خلية “داعش” اعترفت بالتحضير لاغتيال اسامة سعد
كشفت صحيفة “السفير” ان التحقيقات مع الخلية الارهابية التي اوقفها الامن العام تخللها اعترافات من قبل الموقوفين الأخوان كعوش أنّ تنظيم “داعش” الذين ينتميان اليه داخل مخيّم عين الحلوة يجهد للقيام بأعمال إرهابيّة بواسطة انتحاريين وسيارات مفخّخة أو اعتداءات مسلّحة، تستهدف منطقة الضاحية الجنوبيّة خلال إحياء المناسبات ومنها مراسم عاشوراء.
واشارت الصحيفة الى ان تنظيم «داعش» كان بدأ يعدّ العدة لاغتيال الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد عن طريق استهدافه بواسطة سيارة مفخّخة. ولفتت هذا المخطّط رسمه زياد كعوش منذ حوالي العام بالتعاون مع الفلسطيني محمد المقدح الذي تمّ تكليفه برصده، فيما كلّف الفلسطيني هشام قدور بالتنفيذ كونه خضع لعمليات تدريب على مثل هذه العمليات في سوريا.
كما بدأ «داعش» منذ شهر أيلول الماضي بالتخطيط لاستهداف القيادي الفلسطيني في عين الحلوة محمود عيسى الملقّب بـ «اللينو»، بعد أن باشروا الإعداد لاستهداف «مجمع الزهراء» في صيدا منذ آذار الماضي.
وتابعت الصحيفة :”ليست هذه العمليّات وحدها التي كانت على أجندة كوادر «داعش» في عين الحلوة، وإنّما خلال هذا العام وبعد أحداث سجن رومية (في نيسان الماضي)، والاستحصال على أحزمة ناسفة من قبل الفلسطيني يحيى أبو السعيد (من حيّ الطوارئ وتابع لهيثم الشعبي)، تحضّر الفلسطيني محمّد المقدح (مواليد 1993) وهشام قدور الملقّب بـ «هشام أبو هريرة» (مواليد 1996) وبتحريض من عضو اللجنة الأساسية في الغرفة الموحدة الفلسطيني محمد هلال الملقّب بـ «أبو عبد الرحمن الأنصاري» لتنفيذ عمليّة انغماسيّة مزدوجة (اشتباك ثمّ تفجير نفسيهما): الاوّلى، عند حاجز الجيش اللبناني على أحد مداخل المخيّم المعروف بـ «حاجز النبعة» والثانية على حاجز الجيش في التعمير.
وقام المقدح وقدور باستشارة جهاد كعوش لتنفيذ العمليتين، ليؤكد لهما أنّ «هذا العمل جائز ومبارك»، ولكن نصحهما بعدم التنفيذ في الوقت الحاضر لأن الظروف غير ملائمة ما يعني أن الضرر الناتج عنه والذي سيلحق بالتنظيم أكبر من فوائده.
وبرغم الفتوى الشرعيّة التي أصدرها كعوش، فإن ذلك لم يمنع المقدح من مغادرة المكان باكياً وهو يردّد بأنّه يريد تقديم عمل يخدم فيه الحالة الإسلاميّة في ظلّ هذا الخنوع وتخلي الجميع عن واجبهم الجهادي.
اضافت الصحيفة :”هذا «اليأس» الذي أصاب المقدح ناتج أيضاً عن إلغاء العمليّة التي كُلّف بها سابقاً بتفجير نفسه في ثكنة محمد زغيب التابعة للجيش في صيدا «ثأراً لأهل السنة في الشمال بعد معارك طرابلس وبحنين». وذلك بعدما استحصل ابن الـ22 عاماً على حزام ناسف من «أبو السعيد» وحضّر نفسه للمهمّة، غير أنّ الاشتباك الذي حصل بين الجيش وعناصر متطرفة في منطقة التعمير آنذاك منعه من الخروج من المخيّم.
كذلك، كان من المفترض أنّ ينفّذ التنظيم عملية عند حاجز الجيش في منطقة التعمير تقضي بمهاجمة عناصره بالأسلحة الرشاشة رداً على اعتقال سجى الدليمي طليقة أبو بكر البغدادي. استحصل «أبو عبد الرحمن الأنصاري» والفلسطيني عصام أبو خشب (مواليد 1987) على «مباركة» المسؤول الشرعي كعوش للعمل أثناء وجوده في «مسجد الزبير» داخل المخيم، وحضّرا لتفاصيل العمليّة قبل أن يتمّ منعهما من تنفيذها من قبل هيثم الشعبي وجماعة «جند الشام» كون هذه المنطقة خاضعة لهم.
ومن أهمّ اعترفات «توأم داعش»،بحسب “السفير”- أنّ «أبو البراء اللبناني»، وخلال تواجده في قبرص، طلب منهما إثر معارك طرابلس تأمين منازل آمنة للفارين إلى عين الحلوة.
وبالفعل، تواصل جهاد مع والد «أبو البراء» المدعو عمر الإيعالي (خبأ في منزله في طرابلس العديد من المطلوبين) عبر «سكايب» وطلب منه الأخير تأمين 6 بطاقات مزورة لكوادر من «داعش» كانوا يقاتلون في طرابلس:
طارق الخياط الملقّب بـ «أبو عبدالله الأردني» وابنه عبدالله الخياط (مواليد 1996- موقوف) ومصطفى الصيادي الملقّب بـ «أبو بكر صيادي» (قتل في عين العرب بداية 2015)، وابراهيم بركات (موقوف).
وقد استحصل جهاد من الفلسطيني توفيق طه الملقّب بـ«أبو محمّد» على 4 بطاقات هوية لبنانية وبطاقتين خاصتين باللاجئين الفلسطينيين مزورة وبأسماء وهميّة، ليسلّمها لاحقاً إلى الإيعالي في محلّه في منطقة القبّة بحضور بركات والخيّاط.
وخلال تشرين الثاني 2014، قام يحيى المنصور الملقّب «أبو محمّد عبد الحي» وجهاد كعوش بالتنسيق مع «أبو البراء اللبناني» بتسهيل وصول مي شاكر الملقّبة بـ «أم هشام» (مواليد 1973) إلى المخيّم، ونقل طارق الخياط من الكولا إلى عين الحلوة، حيث تمّ إيواؤهما في منزل عماد ياسين قبل أن يغادرا بعد أشهر إلى تركيا ومنها إلى الداخل السوري.