من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “حزب الله”: مستعدّون لنشر محاضر الحوار المشنوق يهدد بالاستقالة.. من الحكومة!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي عشر بعد الخمسمائة على التوالي.
السياسة في إجازة، لولا خطاب وزير الداخلية نهاد المشنوق في احتفال الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن بما تضمنه من مفارقات، إن دلت على شيء فإنما على استقالة السياسة في لبنان.
فقد أثار تهديد المشنوق بالاستقالة من الحكومة والحوار الكثير من علامات الاستفهام حول خلفية هذا الموقف، وهل يعبّر عن موقف “تيار المستقبل” ورئيسه سعد الحريري أم أنه مجرد تعبير أو اجتهاد فردي ومن موقعه كوزير للداخلية؟
فهذه الحكومة، تولى “المستقبل” “تركيبها” واختيار رئيسها تمام سلام ووزير الداخلية وباقي وزراء “التيار” نفسه، “ومن يحاول النيل منها فإنما ينال من الحريري نفسه” كما قال احد مستشاري رئيس “تيار المستقبل”، قبل أقل من أربع وعشرين ساعة من تهديد وزير الداخلية.
يصبح السؤال هنا: مَن هم “أهل” الحكومة في الداخل والخارج، ومن المستفيد من بقائها أو من رحيلها، ومن المعني بتحمل مسؤولية هذا الخيار أو ذاك، وهل هناك من يريد وضع لبنان على “السكة الحامية” من أجل استدراج الخارج لفرض انتخاب رئيس للجمهورية، أم أن هذا الموقف هو عبارة عن “تكتيك سياسي” أو مجرد تعبئة سياسية لشد عصب جمهور معين؟
والمفارقة في هذا الخطاب أنه يتنافى مع وقائع سياسية كان وزير الداخلية شريكاً حقيقياً فيها، خصوصاً أنه شكّل رأس حربة في “المستقبل” في مواجهة من كانوا يحاولون تعطيل تسوية الترقيات العسكرية من داخل تياره السياسي نفسه، وهو لطالما اختبر في حوار عين التينة وعلى طاولة مجلس الوزراء وفي اجتماعات ثنائية وجود إرادة سياسية جدية لدى كل من الرئيس نبيه بري وقيادة “حزب الله” بإنجاح عمل الحكومة ونزع أكثر من صاعق كاد يهددها أكثر من مرة.
ومن يحاول التدقيق في جلسات الحوار الأخيرة بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” يستنتج وجود روايتين: أولى مفادها أن “حزب الله” فاجأ وزير الداخلية بسؤال الأمن البقاعي من زاوية دعوة القوى الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها هناك، وهو السؤال نفسه الذي طرحه الرئيس بري في إفطار عين التينة الرمضاني الأخير، وتم التوافق على توجه وفد يضم وزراء الداخلية والصناعة والأشغال للقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي والتفاهم معه على خطوات تؤدي إلى تعزيز حضور القوى الأمنية والعسكرية في البقاع.
أما الرواية الثانية لـ”المستقبل”، فمفادها أن وزير الداخلية هو الذي طرح سؤال الأمن البقاعي، سواء في حوار عين التينة أو من خلال التواصل مع الحاج وفيق صفا عن قيادة “حزب الله”، مطالبا الحزب بالمساعدة في رصد القوى الأمنية لهواتف بعض كبار المطلوبين، وأبدى استعداده للتوجه هو ووزير الصناعة للقاء قائد الجيش، لكن الأخير طلب التمهل للحصول على جواب من قيادة الحزب!
وكان المشنوق قد استند في خطاب الأونيسكو إلى مطالبته، قبل سنة، “حزب الله” برفع وصايته عن الفلتان الأمني في البقاع، وقال:”ماذا كانت النتيجة؟ الخطة الأمنية في البقاع، لا تزال حبراً على ورق ووعوداً في الفضاء وكلاماً معسولاً عن رفع الغطاء السياسي، وما قلته عن مربعات الموت والفلتان الأمني يتظاهر من جرّائه أهل بعلبك الذين ضاقوا ذرعاً بالزعران والسلاح غير الشرعي وأمراء الزواريب وعناتر الأحياء”. وأعلن أن بقاء الوضع السياسي والأمني على ما هو عليه سيكون الخطوة الأولى في الدفع نحو الاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار.
في المقابل، رد وزير الصناعة حسين الحاج حسن، باسم “حزب الله”، على وزير الداخلية، فقال: “ما نسمعه من وزير الداخلية على طاولة الحوار مغاير تماما لما قاله في الإعلام، فصرنا أمام لسانين ولغتين ووجهين متناقضين بخاصة تجاه الخطة الأمنية في البقاع التي كانت ولا تزال مطلبا ملحا لـ”حزب الله” و”أمل” اللذين قدما كل دعم للأجهزة العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها”.
وأضاف “ان الهروب من الفشل والتقصير لإلقاء التبعة على الآخرين لن يخفف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق وزير الداخلية تجاه ابقاء الفلتان الأمني في البقاع لتصفية الحسابات مع المنطقة وأهلها، واذا رغب الوزير المشنوق وفريقه في نشر محاضر جلسات الحوار (في عين التينة) فنحن حاضرون لنشرها ليعرف الرأي العام على من ألقى وزير الداخلية المسؤولية عن عدم تنفيذ الخطة الأمنية وتبيان الحقيقة للناس”.
البناء : قديروف ورؤساء دول الاتحاد الروسيّ يقترحون على بوتين حشداً برياً الجيش السوريّ يواصل التقدّم وحلب إلى الواجهة… وفلسطين في مجلس الأمن بروجردي في بيروت وتأكيد حلف بغداد الجديد بشراكة حزب الله
كتبت “البناء “: أعلن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف عزمه التشاور مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إمكانية المشاركة بقوات برية في الحرب على الإرهاب، كاشفاً عن وجود نيات مشابهة لدى رؤساء دول الاتحاد الروسي للخلاص السريع من كابوس الإرهاب الذي يهدّد دول الاتحاد، وتتشكّل قاعدته في سورية والعراق، ويأتي كلام قديروف في وقت تتمسّك موسكو بثابتتين في الحرب التي تخوضها في سورية منذ مطلع الشهر الحالي، كما تقول مصادر إعلامية بارزة في روسيا، الأولى عدم التفرّغ للردّ على السجالات الاستفزازية، حيث تعبّر موسكو أنها تردّ بالأفعال لا بالأقوال، وأنّ عليها أن تكتفي بالردّ على الذين يتصرفّون كأنّ حربها هي ورطة في مستنقع أنها ستحسم الحرب في شهور بالتعاون مع حلفائها، ومن جهة مقابلة تهتمّ موسكو بتثبيت حقيقة أنّها جزء من حلف وليست مجرد دولة عظمى جاءت تساند حليفها، بل إنّ التمسك بصيغة غرفة عمليات بغداد وتوسيع المشاركين فيها يشكل أحد أبرز عناوين الاستراتيجية الروسية للحرب على الإرهاب، وما بعد الحرب على الإرهاب، في صياغة خارطة استقرار الشرق الأوسط الذي انتهى عهد التفرّد الأميركي فيه بوجود شريكين جديدين هما إيران وروسيا وثالث يستعدّ على الطريق هو الصين، التي تبدو الشريك الاقتصادي الأول الذي يتهيّأ لمراحل إعادة الإعمار في سورية والعراق.
في الميدان السوري واصل الجيش السوري إنجازاته على جميع الجبهات المفتوحة، شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً، وكان أبرزها ما بدا أنه سيتصدّر المشهد العسكري، في جنوب غرب حلب، حيث التقدّم الواسع للجيش السوري يؤشر إلى اقتراب معركة العاصمة السورية الثانية، حلب، التي بدأت تظهر فيها ملامح تبدّلات في مواقع الجماعات المسلحة ومواقفها، بعدما قامت الجماعات الكردية في حي الشيخ مقصود بطرد الجماعات المحسوبة على الأتراك والسعودية، والعودة إلى صيغة التفاهم المعمول بها سابقاً مع الجيش السوري من تبادل الشراكة الدفاعية في وجه الجماعات الأخرى. وفي قلب هذه الجماعات عاد الذين كانوا قبل تحوّلات إدلب وريفها يفاوضون على التسويات، ليتحدّثوا مجدداً عن فرص حقيقية لتجنيب أحيائهم مواجهات هي بغنى عنها، بينما يتصرّف المسلحون الأجانب المستجلَبون وكأنهم ينتظرون قراراً بالرحيل، ما يعني أنّ معطيات الحرب في حلب تقترب ويؤكد إعلاميون مقيمون في حلب أنّ أصوات الغارات والقذائف المتساقطة على المناطق القريبة تفعل فعلها في خلق المناخ النفسي للحرب، ومعلوم أنّ حسم حلب يعني حسم جزء كبير من مستقبل الحرب السورية.
فلسطينياً استمرّت الانتفاضة وتواصل ارتقاء الشهداء، واستمرّ الاحتلال بوحشية مستوطنيه وجنوده بحق المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء الذين قال تقرير الأمم المتحدة الذي عرض أمام أعضاء مجلس الأمن أنهم أكثر من ثلاثة أرباع ضحايا الرصاص “الإسرائيلي”. وكان يوم فلسطين الأول في مجلس الأمن فرصة لظهور درجة الضعف والهزال العربيّين من جهة، والحماية الأميركية لـ”إسرائيل” وجرائمها من جهة مقابلة، بينما كان لافتاً، ما صدر عن المندوب الروسي من دعوة إلى التفكير بالحماية الدولية للفلسطينيين، خصوصاً في القدس إذا تعثّر طويلاً الحلّ السياسي الذي يقوم على فكرة الدولتين، مقابل إعلان “إسرائيلي” بالرفض المطلق، ومن جهة ثالثة محاولة فرنسية للتميّز بموقف وسطي يفتح باب البحث عن دور في إعادة إطلاق المسار التفاوضي.
لبنانياً كان الحدث زيارة رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي لبيروت آتياً من دمشق، وقد علمت “البناء” أنه إضافة للمواقف التي أطلقها بروجردي عن الاستقرار في لبنان ودعم لغة الحوار والشراكة، كانت الزيارة واحدة من آليات تثبيت الحلف الرباعي الذي يربط إيران وروسيا مع سورية والعراق من جهة، ومنع التأويلات التي توحي بضعف ومنافسة بين أركان هذا التحالف من جهة ثانية. لكن والأهمّ التأكيد من جهة ثالثة، على مكانة حزب الله كشريك كامل في هذا الحلف.
طغت زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي للبنان على المشهد الداخلي القاتم في ظل غياب أي مؤشر إلى حلول قريبة قد تفرج عن الملفات العالقة، نتيجة الخلافات السياسية المستحكمة في الداخل وتعقيدات الوضع الإقليمي.
وعلى وقع التطورات الميدانية في سورية والإنجازات النوعية للجيش السوري وقوى المقاومة في مختلف الجبهات، حطّ بروجردي في بيروت، وجال على عدد من المسؤولين اللبنانيين، حيث التقى مساء أول من أمس الخميس، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بحضور السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي، حيث جرى التداول حول التطورات الحاصلة في المنطقة، وخصوصاً في سورية ولبنان.
كما التقى أمس، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الكبير ووزير الخارجية جبران باسيل، وأكد بروجردي “دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل للحوار السياسي الوطني البنّاء الذي يجري حالياً بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين”، معرباً عن أمله أن “يؤدي هذا الحوار في المستقبل القريب إلى تحقيق كل الأهداف التي يتفق عليها الجميع لتحقيق المصلحة الوطنية اللبنانية العليا ونأمل في زيارتنا المقبلة أن تتاح لنا الفرصة لزيارة القصر الجمهوري في بعبدا”.
تابعت الصحيفة، حكومياً، يبقى تحديد موعد لجلسة خاصة بالنفايات من أجل إقرار آلية التنفيذ التي وضعها وزير الزراعة أكرم شهيب، رهن الاتصالات والاجتماعات المتواصلة وفور نضوجها سيوجه رئيس الحكومة تمام سلام الدعوة التي طال انتظارها ومن المرجح أن تكون يوم الاثنين أو الثلاثاء.
وفي إطار المشاورات حول الوضع الحكومي المعقّد، زار وفد وزراء الكتائب: رمزي جريج وسجعان قزي وألان حكيم السراي للتشاور مع الرئيس سلام، وتحدث الوزراء الثلاثة بعد اللقاء عن أجواء إيجابية في ما يتعلق بملف النفايات.
وأكد مصدر وزاري لـ”البناء” أن “الأجوبة من المعنيين بالنسبة لمطمر البقاع أتت أمس إيجابية، لكن لم يتحدد الموقع بانتظار الدراسات التقنية والجيولوجية الجارية في مواقع عدة، ونقل المصدر عن سلام تيقنه من أن نتائج الدراسات ستكون جيدة”.
وأضاف المصدر: “أما بالنسبة لمطمر عكار، فهناك بعض العقبات يجري العمل لتذليلها وخلال 48 ساعة يكون المطر جاهزاً لاستقبال النفايات، وتوقع المصدر أن يدعو سلام لجلسة يومي الثلاثاء او الأربعاء المقبلين لبت خطة النفايات”.
وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ”البناء” أن “الحكومة لم تتقاعد سياسياً كما يُقال، ورفض الشروط المسبقة التي توضع لحضور بعض الأطراف جلسات الحكومة”، وأكد أن “تعيين قائد للجيش يتم في مجلس الوزراء ضمن اللعبة الديمقراطية ولا تجوز مقاطعة الجلسات”.
وإذ اعتبر أن هناك مشكلة سياسية في الحكومة، جزم جريج بأن سلام سيتخطاها بالاتصالات التي يجريها مع الأطراف كافة، لا سيما مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدائم تواصله مع سلام. ودعا جريج إلى “تفاهم والتزام جديدين على مقاربة العمل داخل الحكومة التي تم الاتفاق عليها سابقاً”.
على صعيد الحراك الشعبي، أطلق قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، سراح 3 موقوفين من الحراك المدني مقابل كفالة مالية رمزية. وأبقى رهن التحقيق وارف سليمان وبيار الحشاش استناداً إلى أفلام الشغب في تظاهرات وسط بيروت، إلا ان القرار جوبه بعاصفة غضب من ناشطي الحراك أمام المحكمة العسكرية، وقطعوا الطريق بمستوعبات النفايات وما لبثوا أن أعادوا فتحها.
وأكد محامو الحراك بعد خروجهم من المحكمة أن “الملف أصبح سياسياً وأن الاعتصام المفتوح مستمر امام المحكمة ودعوا إلى المشاركة في خطوات تصعيدية. وفي الأثناء، أقدم الناشط محمد حرز على إحراق نفسه خلال مشاركته بالاعتصام أمام المحكمة العسكرية.
الأخبار : المستقبل: فلتسقط الحكومة وطاولة الحوار!
كتبت “الأخبار”: في الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال اللواء وسام الحسن، وجّه الوزير نهاد المشنوق رسائل تصعيدية في وجه الخصوم، وتحديداً حزب الله. أعلن موقف تيار المستقبل، مهدداً بالخروج من الحكومة والحوار “في حال بقي الحال على ما هو عليه”
هل قرّر تيار المستقبل الهروب إلى الأمام وتفجير الحكومة العاجزة لسحب هذه الورقة التي يهدّده بها خصومه؟ أم أن التهديد الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق من على منبر الذكرى الثالثة لاغتيال اللواء وسام الحسن هو اجتهاد شخصي؟ معلومات “الأخبار” تفيد بأن ما قاله المشنوق منسّق مع الرئيس سعد الحريري. فهو عملياً، هدّد بالانسحاب من الحكومة وطاولة الحوار إذا استمر التعطيل. كذلك وجّه رسائل عالية النبرة، قصد منها شدّ عصب الجمهور، لناحية التصويب على حزب الله من زاوية الخطة الأمنية في البقاع، التي يريدها ثمناً مقابلاً لما قامت به الأجهزة الأمنية في الشمال وسجن رومية. كذلك أدى “ما يجب عليه” لناحية “الدفاع” عن السعودية في وجه “هجوم” حزب الله وإيران. وبحسب مصادر المستقبل، فإن كلام وزير الداخلية أمس “ليس ذروة التصعيد، بل أوّله”.
ويتصرّف المستقبل على قاعدة أنه لن يقبل تهديده بتعطيل الحكومة، كما لو أنه المستفيد الوحيد من بقائها. فإذا به يذهب أبعد من ذلك، مهدداً بالانسحاب من الحوار، وهو العنوان الوحيد للحد الأدنى من الاستقرار. وظهر كلام المشنوق مكمّلاً لما قاله مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري أول من أمس، عن أن السعودية لن تفاوض إيران إلا بعد سيطرتها على العاصمة اليمينة صنعاء. تصريحان يدلان على احتدام الخلاف السياسي اللبناني، بعد ربطه بكل أزمات المنطقة، من سوريا فالعراق وصولاً إلى اليمن وفاجعة وفاة الحجاج في مِنى.
تيار المستقبل الذي كان يتهم خصومه بالسعي إلى إسقاط الحكومة بهدف تغيير النظام من خلال مؤتمر تأسيسي، قرّر على ما يبدو التخلي عن هذا الاتهام. فمصادره تجزم بأن سقوط الحكومة، والوصول إلى الفراغ الشامل على مستوى السلطة التنفيذية وشلل السلطة التشريعية، لن يؤدي إلى مؤتمر تأسيسي، لأن دون تغيير النظام “فيتوات” مذهبية وطائفية وقرارات إقليمية ودولية قادرة على تعطيل أي توجه مماثل.
في المقابل، يرى خصوم المستقبل تهديده أمس بأنه إما تهويل كلاميّ لا أكثر، أو نتيجة قرار إقليمي ودولي برفع مظلة الأمان عن لبنان. وفي الحالتين، يرى عضو بارز في تكتل التغيير والإصلاح أن كلام المشنوق يكشف أن “المستقبل ماضٍ في غيّه، وهو لا يريد القياد بأي خطوة تعيد المؤسسات إلى العمل بانتظام”. وذكّرت المصادر بأنّ المشنوق قال كلاماً سياسياً عالي النبرة قبل عام كامل، ومن المنبر نفسه، “ولم يكن كلامه حينذاك إلا لشد عصب الجمهور”.
خطاب المشنوق أتى خلال احتفال “مؤسسة اللواء وسام الحسن” بالذكرى الثالثة لاغتياله، في قصر الأونيسكو. وبعد كلمة “هادئة” للمدير العام للأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، أطلق المشنوق تهديده قائلاً إن “بقاء الأمور على ما هي عليه سيكون خطوة أولى للخروج من الحكومة والحوار”. ثم هاجم حزب الله على خلفية الخطة الأمنية في البقاع، قائلاً إنها بقيت حبراً على ورق. أما النائب مروان حمادة، الخطيب السياسي الثاني في المناسبة، فكان أكثر حدة من المشنوق. فقد حرّض طائفياً، بطريقة مبطّنة، من خلال حديثه عن عزل ونحر طوائف وكيانات بأكملها. وذهب إلى حدّ اتهام حزب الله و”أسياده” باغتيال اللواء الحسن، قائلاً: “هل ننتظر من ولي الفقيه وحزبه أن يرأفا بنا بعد اغتيال أبرز رموزنا؟”.
وعلى غير عادته، ردّ حزب الله على كلام المشنوق عن الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، فأصدر وزير الصناعة حسين الحاج حسن بياناً قال فيه إن “ما نسمعه من وزير الداخلية على طاولة الحوار مغاير تماماًَ لما قاله في الإعلام، فصرنا أمام لسانين ولغتين ووجهين مناقضين، بخاصة تجاه الخطة الأمنية في البقاع التي كانت ولا تزال مطلباً ملحاً لحزب الله وحركة أمل اللذين قدما كل الدعم للأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها. إن الهروب من الفشل والتقصير بإلقاء التبعة على الآخرين لم يخفف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق وزير الداخلية تجاه إبقاء الفلتان الأمني في البقاع لتصفية الحسابات مع المنطقة وأهلها، وإذا رغب الوزير المشنوق في نشر محاضر جلسات الحوار فنحن جاهزون لنشرها ليعرف الرأي العام على من ألقى الوزير المسؤولية عن عدم تنفيذ الخطة الأمنية وتبيان الحقيقة للناس”.
من جهة أخرى، رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن “المسؤوليات الوطنية في لبنان قد تم تقسيمها طائفياً ومناطقياً”، لافتاً إلى أن “أبشع تصوير لهذا المستوى، الانحطاط الذي وصلنا إليه في البلاد هو ما وصلت إليه أزمة النفايات حيث تحولت المطامر إلى مذهبية وطائفية”. وخلال كلمة له في إحياء الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء، شدد على أنّ “من واجبنا تحمّل المسؤولية تجاه الأمة والمنطقة والمقدسات، والعمل من أجل سلامة وكرامة الناس في بلادنا وفي أي مكان نستطيع أن نعمل ونصل إليه”. ورأى السيد نصرالله أن “البعض يقبل بتدخل أسياده في أميركا في كل أصقاع العالم، ولكن أن نتدخل نحن فهذا ممنوع”. وقال: “إننا الآن في قلب هذه المعركة وهي من أوضح الواضحات الفكرية والعقلية والدينية”.
الديار : مواجهة بين المستقبل والتيار الوطني على رئاستي لجنتي الاشغال والمال نصرالله : من المعيب مذهبة المطامر والمشنوق لعون : الأولوية لانتخاب رئيس
كتبت “الديار”: الازمات متفاقمة ومتراكمة، وباب الحلول مقفل، والقوى السياسية رغم احداث المنطقة الاستثنائية ما زالت تهوى لعبة “نصب الكمائن” فيما بينها من اجل حصة هنا أو هناك، دون اي اكتراث لهموم الناس وحرمانهم. وقد عبّر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن سوء هذه الاوضاع والحالة المزرية التي وصلنا اليها عندما قال ان “من المسؤوليات الوطنية في لبنان قد تم تقسيمها طائفياً ومناطقياً بحيث يقول أهل كل منطقة لا علاقة لهم بأهل المناطق الأخرى”، لافتاً إلى أن “أبشع تصوير لهذا المستوى من الانحطاط الذي وصلنا اليه في البلاد هو ما وصلت اليه أزمة النفايات حيث تحولت المطامر إلى مذهبية وطائفية”، مشيراً إلى انه ” بعد ذلك سنوصل إلى مرحلة العائلات والعشائر التي هي المرحلة الثالثة”.
وخلال كلمة له، شدد السيد نصرالله على أنه “من واجبنا تحمل المسؤولية تجاه الأمة والمنطقة والمقدسات”، مشيراً إلى أنه “من واجبنا أن نعمل من أجل سلامة وكرامة الناس في بلادنا وفي أي مكان نستطيع أن نعمل ونصل اليه”، ومعتبراً أنه بحسب القدرة يأتي التكليف “فهناك أشخاص ليست لهم القدرة على القيام بأي أمر إلا الشعور بالهم والمسؤولية، وهناك أناس لديهم أموال وآخرون لديهم سلاح أو علم أو ثقافة أو منبر إعلامي، وهنا يتفاوت التكليف والمسؤولية بحسب القدرة”.
ورأى أن “البعض يقبل تدخل أسياده في أميركا في كل أصقاع العالم، ولكن أن نتدخل نحن فهذا ممنوع”.
ورأى نصرالله أنه ” في السنوات الأخيرة حصل تركيز على الحرب الناعمة بسبب تطور وسائل الاتصال”، محذراً من مخاطر هذه الحرب التي تستهدف المنطقة والعالم العربي.
كلام الامين العام لحزب الله يؤكد ما كشفته “الديار” منذ ايام ان العقدة الاساسية التي تعترض ملف النفايات هي مذهبية بامتياز وان نواب المستقبل وبعض الفاعليات العكارية والشمالية يرفضون اقامة مطمر في منطقة سرار في عكار، اذا كانت نفايات الضاحية الجنوبية ستنقل اليه، واصروا على فتح مطمر في المناطق الشيعية وتحديدا في بعلبك – الهرمل. ويبدو ان هذه العقدة هي التي تؤخر الملف رغم محاولة الوزير شهيب نفي هذا الامر وتجاوزه.
واوضحت مصادر قريبة من حركة الاتصالات لحل قضية مطمر البقاع ان التواصل ما زال مستمراً بين رئيس الحكومة تمام سلام والوزير اكرم شهيب من جهة وكل من حزب الله والمستشار السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل بهدف الاتفاق نهائياً على مكان المطمر المطلوب.
واشارت الى ان موقع عين كفرزبد الذي كان الافضل بين المواقع المقترحة، تبين انه قريب من الاماكن السكنية، ولذلك فهناك تشاور لاختيار مكان أبعد ليكون مطمراً في البقاع.
وفي زحمة الملفات المعقدة التي شهدت امس توتراً عالي السقف وستترك تداعياتها عبر عودة “الحراك” الى الشارع خلال الايام المقبلة احتجاجاً على استمرار توقيف اثنين من قادة الحراك وارف سليمان وبيار حشاش من قبل قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا استناداً الى افلام الشغب في تظاهرات وسط بيروت واطلاق سراح 3 من زملائهم مقابل كفالة مالية، وقد رد محتجون بقطع الطريق امام المحكمة العسكرية وافترشوا الارض لبعض الوقت فيما قام شابان من المعتصمين باحراق نفسيهما رفضاً للقرار ونقلاً الى مستشفى الجعيتاوي.
النهار : ذكرى وسام الحسن منصّة ردود على التعطيل تلويح بالاستقالتين… ونداء لعودة الحريري
كتبت “النهار”: لم تكن مجموعة الرسائل – الردود التي طبعت إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات سابقاً في قوى الأمن الداخلي اللواء الشهيد وسام الحسن سوى انعكاس بديهي للموقف المحوري لقوى 14 آذار عموماً وتيار “المستقبل” خصوصاً، من “هجمة” التقييد الجديدة للحكومة من جهة والمناخ السياسي برمته من جهة أخرى تحت وطأة مسلسل الاشتراطات المستحيلة التي تعاقب طرحها في الاسابيع الاخيرة من الفريق الآخر. ذلك ان مجمل المعطيات والمعلومات المتوافرة عن الاتجاهات السياسية لفريق الثنائي “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” تؤكد ان هذه الاتجاهات ماضية نحو احكام الحصار على الحكومة واجهاض كل المحاولات المبذولة لتفعيلها حتى ان بعض الرهانات على امكان احداث ثغرة محدودة في عملية الحوار بدأ يتراجع أمام ملامح التصعيد المتدحرج.
وأبدت مصادر سياسية لـ”النهار” تخوفها من انعكاس سلبي لانسداد الأفق السياسي على الوضع الأمني وخصوصاً في ضوء تصاعد التوتر بطابع مذهبي في المنطقة وآخر تجلياته الهجوم على حسينية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بعد كل ما خلفته حادثة منى من ترددات.
وأشارت المصادر في هذا السياق الى تدابير حماية استثنائية اتخذتها أخيراً القيادات الرئيسية في قوى 14 آذار بناء على تحذيرات تلقتها من احتمال تعرضها لاعتداءات، وكذلك الى الاجراءات التي تحول اجزاء واسعة من الضاحية الجنوبية منطقة مقفلة مدى ساعات كل يوم، وأيضاً توافد شخصيات ووفود أمنية ايرانية الى لبنان بما يتقاطع مع المخاوف على الوضع الأمني. وذكر في هذا السياق ان رئيس لجنة الامن والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي أفصح امام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته السريعة أمس لبيروت عن تحذيرات من امكان انعكاس التطورات الميدانية الجارية في سوريا تدفق مزيد من “الارهابيين” الى لبنان.
ذكرى الحسن
وسط هذا المناخ، اتسم الاحتفال الذي أقامته “مؤسسة اللواء وسام الحسن” في مسرح قصر الاونيسكو أمس في الذكرى الثالثة لاغتياله بدلالات بارزة اكتسبتها كلمتا كل من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق متحدثاً باسم الرئيس سعد الحريري والنائب مروان حماده متحدثاً باسم عائلة اللواء الحسن. وإذ رسمت مواقف المشنوق خط الرد الواضح على المسار التعطيلي للحكومة والخطط الامنية في البقاع بالاضافة الى رد مباشر على مواقف رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون من ملف الرئاسة، تميزت مواقف حماده بالدعوة الملحة الصريحة الى عودة الرئيس الحريري الى لبنان كمفتاح أساسي لمسار الحل وتحرير البلاد من أزماتها الدستورية والسياسية.
اللواء : المشنوق يلوِّح بالإستقالة والخروج من الحوار شهيِّب “: مطمر البقاع يكرّس الشراكة وجلسة النفايات مطلع الأسبوع
كتبت “اللواء “: من عيار غير مألوف، شكلت المواقف التي أطلقها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق حدثاً بحد ذاته.
واستدعت هذه المواقف، سواء في المناسبة التي قيلت خلالها، وهي الاحتفال بالذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، أو الظروف السياسية محلياً وسورياً واقليمياً، اتصالات ومشاورات لمعرفة وجهة الوضع اللبناني، في ما لو سلكت هذه المواقف طريقها إلى التنفيذ، أي على صعيد استقالة وزراء تيّار “المستقبل” من الحكومة، أو الانسحاب من الحوار الثنائي مع حزب الله الذي يرعاه الرئيس نبيه برّي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.
وتخوف مصدر وزاري من ان تكون الحكومة قد دخلت في سباق بين جلسة النفايات التي يزمع الرئيس تمام سلام الدعوة إليها في النصف الأوّل من الأسبوع المقبل، وتصريف الأعمال، بعدما أصبحت عُرضة لسهام الخلافات السياسية والتداعيات المعقدة للدخول العسكري الروسي في سوريا.
الجمهورية : موسكو تُحذِّر من إنهيار الدولة وطهران تأمل برئيس في بعبدا
كتبت “الجمهورية”: حملت الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن رسالة سياسية واضحة المعالم وجّهها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إلى “حزب الله” عبر تلويحه بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار، فقال: “أعلِنُ أنّ بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة من الحكومة التي أردناها ربطاً للنزاع وأرادوها ربطاً للوطنية والضمائر، وخطوة أولى أيضاً للخروج من الحوار الذي أردناه صوناً للسلم الأهلي، فإذا بنا نتحوّل إلى شهود زور على حساب مسؤولياتنا الوطنية”. وقد عبّر المشنوق بكلمته عن الأسباب التي أوصلته إلى هذه الخلاصة، وهي أنّه على مستوى الحوار “الخطة الأمنية في البقاع لا تزال حبراً على ورق”، فيما يتمّ “المضيّ باعتقال مجلس الوزراء وتعطيله”. وإذا كانت رسالة المشنوق أمس رفضَ الاستمرارِ بعدم إنتاجية الحوار وتعطيل الحكومة، فإنّ السؤال هو عن كيفية تعامل الحزب مع هذه الرسالة؟ فهل سيتلقّفها لإعطاء وزير الداخلية إنجازاً أمنياً في البقاع، سيّما أنّ كتلة نوّابه في بعلبك حذّرت من استمرار الفلتان الأمني؟ وهل سيَعمد إلى إقناع حليفه بضرورة إعادة تفعيل الحكومة، أم سيواصل الحزب تصعيدَه السياسي ضد “المستقبل” و14 آذار؟ وماذا عن موقف المشنوق واستطراداً “المستقبل” في حال استمرار المراوحة في الحوار والتعطيل في الحكومة؟ فهل ينفِّذ تهديده بالخروج من الأوّل والاستقالة من الثانية؟ وهل هذا التهديد هو الفرصة الأخيرة عملياً؟ وهل يتحمّل المشنوق و”المستقبل” إطلاق تحذيرات من دون ترجمتها على أرض الواقع في ظلّ ارتفاع منسوب التطرّف نتيجة وصول الحكومة والحوار إلى الحائط المسدود وعودة الحماوة إلى المشهد السوري مع الدخول الروسي الذي حذّر على لسان وزير خارجيته سيرغي لافروف “من مغبّة استمرار المحاولات الرامية إلي تدمير الدولة في لبنان على غرار ما جرى ويجري خلال السنوات الأخيرة في كلّ مِن العراق وليبيا وسوريا”؟