من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : كيري يحاول بلوغ هدنة تحمي “النصرة” باجتماع حول سورية… وموسكو تدرس الجيش السوري يقترب من إسوارة حلب… والانتفاضة تفرض أولوية حماية القدس أوامر الرياض بالتهدئة توقف تصعيد “المستقبل”… ورسالة دعم لبرّي يحملها جنبلاط
كتبت “البناء”: فيما تستعدّ المنطقة لملاقاة حدثين كبيرين خلال أسبوعين، واحد هو الاستحقاق الانتخابي الذي سيجري في تركيا مطلع الشهر المقبل ويقرّر مستقبل حزب العدالة والتنمية، الظهير والملاذ الذي أديرت الحرب على سورية تحت رايته وقيادته، والثاني ما سيبلغه الهجوم البرّي السوري بغطاء جوي روسي شمال سورية وجنوبها، والذي تقول بشائره إنه إنْ لم يصل إلى خطَّي الحدود مع تركيا والأردن فسيكون على مشارفهما، في ضوء الإنجازات المتدحرجة بتسارع أذهل المتابعين والخبراء، وبدأت التساؤلات عن مصدر هذه القوة الخارقة التي نزلت إلى ساحات القتال، فالحديث عن آلاف الإيرانيين ثبت بطلانه، والربط بالغطاء الجوي الروسي والروح المعنوية التي قامت نتائج الغارات الروسية بضخّها في صفوف ضباط الجيش السوري وجنوده هامّ وفعّال، لكن من أين جاءت هذه الآلاف من الجنود التي تخوض حرباً بهذه القسوة، فهؤلاء محترفون وليسوا متطوّعين، ولا مجنّدين جدداً، إنهم القوة التي اختزنها الجيش للهجوم المعاكس، كما يقول العارفون، ومعهم وحدات نقلت من محاور داخلية تمركزت بدلاً منها وحدات الدفاع الوطني وأجهزة شبه عسكرية، ليصير تقدير الخبراء أنّ أكثر من عشرين ألفاً من الجنود والضباط يقاتلون في كلّ من جبهتَي الشمال والجنوب حتى يتسنّى تحقيق هذا الحجم من الإنجازات خلال أسبوع واحد من بدء الهجوم البري، وما يفتح الأفق لمفاجآت ميدانية كبرى، مع انهيارات شاملة تعمّ صفوف الجماعات المسلحة، خصوصاً في مدينة حلب، التي تبدو محاطة بإسوارة من التضحيات ينسجها الجيش السوري بثبات، بينما بدا أنّ جرعات المال والسلاح والذخائر والبيانات الإعلامية لم تنفع في شدّ عصب الجماعات المسلحة.
على إيقاع هذه التطورات أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري دعوته إلى اجتماع يضمّ واشنطن وموسكو مع أنقرة والرياض وعمّان للتشاور في كيفية السعي من أجل الحلّ السياسي في سورية، ومعلوم أنّ الثلاثي الإقليمي الذي اختاره كيري هو المتورّط في دعم “جبهة النصرة” التي تمثل الشقيقة الكبرى في عائلة تنظيم “القاعدة” التي تحمل عشرات الأسماء و”جبهة النصرة” تتهاوى مواقعها وتُقتل قياداتها، وتهرب قطعان الأجانب التي التحقت بصفوفها، والرهان التركي السعودي الأردني شمالاً وجنوباً عليها يسقط، فيدخل كيري على الخط أملاً في النجاح بالتفاهم مع روسيا على معادلة وسط تمنح “النصرة” وصفة الانضمام إلى الحلّ السياسي بشروط قتال “داعش” والانفصال عن تنظيم “القاعدة” مقابل وقف الغارات الروسية والهجمات السورية عليها، وترك البت بالأمر معلقاً عملياً بتفاوض بارد لأسابيع تكون قد عُرفت خلالها نتائج الانتخابات التركية، لكن تكون في رهان كيري قد توقفت المحدلة العسكرية عن سحق البنية العسكرية لـ”النصرة” وأخواتها، فيتمّ بعد النتيجة التركية البتّ بالخطوة اللاحقة، ولذلك ولأسباب تتصل بلائحة المدعوين التي استثنت مصر وإيران، وتجاهلت مجموعة التواصل التي أعلنت عنها موسكو تحضيراً لمؤتمر جنيف الثالث. تريّثت موسكو وقرّرت أن تدرس.
فلسطينياً وبسرعة قياسية تلاقي سرعة إنجازات الجيش السوري والطيران الروسي، نجح شباب الانتفاضة الفلسطينية، رغم إصرار البعض بتسميتها هبّة، بفرض روزنامتهم على مجلس الأمن فتقدّمت فرنسا بمشروع مخفّف من الشعار الذي يرفعه شباب الانتفاضة بتأمين الحماية الدولية للقدس، ودعت باريس إلى نشر مراقبين دوليين في المسجد الأقصى، لتلقى هجوماً صاعقاً من حكومة الاحتلال، ورداً قاسياً من جون كيري وزير الخارجية الأميركي، لأنّ الحماية الدولية تعني سقوط عاصمة الدولة اليهودية المفترضة فالمسجد الأقصى وفق المتطرفين مرقد هيكل سليمان المزعوم، والأيام، كما يقول شباب الانتفاضة لا تزال في بداياتها، والمزيد من القتل الوحشي وانفلات قطعان المستوطنين سيجعل شعار الانتفاضة بطلب الحماية الدولية ضاغطاً أكثر، إلا إذا قرّرت حكومة الاحتلال وقف الاستيطان والتهويد وبالتالي وقف القتل، والتعايش مع الحق المشروع للفلسطينيين بالتظاهر والصلاة والتنقل.
لبنانياً يخيّم الجمود والانتظار، بعدما حملت التطورات مؤشرين هامَّين وضعا حداً للغة التصعيد، الأول قرار سعودي ملزم لنواب ووزراء تيار المستقبل بالتوقف عن التلويح بالانسحاب من الحوارين اللذين يرعاهما رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدم ملامسة المحرّمات بالتهديد بفرط عقد الحكومة. والثاني رسالة ودّ للرئيس بري حملها النائب وليد جنبلاط من السعودية تدعوه للتغاضي عن بعض الصبيانية الظاهرة في مواقف بعض رموز تيار المستقبل، ومواصلة مساعيه الوفاقية وتعلن مساندتها لها بقوة، ومعلوم أنّ السعودية كانت تريد هذا التسخين، لكنها لا تريد له أن يذهب حدّ التفجير، كما فعل المنفّذون، بسبب قصر نظرهم، فاضطرت الرياض للتدخّل.
لا شيء واضح في المدى المنظور أن هناك تحوّلاً دراماتيكياً للبنان، فالمخاطر التي من الممكن أن يشكّلها تنظيم داعش الإرهابي من ناحية حمص انعدمت إلى حد كبير، فالحضور الروسي الفعال في سورية جعل وضع المجموعات الإرهابية على السلسلة الشرقية في حالة دفاع وليس في حالة هجوم، وفي هوامش صعبة جداً. ويظهر ذلك جلياً في ضرب الجيش اللبناني في عرسال أمس 8 من أفراد جبهة النصرة كانوا خارج المخيمات، وتحديداً في الجرد، حيث تعقبهم الجيش وتمكّن من قتلهم، فضلاً عن تمكن الجيش في الأيام الماضية من اعتقال إرهابيين كبار على حواجزه في عرسال، من دون أن تُسجل ردّات فعل من الإرهابيين.
السفير : هبَّة فلسطين تعزز الخلافات الإسرائيلية
كتبت “السفير”: في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة منع انفجار الوضع في الأراضي الفلسطينية عبر لقاءات تجريها مع قادة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يؤكِّد وزير الاقتصاد في حكومة اليمين الإسرائيلية، نفتالي بينت، أنَّ “عهد الدولة الفلسطينية ولَّى”. وفيما تحاول إسرائيل منع أيّ قوّة دوليّة من التعاطف مع الهبَّة الفلسطينية، استدعت سلطات الاحتلال سفيرَي فرنسا وجنوب أفريقيا، ووجهت إليهما توبيخاً شديد اللهجة.
وتنعكس الإجراءات الإسرائيلية في القدس، والتي كان آخرها نصب حواجز وإقامة سور من الكتل الإسمنتية عند مداخل الأحياء العربية، على الحكومة الإسرائيلية التي يرى بعض المتطرفين فيها، أنَّها تعبّر عن قبولٍ بتقسيم القدس.
وأعلن زعيم “البيت اليهودي”، وهو ثاني أكبر شريك لـ “الليكود” في الائتلاف الحكومي، نفتالي بينت، أنَّ “على العرب أن يفهموا أنَّ عهد الدولة الفلسطينية ولَّى”. وأشار إلى الوضع الأمني بعد فرض إسرائيل سلسلة من الإجراءات القمعية، مطالباً بإنشاء “سور ردعي” يضمن، بحسب قوله، “كبح” ما أسماه بـ “الإرهاب”.
وقال إنَّ “السور الردعي يعني أنَّ على عرب يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أن يفهموا أنَّ عهد الدولة الفلسطينية ولَّى. والسور الردعي هو السبيل الوحيد لمجابهة الإرهاب. في مئة عام من الصهيونية، لم يكن هناك أيّ شيء سهل”. وكان بينت بذلك ينتقد الأسوار الإسمنتية التي شيدها الاحتلال على مداخل الأحياء العربيّة، وخصوصاً حي جبل المكبر، معتبراً أنَّ السور الردعي فعَّال، خلافاً لأسوار الباطون. وبحسب رأيه، فإنَّ “هذا يعني أنَّ المخرب الذي يخرج لتنفيذ عملية عليه أن يعلم هو وعائلته أنَّ بيتهم سيهدم فوراً. ويعني أنَّ مخرِّباً مسلحاً يحاول المس بالمدنيين، ينبغي أن ينال رصاصاً يقتله”. وشدَّد على أنَّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس شريكاً في عمليّة سلام، وإنَّما تنبغي معاملته على أنَّه شخص يشجع “الإرهاب”.
وتعبِّر كلمات بينت عن الخلاف الدائر في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بشأن الإجراءات المُتّخذة. ومعروف أنَّ بينت يقود خطاً متشدداً يطالب بـ “ترك الجيش يحقّق الانتصار”. وقد نشب سجال شديد في المجلس الوزاري المصغر حول نشر الكتل الإسمنتية والحواجز داخل مدينة القدس بهدف حماية السكان اليهود، في وقتٍ رأى بعض الوزراء أنَّ الرسالة المنبعثة من هذه الكتل هي أنَّ “القدس مقسمة”.
النهار : الجيش يُسدِّد ضربة خاطفة للنصرة في عرسال المجلس “يعود” اليوم: تجديد ولا تشريع
كتبت “النهار”: كان ممكناً ان تشكل “عودة” مجلس النواب الى الانعقاد اليوم بعد غياب قسري طويل فسحة انفراج نسبي لو يتجاوز مفعول هذه العودة الاطار الشكلي والروتيني الذي يمليه افتتاح العقد الثاني العادي للمجلس باعادة التجديد لهيئة مكتبه واللجان النيابية الى الشروع عملياً في جلسات التشريع. بيد أن التطور المأمول في فك أسر العمل التشريعي اسوة بالنشاط الحكومي يبدو صعب المنال نظراً الى استمرار التعقيدات والاشتراطات المتعارضة التي حاصرت المجلس كما تحاصر الحكومة، والتي يبدو واضحاً انها مضت في الايام الاخيرة الى مزيد من التعقيد، الامر الذي سيحصر على الارجح نتائج الجلسة النيابية اليوم باعادة التجديد للجان فقط. ويعزز هذه الخلاصات ان مواقف الكتل من تشريع الضرورة لا تزال على حالها، كما ان التعقيدات السياسية الطارئة في ظل احتدام التوتر الاخير بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” سيدفع رئيس المجلس نبيه بري الى “المشي على البيض” والبعض يقول في حقل الألغام لئلا تتفاقم الأمور من حيث زيادة التوتر في حال حصول تغييرات مفاجئة على مستوى اللجان النيابية.
وتبعاً لذلك، علمت “النهار” ان الرئيس بري، الذي عاد والوفد المرافق له مساء أمس من زيارتيه لرومانيا وجنيف، لم يتناول التوتر الناشئ بين “المستقبل” و”حزب الله” أمس، من قريب ولا من بعيد بعدما كان تفرغ في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، لهذا المؤتمر كما للمؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي انتخبه رئيساً للمرة الثانية، ولم تعرف تالياً طبيعة الاتصالات التي يعتقد انه أجراها في الشأن الداخلي بعد عودته مساء. ولكن بالنسبة الى الجلسة النيابية اليوم، علمت “النهار” ان بري يميل الى ابقاء اسماء رؤساء اللجان ومقرريها كما هي منعاً للوقوع في أي مشكلة جديدة وخصوصاً بين تيار “المستقبل” و”تكتل التغيير والاصلاح”، علماً أنه بات في حكم المؤكد ان أي مقاطعة لجلسة اليوم لن تحصل وستحضر جميع الكتل بما فيها “تكتل التغيير والاصلاح”.
في غضون ذلك، لا تبرز على الضفة الحكومية أي مؤشرات مشجعة لتوقع أي حلحلة جزئية ولو في ملف النفايات الذي لا يزال عرضة لتموجات المد والجزر اليومية حيال استكمال خريطة المطامر التي تتنازعها ردود الفعل الشعبية والغموض الدائم في تعامل بعض الافرقاء معها باسلوب ازدواجي على غرار عقدة ايجاد مطمر في البقاع الشمالي. وكشفت مصادر وزارية لـ”النهار” ليل امس ان ملف النفايات عاد الى دائرة التعقيد مجدداً وتالياً تأجلت الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع. ولفتت الى تداعيات خطاب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي لوح فيه بالاستقالة من الحكومة والانسحاب من الحوار مع “حزب الله”، ورد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عليه لا يزال يتفاعل. ولوحظ في هذا السياق ان وزير الصحة وائل ابو فاعور كاد ينعى احتمالات انعقاد مجلس الوزراء حين اعتبر أمس ان الحكومة ستدخل في غيبوبة لن تستفيق منها الا لمعالجة ملف النفايات. كما أكد ان لا اتصالات جارية يمكن ان تنقذ الحكومة من حال الشلل التي تتجه اليها.
وقالت مصادر نيابية بارزة لـ”النهار” مساء أمس إن مناخ التوتر الذي أثاره السجال الاخير بين بعض شخصيات “المستقبل” و”حزب الله” قد لا يكون بالخطورة التي يجري تصويرها وامكانات احتوائه بقصد العودة الى مرحلة “ربط النزاع ” الحكومية والاستمرار في الحوار الثنائي بين الفريقين لا تزال معقولة ومفتوحة. لكنها لم تستبعد ان تتأخر عملية الاحتواء بعض الوقت نظراً الى رفع السقوف الذي ميز رد الحزب على خطاب المشنوق من جهة والانزعاج الشديد الذي عبر عنه السيد نصرالله في موضوع تحميل الحزب تبعة فشل الخطة الامنية في البقاع الشمالي من جهة أخرى. وأوضحت انه من الممكن جداً ان يضطر الرئيس بري في وساطته الجديدة لمنع توقف الحوار الثنائي بين الفريقين في عين التينة الى اعادة صياغة اطار متجدد لهذا الحوار اذا وافق الفريقان على معاودته. وفي هذا الاطار تنتظر المصادر نفسها ما سيصدر اليوم عن كتلة “المستقبل” النيابية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لتبين الاتجاهات الواضحة للكتلة والرئيس سعد الحريري عقب هذا الاشتباك السياسي الجديد مع “حزب الله”.
وسط هذه الأجواء المأزومة سياسياً، برز انجاز ميداني جديد للجيش تمثل في نجاحه في توجيه ضربة موجعة الى “جبهة النصرة” امس في عمق جرود عرسال. وإذ تكتم الجيش على العملية وتفاصيلها العملانية تجنباً لكشف الطرق التي اتبعها في توجيه الضربة، افادت المعلومات المتوافرة لـ”النهار”عن الضربة ان صاروخاً دوى في أعالي جرود عرسال وبعيداً من مخيمات النازحين السوريين استهدف تجمعاً لمسلحي “جبهة النصرة” المنتشرين في المنطقة الجردية، وتبين ان الصاروخ موجّه ولم يعرف ما اذا كان اطلق من الجو أو من البر. وجاء في معلومات مؤكدة ان ثمانية مسلحين من النصرة قتلوا في العملية وان هناك عدداً آخر من الجرحى سقط في صفوفهم، علماً ان الجيش كان يرصد المجموعات المسلحة في المنطقة التي استهدفتها العملية منذ وقت غير قصير.
الى ذلك، قامت أمس المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بزيارة هي الأولى لها لعكار للاطلاع على أوضاع المنطقة وتداعيات أزمة اللاجئين السوريين عليها. وجالت كاغ على محطات عدة في منيارة والكواشرة ووادي خالد وثكنة الجيش في شدرا.
الديار : لا استقالة لسلام وطاولة الحوار في موعدها وحوار عين التنية اوائل تشرين الثاني ملف النفايات متوقف عند التعقيدات المذهبية والسياسية والمالية والمناطقية
كتبت “الديار”: الحكومة باقية والرئيس سلام لن يستقيل والحوار سيستمر، وطاولة الحوار ستعقد اوائل الاسبوع المقبل في مجلس النواب وحوار حزب الله – المستقبل سيستأنف اوائل تشرين الثاني، وبالتالي فان الحوار وان كان تأثر بالمواقف التصعيدية خلال الاسبوع الماضي لكنه لن يتعطل وهذا ما اكده مسؤولو الطرفين في حزب الله وتيار المستقبل.
وكانت البلاد شهدت حماوة سياسية على خلفية كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق في الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن وتلويحه بخروج تيار المستقبل من الحكومة وطاولة الحوار والرد على هذا الكلام من قبل حزب الله وتحديدا الامين العام للحزب سماحة السيد حسن نصر الله “اللي مش عاجبو يبقى في الحكومة يفل”. ويبدو حسب المعلومات فان الرئيس نبيه بري دخل على خط الاتصالات، واجرى اكثر من اتصال بالرئيس سعد الحريري الذي كان قد بادر الى الاتصال بالرئيس بري وتهنئته بانتخابه رئيسا للبرلمانيين حيث جرى نقاش مستفيض حول ما جرى مؤخرا كما ان الرئيس بري اجرى سلسلة اتصالات بقيادة حزب الله وكلف الوزير علي حسن خليل اجراء الاتصالات بتيار المستقبل وحزب الله لتهدئة الاجواء وتخفيف التشنجات التي فجرها خطاب وزير الداخلية نهاد المشنوق. واشارت مصادر نيابية الى ان البلاد شهدت خضات سياسية في فترات سابقة لكنها لم تؤد الى تعطيل الحوار وبالتالي فان طاولة الحوار في موعدها وحوار المستقبل – حزب الله في موعده ايضا.
واشارت الى ان الجميع يوجه رسائل عالية السقف لكنها لن تؤثر على اجواء البلد، التي هي متشنجة في الاساس في ظل التعطيل، لكن المصادر اكدت ان الجميع لا يريد اسقاط الحكومة وبالتالي الحكومة باقية وكلام الرئيس سلام “صرخة” بوجه الجميع لتفعيل عمل الحكومة والحكومة باقية بدعم داخلي واقليمي ودولي.
وقال الوزير محمد فنيش، رغم كل التعطيل الذي يمارسه الفريق الاخر فاننا وما زلنا ايجابيين في ايجاد التسويات لاخراج لبنان من مأزقه حتى لا نصل الى الانهيار، ورغم اصرار قوى اقليمية في بث الفتنة ودعم الجماعات التكفيرية ومع كل هذا فاننا كمكون سياسي نسعى في هذا الوطن لايجاد حلول مؤكدا باستمرار الدعوة من قبل حزب الله الى الحوار ولكن ليس على قاعدة ان يبتزنا احد.
وقال النائب عمار حوري لـ “الديار” ان تيار المستقبل حريص على الحوار والبقاء في الحكومة، وبيان كتلة المستقبل اليوم سيؤكد على هذه الثوابت والمسلمات التي يتم التطرق اليها دوما. وحول ما اذا كان هناك موقف “ناري” لكتلة المستقبل اليوم وتبن لكلام الوزير المشنوق في الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن. قال حوري: سيحصل نقاش داخل الكتلة وليس هناك من موقف سوى التأكيد على الثوابت، انما المؤكد هو الاستمرار بالحوار والمشاركة في الحكومة.
وتابع: ما قاله الوزير المشنوق هو توصيف للواقع الحالي ردا على ممارسات حزب الله وستكون كل هذه الامور موضع نقاش بين نواب الكتل.
مصادر في التيار الوطني الحر اكدت ان التيار لن يشارك في اي جلسة قبل بت مسألة قيادة الجيش والمجلس العسكري. وفي ملف النفايات اكد المصدر ان التيار الوطني لن يعطل موضوع النفايات ولن نعطل الحل، رغم ان هذا الملف لا يحتاج لجلسة لمجلس الوزراء، واذا كانوا مصرين على عقد الجلسة فلن نعطل القرار لكن ذلك لا يعني بالضرورة اننا سنشارك في الجلسة لكننا لن نعطل ايجاد مطمر للنفايات.
من جهة اخرى، يترأس الرئيس نبيه بري اليوم الجلسة العامة للمجلس النيابي مع بدء الدورة العادية في اول ثلاثاء بعد 15 تشرين الاول.
الرئيس بري واجواء المجلس مع ابقاء الامور على حالها في اللجان النيابية، واذا سارت الامور بشكلها الطبيعي فان الجلسة لن تطول لاكثر من ساعة حيث يقتصر التغيير على نائب من هنا ونائب من هناك دون اي تغيير في الاسس.
الأخبار : كلام المشنوق لا يبدّل حرفاً في مطالبة عون بالتعيينات
كتبت “الأخبار”: عودة التوتر الكلامي بين تيار المستقبل وحزب الله لا تلغي أن هناك فريقاً لا يزال عند موقفه مهما بلغت حدة التراشق. العماد ميشال عون غير معني إلا بمطالبه من الحكومة: التعيينات الأمنية
التصعيد الكلامي من جهة المستقبل وردّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عليه، أثارا مجموعة من الاسئلة، في الساعات الاخيرة، حول المستفيد من هذا التصعيد ومن هو الفريق الذي يريد رفع السقف الى هذا الحد، ولا سيما في الايام العشرة من عاشوراء، وما يخلقه ذلك من حساسيات بعد التهديد بوقف الحوار الثنائي بين الطرفين، علماً بأن شخصيات من الفريقين تتبادل الاتهامات حول الخلفيات الاقليمية لهذا التصعيد، والمستفيد من تعطيل الحكومة.
تقول أوساط سياسية مطلعة إن أكثر كلام جدي قاله نصرالله أخيراً هو لفتته الى “تمنين تيار المستقبل” الجميع بالمشاركة في الحكومة والحوار. يعكس هذا الكلام رؤية مختلفة عن الموقف من كلام نصرالله وقراءة معارضيه بأنه استفاد من كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق، ليسحب ورقة تعطيل الحكومة والحوار على السواء. فالمستقبل، بحسب هؤلاء، هو الذي كان يلوّح برفض المشاركة والحوار مع فريق 8 آذار بكل مكوّناته، تارة تحت شعار المحكمة الدولية وتارة تحت شعار التدخل في سوريا. وهو نفسه الذي قبل الشراكة في الحكومة وفي الحوار الثنائي وفي طاولة الحوار. لكنه سرعان ما يهدد بالخروج من الاثنين، عند أول فرصة.
ثمة كلام يقال في أوساط معارضي الحزب عن رغبته وعون معاً، إن لم يكن في تطيير الحكومة وفي وقف الحوار، بل في تجاهلهما، بعدما دخلت روسيا بقوة الى سوريا، وبدأ مسار رفع العقوبات عن إيران. لكن نصرالله أكد بنفسه تمسّكه بالحكومة، شأنه شأن رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الذي لا يريد تطييرها بل يريد تفعيلها بشروطه.
فرغم أن عون سبق أن حدّد موقفه من الحكومة والحوار على السواء، قبل المشهد المستجد بين حزب الله والمستقبل، لا يزال على موقفه بعد التصعيد الكلامي، ولم يغيّر أداءه في تعامله مع واقع المؤسستين الحكومية والنيابية. لا بل إن الاستحقاقات الاخيرة التي كانت مرتبطة بمواعيد وأجوبة حول بعض المسائل المطروحة، ومنها الترقيات العسكرية، لم تعد موجودة، وبالتالي فهو لم يعد مقيّداً لا بمفاوضات ولا بتعهدات، ما خلا موقفه المبدئي من الحكومة.
تعيد هذه المصادر رسم أولويات التكتل على الشكل الآتي:
أولاً إن عون ليس “متشدقاً” بالحكومة ولا تربطه بها الا الضرورات المعروفة، لكنه يرى أن ردّ فعل المستقبل الاخير تعبير عن تشرذمه الداخلي ليس أكثر. وهو لا يريد أن يرمي المستقبل عليه كرة خلافاته الداخلية وانقساماته بين تياري الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، فيغطي عورة هذه الخلافات بإلصاق تهمة التهديد بالانسحاب من الحكومة بالفريق الآخر. فأيّ تلويح يطلقه المستقبل بالانسحاب من الحكومة يعني تغطية لعجز فريقه في الحكومة في إدارة ملف النازحين السوريين وما خلقه من أعباء، وملف النفايات والتعيينات التي أدت الى حال الفوضى الحالية.
ثانياً، لحظت أوساط التكتل أخيراً تصعيداً في لهجة التحذيرات الامنية والتهديد بالاستقرار والترويج أن الوضع الداخلي مهدّد بالفوضى الامنية. هذا الامر أثار ريبة التكتل من سيناريوات قد تكون مطروحة للمس بالوضع الامني وتكبير حجم المخاطر الامنية، لمصلحة التلويح بخيارات تحت شعار “الأمر لي”، قد يكون الهدف منها طرح مواصفات رئاسية محددة على بساط البحث. وتذكيراً، بحسب هذه الاوساط، فإن الرئيس تمام سلام بعد عودته من نيويورك أكد المظلة الاقليمية والدولية لحفظ استقرار لبنان، وهذا كلام قاله تكراراً وزيرا الداخلية والعدل نهاد المشنوق وأشرف ريفي كما كل أدبيات تيار المستقبل، ما يعني ان الاستقرار ليس مرادفاً للحكومة، فلا يهدد أحد بالمس به إذا تعطلت الحكومة، إضافة الى ان نصرالله سبق أن رأى أن معادلة “جيش وشعب ومقاومة” هي تحمي الوضع الداخلي، فلا يمس أحد به، كما سبق لعون أن قال “جربوا الفوضى إن استطعتم”.
ثالثاً، لم يقل عون مرة واحدة إنه سينسحب من الحكومة ولا من المجلس النيابي. فكيف يمكن أن يهدد بالاستقالة من المجلس ونواب التكتل يشاركون في جلسة انتخاب اللجان النيابية كما سبق لهم أن شاركوا في اجتماعات اللجان. لكن عون، في المقابل، لا يزال عند موقفه المبدئي: لا تشريع في المجلس الا للضرورة. أما بالنسبة الى الحكومة، فيتشبث بموقفه من تعطيلها، وهو جدي في هذه النقطة حتى النهاية. لا حكومة من دونه، وما يريده محدد بوضوح: اتفاق مرن لتفعيل الحكومة عبر آلية التوافق والتعيينات الامنية.
الجمهورية : التشنّـج إلى احتواء ورصد موقف “المستقبل” ولا تغيير في اللجان
كتبت “الجمهورية”: الأزمة الأخيرة التي شهدتها البلاد دلّت مجدداً إلى أنّ الأمور مضبوطة وتحت السيطرة، وأنّه مهما اشتدّ الخلاف وتوسّع لا إرادة لإخراجه من المؤسسات إلى الشارع، على رغم حال التعطيل الذي يصيب كلّ المؤسسات، لأنه في موازاة الإرادة المحلية بعدم الخروج عن قواعد اللعبة المرسومة منذ تأليف حكومة الرئيس تمام سلام، فإنّ الإرادة الخارجية لا تقلّ شأناً في الحرص على الاستقرار في لبنان. وإذا كان هذا البلد لا يدخل في سلّم أولويات الاهتمامات الدولية في ظلّ الانشغال بالأزمة السورية واليمنية والملف النووي وغيرها من الملفات، فهذا لا يعني تركَ أوضاعه تتدهور، لأنّه في الوقت الذي يعمل على تطويق تداعيات الأزمة السورية لن يُسمح دولياً بتفجير الوضع اللبناني، تجنّباً لأزمة جديدة قد تتحوّل إلى أزمة إقليمية، وتفادياً لموجة هجرة إضافية تهدّد المجتمع الأوروبي المأزوم من هذه الموجات. وفي حين تتركّز الأنظار على بيان كتلة “المستقبل” الأسبوعي لتبيان التوجّه الذي سيعتمده، فإنّ موجة التصعيد مرشّحة مبدئياً للاحتواء، خصوصاً مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعوّل على دوره في إطفاء الحريق السياسي وإعادة تنشيط حركة التواصل، فيما يرجّح أن تشكّل محطة انتخاب أعضاء ورؤساء ومقرّري اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس اليوم مناسبةً للتواصل وإحياء الحركة النيابية-السياسية مجدداً. أمّا في سياق النجاحات التي يحقّقها الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب وحماية الحدود، فقد سدّد أمس ضربة موجعة ضد التنظيمات المسلّحة في جرود عرسال، حيث نفَّذ عملية نوعية موقِعاً عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوفهم.
اللواء : تفاقم التدخُّل الروسي في سوريا يهدِّد قواعد الإستقرار اللبنانينن لا جلسة قريبة للنفايات وكتلة المستقبل تدعم المشنوق ومواجهة بين أبو صعب والأساتذة
كتبت “اللواء”: تراجعت موجة التفاؤل التي سادت نهاية الأسبوع الماضي حول عقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء لوضع خطة تنفيذية للنفايات مبنية على ما بات يعرف بـ”خطة الوزير اكرم شهيب” قبل حوالى الشهر، وسلم الأطراف المعنيون بها ان المشكلة ليست تقنية أو جيولوجية، بل هي سياسية، بالدرجة الأولى، عزاها مصدر وزاري، إلى ارتفاع حدة الخطاب السياسي بين تيّار “المستقبل” و”حزب الله”.
وأكد هذا المصدر لـ”اللواء” ان الرد السلبي على مطمر البقاع، مرده إلى ارتفاع نبرة الخطاب، مما عقد الأمور، ووضع الدعوة للجلسة الحكومية على الرف.
إلاَّ ان مصدراً وزارياً معنياً مباشرة بهذا الملف دعا لانتظار 48 ساعة حتى تتوضح الأمور، نافياً ان يكون الموقف من مطمر البقاع الشمالي نهائياً، ونافياً بالتالي إخفاء طابع تشاؤمي أو تفاؤلي على حالة الانتظار هذه، مشيراً إلى ان إنهاء ملف النفايات “فيه مصلحة لجميع الأطراف، لكن مع الأسف لا يمكن علاجه خارج الإطار السياسي، على الرغم من انه يفيد كل بيت في لبنان”.
في المقابل قال وزير “حزب الله” في الحكومة، الذي طلب عدم ذكر اسمه، بعد ان التقى الرئيس تمام سلام في السراي الكبير لـ”اللواء”: ان الحزب بذل جهوداً كبيرة من أجل إيجاد حل لملف النفايات على الرغم من معارضة أهالي المنطقة، والذي كان من المتوقع إقامة مطمر في منطقتهم، لكن تبين ان الموقع المقترح غير ملائم بيئياً.