من الصحافة الاسرائيلية
واصلت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليومين الماضيين اهتمامها بعمليات الطعن التي تواجه الإسرائيليين، واعتبرت أن الحكومة عاجزة عن مواجهتها ولكنها اختلفت في أسباب ذلك وما يترتب عليه، فقد رأى بعضها أن الحل في إقامة دولتين منفصلتين، في حين رأت أخرى أنه في استهداف الجهات التي تقف وراءها .
فقالت صحيفة معاريف، انه “في هذه الأيام يفتقد الإسرائيليون إسحاق رابين” الذي فتح المفاوضات مع الفلسطينيين وحاول إقامة دولتين منفصلتين، واضافت أن شارون ورابين اتفقا -وهما خصمان سياسيان عنيدان- على ضرورة التخلص من التحكم في حياة الفلسطينيين مرة واحدة وإلى الأبد، ليس بالضرورة حبا فيهم، ولكن رغبة في الحفاظ على الإسرائيليين وحياتهم.
أما صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد رات أن وصف ما يقوم به الفلسطينيون من عمليات طعن بأنه “عمليات فردية” غير دقيقة، ودعت إلى التعامل مع التنظيمات التي تقف وراءها تعاملا أمنيا عسكريا كما يتم التعامل مع من يحمل سكينا في شوارع إسرائيل، وحرضت على أطراف ثلاثة هي: إدارة الوقف الإسلامي، والحركة الإسلامية داخل إسرائيل، والنواب العرب في الكنيست، وحملتها مسؤولية ما سمته “التحريض الذي يتعرض له الشبان الفلسطينيون، ويدفعهم لتنفيذ عمليات قتل دامية“.
هاجم قائد أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، الحكومة الإسرائيلية الحالية، خلال مؤتمر في بلدة “غابيم” في غلاف غزة، بسبب تدخلها في قرارات يتعيّن على الجيش وحده اتخاذها، وهاجم كذلك السلطة الفلسطينية وحملها، بالإضافة لحكومة إسرائيل، المسؤولية عن الأوضاع الأمنية الحالية.
وقال غانتس للحضور إنه على الحكومة الإسرائيلية عدم التدخل في جميع أمور الجيش، لا سيما سياسة إطلاق النار، وشدد على أن “سياسة إطلاق النار على (المخربين) ليست من شأن الحكومة، هنالك أجسام مهنية ومختصة بهذه الأمور ليس لها دخل باليمين واليسار، لا داعي لنقاش هذا الأمر في الحكومة أو الكابينيت“.
وتطرق غانتس لسلم الأولويات في إسرائيل، وقال إن الحكومة الحالية لا ترتب أولوياتها بشكل صحيح، إذ يتوجب عليها الاهتمام بالتعليم والثقافة والقانون والبنى التحتية، وبعدها تأتي أهمية الأمن.
وعن تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة وغلافها قال قائد الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي إنه ممكن، لكن لا يمكن احتلال غزة مرة أخرى، لمّح إلى أن على الحكومة البدء بإيجاد حل سياسي وليس عسكري، “الحرب الأخيرة كانت ناجحة وحققت أهدافًا كثيرة، لكن لا يمكن احتلال القطاع، علينا الحفاظ على قوة الردع لكن مع إبقاء بصيص أمل، لا يمكن حل كل شيء بالقوة“.
ولم يعف غانتس رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من المسؤولية، وقال إنه وحكومة إسرائيل شريكين في ما آلت لإليه الأمور، وذكر إن “الفلسطينيين يتهربون من المسؤولية وأبو مازن خائف من اتخاذ قرار استراتيجي وتاريخي، الفلسطينيون خائفون، ونحن كذلك، وفي الوقت الحالي سيستمر الوضع على ما هو عليه“.
وعن الاتفاق مع إيران، عارض غانتس موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقال إن الاتفاق مع إيران لا يجب أن يكون شأنًا إسرائيليًا، واعترض على شن هجوم عسكري على إيران، وقال إن “الاتفاق مع إيران ليس جيدًا وليس سيئًا، على الأقل سيسود الهدوء في المنطقة لسنوات بسببه، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه بضربة عسكرية“.