حطيط للشرق الجديد: التدخل الروسي فضح اكاذيب المعتدين على سوريا وافقدهم السيطرة على الشرق الاوسط
علق الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد على خلفيات التحرك الروسي في سوريا في مجابهة الارهاب، قائلا ” ان روسيا تحركت في سوريا لسببين: الاول ذاتي وموضوعي يتعلق بالشأن الروسي الداخلي من جهة التهديد الذي يشكله الارهابيون الذين يحملون الجنسية الروسية او جنسيات الدول المستقلة المجاورة وعددهم بلغ 7 حوالي الاف ارهابي، وهؤلاء يمارسون الارهاب في سوريا وعائلاتهم موجودة في روسيا او الدول المستقلة المجاورة لها، ويمكنهم ان يعودوا ويستأنفوا الاعمال الارهابية هناك ويهددوا الامن القومي الروسي، فمصلحة روسيا تقضي بالقضاء على هؤلاء قبل عودتهم ، وهي بذلك تمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس.
السبب الثاني، ان “هناك علاقة استراتيجية تحالفية بين سوريا وروسيا تعود الى عشرات السنين، وقد تقدمت سوريا بطلب شرعي الى روسيا وكان على الاخيرة لتحافظ على صداقاتها وتشبك موقعها على الخريطة الاستراتيجية الدولية في ظل نظام عالمي جديد يتشكل، ان تستجيب للطلب الشرعي السوري وان تقدم المساعدة، وبنت روسيا مساعدتها العسكرية لسوريا على ركنين، الاول ذاتي، هو ممارسة حق الدفاع المشروع عن النفس والثاني تحالفي، هو الايفاء بالالتزامات تجاه حليف استراتيجي من مصلحتها ان تنجده”.
وردا على سؤالنا حول تأثير التدخل الروسي على التوازنات في المنطقة والعالم، قال حطيط: “ان التدخل الروسي وضع حدا لأكثر من محاولة غربية، فأميركا كانت تريد ان تستفرد في المنطقة وتبعد كل من لا يعمل بأمرتها، ورفضت روسيا ان تعمل بهذه الامرة فجاءت روسيا بعمل عسكري مباشر من غير اذن اميركي، جل ما في الامر ان تنسق تنسيقا سلبيا يمنع الصدام اكثر من ذلك لم يحصل، الامر الثاني، ان دخول روسيا بهذا الثقل كسر الاستفراد الاميركي وحقق التوازن الاستراتيجي اولا ثم الارجحية العملانية بان منحت القوى المدافعة عن سوريا ثقلا ناريا جويا وبحريا يعول عليه، ثالثا، ان كل الاحلام التي راودت الفريق المعتدي على سوريا والذي يشن عليها حربا كونية لإسقاطها ولتحقيق مشروعه فيها كلها تبخرت بعد ان اعيدت التوازنات الى المنطقة ورجح الموقف السوري، لذلك نجد ان القوى المعادية بدأت تتراجع، وسمعنا البارحة شيئا من تركيا التي كانت ترفض اي نوع من انواع التعاون او التعاطي مع الحكومة الشرعية السورية، تقول بخطوة اولى بالقبول لستة اشهر، ورغم اننا لا نقر لتركيا باي حق في ان تتدخل بالشأن السوري لكن هذا الموقف بذاته يعبر عن انقلاب في الموقف”.
وحول سر الحملات المعادية لروسيا وتدخلها في مكافحة الارهاب في سوريا، رأى حطيط: “ان المساعدة الروسية سببت حرجا وضيقا وارتباكا لدى الفريق المعادي والمعتدي لأنها اولا اجهضت طموحها لحرب استنزاف تطول لعشر سنوات، ثم فضحها بادعاءاتها انها تحارب الارهاب فكان ادعاؤها نفاقا وكذبا وتزويرا للوقائع ففي اكثر من 10 الاف طلعة جوية لم تسطع ان تخرج من الميدان اكثر من 1200 عنصر، بينما روسيا باقل من 1000 طلعة جوية استطاعت بالتنسيق مع الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة ان تخرج من الميدان اكثر من عشرة الاف مقاتل، ثالثا، ان وجود روسيا قلب التوازنات وفتح الطريق امام نظام عالمي جديد يقوم على المجموعات الاستراتيجية خلافا لما تشتهيه اميركا وكل ذلك يغيظ اميركا ويغضبها ويفقدها السيطرة على منطقة الشرق الاوسط”.