إسرائيل دولة إرهابية: جوناثان كوك
تزداد حدة المواجهات بين المستوطنين الاسرائيليين والفلسطينيين في الاراضي المحتلة، بسبب القيود المفروضة على الفلسطينيين ومنعهم من دخول الأقصى.
حوادث العنف التي تهز الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وقطاع غزة الآن هي على مفترق خطر جدا فقد اجتاحت موجة من الاضطرابات المدن الفلسطينية المحتلة خلال الأيام الأخيرة، مع وقوع اشتباكات متكررة مع الشرطة الإسرائيلية في الناصرة، يافا، اللد والرملة والطيبة وسخنين ورهط وكفر قاسم وغيرها وتم القبض على عشرات المحتجين.
يوم الخميس، أي يوم الغضب الفلسطيني، أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية ضد مئات المحتجين في مدينة الناصرة، اكبر المدن الفلسطينية في “إسرائيل”، وألقت القبض على ستة عشر متظاهرا، خمسة منهم من القصر.
وقالت ديما كفني ان العالم يريد معرفة حقيقة ما يجري، فالمجازر والتمييز يجب ان ينتهي، وأضافت “لقد حان الوقت لكي نحتج”. وكان ابن عمها واحدا من 13 متظاهرا قتلوا قبل 15 عاما في بداية الانتفاضة الثانية واضافت “اننا لم ننس ما حدث”، و”نحن نعلم ان إسرائيل يمكن أن تعنفنا في أي لحظة”.
الأقلية الفلسطينية في إسرائيل، أي خمس السكان، ثاروا غضبا بسبب القيود الإسرائيلية على الفلسطينيين والتي تمنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى في القدس، الضحايا الفلسطينيون في الأراضي المحتلة احبطوا سياسة التمييز المنهجي التي تتبعها إسرائيل.
يوم الجمعة، اندلعت مواجهات مماثلة مرة أخرى في العديد من المدن في الليل، ومرة أخرى يوم السبت، أظهر شريط فيديو قوات الأمن وهي تطلق النار على إسراء عابد، البالغة من العمر 30 عاما وهي أم لثلاثة اولاد من الناصرة ولكن عابد وكما اظهر الفيديو لم تكن تحاول طعن حارس الامن كما ادعت السلطات الاسرائيلية بل أظهرتها اللقطات واقفة دون أي حركة قبل ان تطلق عليها النار وفي فيديو اخر اظهرت الكاميرات ان الشاب الذي اطلقت عليه النار لم يكن يحمل سكينا انما زوج نظارات شمسية.
“إعدام بدم بارد “
قال باسل غطاس، عضو البرلمان الاسرائيلي عن القائمة المشتركة للحزب العربي ان اشرطة الفيديو أظهرت ان عابد لم تكن تحمل شيء وانه تم إعدامها بدم بارد ” وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت أن 2000 من أفراد قوات الامن سيتم نشرهم على الفور في الاراضي المحتلة والقدس.
شرطة الحدود، التي تعمل أساسا في الأراضي المحتلة، وضعت في بؤر التوتر في إسرائيل، بما في ذلك المدن التي يعيش فيها المستوطنون اليهود والفلسطينيون بالقرب من بعضهم البعض وقد ابرزت اسرائيل مخاوفها عندما اصدرت الحكومة قرارا بضرب المحتجين بالذخيرة الحية ونشر القناصين لاستهداف المتظاهرين، بمن فيهم الأطفال، الذين يلقون الحجارة.
ويخشى القادة الفلسطينيون في إسرائيل من أن يؤدي عنف الشرطة إلى تكرار أحداث أكتوبر 2000، في بداية الانتفاضة الثانية حيث قتلت قوات الأمن 13 مواطنا فلسطينيا عزل في الجليل وجرحت المئات في غضون بضعة أيام من المواجهات والعلاقات بين الشعبين لم تلتئم منذ ذلك الحين وقال محمد زيدان، مدير جمعية حقوق الإنسان في الناصرة: “هناك ثقافة الافراط في التحريض والعداء داخل إسرائيل”، واضاف “الكثير من الجمهور الإسرائيلي ينظر الينا كمقاتلين أعداء بدلا من اعتبارنا مواطنين”.
هجمات الحراسة
وكانت هناك أيضا هجمات متكررة من قبل المستوطنين على غرار هجمات الاقتصاص داخل إسرائيل فقد قام شاب يهودي يوم الجمعة بطعن أربعة فلسطينيين، اثنان منهم يحملون الجنسية الاسرائيلية بجنوب ديمونة كما هاجم ثلاثة شبان فلسطينيين إسرائيليا أيضا في وسط مدينة نتانيا، وقاموا بضربه بشكل مبرح ما وصفته الشرطة الاسرائيلية بالخارج عن نطاق القانون وتم الإبلاغ عن حشود من اليهود الإسرائيليين وهم يهتفون “الموت للعرب”، في القدس وفي بعض المدن الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.
الأسبوع الماضي دعا رئيس بلدية القدس، نير بركات، جميع المدنيين الإسرائيليين الذين يملكون السلاح الى حمله في جميع الأوقات، وجعله جاهزا للاستخدام وقال نتنياهو يوم الاحد انه يتم التحقيق مع النائب الفلسطيني، حنين زعبي بتهمة التحريض، بعد أن قالت انها حثت مئات الآلاف من الفلسطينيين للتلاقي في الأقصى من اجل “الانتفاضة الشعبية”.
قبل أيام، منع نتنياهو أعضاء البرلمان الإسرائيلي من دخول المسجد لأول مرة، في ما وصفه بأنه خطوة “لاستعادة الهدوء”، وقال النائب أحمد الطيبي، وهو في القائمة المشتركة لصحيفة جيروزاليم بوست ان نتنياهو “صب الزيت على النار” كما تخوفت الحكومة من الحملة التي قد تقوم بها الحركة الإسلامية في إسرائيل، والتي اتخذت دورا مركزيا على نحو متزايد في الأقصى منذ العام 2000. معظم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة يواجهون قيودا تمنعهم من دخول القدس واتهمت الحركة الإسلامية مرارا اسرائيل بالتخطيط للاستيلاء على الموقع وقال نتنياهو انه مستعد لاتخاذ “خطوات جريئة” ضد الجماعة. واضافت “لا أحد سيكون محصنا”.
وقال زكي اغباريا، المتحدث باسم الحركة الإسلامية لقناة الجزيرة: “إسرائيل تخشانا لأننا ندافع عن حقوق جميع الفلسطينيين في المسجد الاقصى، لكننا لن نخاف، فنتنياهو ليس لديه سلطة هناك“.
الاعتقالات “الوقائية” من قبل الشرطة
انتقدت جماعات حقوق الإنسان في إسرائيل “الإجراءات القمعية” التي تتخذها الشرطة الإسرائيلية في محاولة لإنهاء موجة الاحتجاجات في إسرائيل.
وقال مركز عدالة، وهي مجموعة تطالب بالحقوق القانونية للفلسطينيين في إسرائيل: قيام اسرائيل باعتقال المتظاهرين هو عمل غير مشروع وهي قامت “باعتقالات وقائية” ضد النشطاء السياسيين قبل الاحتجاجات.
كما اعتقلت الشرطة تسعة شبان قالوا انهم يخططون للتظاهر يوم الخميس في الناصرة، متهمة إياهم بتنظيم أعمال شغب وقالت سهاد بشارة، وهي محامية في مركز العدالة: “هذا تطور خطير جدا. ومن الواضح أن هذه الاعتقالات السياسية، استخدمتها إسرائيل في السابق، ولكن ليس بطريقة شاملة كما هو الحال الآن. “
وفي خطوة غير مسبوقة، احتجزت الشرطة لفترة قصيرة أيضا آباء العديد من منظمي الاحتجاجات، وهذه محاولة واضحة لتخويف أسرهم، فالشرطة تتصرف وكأنها فوق القانون منعت الشرطة عشرات الحافلات من دخول الناصرة يوم الخميس ومنعت المتظاهرين في جميع أنحاء الجليل من الانضمام إلى المسيرة.
وفي بيان، للعدالة قالت: “الشرطة الاسرائيلية تستفيد من الوضع السياسي وروح العنصرية لاضطهاد وقمع، وتخويف، وتهديد وإسكات الاحتجاج السياسي الشرعي“وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة: “الشرطة تقوم بعدة عمليات على مختلف الجبهات، وهناك حاجة لهذه الاجراءات الامنية لضمان بقاء الجمهور آمن.”
وقال عوض عبد الفتاح، وهو عضو بارز في متابعة اللجنة العليا، وهي الهيئة الرئيسية للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل “تعكس الاحتجاجات في إسرائيل التضامن المتزايد بين الشباب الفلسطيني في إسرائيل والأراضي المحتلة”.
“”السياسات الإسرائيلية تدفعنا للتوحد مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والعمل تحت استراتيجية واحدة مشتركة للمقاومة”….
وقال حنا ضاهر، وهو طالب يبلغ من العمر 14 عاما، في مظاهرة يوم الخميس في الناصرة، “إخواني وأخواتي يقتلون. إسرائيل دولة إرهابية، لكننا لن تسكت. يجب أن يأتي التغيير “.
انفورميشين كليرينغ هاوس
ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان