التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 31/10/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
31 تشرين1 – اكتوبر/ 2015
المقدمة
تلقت الادارة الاميركية تأنيبا شديد اللهجة من قيادات الكونغرس، منتصف الاسبوع، ليس لفشل سياستها في سوريا فحسب، بل لاحجامها عن تعزيز القوات البرية على الاراضي السورية. وخرج الرئيس اوباما عن طوره “المتردد” المعهود، باعلانه يوم الجمعة (30 اكتوبر) الزج بمزيد من وحدات القوات الخاصة الاميركية، لا تتعدى 50 عنصر، للاشراف على المعارك العسكرية في سوريا الى جانب قوى المعارضة التي تدعمها.
سيستعرض بند التحليل آفاق وانعكاسات انخراط مزيد من القوات العسكرية الاميركية، بينما تمضي واشنطن قدما في جولة جديدة من المفاوضات السياسية لوضع اسس انهاء القتال هناك، وتوجيهها دعوة مباشرة لايران للمشاركة في المفاوضات.
ايضا، ينبغي النظر الى الانخراط الاميركي الاضافي في سياق ذروة التصعيد الروسي بالاغارة على مواقع ومراكز المجموعات المسلحة، وما سينجم عنه من تفاهمات جديدة بينهما يحددها الميدان.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تراجع النفوذ الاميركي
رصد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تنامي المشاعر السلبية لسياسات الولايات المتحدة عبر العالم “لافعالها وتقاعسها في آن، ومشاعر الاحباط لتوقعات حلفائها،” حاثا صناع القرار “الاصغاء بعناية لفحوى خطاب القوى المنتقدة لاميركا تروجها في المحافل الدولية المتعددة والتي تتركز على مسألة الأمن.” واضاف ان المنابر العالمية المتعددة “تشهد على حضور روسي فاعل يهاجم السياسة الاميركية لزعزعة استقرار منطقة الشرق الاوسط ومناطق اخرى من العالم النامي، وتحميل الولايات المتحدة المسؤولية كمصدر اساسي لبروز ظاهرة الارهاب.” وذكر صناع القرار بأن روسيا “قد لا تصنف كعدو، لكنها على الاقل منافس وتظهر بدأب عدم ضبط النفس لاثبات ذلك.”
http://csis.org/publication/king-stork-king-log-americas-negative-message-overseas
سوريا
اصدر معهد الدراسات الحربية دراسة وبيانا توضيحيا يرقب تغيرات ولاء قوى المعارضة السورية لاعانة صناع القرار والمراقبين على سبر اغوار كل فصيل لناحية “قوته النسبية، اماكن عملياته وانتشاره، مدى مشاركته في عمليات متعددة الاطراف، ومصدر تمويله الخارجي؛” بتركيز ملحوظ على “جبهة النصرة مميزا بين اذرعها المرتبطة بتنظيم القاعدة والمجموعات التي تربطها علاقات عملية متداخلة.” واعرب عن اعتقاده بان تؤدي الغارات الجوية الروسية الى “تقارب بين تلك المجموعات، (بينما هدف) تقليص نفوذ القاعدة يتطلب شرذمتها وتفريقها.” وحذر مرة اخرى من تمادي روسيا في قصفها الجوي نظرا “لنتائجه العكسية وما سيؤدي اليه من ترسيخ تنظيم القاعدة في سوريا.”
http://www.understandingwar.org/backgrounder/syrian-opposition-guide
مصر
تنامي ظاهرة التيارات الاسلامية المسلحة في مصر كانت محطة اهتمام معهد كارنيغي، خاصة وان ” جزء من الازمة مصدره يعود لخسارة الاخوان المسلمين زمام السيطرة .. على الرغم من كونهم الفاعل الاسلامي المهيمن على النشاطات المعادية للحكومة .. بل ايد بعض قادتهم ما اسموه اعمال ابداعية غير عنفية.” واردف ان المقصود هو “ايجاد ارضية تبرر الاعمال العنفية التي لا تؤدي للقتل، بيد ان الاسلوب المذكور يشكل منزلقا في افضل الاحوال واسفر عن تصدع ضار وجدي بالبنية التنظيمية وتنافرها الاستراتيجي.” ومضى بالقول ان تنظيم الاخوان “وجد نفسه مهمشا اكثر فاكثر وفقد قادته السيطرة على الجيل الجديد الميال للعنف المعروف بالاخوان الثوريين وينشيء علاقات تعاون مع مثيله في التنظيمات الاسلامية الاخرى.” واوضح المعهد ان “الانشقاقات التنظيمية الداخلية .. حفزت اجراء الاخوان تعديلات هيكلية والتأقلم مع حملة القمع الحكومية.” من بين التدابير المتخذة “تطبيق التنظيم للامركزية سعيا لاستبدال القادة المعتقلين بعناصر قيادية اصغر سنا نالت شعبيتها وقوتها من المظاهرات الميدانية .. وعبرت عن استيائها من استراتيجيات القيادة التقليدية عديمة الفعالية.”
http://carnegie-mec.org/2015/10/21/egypt-s-escalating-islamist-insurgency/ijgn
السلطة الفلسطينية
عبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى عن اعتقاده بترابط التوصل لحل “الدولتين الذي تدعمه واشنطن” مع الغموض في مصير رئيس السلطة الفلسطينية المقبل، اذ ان صيغة الحل “الذي يصب في خدمة المصالح الاميركية يتطلب توفر زعيم فلسطيني يشعر بالاستقرار في بيئته ويتمتع بالشرعية اللازمة للاقدام على عقد تنازلات صعبة وضرورية للنجاح.” واوضح ان “الاستقرار الداخلي” يستدعي اجراء “انتخابات حرة نزيهة وديموقراطية كافضل السبل لضمان الاستقرار والحصول على الشرعية.” واستدرك بالقول انه على المدى الطويل “لا يمكن ضمان جدوى السلطة الفلسطينية، بيد ان عملية كهذه مستبعدة في ظل تقرير وشيك لمنصب خلافة رئيس السلطة الفلسطينية.”
تونس
معهد كارنيغي كان من بين المؤسسات الفكرية التي روجت لزيارة رئيس حزب النهضة التونسية، راشد الغنوشي، لواشنطن، مطلع الاسبوع، بدعوة من المعهد الاميركي للسلام، الملحق بوزارة الخارجية الاميركية. واعتبر “كارنيغي” ان تونس بعد الاطاحة ببن علي اصبحت نموذجا للحركات السياسية والاجتماعية في الشرق الاوسط “باعتماد صيغة التعددية في الحكم .. الشرط الاساسي لتثبيت وضع سياسي مستدام وتجديد الاوضاع الاقتصادية في الشرق الاوسط.” واضاف ان “شروط النضال لاحلال الديموقراطية في المنطقة تنطبق على الاسلاميين والعلمانيين على السواء .. بتلازم ثنائية الحق العالمي للمشاركة السياسية سلميا ومناهضة نزعات احتكار الحقيقة او السلطة.” واردف ان “تونس تشكل حالة استثنائية وبروز دورها حاملة منارة تلك التحديات ..”
http://carnegieendowment.org/2015/10/22/arab-world-s-challenge/ijk1
ايران
دعا المجلس الاميركي للسياسة الخارجية إلى انتهاج سياسة متشددة “لاحتواء ايران،” محذرا من تداعيات الاتفاق النووي والافراج عن الاموال المجمدة التي “بدأت تعزز سلوك ايران المدمر في عدد من المجالات .. وحفزها على اجراء محادثات لمزيد من التسلح مع روسيا والصين، واطلقت تجربة اختبار صاروخ باليستي منتهكة بذك قرارات مجلس الأمن الدولي ..” واضاف ان “الاسابيع والاشهر المقبلة ستشهدمزيد من التجليات بالتزامن مع تمتع ايران بفوائد الاتفاق النووي الاقتصادية.” وناشد المجلس صناع القرار “المباشرة في تحديد نقاط الضعف الناتجة عن الاتفاق النووي على الارجح، والخطوات التي ينبغي اتخاذها لتخفيف وطأتها.”
اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى تجربة ايران لصاروخ باليستي “وزهوها بشبكة انفاق سرية تحت الارض” جاءت بهدف “طمأنة التيار المتشدد في الداخل وفي نفس الوقت تحدي المجتمع الدولي بانها لا تزال ماضية لتحقيق الردع النشط وتطوير الصواريخ.” واستطرد المعهد محذرا بانه ينبغي على المراقب “قراءة الرمزية التاريخية (للردع) التي تجد صدىً عالياً في صفوف القيادات العسكرية والسياسية .. وقد تؤشر على استغلالها الاتفاق النووي كاسلوب تفاوضي يؤجل (الهدف الحقيقي) عندما تبرز الفرصة المؤاتية لتحديها ضوابط الأمر الواقع.”
تركيا
استقرأ صندوق مارشال الالماني نتائج الانتخابات التركية المقبلة، وبأن البلاد تقف على عتبة “اعادة تشكيل المشهد السياسي،” ستسفر عن نتائج مماثلة للجولة السابقة “والاحتمال المرجح ان تؤدي لانقسام في تركيبة البرلمان مما يجعل التوصل لصيغة حكم تحالفية أمرا ضروريا.” واضاف ان فوز حزب العدالة والتنمية باغلبية المقاعد البرلمانية “احتمال ضعيف، لكنه لن يكفي لمضيه في تغيير الدستور .. مما سيرسل رسالة واضحة لحزب العدالة والتنمية بديمومة النظام البرلماني وعليه التعاون مع الاحزاب الاخرى لحكم البلاد.” واستدرك بالقول ان “مدى تقبل الرئيس اردوغان لدور سياسي مخفض ليس واضحا.”