بدوي للشرق الجديد: لننتظر تحولا استراتيجيا في السياسة التركية تجاه سوريا
قال المستشار والباحث في الشؤون الاقليمية عضو اللقاء الوطني رفعت بدوي في حديث لوكالتنا حول دور تركيا في المنطقة بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية ، وانعكاس ذلك على دورها في سوريا ودعم الاخوان المسلمين، ان نتائج الانتخابات التركية لن تغير شيئا في المعادلة او السياسة التركية، ولكن هناك بارقة امل بان الولايات المتحدة دائما لا تريد اسقاط الرؤساء إلا وهم على رأس السلطة.
وتابع بدوي: “ان حزب الشعوب هو الكتلة الكبيرة المتواجدة في الولايات المتحدة وهو الذي اعطى الرئيس رجب طيب اردوغان او حزب التنمية والعدالة الاصوات التي خولته الفوز بالأغلبية في الانتخابات، وهذا يدل على ان اتفاقا ما جرى بين الادارة الاميركية واردوغان والدول الاوروبية، بان يتم تسهيل نجاح اردوغان وحزبه ويبقى على رأس السلطة على ان يمنع اللاجئين السوريين وغيرهم من العراقيين واللبنانيين من التدفق الى اوروبا خوفا من اهتزاز الوضع الاقتصادي الاوروبي، المهتز اصلا”.
واضاف بدوي:” اما بالنسبة لسياسة اردوغان في الداخل فهو سابقا كان اتى نتيجة الاغلبية والان عاد بها، فاردوغان سيعيد رسم سياسته، واطلاق يد ستؤدي الى حدوث مشاكل وارباكات في الداخل التركي، ولكن نحن نرتقب التوجه التركي نحو الازمة السورية، وهناك رأيان حول هذا الموضوع، الاول، يقول انه سيستمر في التشدد ودعم داعش والتنظيمات الاسلامية في شمال سوريا وكل الاراضي السورية وسيبقى على مناهضته للنظام السوري والرئيس بشار الاسد شخصيا، والرأي الاخر يقول، انه طالما ان هناك اتفاقا ما تم بين الادارة الاميركية وبين اردوغان فيجب علينا ان ننتظر تحولا استراتيجيا في السياسة التركية تجاه سوريا، لكن هذا الامر يحتاج الى ثلاثة او اربعة اشهر كي يتمكن من تأليف الحكومة ويقوم باستدارة نوعا ما، ولكني اشك بان اردوغان يستطيع اكمال النهج نفسه الذي ساد في بداية الحرب على سوريا وبداية استلامه للسلطة، بل سيكون هناك نوعا من التحول”.
ولفت بدوي الى ما كتبه روبرت فيسك “بان الولايات المتحدة ترغب بإسقاط الرؤساء وهم على رأس السلطة” وقال، بان الولايات المتحدة ربما اتاحت الفرصة لاردوغان ليكون على رأس السلطة واذا لم يتماشى مع سياساتها في المنطقة ربما تلجأ الى اسقاطه عبر افتعال مشاكل في الداخل التركي”.
وحول البيان الختامي لمحادثات فيينا والنتائج العملية التي ترتبت عليها قال بدوي: “هناك امور يجب ان نتوقف عندها في اجتماع فيينا، اولا، تغير التعاطي العالمي مع ايران، فقد كانت منذ اشهر قليلة ايران “راعية الارهاب” في نظر العالم فإذا بها تتلقى دعوة رسمية من الادارة الاميركية لحضور الاجتماع، والتحول الثاني، هو جلوس ايران والمملكة العربية السعودية على طاولة واحدة، ولكن اللافت ان هذا الامر كله يجري دون وجود العلم السوري او ما يمثل الحكومة السورية، واشار بدوي الى ان كل ما يجري هو رسم اطار حول تفاهمات معينة ممكن ان تكون مستقبلية، بين القطبين الكبيرين الولايات المتحدية وروسيا ومن خلفهما ايران والمملكة العربية السعودية”.
وختم بدوي قائلا: “ان روسيا تقوم بدور كبير، وهي لم تستعمل سوى 10 بالمئة مما رصدته من قوة عسكرية للأراضي السورية لانها تريد الان تغليب منطق الحوار والحل السياسي في سوريا واذا لم يتم هذا الامر، عندئذ سيتخذ القرار الكبير بكسر الميزان العسكري على الارض والدخول في معركة “كسر عظم” كما يسمونها”.