شؤون لبنانية

بري: لبنان سيعبر أزماته رغم الصعوبات

berri24

انهى رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارته الرسمية الى رومانيا بعدما اجرى جولة محادثات ناجحة مع كبار المسؤولين تناولت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والبرلماني بين البلدين والتطورات الراهنة، ولاسيما الازمة السورية وقضية اللاجئين .

وكانت سفارة لبنان في بوخاريست والجالية اللبنانية اقامت للرئيس بري والوفد المرافق حفل استقبال تكريميا له حضره رئيس مجلس النواب الروماني ونائبة الرئيس رئيسة جمعية الصداقة الرومانية ـ اللبنانية روديكا نصار وعدد من الوزراء والنواب وممثلي السلك الديبلوماسي المعتمد وحشد من ابناء الجالية.

فالقى الرئيس بري كلمة قال فيها: “بداية اود ان اجدد شكري لدولة الرئيس فاليريو ستيفان زغونيا على اتاحته هذه الفرصة الجديدة لي لتكرار زيارة رومانيا في الالفية الثالثة وقد سبق لي ان زرتها عام 1997. ان هذه الزيارة مناسبة طيبة لتأكيد العلاقات التاريخية السياسية بين البلدين والتي تعود الى نصف قرن سابق، بالاضافة الى نقاط الاقتراب الجغرافية والى المصالح المشتركة الجديدة التي تستدعي اعتبار بلدكم للبنان نافذة على الشرق الاوسط وعلى افريقيا نظرا لحجم ودور الجاليات اللبنانية العريقة المنتشرة هناك، واعتبار لبنان رومانيا قاعدة ارتكاز لعلاقاته مع منطقتكم“.

أضاف: “إن هناك العديد من الاتفاقيات التي تجمع بين بلدينا واعتقد ان 15 اتفاقية صدقها البرلمانان، ونستطيع ان نطور هذه العلاقات في مجال بناء تفاهم مشترك على المستوى البرلماني والتمهيد لاتفاقيات على المستوى الثقافي واستعادة موقع لبنان في جامعاتكم عبر المنح الدراسية وتعزيز المدارس اللبنانية وتعزيز العلاقات الاقتصادية في كل المجالات، وايضا التخفيف من القيود الدبلوماسية. ان ما بيننا ليس مجرد علاقات رسمية ، ولكن جسر من العلاقات الانسانية كرسه بلدكم عبر خمسة آلاف خريج من جامعتكم في كل الاختصاصات، ما زال قسم منهم مقيما في بلدكم واتجه للاعمال واقام مؤسسات كبيرة، كما ان هناك نحو ثلاثة الاف شركة ومؤسسة ذات رساميل لبنانية ، وانا سبق لي وشجعت انعقاد اجتماع بوخارست بعنوان: “المنتدى الاول لرجال الاعمال اللبنانيين في افريقيا” والذي استقبل بالترحاب والتسهيلات من بلدكم والتعاون الكبير من رجال الاعمال اللبنانيين كما واني شجعت على عقد اجتماع واسع لرجال الاعمال اللبنانيين ، في افريقيا واوروبا في بوخارست ، والانفتاح على رجال الاعمال في بلدكم وسبق واستقبل لبنان وفدا من رجال الاعمال الرومانيين“.

وأكد أن “حجم الاعمال لا يتم بين الحكومات وانما بين رجال الاعمال”، لافتا إلى أن الميزان التجاري المختل لمصلحة بلدكم لا يعبر عن المدى العميق للعلاقات بين بلدينا رغم تقدم العلاقات التجارية، وهو الامر الذي يحتاج الى دعم من الاطر البرلمانية لتشجيعه وزيادته وتعزيزه“.

                             

وتابع: “لقد أقيمت أول غرفة تجارة رومانية في بيروت قبل نحو مئة عام، وبعد ذلك بقليل بدأت بلادكم عملية التبادل التجاري مع منطقة الشرق. على المستوى البرلماني لقد حملت لكم معي اقتراحا بتوقيع مذكرة تفاهم مع مجلسكم الكريم، وكذلك مع مجلس الشيوخ، وذلك في سبيل تعزيز وتنسيق العلاقات البرلمانية في المحافل المختلفة وتبادل الخبرات البرلمانية وصناعة القوانين، ونحن لدينا اتفاقيات مشابهة مع نحو خمسة عشر برلمانا حول العالم بالاضافة الى موقع لبنان في الاتحادات البرلمانية الدولية القارية واللغوية والجهوية“.

وقال: “إنني أطلب عبر مجلسكم من حكومتكم الكريمة دعم لبنان من جميع محافل الاتحاد الاوروبي لمساعدتنا على مواجهة مشكلة اللاجئين واستضافتنا ما يزيد على مليون ونصف مليون لاجىء من الاخوة السوريين على ارض لبنان اضافة الى وجود نصف مليون فلسطيني بعد الاحداث في سوريا. ان الصرخة بدأت في اوروبا من عشر العدد الذي يستقبله لبنان في وقت يموت فيه اللاجئون والنازحون غرقا في البحر او البرد وهو ما يستدعي اجراءات دولية عاجلة“.

ولفت إلى أن “أزمة المهاجرين سواء من على شواطئ المتوسط القادمين من الشرق الاوسط او من ليبيا وشمال افريقيا وقبلهم ازمة اللاجئين الفلسطينيين سببها منذ عام 1948 نكبة فلسطين والاحتلال الاسرائيلي ومحاولة تفريغ فلسطين كما سوريا وكما كل بلد عربي الآن من شعبها، وسببها في الالفية الثالثة الوقائع الشرق اوسطية الدامية التي ضغطت على شعوبنا بكل انواع التدخلات والاموال والسلاح والمسلحين العابرين للحدود من اوروبا وشتى انحاء العالم، الامر الذي يتسبب بحروب لا تتوقف ودمار وقتل وتشريد، وبتحويل منطقتنا الى حقل للمناورات العسكرية بكل انواع الاسلحة الفتاكة. ان ازمة اللاجئين ما كانت لتكون وهي ممكن ان تنتهي بهزيمة الارهاب والدخول في حل سياسي للأزمات“.

وقال: “اما بالنسبة الى القدس فإني اوجه عنايتكم دولة الرئيس كما تحدثت مع فخامة رئيس الجمهورية هذا اليوم الى ان اسرائيل تجر الشرق الاوسط الى حروب دينية ، عبر محاولة تقسيم المسجد الاقصى مكانيا وزمانيا وايضا كنيسة القيامة وعبر عمليات الاستيطان الواسعة والاستيلاء على الاراضي والتجريف والاعتقال. ان دول العالم مدعوة لممارسة الضغوط على الحكومة الاسرائيلية لوقف الاستيطان ووقف اجراءات التهويد. كما إن أبرز مخاوفي من النوايا العدوانية والتهديدات الاسرائيلية لجنوب لبنان والجولان“.

أضاف: “دولة الرئيس، أود أن أطمئنكم وبلدكم الصديق والجالية اللبنانية في رومانيا الى ان لبنان سيتمكن من عبور ازماته السياسية والاقتصادية رغم الصعوبات. إننا رغم الوقائع الصعبة والتوترات والمشكلات المجاورة والضاغطة، فإن بلدنا حافظ على استقرار امني ونقدي مقبولين، ولبنان الاجدر والاكثر كفاءة في المنطقة على المستوى المصرفي والاعمال للانطلاق بقوة، وهذا الامر يعتمد على رغبة دول العالم باستعادة استقرار الشرق الاوسط. اننا في لبنان اخترنا طريق الحوار والوفاق الذي نأمل ان يعم المنطقة، ونحن نعرف انه في مجال الحوار تحدث احيانا تباعدات او سوء فهم ولكن بالنتيجة لا بد من التفاهم والاتفاق، ولبنان سيكون نموذجا لدول وشعوب الجوار في الحوار. إننا متأكدون ان بلدكم سيعطي ثقته الكاملة بقيامة بلدنا ، وسيدعم من خلال خبراته لبنان في مجال استخراج لبنان لثرواته الطبيعية واولا ترسيم الحدود البحرية، اني اطمئن ابناء لبنان في رومانيا الى ان لبنان ينتظر من ابنائه على مساحة العالم زيادة استثماراتهم وترسيخ علاقاتهم في البلدان التي هم فيها بوطنهم وبناء افضل علاقات الثقة بالمستقبل“.

وتابع: “إني أبشركم جميعا بأن لبنان غدا قادم على أجنحة الارز وسيعود ليخفق قلبه بأبنائه المقيمين والمغتربين وميناء للثقافات كما كان ميناء للابجدية الاولى التي حملتها الاشرعة، والامل في بلدنا يكبر ويكبر بعودة لبنان ليكون جنة الله على ارض الشرق“.

وختم: “دولة الرئيس، أجدد لكم شكري مؤكدا ضرورة بناء افضل نموذج للعلاقات بين رومانيا ولبنان عشتم عاشت رومانيا وعاش لبنان“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى