السيد نصر الله :لا نقبل لأحد بأن يمن علينا بالحوار ونحن نرفض الإبتزاز
تحدث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في المهرجان التكريمي في ذكرى اسبوع الشهيد القائد حسن محمد الحاج “ابو محمد الاقليم” في بلدة اللويزة الجنوبية.
وفي بداية الكلمة قال سماحته “اتوجه اليكم وبالاخص عائلة الشهيد القائد ابارك بهذا الوسام الالهي الرفيع الذي ناله من موقع الاستحقاق والجدارة واعزي بفقد هذا الحبيب والعزيز الذي غادرنا الى عالم الخلود والبقاء . لعائلته الشريفة واخوانه المجاهدين وجمهور المقاومة ولكل المحبين نتشارك هذه المشاعر وهذا الموقف“.
وتحدث السيد نصر الله عن شخصية القائد الشهيد فقال “الحاج ابو محمد قائد من قادة المقاومة وواحد من اركانها واعمدتها ومجاهديها البواسل من الاخوة الذين شاركوا في انطلاقة هذه المقاومة، كان خياره واضحا منذ البداية وحضر في كل الساحات، كان يعشق الشهادة ويتوقعها في كل مناسبة، زهرة شبابه امضاها في هذه المقاومة من العام 1982، لا حياة لابي محمد خارج المقاومة“.
واشار الى ان كان الشهيد القائد صفات “التضحية ونكران الذات والاصغاء للاخرين والحضور المباشر بين المجاهدين والحضور الدائم في الخطوط الامامية وهذا ما ادى الى شهادته، وصفة مركزية هي حب ابي محمد لله وزهده في الدنيا“.
ولفت الى ان الشهيد “في داخله لا يوجد حسن الحاج ولا يوجد انانية، هذه الانا لم تكن عند الشهيد القائد لذلك كان الطاهر والنقي والعفيف، عندما تخرج الانا يشعر هذا المجاهد انه يؤدي واجبه تجاه ربه وحق العبودية لله تعالى فلا يمن على الناس لا بجهاد ولا تعب ولا صبر ولا جراح ولا شهادة. المسالة تبدأ من هنا“.
واضاف “نشعر اليوم اننا امام انسان مميز جدا ونشعر اننا فقدنا هذا الانسان بهذا المعنى وهذه الصفات قبل ان نكون قد فقدنا قائدا عسكريا جديرا ومقداما“.
واشار الى انه “في الجانب الاخر نحن امام قائد كفوء يتحمل المسؤولية كانت له انجازاته منذ البداية من محور المقاومة في اقليم التفاح الى خطوط المواجهة الى معسكرات التدريب الى كل المسؤوليات التي تحملها في وفي مواجهة عدوان 2006 كان من القادة الاساسيين الى مواجهة المشروع التكفيري..”
ولفت الى ان الشهيد “كان يشير الى معادلة بناء القوة لردع العدو وهذه التجربة نجحت في حماية البلد من 14 اب 2006 الى اليوم وفي كل ساعة يشعر اهلنا في لبنان وخاصة جنوب لبنان والمناطق الحدودية بالامن والامان والطمأنينة والثقة بفضل هؤلاء المجاهدين وهذا القائد واخوة هذا القائد والجيش اللبناني“.
وتابع السيد نصر الله “اقول للمجاهدين اخوة الحاج ابو محمد وصيته لكم ان تواصلوا الحفاظ على هذه القوة التي بنيتموها وهذه الجهوزية وتطويرها لأنها بعد الله سبحانه وتعالى هي الضمانة لحماية بلدنا وشعبنا في زمن يتخلى فيه الكثيرون عن ابسط المسؤوليات“.
واكد ان ” المقاومة لم تعد مرهونة بوجودها الى وجود قائد هنا او هناك حتى اذا استشهد هذا القائد ثلم فيها ثلمة لا يسدها شيء، مع كل التقدير للقادة وانجازاتهم وهذا من بركة انجازاتهم انهم حولوا المقاومة الى مؤسسة وكيان قادر على الاستمرار حتى لو قضى من قضى في وسط الطريق شهيدا“.
واعلن اننا “كنا وسنبقى الى جانب الشعب الفلسطيني وانتفاضته وفي كل المراحل واليوم ننظر الى الشباب والصغار والكبار في فلسطين وهم يواجهون بقبضات عزلاء الا من حجر او سكين احد اقوى جيوش هذه المنطقة واحد الكيانات المتوحشة ونرى شجاعتهم وعزمهم يكبر الامل بان بانتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني ومقاومة اللبنانيين ومحور المقاومة الصامد ما زالت الافاق مفتوحة ولن يكون هناك مستقبل لهذا الكيان واي من حماته.. هذه الانتفاضة المتجددة هي الامل الحقيقي لخلاص الشعب الفلسطيني من الاحتلال وحماية الاقصى ومسؤولية الجميع الوقوف الى جانبها كل بحسب قدرته وظروفه وهذا ما نتطلع اليه ونجدد دعوة الجميع اليه لأن هذه فرصة جديدة“.
واشار الى اننا منذ “اكثر من 4 سنوات ونحن نقاتل هذا المشروع التكفيري وفي اكثر من ساح وميدان وقدمنا الشهداء وما زلنا موجودين فيه اليوم، و لولا هذا الصمود في العديد من الساحات ، صمود كل الذين يقاتلون هذا المشروع ، لولا هذا الصمود الميداني في مواجهة داعش ومثيلاتها من العراق الى سوريا ولبنان اين كانت المنطقة اليوم؟ لو قدر لهذه الجماعات الدموية ان تسيطر على العراق وسوريا ولاحقا لبنان ماذا كان سيكون مصير شعوب لبنان وشعوب بالمنطقة المصير كان ما آل اليه احوال الناس في الموصل والرقة ودير الزور وغيرها“.
وقال “بصمود هؤلاء الذين صمدوا في هذه السنين نلمس نتيجة هذا الصمود وان كانت المعركة لا تزال مفتوحة وقد تكون طويلة ولكن ببركة هذا الصمود تتم حماية هذه البلدان وهذه المنطقة وحماية الخصوم الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا وهم واهمون وجاهلون“.
وقال “حتى هذا الصمود الميداني في اليمن في مواجهة العدوان السعودي الاميركي سينقذ اليمن ليس من الغزاة فقط بل لو نجح الغزاة ولن ينجحوا فإن من كان سيحكم اليمن ويتحكم بها هو القاعدة وداعش“.
واكد ان “كل هذه الموقف التي تقاتل في مواجهة المشروع الارهابي تدافع عن الجميع عن كل شعوب المنطقة عن سنتهم وشيعتهم عن حضارتهم وتاريخهم عن حقهم في الحياة الكريمة والامنة وحقهم في الشراكة والتعبير عن الرأي وفي هذا الطريق قضى الحاج ابو محمد الاقليم، وببركة هذا الصمود وهذه الدماء الزكية بدأنا نشهد تحولا في الرأي العام العربي والنظرة تختلف وفهم طبيعة الصراع القائم تختلف وبدأت الحقائق تظهر ونسمع مواقف جديدة ومقالات جديدة تبدلات في المواقف“.
وقال “مع الحاج ابو محمد واخوانه دخلنا في مواجهة المشروع التكفيري، هذا المشروع التدميري لكل شيء.. ولذي يفرض على العالم ان يعيد النظر بتقييمه هو الميدان لذا يجب ان نكون حاضرين دائما في الميدان“.
وقال “اخوانه واحباؤه من كل رجال المقاومة هم اليوم حاضرون في الميدان حيث يجب ان يكونوا اكثر من اي زمن مضى لأننا في معركة ومرحلة فاصلة وحاسمة، سنبقى في مواجهة الاحتلال في لبنان وسنبقى في لبنان والمنطقة في مواجهة اي مشروع يواجه كرامة الناس وامنهم“.
حول الحكومة والحوار
واكد السيد نصر الله في الشأن الداخلي ردا على بعض المواقف التي صدرت في الساعات الماضية اننا ” حريصون دائما على الحوار والتلاقي بين اللبنانيين لان مصلحة لبنان والاستقرار تقتضي ذلك ، وشاركنا في الحكومة من اجل الاستقرار السياسي والامني مع ان شركاءنا فيها قاتلوا لاسقاط الحكومة السابقة، واليوم رغم الاداء المتعثر لهذه الحكومة مع تقديرنا الخاص لرئيسها كنا ندعو دائما الى الحفاظ على هذه الحكومة من اجل البلد“.
واكد اننا ” لا بالحوار نبحث عن مصلحة خاصة لحزب الله ولا بالحكومة، بل نبحث عن مصلحة وطنية حتى لو كان انتاجية الحوار محدودة، ومصلحة اللبنانيين في بقاء الحكومة لأن البديل هو الفراغ وقد يكون الانهيار“.
وقال “سمعنا في الايام القليلة الماضية كلاما رُد عليه من اخواننا وهو كلام جديد في بعض جوابه، خلال كل الفترة الماضية نسمع من تيار المستقبل عندما يتحدثون عن الحوار كأنهم يتفضلون ويمنون على اللبنانيين وثنانيا انهم موجودون في الحكومة ويمنون على اللبنانيين انهم موجود فيها والكلام عن ربط نزاع وما شابه.. اذا انتم تشعرون انكم متفضلين علينا وعلى غيرنا من خلال بقائكم في الحكومة لا تشعروا الاحراج والله معكم، لا نريد ان نمن على احد اننا نحاوره او نشاركه في الحكومة“.