التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 19/10/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
17 تشرين1 – اكتوبر/ 2015
المقدمة
العمليات العسكرية الروسية بالتزامن مع العمليات البرية للجيش العربي السوري تصدرت اهتمامات معظم مراكز الفكر والابحاث والمؤسسات الاعلامية.
المناظرة الاعلامية الاولى بين مرشحي الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة كانت محور اهتمام العامة وذوي الاختصاص على السواء.
يستعرض التحليل وقائع وتداعيات تلك المناظرة وخاصة للمرشح الاول هيلاري كلينتون، التي تتعرض لحملة شرسة من خصومها في الحزب الجمهوري لاقصائها عن الترشح. وجاء عامل الزمن ليدعم موقعها قبل المناظرة بأيام معدودة حينما اضطر احد قادة الحزب الجمهوري للافصاح عن حقيقة الحملة ضدها لاعتبارات سياسية وحزبية وانتخابية بالدرجة الاولى، الأمر الذي كلفه الترشح لمنصب رئيس مجلس النواب.
كما سيتضمن التحليل القاء نظرة اخرى على العمليات الجوية الروسية في سورية، وتصاعد وتيرتها في المرحلة الاولى، وما سينطوي عليه من آفاق للحفاظ على مستوياته الراهنة، اما الاضطرار لتعديل حجم الغارات بعض الشيء او استقدام مزيد من الموارد والمعدات، وهو الأمر الاكثر ترجيحا بالنظر الى دخول حاملة الطائرات الروسية الوحيدة مياه البحر المتوسط قبالة الشواطيء السورية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
العلاقات “الاسرائيلية” ودول الخليج
كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى النقاب عن تنامي العلاقات الثنائية بين “اسرائيل ودول مجلس التعاون والممتدة لنحو 25 عاما .. اوثقها تلك الجارية مع دولة الامارات العربية المتحدة .. واشدها عدوانية مع دولة الكويت،” منوها بمشاركة “اسرائيل” في مؤتمر استضافته ابو ظبي عام 2013 لتقنيات الطاقة المتجددة، وقاطعته الكويت آنذاك. وشدد المعهد على ان علاقات “اسرائيل السرية مع الكويت تختلف عن الوصف اعلاه.” واوضح بلهجة استعلائية “هناك في مكان ما من دول مجلس التعاون الخليجي مقر لبعثة ديبلوماسية اسرائيلية .. كما وثقه تقرير الميزانية السنوية للحكومة لعام 2013.” وختم بالقول انه وعلى الرغم من بعض المطبات التي اعترضت علاقات “اسرائيل بدول مجلس التعاون في السابق، فانها تحلق عاليا” في المرحلة الراهنة.
تداعيات التدخل الروسي اميركيا
اعرب معهد ابحاث السياسة الخارجية عن اعتقاده بتراجع النفوذ الاميركي في منطقة الشرق الاوسط “والاعياء الذي لحق به على امتداد العالم.” واوضح انه ينبغي الاقرار بصحة بعض الادعاءات لا سيما “انحسار قدرة الولايات المتحدة على استعراض قوتها ونفوذها في الشرق الاوسط منذ بدء ارسالها قوات لاحتلال المنطقة في اعقاب هجمات 11 ايلول/سبتمبر.” واردف ان من تداعيات الحرب والاحتلال الاميركي للعراق اننا “نلمس انعكاسات ونتائج مباشرة له من الدرجة الثانية والثالثة واللتين يتعين التعامل معهما لفترة زمنية مقبلة .. فضلا عن بروز العامل الايراني الطاغي والاخطر.”
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية العوامل المحفزة “لنشوء الارهاب وحركات التمرد،” ومنها بروز تنظيم الدولة الاسلامية. وحمل المسؤولية الكبرى “للحكومات الاقليمية وقواها الأمنية .. وتغاضيها عن تفشي الفساد وتوسع الفجوة الاقتصادية واجراءات القمع المشددة.” كما حمل جزءاً من المسؤولية لسياسة الولايات المتحدة التي غاب عن ذهنها “ضرورة اعادة استخلاص الدروس من مواجهة حركات التمرد؛ والاقلاع عن عدم اللامبالاة لتوفر خطة وتصور عسكري-مدني للمرحلة اللاحقة .. وهرولتها لانشاء قوات أمنية في الدول المضيفة وما تلبث ان تغادر على عجل.”
وتناول مركز الدراسات ايضا مسألة القاء سلطات مولدوفا القبض على شبكة لتهريب المواد المشعة كقضية منفصلة في محطات اهتمامه. واوضح ان “التوصل لدلائل وقرائن تربط تهريب المكونات النووية بمجموعات ارهابية يكتنفها الضبابية ..” لا سيما وان بعضها لا يخفي نواياه في امتلاك اسلحة نووية وبيولوجية مشعة. واشار الى مقال بقلم الرهينة الغربية جون كانتيل في عدد ايار 2013 لمجلة “دابق” التابعة لداعش يوضح فيه “عزم الدولة الاسلامية على شراء سلاح نووي،” ربما من الباكستان، كما يشير المركز. واستطرد بالقول ان المقالة المشار اليها “لا تشكل دليلا قاطعا بالضرورة لنوايا داعش، بل لا تؤشر على امكانية نجاحه” في المهمة.
انفراجات الاتفاق النووي
اعتبر معهد كارنيغي التوصل للاتفاق النووي بأنه “يوفر فرصة لاقامة نظام أمني جديد في منطقة الخليج،” موضحا ان الافق يعد بتحسين العلاقات بين دول الخليج وايران “والتمهيد للتخفيف من الحشود العسكرية الاميركية” في المنطقة. واستدرك بالقول انه ربما سيحصد الحرس الثوري الايراني بعض المكاسب نتيجة تنفيذه “بيد ان الاتفاق قد يوفر مساحة اوسع زيادة في وتيرة المشاركة الثنائية بين الولايات المتحدة وايران .. مما يستدعي اقدام الولايات المتحدة على تعزيز انخراط ايران في التشكيلات الاقليمية وفي نفس الوقت تطبيق اجراءات مكلفة لطهران في حال مضيها بالحاق الاذى وتهديد جوهر المصالح الاميركية.” واوضح ان الاختبار الاول لتلك العلاقة انعقاد مشاورات متعددة الاطراف للدول المجاورة “للبحث في قضايا تخص أمن الخليج .. بغية تخفيف حدة التوتر وحل الخلافات وادارة الازمات والحيلولة دون وقوع صراعات.”
تونس
ارهاصات الحكومة التونسية للتوصل “لعدالة مرحلية” كانت احدى محطات اهتمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مؤكدا على تبلور وعي مبكر في هذا الاتجاه لدى “منظمات المجتمع المدني .. منذ ما قبل اندلاع الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس السابق بن علي في كانون الثاني / يناير 2011.” واوضح ان تلك المنظمات كانت تتطلع للاستفادة والاقتداء “بتجربة المغرب في تطبيق مسار عدالة مرحلية .. كاستراتيجية فضلى للفوز بتنازلات سياسية واصلاح اوضاع حقوق الانسان للحيلولة دون الاصطدام المباشر مع اجهزة الدولة.”
تركيا
حمل صندوق مارشال الالماني الحكومة التركية المسؤولية الرئيسة للانفجار الذي تعرضت له انقرة والذي “اظهر عدم جهوزية تركيا للتعامل مع موجة ارهاب جديدة،” نتيجة مضي حكومتها في “سياسة الاطاحة بنظام الرئيس الاسد مهما بلغت الكلفة، حتى ولو على حساب أمنها الداخلي الخاص.” واضاف ان الحكومة التركية “سمحت لقوى المعارضة السورية استخدام المنطقة الحدودية مع تركيا لتعزيزات وامدادات لوجستية .. مما عرضها لانتقادات دولية على خلفية احجامها عن اتخاذ تدابير تحد من تدفق المقاتلين الاجانب، معظمهم من اوروبا، الى سوريا.” وذكر الحكومة التركية “بتحذيرات صادرة عن عدد من خبراء الأمن للآثار المترتبة عن المراقبة المخففة على الأمن القومي.” ونبه السلطات التركية الى انه بالرغم مما تمتلكه من خبرات متراكمة في “مواجهة حرب العصابات .. واحتواء تيارات ايديولوجية تميل لاقصى اليسار،” ينبغي عليها الاقرار بأنه “ليس بوسعها تطبيق تلك الخبرات على الظرف الجديد الذي تواجهه تركيا.”