الاوسط لكن لا يناسبها واقعيا ان يكون هناك نظام شمولي يحكم بطريقة تلغي التعددية، لان الغاء التعددية في الشرق الاوسط سوف يؤدي الى ظلامية لن يسلم منها اي مكون من المكونات الدينية او الثقافية في المنطقة”.